لا تكسر الزجاج لتسمع ما وراءه.../ الزجاج سريع البوح.../ لا تثقبه بعينيك،/ ولا تضع أذنك على صدغه.../ ثمة حاسة أخرى/ تجيد تصفيف الخطوط البعيدة/ وإغواء الأصوات الأكثر بعدًا...
أيتها الشجرة/ لماذا لم تجيبي على رسائلي؟/ لماذا ضيّعتِ بريد المطر؟/ هل تشابهت عليك الجهاتُ؟/ فراهنتِ على بياض القلب/ هل ما زالت الزرازيرُ تنقرُ فروتكِ بكلّ بهائِها الغضِّ؟/ أيتها الشجرة/ هذه الأسدافُ أمنياتٌ مستحيلةٌ/ طفولةُ حلمٍ يرتجفُ على الهوامش...
لا أبحث عن نهايات عظيمة للقصيدة/ لا أرغب في تدوين الحقيقة كلها/ لا أفكر حتى بتشذيب الكلمات/ هكذا أترك حضيرة أيامي/ مفتوحة الأبواب والشبابيك/ تدخل الحروف حين تريد/ وتغادر أيضًا، متى شاءت/ الكتابة حقل كبير من الشك.
(طريق): في الطريق إلى المنفى/ بحثت عن خطاي لم أجد سوى/ دموع السابقين وخيباتهم/ فبكيت لأعالج جرحًا/ لا شفاء منه.
أتمشّى في قدم كهل/ وأحتاج فعلا إلى حجرة واسعة في ذاكرتي/ إلى استعادة لقب كنّا نرميه جزافًا/ على حرّاس المزارع الخضراء/ وهم يمنعوننا من قطف برتقال "السّٓواني"/ قبل أن ترميها الشّجرة/ أيها الأوغاد، كنّا نقول لهم...
ارْقِــنِي... بـتسابيحِ اللَّمس/ اتلُ على خَرَسِ الأجساد/ صَلاةَ الصَّرَخَات/ أطلِقْ سَراحَ الفساتين/ فقد عاشرَ الصَّعْبُ دُولابَ الفَرح/ وذلكَ العِطرُ الأبيضُ/ يُبادلُ المِعْصمَ شهيَّةَ البُكاء/ احْمِلني/ فالحُزْنُ كَسرَ رَهافةَ العظم/ بفأسِ وعود/ اطلِ قُماشَ العمرِ/بلونِ عينيكَ القُزَحي