}

جزيرة العميان

أحمد أونيل أحمد أونيل 4 يوليه 2023
ترجمات جزيرة العميان
(بيتر بروغل)
يجتمعون سنويًا في جزيرة لمدة أسبوعين. هم 16 أعمى، فهل ينبغي أن يكون هناك تفسير لرقم 16؟ يكون في صحبتهم مساعدون، لتوصيلهم إلى الجزيرة. يوصلونهم، ويتركونهم هناك، ثم يمضون. وبالطبع، عند انتهاء المدة، يأتون لأخذهم مجددًا. حالتهم الاجتماعية، وشخصياتهم، وتجاربهم مختلفة.

يتسامرون، يتكيفون ـ لمدة أسبوعين ـ على تجاهل قدرهم وقصورهم المشترك. يدردشون بشكل أعمق وأدق وصفًا وغموضًا، وشعرية من المبصرين. في وسعهم تصوير كل كلمة ترد على أطراف ألسنتهم. يتطرقون في أحاديثهم إلى السياسة، والفنون، والرياضة... بل وأي موضوع يخطر على البال، وكأنهم مبصرون بشكل جيد للغاية. وعلاوة على ذلك، يتساءلون عن الوجود في محادثاتهم هذه؛ لأنهم أصحاب "العدمية"، التي تُمَكنهم من غربلة تفاصيل كثيرة ثانوية غير مهمة. كما أن الأحداث، والأشياء، وكل ما يدور حولهم، لها انعكاس مماثل في عالمهم (ليس ضروريًا أن أغمض عيني وأنا أكتب هذه القصة. تمامًا كاستحالة استمتاعهم بقصة عندما يمسكون بورقة فارغة).
كلامهم: صور قوية، ووصف لا مثيل له. ربما هذا هو المدهش. أما المألوف... نعم المألوف.. هو أنك لو ستشرح شيئًا، عليك أن تشرحه بمهارة، وكأن لم يُر مثله من قبل (هل طلب شخص ضرير للملاحة الموجودة على الطاولة يمكنه أن يكون مختلفًا؟ أو هل وصفه لمذاق الملح له ضرورة! المسألة متعلقة بكون الملح بداخل الملاحة. يمكن تكوين رأي متفق عليه بين المبصرين، فيما يتعلق بالملاحة ومواصفاتها و"كم هي جميلة". لكن لو فرضنا أن شخصًا أعمى منسيًا على الطاولة طلب من شخص مبصر تعريف وصف "الجمال"، فسيكون هذا الموقف هو لحظة اختبار اللغة لنفسها. والآن، ستكونون شاهدين على قوة الوصف. طبعًا بشرط أن يكون مرضيًا).
16 أعمى، في جزيرة واحدة، لمدة أسبوعين، وملايين الكلمات، نسمات دافئة تطوف على وجوههم، ثم فجأة تتساقط بضع قطرات من المطر. يقول العجوز الأعمى: "سيهطل المطر". فصوته ـ يبدو بوضوح للآخرين ـ أجش، يتحدث من أقصى أنفه، ومتعب من كل نفس يلتقطه.
يقول الشاب الأعمى: "إنه المطر"، "اليوم أريد أن أبتل".
فيقول شخص ذو صوت مقهقه: "لا". والذي وقتما تحدث، ظن الآخرون أن أغنية ستصاحبه، فهو كامل الأوصاف إلى حد كبير.
غمرهم المطر بمسافة أن وصلوا إلى الكوخ الكبير. حدث ما تمناه الشاب الأعمى. أخذ الرجل العجوز يسعل. وقال: "ها هو"، "لذا لا أريد البقاء في المطر، وإلا.... أتظنون أنني لا أتطلع إلى ذلك!". ثم سعل مجددًا.
قالت السيدة الكفيفة: "أشعر أن الشمس قد نجت من الغيوم. يمكننا أن نخرج لنجف".
