}

الإبادة الجماعية وخيانة دروس الهولوكوست

كريس هيدجيز 12 فبراير 2024
ترجمات الإبادة الجماعية وخيانة دروس الهولوكوست
صورة من "هولوكوست إسرائيل" في رفح/ غزة (10/2/2024/الأناضول)

ترجمة عن الإنكليزية: أسامة إسبر.

اتضحت غاية خطة المجال الحيوي، أو ليبنسراوم (تعني بالألمانية مساحة المعيشة)، التي تطبقها إسرائيل في غزة، علمًا أنَّ هذه الخطة نفسها مستمدّة من عملية الإخلاء النازية للأحياء اليهودية. وتهدف إلى تدمير البنى التحتية، والمنشآت الطبية، والصرف الصحي، وموارد المياه النظيفة، ومنع دخول شحنات الطعام والوقود، وتحويل غزة إلى مستودع جثث، عن طريق إطلاق العنان لعنف الأسلحة الحديثة الذي لا يميِّز أحدًا عن أحد في عمليّة قتل وجرح المئات يوميًا، أو التسبُّب في مجاعة ـ تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون شخص يتضورون جوعًا ـ هذا إلى اختلاق بيئة لتفشي الأوبئة والأمراض المعدية، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم. وصار الفلسطينيون مجبرين على الاختيار بين الموت من القنابل والأمراض والمجاعة، أو بين التهجير من وطنهم، وسيصلون في القريب العاجل إلى نقطة يكون فيها الموت كليَّ الحضور، ما يجعل التهجير ـ لأولئك الذين يريدون أن يعيشوا ـ خيارًا وحيدًا.
صرّح داني دانون، سفير إسرائيل السابق إلى الأمم المتحدة، والحليف الوثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإذاعة "كان ريشت بيت" الإسرائيلية أن "دولًا من أميركا اللاتينية وأفريقيا راغبة في استيعاب المهاجرين من قطاع غزة" اتصلت به. وأضاف: "يجب أن نسهّل على الغزاويين المغادرة إلى بلدان أخرى. أنا أتحدث عن هجرة طوعية لفلسطينيين يرغبون بالرحيل". وقال نتنياهو لأعضاء الكنيست عن حزب الليكود: إن المشكلة الآن هي "البلدان الراغبة في استيعابهم، ونحن نعمل على ذلك".
كان الألمان في غيتو وارسو يوزعون ثلاثة كيلوغرامات من الخبز، وكيلوغرامًا واحدًا من مربى البرتقال، على كل من يسجل اسمه "طوعيًا" من أجل الترحيل. وكتب مارك إيدلمان، أحد قادة غيتو وارسو، قائلًا في كتابه "الغيتو يقاتل": "مرت أوقات اضطر فيها مئات الأشخاص للانتظار في طوابير كي يتم ترحيلهم. وكان عدد الأشخاص المتلهفين للحصول على ثلاثة كيلوغرامات من الخبز كبيرًا لدرجة أن وسائل النقل، التي تغادر مرتين يوميًا محملة باثني عشر ألف شخص، لم تعد قادرة على استيعاب الجميع".
شحن النازيون ضحاياهم إلى معسكرات الموت. وسيقوم الإسرائيليون بشحن ضحاياهم إلى مخيمات لاجئين قذرة في بلدان خارج إسرائيل. ويروّج القادة الإسرائيليون باستخفاف للتطهير العرقي المقترح بصفته لفتة طوعية وإنسانية لحل الكارثة التي سببوها. هذه هي الخطة ولا أحد، خاصة إدارة جو بايدن، يريد إيقافها.
كان الدرس الأكثر إزعاجًا الذي تعلّمْتُهُ، وأنا أغطّي الصراعات المسلحة طوال عقدين، هو أننا كلنا يمكن أن نصبح، إذا ما شُجعنا قليلًا، جلادين. ذلك أن الخط الفاصل بين الضحية والمجرم رفيع جدًا. علاوة على ذلك، إن الشهوات الغامضة للتفوق العرقي والإثني وللانتقام والكراهية ولإبادة الذين نشجبهم ونعدّهم يجسدون الشر، سمومٌ لا تقيدها السلالة والقومية والعرق، أو الدين. يمكن أن نصبح كلنا نازيين، ولا يتطلب الأمر إلا نزرًا يسيرًا. وإذا لم نتحلّ بيقظة دائمة إزاء الشر، الذي هو شرّنا، سنصبح وحوشًا كاسرة كمثل الذين يمارسون القتل الجماعي في غزة.
إن صرخات الذين يحتضرون تحت الأنقاض في غزة هي صرخات أطفال ورجال أعدمهم الصرب البوسنيون في سربرنيتسا، وصرخات أكثر من مليون ونصف كمبودي قتلهم الخمير الحمر، وآلاف عائلات التوتسي التي أُحرقت حية في الكنائس، وعشرات آلاف اليهود الذين أعدمتهم وحدات القتل المتنقلة في بابي يار في أوكرانيا. لا ينتمي الهولوكوست إلى الآثار التاريخية، إن المحرقة حية، وتكمن في الظلال التي تنتظر أن يقدح شيءٌ ما شررَ عدواها الخبيثة.
ثمة من حذرونا سابقًا. فهمَ كلٌّ من راول هيلبيرغ، وبريمو ليفي، وبرونو بيتيلهايم، وحنة آرندت، وألكسندر سولجينتسين، التجاويف المظلمة للروح البشرية. لكن هذه الحقيقة مرّة، ومن الصعب مواجهتها. ولهذا نفضّل الأسطورة، وأن نرى في نوعنا وسلالتنا وعِرقنا وأمتنا وديننا فضائل متفوقة. نفضّل أن نجعل كراهيتنا مقدسة. إن بعض من شهدوا هذه الحقيقة الكريهة انتحروا، بمن فيهم ليفي وبيتيلهايم، وجان أميري، مؤلف "في حدود العقل: تأملات ناج من المحرقة وحقائقها"، وتاديوش بوروفسكي، الذي كتب "هذا هو الطريق للغاز، أيها السيدات والسادة". وحين عجز المسرحي والثوري الألماني إرنست تولر عن استنهاض عالم لامبال لمساعدة ضحايا ولاجئي الحرب الأهلية الإسبانية شنق نفسه في عام 1939 في غرفة في فندق ميفلاور في مدينة نيويورك، وعُثر على مكتبه في غرفة الفندق على صور أطفال إسبان موتى. كتب تولر: "إن معظم الناس يفتقرون للخيال. ولو كان في وسعهم تخيل معاناة الآخرين لما جعلوهم يعانون هكذا. ما الفرق بين أم ألمانية وأخرى فرنسية؟ أصابتنا الشعارات بالصمم فلم نتمكن من سماع الحقيقة".




