}

أميمة الخليل في مونتريال: غزة وفلسطين وجعنا

حوارات أميمة الخليل في مونتريال: غزة وفلسطين وجعنا
أميمة الخليل خلال الحفل (Ⓒ Yakimo Bohio)


ثمة سيناريوهات للحياة قد نجدها بين مفترقات الموت التي تخترقنا يوميًا، هي غزة، تطلّ علينا من نافذة أخرى في مونتريال بكندا، هو "مهرجان العالم العربي" Festival du Monde Arabe الذي يحمل شعار حنظلة في عامه الخامس والعشرين، في وقت كان من المفترض أن يتم الاحتفال به بربع قرن على انطلاقته إلا أن مدير المهرجان جوزيف نخلة آثر أن تكون البرمجة مخصّصة لأصوات من أجل فلسطين "لإفساح المجال للأعمال والفنانين الذين يتشاركون معنا شعورنا بخيبة الأمل، فهذه الذكرى لا تشبه أي ذكرى أخرى" كما جاء في بيان المهرجان الذي حمل شعار "سوء فهم: 25 سنة من الأحلام الملوّنة" Méprises, 25 ans de rêves en couleurs.

انطلق المهرجان في 25 تشرين الأول/ أكتوبر ويستمر حتى 23 من الشهر الحالي، وهو المهرجان السنوي الذي يزداد حضورًا عامًا بعد عام، وتشهد من خلاله مسارح "حي الفنون" Place des Arts وسط مونتريال على حضور عربي وعالمي بارز يحقق أولى الشروط الإنسانية عبر التقارب الثقافي بين أطراف المجتمع الكندي من أصول كندية وأصول عربية.

ومما جاء في بيان المهرجان:

"كيف يستجيب العالم لهذا الدمار الوحشي؟ ألا يرى ما يحدث، يومًا بعد يوم، هذه الكارثة المستمرة، هذا المشهد المأساوي من الرعب الذي لا ينتهي؟ القنابل، والطائرات بدون طيار، والجثث المشوهة، والأجساد المشوهة، ودموع الألم على أحبائهم الذين فقدناهم إلى الأبد. والاستجابة لهذه الصور - للصرخات اليائسة، وصراخ الحزن والحداد - هي صمت رهيب يصم الآذان. هل هو اللامبالاة؟ العمى المتعمد؟ أم الخوف من وحشية إنسانيتنا؟ وفي الوقت نفسه، يستمر الغبار المتصاعد من الأنقاض في تغطية المقابر الجماعية للضحايا المجهولين، مثل رغوة موجة عنيفة تضربهم. هل لن يحيي أحد ذكرى خسارتهم؟ لقد كنا نحلم بالألوان لمدة 25 عامًا، فقط لندرك أخيرًا أننا وقعنا فريسة لوهم. لقد أعمانا بريق العالمية والرؤية الطوباوية للتنوير، والتي تلاشت مثل سراب الصحراء. لقد تصدعت الواجهة، وتراجع العالم المتحضر المزعوم إلى صمت خانق. خيبة الأمل. فقط حنظلة الصغير، شخصية ناجي العلي البريئة، بقي واقفًا وسط الدمار، ظهره إلى الخلف. إنه الرمز النهائي للأمل، لأن الأمر يتطلب روح طفل لمواصلة البحث عن الجمال وخلق الفن بينما تنهار جدران العقل من حولنا... في عالم حيث لم تكن الحاجة إلى الوحدة والعدالة والعقل والإنسانية أكبر من أي وقت مضى، اليوم، تعرّضت هذه المبادئ المزعومة لهجوم عنيف، وتم التلاعب بها بلا مبالاة قاتمة واستنزاف معناها. إن هذه الأصنام الباهتة، هذه الكلمات التي كانت في يوم من الأيام مصدر إلهام ورفع من معنويات كل من تمسّك بها، أصبحت الآن مجرد أدوات قمع، يتم استغلالها والتلاعب بها في خدمة القسوة العشوائية للجغرافيا السياسية. هل خُدِعنا جميعًا؟ أم أننا كنا نخدع أنفسنا؟".

