ترجمة: سارة حبيب
في زمن فرويد كانت النوستالجيا مرضًا منغمسًا في الماضي. اليوم، يمكن أن تكون عاطفة مبهجة تعيد صياغة المستقبل.
في خريف عام 1938، أرسل رجلٌ يدعى ناندور فودور زوجتَه أماريا إلى منزل هامبستيد الخاص بالمحلل النفسي المنفي سيغموند فرويد. استخدمت أماريا، ملوِّحةً بباقة من الزنبق الأرقط، سحرَها لدخول المنزل، ثم راحت، أثناء شرب الشاي، تخبر فرويد كل شيء يخص زوجها ونظرياته في علم النفس والعواطف. كان فودور، المعجب المتعصب إلى حد ما بفرويد، كاتبًا، صحافيًا، صائد أشباح، ومحللًا نفسيًا زميلًا. وكان أيضًا مهاجرًا يهوديًا رغم أنه أتى من هنغاريا لا من النمسا. ولد فودور في أواخر القرن التاسع عشر، درس القانون في بودابست قبل أن ينتقل عام 1921 إلى نيويورك ليعمل كاتبًا. عام 1929، وصل إلى بريطانيا وانغمس في مشهد الثلاثينيات الخارق للطبيعة. وانضم إلى جماعات "روحانية" عدة في لندن، حتى أنه ساهم في صحيفة أسبوعية لمستكشفي الأشباح والجن؛ صحيفة "لايت". في نهاية المطاف، عاد فودور إلى نيويورك، وأصبح مواطنًا في الولايات المتحدة. وعاش مع أماريا ــ التي أصبحت نحاتة ــ وابنتهما، في منطقة أبّر إيست سايد في مانهاتن، قرب سنترال بارك.
كانت لفودور مجموعة من الاهتمامات الانتقائية ــ من الأرواح الشريرة إلى "علم نفس ما قبل الولادة" ــ لكنه كان على وجه الخصوص مأخوذًا بالنوستالجيا (الحنين إلى الوطن، أو إلى الماضي). عام 1949، جمع فودور أفكاره في كتاب "البحث عن المحبوب"، ثم في مقالة "أنواع النوستالجيا" في كانون الثاني/ يناير عام 1950.
كانت النوستالجيا، حتى عهد قريب نسبيًا، تعد مرضًا قاتلًا، وكان فودور جزءًا من أول مجموعة من المفكرين النفسيين الذين أعادوا تصوّرها كعاطفة، وإن يكن مع احتمال أن تسبّب ضررًا نفسيًا. اعتقد فودور أن النوستالجيا كانت شعورًا يخص غالبًا الأطفال والمراهقين، وأنه رد فعل على تغيرات مفاجئة في أسلوب الحياة، أو في المكان. الإفراط في النوستالجيا، إذا تُركت من دون تدخل، يمكن أن يتطوّر إلى حالة عقلية هوسية قهرية تسبّب لمن يعاني منها بؤسًا شديدًا وكدرًا مديدًا. إن أفكار فودور عن النوستالجيا لم تكن ذات أساس في التحليل النفسي الفرويدي فحسب، بل كذلك في تجاربه كمهاجر يكتب في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة.
كانت لفودور نظرة دونية للغاية نحو النوستالجيا والبشر الذين يميلون للانغماس في هذا الشعور. لقد شكّك، بشكل أساسي، بأي محاولة للهروب من الواقع، والنوستالجيا كانت، بالنسبة إليه على الأقل، هكذا تمامًا: رغبة متأصلة بدائية تقريبًا بالعودة إلى موطن المرء الأصلي. وكان قليل الصبر مع النوستالجيين (الشاعرين بالنوستالجيا) غير الناضجين الذين أجرى مقابلات معهم على أريكة المعالج خاصته، معتقِدًا أنهم أناس أنانيون يكرهون "بذل جهود" لأجل الآخرين. لقد اتهم ذوي الميول النوستالجيّة بكونهم عصابيين؛ بشرٌ انسحبوا إلى السرير عند ظهور أي إشارة للتوتر، أو النزاع. ورغم أنه أقرّ بأن المنزل والأسرة النواة ضروريان لعمل المجتمع، اعتقد أيضًا أنهما طريقة هروب يمارسها غير المستعدين، أو غير القادرين، على مواجهة الواقع. في أغلب الأحيان، النوستالجيون "يغلقون على أنفسهم في منازلهم، ويمنعون دخول الآخرين"، بالإضافة إلى كون سعادتهم معتمدة على العزلة.
