في مدينة ضاعت ملامحها
شجرة أرملة
عاقر...
بلا ظلٍ
تقف على أطلال الأمس البعيد
نهر عجوز... منسي
يرتعش وتتسارع موجاته كلما مر الحنين.
دار مسنين تروي آلاف الحكايا
قُبرة يتيمة
خاصمتها مقابر المدينة المنسية
طريق طويل.......
طول الحزن
لا يفضي إلى المكان
أرصفة مهجورة
تكسوها الانكسارات
مثقلة بالألم والمواعيد الفائتة
مدينتي الغريبة
ضاعت ملامحها
بين رصاصة... وصرخة... وأشلاء
غزاها الشيب
حفر الزمن أخاديده على وجهها
إزميل قاسِ....
لا يرحم أنينها
غريبة... مدينتي
واليتم يغزو أطلالها
لا غيث ينجي من قحطها
والمسافات طويلة القامة
بينها وبين الأمل
لا حياة لأجنتها
الموؤدة قبل الولادة
لا منارة تهدي إلى شواطئها
والسفن تنتحر في خيباتها
في مدينتي الغريبة
الأفق خانق مطبق على الصدور
لا يتسع لابتسامة
جروحٌ لا تحدوها حدود
نازفةٌ...
متقيحة
وشِباك العناكب يتوسد الأماكن
في مدينة ضاعت ملامحها
ألوانها... عصافيرها
عناقيد العنب
حتى حجارتها
ضاعت....... وضاعت.
*شاعرة كردية سورية مقيمة في أربيل.