هذا العالم جريمة جغرافية/ نحن ضحايا التكوين/ أبطالنا شركاء في الجريمة/ قرروا الحرب باسم المقدّس/ إعمار الأراضي هي فكرة وهمية/ خدعة فطنتها الملائكة/ "سفك الدماء"/ الحزن البشري موجود مع كلّ الوعود/ إنّه ليس شيئًا يمكنك علاجه بالأفيون.
لم أعد أستخدم صوتي/ أصبحت لدي حيل جديدة/ كأن أعد الشاي/ أو أكنس المنزل. أسمع صوت الناي/ رغم كل الكتل الإسمنتية من حولي/ أشاهد قريتي رغم كل هذه التماثيل التي تثرثر/ أشم خبز أمي/ رغم أن قلبي يحترق.
أنظر إلي من ثقب المفتاح/ أينا خارج السجن/ أنا هنا/ أم أنا هناك؟/ بكاء كأنه عواء/ يستذئب دمي في عينيك/ يا أخي المفلس/ هذا الحجر.../ بما أغراك؟!
مكسور الخطى/ مقوس الظهر/ أجر ورائي ضباب السنين/ ووخز الحنين/ مكسور الخاطر/ أدفع كل شيء إلى الأمام/ أناطح السحاب/ ولا يردني باب.
قصائدي الأولى عن الرسوم واللوحات، بدأت بها منذ أواسط عقد السبعينيّات، أي في السنوات الّتي بدأ فيها الشعر يزاحم الرسم في سلّم أولويّاتي، ويأخذ، شيئًا فشيئًا، مكانته المتقدّمة فيها. وكأنّي كنت أجسّر للمرحلة الّتي صار الشعر يحوز على اهتمامي كلّه.
أيّها اللّيل الشريد فوق مصباح الورد/ أيّها العمر المختبئ في عينيها/ أيّها الزمن النائم في حديقة صغيرة/ سأروي لك أسطورة لم تتنزّل بعد/ يا أوّل حرف في دفتر قصائدي/ وآخر كلمة نزفت على شاطئ البحر/ يا أوّل المرايا وآخر اليقين.