انتشر هذا التصوير اللاعن للنوستالجيا، ومن هم عرضة لها، عبر جماعة التحليل النفسي بعد الحرب. وأصبح مفكرون من بيروت إلى بوسطن مهووسين بالنوستالجيين وما قد تعنيه مشاعرهم للمجتمع الكوزموبوليتاني الحديث. ربط المحلل الأيرلندي ألكسندر أر. مارتن النوستالجيا بنوازع حيوانات أكثر بدائية بكثير من البشر، مقتَرِحًا أنه شعور نتشاركه نحن البشر مع الحمام الزاجل. كانت النوستالجيا نقيض الأفكار والمشاعر العالية، فهي استسلام إلى "ميل بيولوجي ومتواتر" للعودة إلى الماضي وإلى الطفولة. يمكن للمحلل النفسي الفاعل واليقظ أن يتحكم بالنوستالجيا المعتدلة، لكن قريبتها الأكثر إفراطًا والأكثر إقلاقًا "النوستومينيا" (الهوس بالنوستالجيا، أو هوس الأُبابة، والأُبابة شدة الحنين إلى الوطن) تتسم بـ"تحركات قهرية نحو، وعكس اتجاه، المنزل وكل ما يعنيه المنزل، حرفيًا ومجازًا".
في مقالة نُشرت عام 1954، وصف مارتن واحدة من هذه الحالات النوستالجيّة. أثناء المراهقة، عانت مريضته من حنين شديد إلى الوطن لدرجة أن والديها أخرجاها من مدرستها الداخلية. وعندما كبرت، أصبحت انطوائية ومنعزلة أكثر فأكثر، رفضت أن تغادر منزل عائلتها، واختبرت نوبات اكتئاب شديد. تمت معالجة هذه المريضة بطريقة العلاج بالصدمة والعلاج النفسي المكثف لسنوات، إن لم يكن لعقود. وفي النهاية، في أوائل أربعيناتها، لجأت إلى تحليل مارتن. في ذلك الحين، كانت "شخصًا سلبيًا للغاية، منزويًا... بليدًا، كسولًا". وفي إحدى المراحل، أثناء حديثها إلى مارتن عن ملابسها، قالت: "لا أستطيع أن أفارق تلك الفساتين. فيها شعور نوستالجي. بماذا أتمسك؟ يجب أن أتخلص من الأنقاض التي تعيقني".
استفهم مارتن أكثر عن هذا الشعور النوستالجيّ، فأجابت المريضة: "بمعنى من المعاني، إنه عجز عن مواجهة الحقائق ــ أفكار متمنية ــ يومًا ما سأغدو نحيلة بما يكفي لأرتديها من جديد، لكني أعلم أن هذا سخيف. اشتريتُ ذلك الفستان في بدايات عشريناتي. ولم أتمكن من احتمال مفارقته". هكذا، مستخدمًا هذا الاقتباس كدليل، حدّد مارتن السبب الجذري لمشكلتها: "ظلّت العلاقة بينها وبين أمها على حالها من دون تغيير، الأمر الذي جعلها تبقى فتاة صغيرة". كانت النوستالجيا، من وجهة نظر المحلل النفسي اللبناني دومنيك جياشان، تجليًا لهوس لا واعٍ يشعر به الشخص نحو أمه وعجزه عن التخلي عن النظرة الوردية إزاء طفولته. بالتالي، كان النوستالجيون، أيضًا، مهووسين بأنفسهم؛ نوع من الخبل النرجسي، المنغمس بالذات. وكان مارتن، جياشان وفودور، متفقين جميعًا في هذا الأمر. فوفقًا لأولئك المحللين النفسيين الذين ينتمون إلى مرحلة بعد الحرب، النوستالجيون نكوصيون؛ عاجزون أساسًا عن أن يكبروا، أو أن يواجهوا العالم.