قال العجوز الأعمى: "أرجح تغيير ثيابي". ثم تساءل "هل رأيتم مفاتيحي؟". فهم معتادون على ذلك. ليس على السؤال. بل قطعًا إضاعة العجوز لمفاتيحه مرارًا. يناوله أعمى آخر ـ صوته أشبه بصوت طفل ـ سلسلة مفاتيح على طرفها حلقة كبيرة حمراء. تحسس العجوز الحلقة الحمراء، وقال: "لها رائحة مغايرة، فهمت فورًا أنها لكَ. فهذه رائحة الجلد".
فقال صاحب الصوت اللامبالي: "لا تخدع نفسك، هذه رائحة الأحمر. فلكل شخص رائحة حمراء خاصة به".
يقول أعمى آخر، بصوت به نبرة دلال: "ينبغي عليكِ أيضًا أن تغيري ملابسكِ". كان يوجه هذا الكلام إلى السيدة العمياء.
فردت السيدة العمياء: "أصلًا لقد بللتُ للغاية".
فيقول مرة أخرى: "لا بأس، يمكنك أن تغيري ملابسكِ، وحينها ستسعدينا".
قال العجوز الأعمى بغضب ووجه حانق: "عديم الأخلاق! وحينها ستسند أذنك على الباب، وتستمع إلى صوت تغييرها للملابس!".
ضحك ذو الصوت المقهقه بانتشاء، قائلًا: "نعم".
قال آخر: "صدقني، فأنا لم أفعل ذلك من قبل".
فقال ذو الصوت الطفولي: "أحلف يمينًا أنه يمزح، وإلا ألا يعرف أن أجمل ما في المرأة يُرى باللمس!".
تفجرت الواقعة الأساسية في مساء اليوم الرابع، حينما قال العجوز الضرير: "يوجد خائن بيننا".
ـ خائن؟
ـ نعم، بيننا شخص مبصر ويخدعنا.
ـ يخدعنا!
ـ نعم، أنا متأكد من هذا. ما فعله ربما هو الأكثر دناءة في الدنيا. والاختيار الأكثر وضاعة؛ هو يبصر، ويتجول بيننا كالجاسوس. ولكنني أراه.
يسود صمت، حتى استغلق على العميان وصف هذه اللحظة...
ـ حسنًا، ولكن لماذا يفعل ذلك؟
يقول من بينهم أعمى بدين جدًا: "بغرض السرقة". يتعرق بسرعة، وتتسارع أنفاسه، يتحدث بشكل متقطع كاشفًا عن نفسه.
يؤيده العجوز الضرير قائلا: "نعم! هو لص، يسرق تشبيهاتنا وتصويرنا. يكتبها، يدوّنها خلسة، ثم يحوّلها إلى شعر، وكذلك إلى قصص. وهذه الكتابات تباع بشكل جيّد جدًا".
"تباع بشكل جيّد جدًا". يكرر الشاب الأعمى، بنبرة صوت بها تأكيد أكثر من تأييد.
يسأله صاحب الصوت المقهقه: "كيف عرفت ذلك؟".
يرد، وقد بدا على صوته الشحوب: "آآه". "كُنت في المدينة، وبالصدفة وقع في يدي كتاب شعر، أنهيته في جلسة واحدة. كان جميلًا، بل ومألوفًا للغاية؛ مألوفًا لأنه بمجرد أن تناثر الصوت الذي قرأ لي الكتاب في الهواء شعرت وكأنه كان نزيلًا في اجتماع الجزيرة للعام الماضي. كانت السطور لنا، والتشبيهات تشبيهاتنا، والاستعارة استعارتنا. ربما السنة التي سبقتها أيضًا.... نعم. هذا اللئيم الخسيس مندس بيننا منذ سنوات، كل عام..... وكل سنة".
تقول السيدة العمياء: "يسرقنا".
غرقوا في ألم عميق. عقدت ألسنتهم، وحظرت كلماتهم.
فما يمكنه أن يحدث بعد ذلك؟
كنت أعرف واحدًا من بين الـ 16 أعمى، كُنت جاره، وأخبرني بصوت عذب كالماء: "قد وجدناه طبعًا، لم يكن صعبًا أبدًا. على الأرجح، هو من كشف عن نفسه".
إذًا، هل ستحكي لي عما فعلتموه؟
قال وصوته يزينه ضحك خفيف: "لو حكيت، فهل سيجنبنا ذلك الموقف الذي تعرضنا له في الجزيرة؟". "تخيل، أحكي ما حدث، وأنت تصنع منه قصة يومًا ما".