ملصق المهرجان وعدد من فعالياته


يتضمن المهرجان ندوات حول التاريخ والعنف والهويات الممزقة في فلسطين والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، وفعاليات فنية وموسيقية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفلسطين، منها "غزة، الواقع المتغيّر"، كيف يكشف العنف المستمر في غزة عن التحالفات الحقيقية التي تشكل السياسات الغربية، وهي التحالفات التي تتناقض بشكل مباشر مع المبادئ المعلنة لاحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان". ويسلط الأكاديمي الجامعي في جامعة كيبيك في مونتريال رشاد أنطونيوس الضوء على قضية رئيسية في الصراع: استيلاء الحركة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية. ويقدّم أحد مؤسسي منظمة الأصوات اليهودية المستقلة في كندا فابيان برينسي تحليلًا نقديًا للصهيونية والسياسات الإسرائيلية. ويتأمل عالم الأنثروبولوجيا جيل بيبو، مؤلف كتاب "أنساب العنف: الإرهاب: فخ الفكر"، في قضية العنف.

ومن الفنانين المشاركين الفلسطينية ناي البرغوثي، والجزائري عبد القادر شاعو، واللبنانية أميمة الخليل، والعراقي نصير شمة، والجزائري كمال بناني، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أبرز الفنانين. ويتضمن المهرجان عددًا من المسرحيات منها، أوبريت "بيّاع الخواتم" للأخوين رحباني، يقدّمها المصمم طوني يزبك وفرقة الأرز، والعرض المسرحي في الكوميديا التأملية "كيف تعيش مع قطعة أثاث؟" لنقولا فتوح. ومن الأفلام المعروضة في المهرجان فيلم "يلا غزة" للمخرج رولاند نورييه Roland Nurier، وفيلم Gaza mon amour للمخرجان عرب وطرزان ناصر، وفيلم "إن شاء الله ولد" للمخرج أمجد الرشيد، وفيلم "أرزِه" Arzé. وتسلط المجموعة السينمائية  R21 aka Restoring Solidarity الضوء على عالمية النضالات التحررية، مع بناء جسر بين اليسار الياباني والمقاومة الفلسطينية.

أميمة الخليل خلال الحفل مع المغنية الجزائرية ليلى بورصالي والمغنية التونسية روضة عبد الله


وشاركت الفنانة أميمة الخليل ليل السبت الفائت في حفل غنائي ضمن فعاليات المهرجان جمعتها مع المغنية الجزائرية ليلى بورصالي والمغنية التونسية روضة عبد اللـه، في غناء جماعي ومنفرد، أمسية حضرت فيها فلسطين كاملة، "يا وطن الشهداء"، "بكتب اسمك يا بلادي"، "عصفور طل من الشباك"، "طرقات وضجيج"، وغيرها من الأغاني الملتزمة بالقضية الإنسانية الأساس، فلسطين. كما غنّت أميمة "سلامات" وهي أغنية جديدة ستطلقها قريبًا للجمهور.

وشارك الفنان نصير شمة في حفل موسيقي ليل الأحد الفائت بمجموعة من مقطوعاته الموسيقية.

كان لنا حوار مع أميمة الخليل ومع نصير شمة، وهو حوار منفصل ومتصل في آن معًا، إذ كان لنا حديث معهما عن فلسطين ولبنان وإنتاجاتهما، وعن المهرجان الذي قرّرت إدارته هذا العام اتخاذ موقف إنساني جريء يشكّل تحدّيًا في كندا، وسط بروز أصوات معارضة للتأييد الفلسطيني وما قد يؤثّر على الدعم المالي للمهرجان.  

هنا الحوار مع أميمة الخليل.

(*) تشاركين في مونتريال ضمن مهرجان العالم العربي الذي يرفع شعار حنظلة هذا العام، ما الذي يعنيه لك أن تشاركي في مونتريال وبمهرجان يوجّه تحية إلى غزة هذا العام في كل برمجته؟

لا يمكننا الهروب من الحقيقة، تتغيّر الحياة ويتغيّر الأشخاص لكن الحقيقة تبقى هي الحقيقة بأن هذا البلد اسمه فلسطين وأنه يوجد شعب فلسطيني وتاريخ وأمة وحضارة، هذه الحقيقة لا يمكن تزويرها، سنبقى نقولها، وسنقولها في الأغنية. بالحروب وبالمعارك نحن نخسر كثيرًا ولكن أين يمكن أن نهرب من الشمس، هل يمكن الهروب من الشمس؟ فلسطين ستبقى موجودة على الخريطة، نقول هذا الموقف هنا في كندا وفي لبنان وفي أي دولة.