في عام 1949، جمع فودور أفكاره في كتاب "البحث عن المحبوب"، ثم في مقالة "أنواع النوستالجيا" في كانون الثاني/ يناير عام 1950 |
عكست طريقة تفكير المحللين النفسيين بالنوستالجيا ضروبَ قلق ثقافية سائدة. كان فودور قلقًا من أن هذه العاطفة هي بلوى يمكن أن تصيب بلدانًا بأكملها. وأقلقه أنه، إذا انتشر هذا الشكل من العصاب عبر الأمم، فإن منزل الفرد قد يحلّ محله "البلد الأم"، وسيحارب النوستالجيون السياسيون بعناد ليُبقوا أنفسهم بعيدين عن بقية العالم، معزولين سياسيًا وثقافيًا، في نوع من التقوقع المقلِق. لهذا الخوف ارتباطات واضحة بهوية فودور وخلفيته الشخصية. كان فودور قد غادر بلده الأصلي هنغاريا في بدايات عشريناته، ولم يُبدِ كثيرًا من الرغبة بالعودة. عاش في بريطانيا والولايات المتحدة طوال بقية حياته، تزوج امرأة إنكليزية، وأنجبا ابنة في منهاتن. لقد كان، حسب كتابته، مدفوعًا لاستقصاء النوستالجيا بطرح سؤال ملحّ؛ سؤال كان هو شخصيًا عاجزًا عن الإجابة عنه: "لماذا يغدو بلد قديم، ذو حياة بائسة معدمة عادة، عالمًا سحريًا لضحايا النوستالجيا؟". ولا يحتاج الأمر إلى كثير من سعة الخيال لنفكر أن هنغاريا ربما كانت واحدة من البلدان القديمة المقصودة هنا.
في الحقيقة، فودور، الرجل الذي سافر كثيرًا واستقر بعيدًا عن مكان ولادته، لم يكن ميالًا للنظرة المولعة بحب الوطن المفرط، أو الانعزالية السياسية. ومثل كثير ممن عاصروا الحرب العالمية الثانية، شهد فودور النتائج المرعبة للنزعة القومية قصيرة النظر؛ عاطفةٌ كان ينحي باللائمة فيها جزئيًا على الميول النوستالجيّة لأولئك الذين لم يتمكنوا قط من انتزاع أنفسهم من أوهام الشباب والعائلة. ازدهرت الفاشية، وفقًا له، في المجتمعات التي كانت تقاوم التغيير. فمثل تلك المجتمعات كانت تستحوذ عليها القداسة المفترضة للمسكن الأسري، إغراء الوطن الثابت والآثار الضارة المحتملة للحياة الحديثة. احتفى فودور بالأماكن والبشر المتحمسين إزاء احتمالات المستقبل، التطور، والتعاون الدولي. إن تقييمه للنوستالجيا كان مدفوعًا بكره المناطق المنعزلة البعيدة عن التطور (كما رآها) بقدر ما كان التزامًا بمثال أعلى متخيَّل للكوزموبوليتانية.
