}

أميركا لن أغفر لك

دارين حوماني دارين حوماني 26 يونيو 2024

النهر صديق أيضًا

صديق للحياة

الحياة التي تركتها خارجًا، عند باب هذه المدينة

ودخلت

فيها كان النهر سبب حياتي

حيث يمكن لدقيقة صمت أن تُعيدك حزينًا لأكثر وقت...

صمت،

أسمع فيه صوت الموت

ضحايا يتكاثرون

أكثر من نهر، أكثر مما تخيّلت السماء أنها ستخلقه

يمتلئ النهر بأطفال، ضحايا أساطير غير فوقية، غير سماوية

يخرجون

يتنزهون معي

نخطّط سويًا لهدم هذا الكوكب

أخطأت الكيمياء كثيرًا في صنع هذه الأرض

لربما نحتاج كوكبًا آخر يعيش عليه إنسان ما...

لا ضوء في هذه المدينة غير هذا النهر

لا صمت سوى هذا النهر...

 

طفلة أريد أن أعيرها رأسي، علق رأسها بجدار منزل مدمّر في غزة

علق رأسها برأسي

بتاريخ يحاولون تجديل شعره من جديد

تاريخ جديد فيه بحر وموانئ وغاز ومعهد تلمودي...

أميركا لن أغفر لك

هل تعيرني عبارتك يا بوب كوفمان

وأنت تغفر لأميركا حرقها للأطفال، وتقول

أميركا أغفر لك التهام الأطفال السود/ فأنا أعرف مقدار جوعك/ أميركا أغفر لك حرق الأطفال اليابانيين دفاعًا عن النفس/ فأنا أدرك كم كان ذلك ضروريًا...

أما أنا،

أميركا لن أغفر لكِ التهام أطفال فلسطين

لن أغفر لكِ حرق أطفال فلسطين

قنابل ضرورية تخترق الإله نفسه، لشدة لاإنسانيتها

أنا أدرك كم أن إسرائيل ضرورية لكِ عزيزتي أميركا، شركتك المساهمة هي، قلّمتِ مخالبها جيدًا

هل لا يزال يتراءى لأحد ما فيكِ قليل من الإنسانية، علّك تنتبهين؟ تعيدين النظر في مفهوم الزوال؟

لا تشعري بالندم، الرغبة بقتل الأطفال تشدّك من شعرك، أنا أفهمك جيدًا

فلسطين حلوى التاريخ

أرض شبه غارقة خارج الأرض

الأحمر يليق بك فلسطينيتي، الأحمر يحزن، عابر يلقي نظرة عليكِ فيحرق نفسه حزنًا

آرون بوشنل، أميركي أيضًا، ولن يغفر لكِ أميركا

يقول "احتجاجي ليس كبيرًا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتلّيهم... الحرية لفلسطين"...

كلماتي هنا احتجاج سخيف يا آرون أمام عظمة حزنك وكلماتك

ثمة المزيد من الموتى رغم كل حزنك واحتجاجك

أحتاج قافية لتؤلف كلماتي قصيدة، يقولون تحتاج القصيدة للموسيقى، لتصير شعرًا

في فلسطين، يمكن لطفل أن يكون قافية للموت

طفل

موت

طفل

موت

.

.

.

والكثير

من القنابل المتساقطة من طائرات ذكية أميركية الصنع، لإعادة ترتيب أحجار الدومينو

لتقطيع المزيد من الأطفال إلى أشلاء...

طفلٌ يقول: جمعتُ أشلاء أمي ودفنّاها

ما ألذّ ذلك، يقول المذيع الإسرائيلي،

هو يحزن عندما لا يرى قتلى وأشلاء أطفال فلسطينيين كل صباح..

يستحضر سفر صموئيل وقوة الملك داود وهذا يكفي لقتل الفلسطينيين

ولتكن هذه الأرض لكم يا صهيونيّي الحقبة العشرينية،

الأوروبي خطّط/ البريطاني نفّذ/  الأميركي استنفد خشب الصليب...

يتصاعد مستوى الأشلاء الفلسطينية من حقبة لحقبة...

لا صلبان تكفيكم يا أطفالي، يتمّ حرقكم وتقطيعكم فورًا بقنبلة واحدة، زهرة واحدة لحياة أخرى

حتى المسيح يفكّر بما يفعله اليهود مرة ثانية، أكثر من صلب، أكثر من مسمار

فلسطين عدد من صحيفة سوداء تتكرّر كل يوم، أرقام جثث تتراكم فوق أرقام

تقويم نهري ممتلئ بكم

لكنك متضامنة مع الحياة أنتِ أبدًا يا غزة، رغم الحزن الأبدي

النهر من جديد

النهر منحرف عن مساره

جنازات نهرية

أسمع بكاء أطفال، رؤوس زجاجية

يد

قدم

قلب

رأس

صرخات لا أحصيها

ثمة ضحكات أيضًا لا أحصيها، تتخبّط في رأسي كأفكار مذعورة

من أجل معادنك يا غزة كل هذا الصراخ لا يهم

ضروري جدًا 

من أجل ذلك الشمعدان اليهودي

يتساقط منه دم وصلوات

قطعة من سينوغرافيا مسرحية

ورب يتلذّذ بالقتل

لا أثر له أمام كل هذا الموت سوى مزيد من الصمت

هو قطعة أخرى من سينوغرافيا مسرحية

هل من كتاب إلهي لا يحكي عن القتل

كي أؤمن به

كي أؤمن أن هذه الحياة تستحق أن تُعاش

لأني أدرك أن هذا النهر، الإله هو الذي وهبني إياه، لأواصل الحياة

في حياة

لا تستحق أن تُعاش...

 

(مونتريال، 30-3-2024)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.