خطوة المهرجان مهمة جدًا، شعار حنظلة هو موقف يُسجّل للمهرجان. واتخذ المهرجان هذا الموقف رغم أن المزاج العام في كندا، الإعلامي تحديدًا، ضد هذا الموقف، ولكن الشعب ليس كذلك. الناس دائمًا مع إنسانيتهم، كما رأينا على المسرح ليلة أمس كيف تفاعل الجمهور كلما ذُكرت فلسطين، هذا موقف إنساني، هو جمهور متحيّز لإنسانيّته، ليس فقط لأجل فلسطين، إنها إنسانيتنا، ولا يمكن الهروب من هذا الموقف. ويُسجّل حقيقة للمهرجان أنه أصرّ رغم كل التحدّيات اللوجستية والمادية هذا العام لأجل هذا الشعار، تحية له أنه استطاع أن يصمد وأن يقدّم العروض التي جاءت كلها تحت هذا العنوان.     

(*) شاركتِ مع المغنية الجزائرية ليلى بورصالي والمغنية التونسية روضة عبد اللـه، في غناء جماعي ومنفرد، فكيف وجدت هذه التجربة وخصوصًا أن الغناء الجماعي لا يُظهر خصوصية كل صوت منفردًا؟

كانت تجربة رائعة، أنا من الأشخاص الذين يعرفون كيف يشتغلون مع مجموعة، فهذه هي تربيتي، وعندي قناعة لا تتغيّر أن الإنسان وحده يمكن أن ينجز نجاحًا ولكن لا يمكن أن يستمر النجاح بدون جهود أو حضور من أشخاص آخرين. أحيانًا نوفّق بأن نشتغل كجماعة وغالبية الوقت لا نوفّق أن نعمل سويًا، لأن أنانية الفنان تطغى. كنت تعرّفت إلى روضة في تونس، ولم يكن عندي شك أني سأتوافق معها واقترحت اسمها على المهرجان، فنانة لديها رسالة وفكر وموقف في فنها، أما ليلى فلم أعرفها من قبل، ولكن أخبروني أني سأرتاح معها، وهذا ما حصل. كنا مجموعة متجانسة ومتعاونة جدًا لتحقيق الفكرة، وليس لعروضنا الخاصة، ثلاثتنا كان هدفنا العرض Libertada "التحرير" من أجل فلسطين، ليس لاسمي ولا لاسم أي واحدة منا. إضافة إلى دور الموسيقيين وتحديدًا الموسيقار هاني السبليني الذي وضع جهدًا خارقًا لإنجاز الحفل، لأنه عمل كبير متشعّب العناصر والتفاصيل، يحتاج وقتًا أطول للتمارين، وقد استطاع هاني أن يحققه بوقت قياسي. وتحية له هنا، لأنه كنزي المخفي والمعلن. 

(*) ماذا تقولين لفلسطين ولغزة اليوم، ونحن نشهد على تحوّل أكثر تطرفًا في المجتمع الإسرائيلي نحو إنكار الفلسطيني تمامًا وسلبه أبسط حقوقه أكثر وأكثر؟

غزة هي وجعنا، فلسطين هي وجعنا، ونحن في لبنان نتحول لنشبه هذا الوجع، لم نصل إلى حدود الهول في غزة، إنما نحن في هول، معيب أن يُسكت عنه. أقول لفلسطين ولشعبها الصامد فيها إنه سيبقى دائمًا أشخاص يرفعون هذه القضية وصحيح أن الكثيرين خذلوكم ولكن لا تفكروا أن الشعوب خذلتكم، الشعوب كلها مع فلسطين ومعكم، أما النظام العالمي الجديد الذي خرّب الكرة الأرضية فهو متمادٍ، ويتمادى فيما يفعله من أخطاء وكوارث بحق المدنيين.