لم يكن نبذ فودور وزملائه المحللين النفسيين للناس المعرضين للنوستالجيا مفاجئًا أبدًا. فقد كانوا جميعًا ينتمون إلى ذات المحيط الاجتماعي تقريبًا، وكانوا غالبًا ممن يركزون على التطور عن وعي ذاتي، يسكنون المدينة، ذوي مستوى تعليمي جيد، ولا يثقون بالانعزالية الفردية والقومية. كذلك، كانت آراؤهم غالبًا تحتقر جدًا العمال العاديين، لا سيما الذين يعيشون في الريف، أو البلدات الصغيرة. في عام 1965، ناقش المحللان النفسيان مايك نواس، وجيرمي جي. بلات، أن الطبقات الوسطى، التي يُفترض أن يكون تعليمها قد أكد على أهمية التكنولوجيا والتطور، كانت أقل عرضة لأن تصبح نوستالجيّة من "الطبقة الدنيا" التي تركز على الحاضر، أو من أفراد الطبقة العليا "المتمسكين بالتقاليد". بالنسبة إلى نواس وبلات، كان النوستالجيون عاجزين عن التأقلم مع الأزمنة الحديثة والترِندات الجديدة، ما يُدخلهم في حالة نفسية غير طبيعية وضارة.
اعتقد كثير من المحللين النفسيين، لأنهم تجنبوا أن يصبحوا هم أنفسهم ضحايا للنوستالجيا، أن أولئك الذين كانوا أكثر عرضة لها لم يكونوا غير محظوظين فحسب، بل معيوبين على نحو ما، نكوصيين عقليًا، قهريين وعصابيين. توفي فودور جراء أزمة قلبية عام 1964. أقيمت مراسم جنازة ماسونية على شرفه، ونُشر نعي له في صحيفة "نيويورك تايمز". لكن آراءه وآراء زملائه من المحللين في فترة بعد الحرب صمدت. مع هذا، نادرًا ما يكون معلقو اليوم على المسألة واضحين بذات القدر في ربطهم بين الميول النوستالجيّة والسمات المعيوبة العقلية، السياسية، والشخصية. لكن، رغم ذلك، يظل التضمين موجودًا.
بالنسبة إليّ، كنتُ طفلة نوستالجيّة للغاية. أمضيتُ ساعات وأنا أتخيّل نفسي أُنقل بالزمن إلى الوراء. كنت معجبة كثيرًا بروايات إنيد بلايتون، وتوسلت والديّ أن يُخرجاني من مدرسة لندن الابتدائية التسعيناتية، ويرسلاني إلى مدرسة داخلية في كورنوول الخمسينيات. لكن توسلاتي لم تلق جوابًا، فذهبتُ إلى مدرستي الحكومية، التي لا يُرتدى فيها الزي الرسمي، مرتدية يوميًا تنانير ذات ثنيات وبلوزات بيضاء، مستميتةً للعودة إلى عالم لم أقطنه قط. شدتني هذه النوستالجيا إلى الماضي، مغوية إياي بنيل إجازة في التاريخ تلو أخرى. لكن هذا الميل العاطفي لم يتوافق مع المهنة التي اخترتُها. في الحقيقة، عادة ما تكون لدى المؤرخين الأكاديميين نظرة دونية تجاه النوستالجيا ومتّبعيها.
ناقش كتاب مارتن وينر "الثقافة الإنكليزية وأفول الروح الصناعية 1850 ــ 1980" (1981) أن النوستالجيا أصبحت قوة سياسية في أواخر العصر الفكتوري، وأصرّ على أن لهذه العاطفة أثرًا مدمرًا ومسفِّهًا للنفس القومية. النوستالجيا، حسب قوله، "نقلت الهيبة من الابتكار إلى المحافظَة، من الجِدة إلى القِدم، ومن التغيير إلى الاستمرارية". في كتابهما "الماضي المتخيَّل" (1989)، كان كريستوفر شو، ومالكوم تشيس، أكثر وضوحًا: "من بين كل طرق استخدام التاريخ، النوستالجيا هي الأكثر شيوعًا، إنها تبدو الأكثر براءة، وهي ربما الأكثر خطورة". كما زعما، ما يجعلهما شبيهين قليلًا بالمحللين النفسيين من منتصف القرن، أن "متلازمة النوستالجيا" هي "عارض لوعكة معاصرة". شعرَ جورج كي. بيلمر على النحو ذاته، مقترِحًا في مقدمته لكتاب "استمراريات فريدة" (2000) أن جنوح النوستالجيا يمكن بسهولة أن "ينزلق إلى إفراط عاطفي مُغثٍ".