انتقد بريمو ليفي بشدة السرد الكاذب الداعم أخلاقيًا للمحرقة الذي كان قد بلغ ذروته في إنشاء دولة إسرائيل، وهو سردٌ تبناه متحف الهولوكوست في واشنطن العاصمة. قال إن التاريخ المعاصر للرايخ الثالث، يمكن "أن تُعاد قراءته كحرب ضد الذاكرة، كتزييف أورويلي للواقع، ونفيٍ له". وتساءل عما إذا كنا "نحن الذين عدنا" قد "تمكنا من فهم تجربتنا وجعل الآخرين يفهمونها".

بريمو ليفي رأى أن العالم ليس أسود ولا أبيض، بل "منطقة واسعة من الضمائر الرمادية التي تقف بين رجال الشر الكبار والضحايا"


شاهدَنا ليفي منعكسين في حاييم رمكوفسكي، القائد المستبد لغيتو لودش الذي تعاون مع النازيين. باع رمكوفسكي زملاءه اليهود في مقابل الامتياز والسلطة، رغم أنه أُرسل إلى المحرقة في عملية النقل الأخيرة، حيث أُجبر سجناء وحدات العمل اليهودية على المساعدة في حشد السجناء في غرف الغاز والتخلص من جثثهم، وهناك خارج المحرقة قيل إنهم ضربوه حتى الموت كي ينتقموا منه.
يذكّرنا ليفي أننا "كلنا منعكسون في رمكوفسكي، أن غموضه غموضنا، وأنه طبيعتنا الثانية، نحن الحالة الهجينة من الطين المسكون بالروح. يذكّرنا أن حماسه الشديد هو حماسنا، حماس الحضارة الغربية، التي تنحدر في الجحيم وسط عزف الأبواق وقرع الطبول. إن زينتها البائسة هي الصورة المشوهة لرموزنا ذوات الهيبة الاجتماعية". وكما حدث مع رمكوفسكي "أذهلتنا السلطة والهيبة فنسينا هشاشتنا الجوهرية. وسواء أَشئنا أم أبينا، تصالحنا مع السلطة، متناسين أننا جميعًا داخل الغيتو، وأن الغيتو مسوّر، وخارجه يهيمن سادة الموت، فيما القطار ينتظرنا في مكان قريب".
أصرّ ليفي على أن المعسكرين "لا يمكن اختزالهما إلى مجموعتين من الضحايا والجلادين". قال: "إذا اعتقدنا أن نظامًا جحيميًا كالاشتراكية القومية يقدس ضحاياه سنكون سذجًا وسخيفين ومزيفين للحقائق التاريخية، إنه على النقيض من ذلك، يحط من قدرهم، ويخلقهم على صورته". وأشار إلى ما دعاه "منطقة رمادية" بين الفساد والتعاون. ورأى أن العالم ليس أسود ولا أبيض، بل "منطقة واسعة من الضمائر الرمادية التي تقف بين رجال الشر الكبار والضحايا". نسكن كلنا هذه المنطقة الرمادية، ويمكن إغراؤنا كي نصبح جزءًا من جهاز الموت لأسباب تافهة وبمكافآت لا قيمة لها. هذه هي حقيقة الهولوكوست الرهيبة ويصعب ألا نكون مُتحفِّظين بإزاء الكثرة الكاثرة من المقررات الجامعيّة عن الهولوكوست في مقابل الرقابة التي فرضتها إدارات الجامعات، وتحظر جماعات مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، أو مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام". ما نفع دراسة الهولوكوست إذا لم يكن الهدف استخلاص درسه الجوهري، وهو أنه حين تمتلك القدرة على إيقاف