(*) إلى أي مدى ترين أنه يمكن للفن أن يساعد في إيصال أصوات أطفال فلسطين إلى العالم؟

يساعد كثيرًا. هذه هي وظيفة الفن، أن يكون له موقف في الإنسانية، وأن يحمل جمالية وتقنية في طرح هذا الموقف وهذه القضية، وليس كخطاب. الفن مؤثر ودائم الحضور والدعم لهذه الفكرة ولا يسمح لها أن تموت. بالتأكيد الفن يجعل القضية حية، ولذلك قلت مساء أمس إن أوطاننا هاربة منا، وضائعة، إنما إلى أن يكون عندنا وطن دائم، نحن وطننا هذه الأغنية وموقفنا هو هذه الأغنية. 

(*) مسارك الغنائي لم يتغير، منذ بداياتك، فلسطين هي في قلب أعمالك، كيف بدأ ذلك، ما هو مردّه بالأصل؟ وهل تندمين عليه؟

بدأ هذا المسار بتربيتي في البيت، أهلي ناس عروبيون ويحبون هويتهم ويعتزّون بها، منذ كنت صغيرة، بدأت أتابع الأحداث وأتأثر. عند احتلال الجنوب اللبناني كنت بعمر صغير ولكني كنت أرى ما يحدث وكيف يتفاعل أهلي مع الأحداث ويتكلمون عنها. بدأ وعيي باكرًا جدًا أمام وجود احتلال أرض وظلم شعب، ولما قررت الغناء، كان في بالي مسرحيات الأخوين رحباني التي تحمل رسائل إنسانية، ومثلها أغنيات السيدة فيروز. أردت أن أكون بمكان يتقاطع مع هذه الفكرة ومع هذا المسار، أن للفن رسالة وأنه يقول قضية للإنسانية، وهو ليس عبارة عن أغنية للرقص. التزامي بفرقة الميادين مع مارسيل خليفة كرّس هذا الالتزام. أصبحت مقتنعة تمامًا بما أفعله، وأصدّقه كثيرًا، وأنا فخورة بأن يكون اسمي مرتبطًا بالقضية الفلسطينية، ولا زلت إلى الآن أصدّق هذه القضية ولن أتخلى عمّا يقوله صوتي لها، ونذرت هذا الصوت لفلسطين ومقارعة الاحتلال.

أميمة الخليل وهاني السبلاني يتوسطان روضة عبد الله وليلى بورصالي في ختام الحفل


(*) ألم يكن ذلك تحدّيًا في زمن كان الشعب اللبناني تحديدًا متعبًا من الاتجاهات الوطنية والفلسطينية في المغنى؟

طبعًا، كل شيء نقوم به في حياتنا هو تحدٍّ. ربما جذوري "البعلبكية" من قرية صخرية في الجرود أثّرت على تكويني، ربما رأسي يشبه هذه الصخور. التحدّي يزيدني إصرارًا، وعندما يوضع أمامي العراقيل أزداد إصرارًا وخصوصًا إذا كان الشخص مقتنعًا بالشيء الذي يقوم به. أنا على قناعة تامة من الشيء الذي أغنيه، لا يمكن أن أرى نفسي في مكان محايد أو ساكت. كيف يمكن أن نسكت عما يحصل في فلسطين وفي غزة تحديدًا، هذا ينعكس على كل ما هو حولنا، ونحن قريبون جغرافيًا من فلسطين، وينعكس على الإنسانية بشكل عام، حتى لو كان مكاننا بعيدًا عن فلسطين، في كندا أو أوروبا او أستراليا، سينعكس بطريقة أو بأخرى. أنا مقتنعة بأن أقول "لا" للخطأ. تريدون المياه، نتقاسمها، ولكن لماذا هذه الممارسات اللإنسانية والوحشية! وماذا بعد؟ كيف ستعيش كمحتل في بيئة وأنت تربي فيها كرهك، أن يكرهك صاحب الأرض! كيف ستعيش بسلام في مكان سيبقى فيه من يقول لك: هذه أرضي. سيأتي أطفال ويقولون لك: هذه أرضي. ربما لهذا السبب يقتلون الأطفال، كي لا يأتي جيل ويقول هذه فلسطين. ولكن الحياة ستستمر وسنرى إن كان سيبقى شعب يقول هذه فلسطين، الفلسطينيون لن ينتهوا وستبقى هذه الأرض اسمها فلسطين.   