قلت له: "لكن، أنا لا أخدعك. إحكِ لي. فأنت تعلم أنني ذات يوم قد أكتب ما رأيته، والأكثر من ذلك ما سمعته. فالحكي، أو عدم الحكي، متروكان لكَ".
فرد جاري الأعمى: "سأحكي لكَ باختصار: جلس الأعمى المسن حتى الصباح، فكر، وتدبر، وأخذ قرارًا بأن يقوم بعمل امتحان صغير. وكان هذا كل شيء".
"أي امتحان؟". تساءلت بفضول.
"نحن. أقصد الـ 16 أعمى، وليس واحدًا منا فقط، سنقوم بتعريف كلمة بالدور، كما نفعل عادة. ومثلما نصف: الأخضر، والأزرق، وقطرة الندى، والبحر، وحراشف السمك، وابتسامة الطفل".
قلت كاتمًا أنفاسي: "ما هي الكلمة التي قمتم بتعريفها؟".
قال: "الظلام".
الظلام!
في البداية، أراد الرجل المُسن أن يعرف أي كلمة. أنا لا أتذكر أمس، ولكن فلنقل البندق. تمامًا مثل اللعبة، أليس كذلك؟ بل حتى يمكن أن نشبهها بلعبة الكلمات العادية ـ لو نحيت جانبًا التوتر الذي يعتمل سرًا في داخلك، وبتوافر شرط الإبصار ـ وذلك لأن اللعبة فيها ترفيه، والترفيه من وجهة نظري شيء يمكن رؤيته بوضوح. تبتسم عيونكم، وبهذا يمكنكم أن تنقلوا إلى اللاعبين الآخرين رسالة أنكم مستمتعون. مشاركة واضحة، وبنية صافية. تواجدنا معًا هو أكثر شعور ممتع. نعم، أنتم سوية، وتستمتعون بالحياة؛ لأنكم تلعبون، فهل يمكن التفكير عكس ذلك؟ في رأيي، كان هناك شيء آخر، ربما أذى، أو مهمة، فقد لاحظ العميان هذا الأمر. وكذلك أعتقد أنه كان في وسعنا الكشف عن جانب يمكنه أن يحوّل مثل هذا الامتحان المميت إلى متعة. أتاحت لنا ذلك مهاراتنا ومشاعرنا. ومع ذلك، جرحنا! هنالك شخص من بيننا جرح الآخرين. من يكون؟ عجز هذا الخائن أن يقول إنه يرى أفضل منا. أصلًا قد صبغ العمى الموجود بقلبه الجزيرة بالظلام، وحوّلها إلى جهنم. كنا مدركين لذلك. فقبلنا بشروط اللعبة في صمت. فمن رغب أن يعترض!
قد تقول كان في وسعه الانسحاب بهدوء، أو هكذا قد تفكر. ويترك في صمت 15 شخصًا جريحًا! لكن لا. لن يكون شاهدًا ببساطة على هذه التجربة. إضافة إلى ذلك، قد يكون المنتفع الأكبر. قطعًا أنتَ تعرف طائر السمان الذي يرى النور، ولكنه لا يتزحزح من مكانه. كم يبدو ذلك متناقضًا! لقد كنا نحن من دلّه إلى النور، أما هو فقد ظل متسمرًا في مكانه. قمنا بشرح كلمة "بندق" على طريقتنا: له طعم مختلف. يترك إحساس بالدغدغة في الفم. ويمكن أن تُحول حباية بندق واحدة متعة المضغ إلى عادة أبدية.
بعد ذلك، قال الرجل العجوز الحكيم كلمة "طين". في النهاية، هو شقي يتقافز بين الكلمات. فشرح كلمة "طين" في منتهى السهولة بالنسبة لنا كعميان. أقدامنا تألفه أكثر منكم. بلى. فلو أردنا يمكننا تجنبه، على الأقل يمكننا أن نحمي أنفسنا مثلكم من تجمع طيني. لكننا حينذاك لم نستطع رؤيته. هل يمكن أن يوصف الطين باستمتاع إلا بالدعس في منتصفه؟ فوصفه هو تعبير بكلمات لافتة عن امتزاج الماء بالتراب، والكشف عن رائحته، ومراقبة فنائه لحظة بلحظة، وهو متروك في الشمس. يمكنك لمس الطين كما تلمس بندقة. ويمكنك تعريف الطين كما تلامس أوراق الورد وجهك! وقطعًا لا ضرورة لقطع أصبعك لوصف مدى حدّة السكين، ولكن هل هو الشيء نفسه بالنسبة للطين؟ قد يكون "الطين" هو محطة للكلمات التي تجتمع فيها: السكين، والورد، والبندق، غيرها من آلاف الكلمات. هو أصل وجودنا! وعجين الأرض! هي كلمة اختارها الأستاذ عمدًا، وبهذا الاختيار جعل اللعبة أكثر جاذبية، وكأنني أدرك ذلك وأنا أحكي لكَ عن الواقعة الآن.
ـ وماذا عن الكلمة الأساسية؟