الإبادة الجماعية، ولا تفعل، تكون مذنبًا. يصعب ألا نسخر من ما يُدعى "أنصار التدخل الإنساني" باراك أوباما، وتوني بلير، وهيلاري كلينتون، وجو بايدن، وسامانثا باور، الذين يتحدثون بلغة مرائية عن "مسؤولية الحماية"، لكنهم يصمتون حيال جرائم الحرب حين يهدد الكلام مكانتهم ووظائفهم. إن أيًا من "التدخلات الإنسانية" التي أمروا بها، أو ناصروها، من البوسنة إلى ليبيا، لا يرقى إلى حجم المعاناة والذبح في غزة. لكنْ هنالك ثمنٌ للدفاع عن الفلسطينيين، وهو ثمن لا يريدون دفعه. ليس هنالك ما هو أخلاقي في شجب العبودية والهولوكوست، أو الأنظمة الدكتاتورية التي تعارض الولايات المتحدة. كل ما يعنيه الأمر هو أنك تناصر السرد المهيمن. قُلب العالم الأخلاقي رأسًا على عقب، والذين يعارضون الإبادة الجماعية متهمون بتأييدها. يُقال إن من يرتكبون الإبادة الجماعية لديهم الحق "للدفاع" عن أنفسهم. إن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد وقف إطلاق النار، وتقديم قنابل يبلغ وزنها ألفي رطل لإسرائيل تقذف شظايا فولاذية على مسافة آلاف الأقدام هو الطريق إلى السلام. إن رفض التفاوض مع حماس سيحرر الرهائن، وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف ومخيمات اللاجئين وقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين سابقين عراة حتى الخصر يلوحون براية بيضاء وينادون طلبًا للنجدة بالعبرية، هي أعمال حرب روتينية. علاوة على ذلك، إن قتل أكثر من واحد وعشرين ألفًا وثلاثمئة فلسطيني، وتشريد مليونين وثلاثمئة ألف، طريقة "لإنهاء التطرف" الفلسطيني. لا شيء من هذا له معنى، كما يدرك المحتجون في أنحاء العالم كافة.

كريستوفر براوننغ


وُلد عالم جديد، عالم تُنتهك فيه الأحكام القديمة، ولا يتم الالتزام بها، عالم تنفّذ فيه البنى البيروقراطية الواسعة والأنظمة المتقدمة تكنولوجيًا مشاريع قتل ضخمة على مرأى من العالم. وتقوم الدول الصناعية الضعيفة والخائفة من الفوضى العالمية بإرسال رسالة مشؤومة إلى الجنوب العالمي، وأي شخص قد يفكر في الثورة تقول فيها: سنقتلكم من دون رحمة.
سنصبح كلنا فلسطينيين في أحد الأيام. كتب كريستوفر براوننغ في كتابه "رجال عاديون" عن كتيبة شرطة احتياطية ألمانية في الحرب العالمية الثانية كانت في النهاية مسؤولة عن قتل ثلاثة وثمانين ألف يهودي: "أخشى أننا نعيش في عالم تنتشر فيه الحرب والعنصرية في الأمكنة كلها، وتزداد قوة وعدد قوى التعبئة الحكومية وإضفاء الشرعية، ويتضاءل الشعور بالمسؤولية الشخصية بسبب التخصص والبيروقراطية. أخشى في عالم كهذا من أن الحكومات الحديثة التي ترغب بممارسة جرائم جماعية ستنجح على الدوام في مساعيها لتطويع الرجال العاديين وجعلهم جلادين طوعيين لها".




