الفيلم كوميدي اجتماعي رومانسي، من تأليف وإخراج: بيلي وايلدر، بطولة مارلين مونرو – توم إيويل – إيفلين كييس – روبرت شتراوس وآخرين.
تنطلق فكرته من المعتقد الشعبي الشائع ومن نظرية "الهرشة السابعة" التي تقول إن العلاقة الزوجية تواجه في سنتها السابعة عقبتها الأخطر المتمثلة في "حكة" أحد الزوجين ورغبته في تغيير حياته أو خيانة الشريك أو الطلاق.
يتحدث فيلم "سنة الحكّة السابعة" عن الزوج ريتشارد شيرمان، الذي يشعر بالملل والإحباط في علاقته بزوجته هيلين فيرسلها مع ابنه لقضاء إجازة الصيف بعيدًا عنه، ويبقى وحده لمزاولة أعماله سعيدًا بابتعاده عن الحياة الروتينية والكآبة والفتور، وفور سفرهما وبالمصادفة يقرأ كتابًا لطبيب نفسي يؤكد فيه أن المشاعر تتغير بعد سبع سنوات من الزواج وأن الرجل بحاجة إلى التجديد والتغيير. في هذه الأثناء والزوج يعيش مشاعر متناقضة وقلقًا وصراعًا كبيرًا داخله تظهر الممثلة مارلين مونرو في الفيلم فوق منفذ هواء محاولة تهدئة الأطراف المتطايرة بفستانها الأبيض متجهة إلى البناء الذي يقطن فيه الزوج توم إيويل، بينما الناس في الشارع يتأملونها منبهرين بسحرها وأناقتها، وعندما تصل إلى البناء الذي تقصده يتفاجأ بطل العمل بها وبجمالها وخفة ظلها، ويُعجب فورًا بالفتاة الشقراء التي ستقطن في منزل فوق شقته وتُسقط بعض أغراضها نحوه وتذهب إليه لاستعادتها، فيستقبلها استقبالًا حافلًا وحالمًا، ويقضي معها فيما بعد أوقاتًا ممتعة داخل المنزل وخارجه، ويعيش خيالات متوالية ومجموعة من الأوهام وأحلام اليقظة تجاه هذه المرأة الساحرة مما يدخله في تناقض كبير بين أن يخون زوجته أو أن يبقى مخلصًا لها، وطوال الفيلم يعيش هذا الصراع بينما زوجته مطمئنة لإخلاصه وغير مهتمة بمتابعته وغير مصدقة لأوهامه وأكاذيبه التي يدّعي فيها أنه محط إعجاب الكثير من النساء.
وبعد سلسلة من الأحداث المتنوعة والمرحة والصراعات النفسية وبعد أوهامه بأنه قد وقع في حب كبير مع جارته التي لم يحدث بينها وبينه أي علاقة، يقرر السفر إلى زوجته وابنه بعد شعوره بالحنين الكبير إليهما وحاجته إلى لقائهما والعيش بجانبهما. ويودع جارته التي تتفهم ما يحدث بخفة ظل وبساطة وبدون تعقيدات.
أثار الفيلم جدلًا كبيرًا بعد عرضه في الخمسينيات رغم حكايته البسيطة والمتكررة في حياة الناس ورغم حواراته المعبرّة والمختصرة، وقد عالج بقالب كوميدي خفيف وتقليدي العلاقات الزوجية مسلطًا الضوء على نموذجين للنساء: الزوجة الطيبة الرصينة الواثقة بنفسها وزوجها، والمرأة الفاتنة اللعوب، وتميز بالعفوية والبراعة في التمثيل، وهو فيلم يجسّد المرح الحقيقي ويذكر المتلقي أيضًا بضرورة ترك بعض الأفكار في الدماغ أحيانًا بدون البوح بها أو محاولة عيشها.
والفيلم أيضًا عاطفي بامتياز وناقش نظرة بعض الرجال إلى أنفسهم واعتقادهم بأنهم يمتلكون صفات استثنائية تجعلهم مقبولين من النساء، وهذا ما ورد مرارًا في حوارات بطل الفيلم مع نفسه وزوجته، وفي تخيلاته وأوهامه.
أما نظرية "الهرشة أو الحكة السابعة" فقد ظهرت لأول مرة في مسرحية للكاتب المسرحي ومنتج الأفلام والمخرج والممثل الأميركي جورج أكسلرود عام 1952، وشبّه فيها حالة زوج قرر خيانة زوجته بعد سبع سنوات من الزواج وإنجاب طفلين بالمرض الصعب المقلق. لكن الفيلم الذي جاء بعد ثلاث سنوات من عرض المسرحية نجح نجاحًا باهرًا وعُرف ونال شهرة أكثر من المسرحية بكثير.