ـ مثلما قلت، أتى الدور على كلمة "ظلام". مثل أي كلمة عادية أخرى. همس: يا لها من كلمة خادعة! ففي دنيانا المشتركة يمكن أن تمسك بمرآة، وتقوم بوصف ما تراه. نعم، فالكلمات التي قلتها لكَ من قبل: وردة، سكين، طين، أو بندق، كلها أخوات شقيقات في داخل الظلام. تمامًا مثلنا نحن العميان. ربما قد نُعَرّف نحن كلمة "ظلام" من دون أدنى مبالغة، أو خجل. مثلما قلت، ما تراه في المرآة يكون هو. الظلام يعكسك. الأعمى يرى مثل العميان الآخرين، في كلمات تعبر عن الظلام. فهذه صخرة، أو صرخة طائر النورس، أو مقدمة كتاب. ينبغي أن يوصف الظلام بلا وسيط وبشكل دقيق. وبتاتًا لا يقبل المقارنة. ولا يُخلط بينه وبين أي تشبيه، أو تصوير آخر. فلو كانت صخرة، تكون صخرة، ولكنها ليست مثل الصخرة! بيد أنه فعل هذا. اختلط عليه الظلام!
حينها، قال الرجل البدين: "الظلام هو إغلاق الطاولة، خشخشة التِرتِر، والصمت".
وقال ذو الصوت الطفولي: "الظلام: هو أن يمد لكَ النوم يده".
وأضافت السيدة: "الارتجاف". ومررت أناملها على ظهري.
أما أنا فقلت: "أكتب. وبعدها يعجز قلمي عن الكتابة. هذا هو تعريفي للظلام. نعم. اصطدمت يدي بالظلام. يجب أن يكون الظلام هو المكان الذي تتوقف عنده الكتابة".
قال الرجل ذو الصوت المقهقه: "مساء أتثاءب فيه ويتغلب علي التعب. يكون جسدي منهكًا، وأشعر بإرهاق شديد، وثقل ما! نعم. هذا هو تعريفي للظلام".
في ومضة عين، تشعر أن هنالك صوتًا يحتاج إلى قوة، يجب أن ينتفض قبل أن يقول كلماته، بل وكأنه يستعيد قوته بتنظيف صغير للحلق. وقبل أن تنتقل إلى التالي، تتجمد فجأة عند هذه اللحظة، تمامًا في هذه اللحظة، لاحظنا ذلك. أقسم لكَ، حينما سمعناه يقول: "أكثر حلكة من الليل"، سمعنا بآذاننا، سمعنا وتسمرنا في أماكننا، وكأن على رؤوسنا الطير. كنا متأهبين لخطأه، لكن كشفته مثل هذه الكلمات، والتي ربما تذهب سدى في نقاش عادي. تعرى تمامًا، وانكشف أمامنا. رأيناه أخيرًا.
"أكثر سوادًا من الليل"، فقد خلط بين الكلمات. واختلطت عليه كلمة أخرى خطيرة، وهي: "الليل". كان هذا مفزعًا. الليل قطعًا أعرفه، ولكنني لم أره قط. ولم يره أحد منا (نحن العميان)، فكيف ستشرح مجهولًا بمجهول؟
تسمر الجميع لوقت طويل وكأن على رؤوسهم الطير. أما هو فقد أدرك أنه قد أخفق. انتظرنا، انتظرنا صوت وقع أقدامه وابتعاده، انتظرنا تحوّل خيانته إلى جزاء له، والتي ربما تكون مثل صوت الارتطام بالماء، أو الصخب، أو صوت يشبه صخرة ضخمة متروكة في البحر. كان العميان قد "رموا طوبته" منذ وقت طويل.
انتظرنا....
سألته: "وماذا حدثَ بعد ذلك؟".
ابتسم وقال: "بعد ذلك؟!، لم نره ثانية. لم نره أبدًا. هل تقول إنه قد يعيش بالعار؟ فلو هكذا يعيش، فهل بلعنة العميان، يمكنه أن ينعم بحياة مريحة في دنيا المبصرين! العار لا يُبهر البصر. هل يمكنك أن تقول خلاف ذلك؟".
لم أجب.
كان جاري متوترًا لما مرّ به مجددًا في برودة تلك الليلة. لمست يده، صافحته، وقلت له "وداعًا"، ومضيت. كان الطقس باردًا في الخارج. والسماء توشحت بالسواد من مدة. كانت تقريبًا ليلة خالية من النجمات. وكان الظلام فاحمًا. يمكن أن يقال إنه أكثر سوادًا من الليل ذاته. نعم، كان يمكن قول ذلك بكل أريحية.


أحمد أونيل:
قاص ورائي تركي معاصر ولد عام 1952. برع في كتابة أدب الطفل. يعيش في مدينة إزمير. تخرج عام 1975 في جامعة أنقرة، قسم العلوم السياسية، وفي العام نفسه عمل كفنان ومؤسس في مسرح الطفل بأنقرة. تخصص في كتابة نصوص الإعلانات، وكتب عددًا من نصوص برامج الإذاعة والتلفزيون. فاز بعدد من الجوائز: جائزة صباح الدين علي للقصة، جائزة نصر الدين هوجا للقصة الفكاهية، وجائزة وزارة الثقافة للكتابة المسرحية.


ترجمة: مي عاشور.

مقالات اخرى للكاتب

ترجمات
4 يوليه 2023

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.