يتلوّن الشر، ويتحول، ويعثر على أشكال وتعبيرات جديدة. أدارت ألمانيا قتل ستة ملايين يهودي، وأكثر من ستة ملايين غجري وبولوني ومثلي وشيوعي ومن شهود يهوه، والبنائين الأحرار، والفنانين والصحافيين، وسجناء الحرب السوفيات الذين كانوا يعانون من إعاقة عقلية وجسدية والمعارضين السياسيين. وانطلقت مباشرة بعد الحرب للتكفير عن جرائمها. ونقلت ببراعة عنصريتها وشيطنتها إلى المسلمين. وبقي التفوق العرقي متأصلًا بقوة في النفسية الألمانية. وفي الوقت نفسه، أعادت ألمانيا والولايات المتحدة تأهيل آلاف النازيين السابقين، وخاصة من الاستخبارات والجماعة العلمية، وفعلت القليل كي تقاضي الذين أداروا جرائم الحرب النازية. تُعد ألمانيا اليوم ثاني أكبر مزود لإسرائيل بالأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة. إن الحملة المفترضة ضد معاداة السامية، والتي تُؤول كأية مقولة تنتقد دولة إسرائيل، أو تشجب الإبادة الجماعية، هي في الحقيقة اعتناق للقوة البيضاء. لهذا تبرّرُ الدولةُ الألمانية التي جرّمتْ بقوة دعم الفلسطينيين المجزرةَ كما فعل العنصريون البيض الأكثر رجعية في الولايات المتحدة. إن علاقة ألمانيا الطويلة مع إسرائيل، بما فيه دفع 90 بليون دولار منذ 1945 كتعويضات للناجين من المحرقة وورثتهم، لا تتعلق بالتكفير عن الذنب، كما يقول المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، بل بالابتزاز.
كتب بابيه قائلًا: "كانت الحجة القائلة إن إنشاء دولة إسرائيلية هو تعويض عن الهولوكوست قوية جدًا إلى درجة أنه لم يصغ أحد إلى الرفض الفوري لحل الأمم المتحدة من قبل الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني". أضاف بابيه: "كانت هنالك رغبة أوروبية بالتكفير. وكان يجب أن تُهمش الحقوق الأساسية والطبيعية للفلسطينيين، وتُقزّم، وتُنسى كليًا من أجل المغفرة التي كانت تسعى إليها أوروبا من الدولة اليهودية الناشئة. كان تصحيح الشر النازي في مواجهة الحركة الصهيونية أسهل بكثير من مواجهة يهود العالم كافة. كان أقل تعقيدًا، ولم يتضمن مواجهة ضحايا الهولوكوست أنفسهم، بل دولة زعمت أنها تمثلهم. وكان ثمن هذا التكفير الملائم أكثر هو تجريد الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية والطبيعية، ما سمح للحركة الصهيونية بأن تطهرهم عرقيًا، من دون خوف من أي توبيخ، أو شجب".
استُخدم الهولوكوست كسلاح منذ اللحظة التي تأسست فيها دولة إسرائيل تقريبًا، وتم الحط من قيمته كي يخدم الدولة العنصرية. وإذا نسينا دروس المحرقة، سننسى من نحن، وما نحن قادرون على أن نصيره. سنسعى إلى البحث عن قيمتنا الأخلاقية في الماضي، وليس في الحاضر، وسنحكم على الآخرين ـ وبينهم الفلسطينيون ـ بدورة لا نهاية لها من الذبح. سنصبح الشر الذي نمقته ونقدس الرعب.


كريس هيدجيز:
صحافي وكاتب أميركي حاصل على جائزة بوليتزر، وقسيس في الكنيسة المشيخية الإنجيلية الأميركية، ومراسل سابق للنيويورك تايمز، وكريستيان ساينس مونيتور، وصحف أخرى. ينشر مقالات منتظمة في موقعه الذي يحمل اسم "كريس هيدجيز ريبورت". ومن آخرها مقاله هذا. من أحدث كتبه "الحرب هي أعظم الشرور"، وهو كتاب يشكل شهادة قوية ومهمة وعميقة ضد الحروب وخطرها على حياة ومستقبل البشرية بوساطة رصد ميداني لوقائع حروب كثيرة في أنحاء متفرقة من العالم، غطاها كريس هيدجيز كمراسل صحافيّ، والكتاب صادر عن دار نشر "سيفن ستوريس بريس".

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.