صُور الفيلم في موقع بمدينة نيويورك وفي مانهاتن ومحطة بنسلفانيا وخارج مسرح ترانس لوكس وأماكن أخرى.
أما بطلة العمل ونجمة هوليوود، مارلين مونرو، الجارة الشقراء الجميلة، فقد لعبت فيه أشهر أدوارها على مدى تاريخها الفني، وأشهر مشاهدها عند مرورها فوق شبكة المترو في بداية الفيلم وهي اللقطة الأشهر في الثقافة الشعبية للقرن العشرين كما وصفها النقاد، اسمها الحقيقي نور ماجين، ولدت عام 1926 بلوس أنجلوس وتوفيت عام 1962 في منزلها وحيدة بعد تردد إشاعات آنذاك عن انتحارها أو تناولها لجرعة كبيرة من المهدئات والمخدرات أو تعرضها لعملية إغتيال سياسي.
وصفها النقاد بأنها ممثلة كوميدية عبقرية، وكانت مغنية ومنتجة أفلام، وكاتبة سير ذاتية إلى جانب التمثيل، ظهرت لأول مرة على الشاشة عام 1947 في فيلمي "شجار على شقراء" و"أعوام خطرة"، وحصلت على جوائز عالمية هامة، وقد قرروا تخليد بصمات يديها وقدميها بفناء الشهرة بمسرح غرومان الصيني في عام 1953 وكذلك في هوليوود على ممر المشاة الذي يضم ألفي نجمة، وصنفها معهد الفيلم الأميركي كسادس أكبر ممثلة أميركية على مرّ التاريخ.
أما الممثل الأميركي توم إيويل والذي أدى دور الزوج المضطرب والمتناقض والحائر، فقد بدأ مسيرته الفنية عام 1928 وتُوفي عام 1994. وهو منتج سينمائي ومسرحي وتلفزيوني وقد نال جائزة غولدن غلوب عن أدائه في الفيلم.
ويُعتبر مخرج العمل بيلي وايلدر أحد أكثر صناع الأفلام براعة وتنوعًا في العصر الذهبي للسينما الأميركية الهوليودية، وكان أول شخص يفوز بجوائز الأوسكار كمنتج ومخرج وكاتب سيناريو عن فيلمه "نهاية الأسبوع المفقودة"، 1945. أنجز أكثر من ستين فيلمًا بين الكوميدي والكلاسيكي، تُوفي عام 2002 بعد تاريخ طويل من الإبداع ونيل الجوائز ومسيرة مهنية حافلة لأكثر من خمسة عقود، من ضمنها فيلمه هذا الذي نال إعجاب النقاد وعشاق السينما بلقطاته ومشاهده المدروسة وأسلوبه البسيط المعتمد على التلقائية والعفوية.
وبالعودة إلى نظرية "الحكة السابعة"، الفكرة الأساسية للفيلم، فإن هذه النظرية كما يؤكد البعض غير علمية، واعتقاد شائع تدعمه بعض الدراسات والأعمال الدرامية والفنية التي تؤكد على أن السنة السابعة من الزواج هي أخطر سنة في عمر العلاقة الزوجية بحكم الأعراض التي تظهر على كلا الشريكين كعدم الرضى والملل والرتابة والحزن، وقد سميت بذلك الاسم نسبة إلى مرض جلدي خطير انتشر في القرن التاسع عشر ويحتاج علاجه والشفاء منه إلى سبع سنوات.
وكان الألمان مثلًا قد أطلقوا على هذه السنة من الزواج تسمية "السنة الملعونة" لتسجيلهم خلالها أعلى معدلات الطلاق، وكما يقول علماء الاجتماع فإن الحياة تؤكد أن لا توقيت محدّدًا للإصابة بهذه الحالة التي قد تحدث بعد سنة أو سنتين، أشهر أو أيام بعد الزواج وهذا يعود للمتغيرات وعوامل كثيرة تتعلق بالظروف الخاصة بكل حالة وبالزوجين والظروف العامة المحيطة.
وقد أُنتجت أعمال درامية عربية عديدة حول هذه الأفكار كان آخرها المسلسل الدرامي المصري "الهرشة السابعة"، وهو لايت كوميدي في إطار إجتماعي، وكان متأثرًا بالفيلم لدرجة عالية.
أما الرقم المثير للجدل 7 فهو يُعتبر رقمًا مميزًا في مختلف الثقافات والأديان، وهناك أعمال أدبية وفنية كثيرة تحمل هذا الرقم: روايات ومسرحيات ومسلسلات وأفلام.