اليوم، يرى كثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن النوستالجيا تتعارض في جوهرها مع التقدم. زعم بيلمر أن النوستالجيا "يمكن أن تعيق المستقبل، وتنفي إمكانية التغيير المُثمِر". وفي كتابها الرؤيوي "مستقبل النوستالجيا" (2001)، صورت سفيتلانا بويم هذا الشعور على أنه سقطة في الملكات العقلية النقدية. النوستالجيا، بالنسبة إليها، تخلٍّ عن المسؤولية الشخصية، "عودة للوطن خالية من الشعور بالذنب، إخفاقٌ أخلاقي وجمالي". إنها "أساسًا تاريخ من دون شعور بالذنب... شيء يغمرنا بالفخر بدلًا من العار"، كما يكتب مايكل كيمين في كتابه "أوتار الذاكرة الغامضة" (1991). إن النوستالجيا، وفقًا لعالم الاجتماع يانيس غابرييل "أحدثُ أفيون للشعوب"؛ شيءٌ يتيح لهم أن يُغيّبوا أنفسهم عن ضغوطات وخصائص الحياة الحديثة. النوستالجيا، كما تكتب روث ماكدونالد وآخرون عام 2006، "يمكن أن تُستخدم لشيطنة الحاضر من قبل أولئك الذين يسعون لمقاومة التغيير".
لفترة من الزمن، تشربتُ أنا ذاتي هذه النسخة من النوستالجيا. قطعتُ روابطي العاطفية مع التاريخ، وطورتُ علاقة جديدة أكثر تشاؤمية مع الماضي. أصبحتُ أكاديمية صلبة قاسية الفؤاد تزدري الإفراط العاطفي. لكني مؤخرًا، لا سيما أثناء تأليف كتابي عن النوستالجيا، قررتُ أن أعتنقها من جديد. وبدلًا من تلك النظرة للنوستالجيا، ألهمني مؤرخون، مثل إيميلي روبنسون، التي تناقش أن علينا أن نفهم على نحو أفضل الإغراء العاطفي لعمل تاريخي؛ "مباهجه". ليس على النوستالجيا أن تكون محافِظة، مسفِّهة، أو مفرطة في العاطفية. بالأحرى، ضروب التعبير عن النوستالجيا هي إحدى طرقِ إيصال رغبتنا بالماضي، استيائنا من الحاضر، ورؤانا حول المستقبل. إن نسختي من النوستالجيا ستكون مبهجة، خلاقة، وتقدمية.
هامش:
(*) أغنس أرنولد فورستر: كاتبة ومؤرخة وحاصلة على دكتوراه في تاريخ الطب، تعيش في لندن. عملت في "مركز تاريخ العواطف" في جامعة الملكة ماري في لندن. من كتبها: "مشكلة السرطان: الورم الخبيث في بريطانيا القرن التاسع عشر" (2021)، و"النوستالجيا: تاريخ عاطفة خطيرة" (2024) الذي تستمد منه هذه المقالة.
رابط النص الأصلي:
https://psyche.co/ideas/in-psychoanalysis-nostalgia-was-a-sickness-it-neednt-be?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTEAAR0bxTRZbrJ7ZJdc7mKB39GlMc4ikeSnNDN__mRI0O1IHiyOY18UdMRRGu8_aem_AZCFqiJODebgVUFp2ZY2wxMJywB-L6Bs5UhXLod9UseCK8r0zysF-l8RQdmZ0rMT_3EC5LJwckQvZdU5zuhC8d5d