(*) أين تتجه خياراتك الفنية اليوم؟

أنا لا أفصل إنسانيتي عن فني، هي لا تنفصل والذي فصل بينهما أعتقد أنه أخذ قرارًا وهو غير مرتاح لهذا القرار. إنما ربما أُجبر على اتخاذ هذا القرار حتى يعيش في المطاعم أو في السهرات الخاصة كي يسترزق. الطبيعي هو أن يكون الفن ملتزمًا بالإنسان.

(*) بالنظر إلى الذائقة الموسيقية والفنية العربية بشكل عام، التي تشهد نوعًا من الانحدار، أين تكمن مشكلة ذلك؟

في الإعلام أولًا الذي لا يقدّم ولا يعرض للجمهور ما يخدم قضايا الإنسان؛ هذا نراه حاليًا مع السوشيال ميديا وكان الوضع قبل السوشيال ميديا كذلك. كنا نشاهد برامج تحكي ثقافة وموسيقى وكانت غنية جدًا بما يعزّز المستوى الثقافي. ولكن ما حصل فيما بعد أن شركات الإنتاج عمّمت نمطًا واحدًا على كل الشاشات، وهذا برأيي سياسة مقصودة، وهنا بدأ الانحدار، وهناك أشخاص لم يأخذوا موقفًا بذلك بل ساهموا فيه. هذا لا ينعكس عليّ كأميمة الخليل، هذا ينعكس على مجتمعاتنا ككلّ، وهنا تكمن الجريمة بحق الأجيال. صرنا الآن في الحضيض. مع العلم أننا كلما وصلنا لنقطة قلنا إننا في الحضيض نكتشف أننا نذهب في حضيض أعمق.   

(*) لديك أغنيات تعتمدين فيها فقط على الصوت، صوتك وصوت الكورال، منها أغنيات ألبوم "صوت"، تجربة الغناء بدون موسيقى ألا تشكّل مغامرة كبيرة؟

صحيح، وأنا من المغامِرات، حتى عندما أنجزت "مطر" قبل "صوت" مع أوركسترا سمفونية، كان التسجيل بثًا حيًا، وكانت مغامرة. وهذا ما يخلق تحديًا لي. أنا لا أركن، أقول لنفسي: هل سأبقى عند "عصفور طلّ من الشبّاك"، أريد أن يتحدّاني أحد ما في التأليف ويأخذ صوتي لمجالات أعمق وأبعد. وهنا يجب أن أوجّه تحية لمن وضع ألحان "صوت" وهو مارسيل خليفة. ومارسيل يختار نصوصه حتى لو كان عندي نص معين أود غناءه، قد نشترك أحيانًا في اختيار نفس النص، وهذا ما حدث ذات مرة معنا. وأوجّه تحية لكل الشعراء الذي شاركوني "صوت"، ولموزّع ألبوم "صوت" إدوار طوريكيان، وللمايسترو الذي حمل هذا العمل معي وهو بركيف تسلاكيا، وبركيف يحمل جبالًا على أكتافه، هو جبل بحدّ ذاته. أعتبر ألبوم "صوت" محطة مهمة جدًا بمسيرتي.

(*) لبنان اليوم يشارك فلسطين وجعها، ماذا تقولين عن ذلك، وماذا تقولين للّبنانيين؟

أقول قلبي على لبنان، نمضي أيامنا نسأل على الأهل والأصحاب. نحن على حافة الموت، وعلى حافة الحلم كما دومًا.

وأقول للّبنانيين أن نحافظ على الوعي. جرّبنا الحروب، جرّبنا كل أنواع المعارك، ورأينا كيف أن الحروب لا تودي إلى أي مكان ينتصر فيها أحد. أتمنى أن نحافظ على هذا الوعي ونتحمّل بعضنا كي نخرج من هذه الأزمة. وأقول إنه صار الوقت كي نفكر بطريقة مغايرة كي نواجه هذا العدو، مع وجود السلاح. السلاح هو شيء آخر في مواجهة هذا العدو. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.