وهيَ رؤيةٌ تحمل كثيرًا من المنطق الديالكتيكيّ القويم وفقَ نظرياته وَقوانينه الأساسية الكبرى، مثل قانون "الانتقال من التَراكمات الكميّة إلى التبدّلات النوعيّة"، وطبعًا قانونيّ صراع الأضداد وَنفي النّفي (أو سلب السّلب).
من ناحيَتي، فإنَّ ما أقصدُهُ من عِبارة "ما أشبهَ اليومَ بِالبارحة" داخل سراديبِ عنوان المقال، ليس التصادمَ مع قوانين المادية الجدليّة عند ماركس وأنجلز، وَلا التّعارض مع المثاليّة الجدليّة عند هيغل، بل التأكيد على أن ديدَن الاستعمار واحد، وَأساليبه متشابهة، ولَنا في تجربة نضال قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش (1888 ـ 1982) وَمقاومته الانتداب (الاستعمار) الفرنسي، والبطْش الذي واجهَ فيه ذاك الانتداب هذه الثورة، وفي تجارب ثورية أخرى كثيرة وَطرائق تعامل المستعمرين معها (جرائمُ الاستعمار الفرنسي بحقِّ الشعب الجزائريِّ نموذجًا)، خيْر دليلٍ على أن أُسَّ العقليّة الاستعماريّة واحد، وَجذورَه واحدة، ووحشيّته واحدة، ولا أخلاقياتِهِ واحدة، وَنَوازعَهُ الجُرْميّة واحدة.
أمّا لماذا تجربة نضال سلطان باشا على وجهِ التّحديد، فلأنَّ صاحب صيحة "الدين لله والوطن للجميع" من عشّاق آذار/ مارس شهر الصعود الجليّ الذي وُلِدَ فيه (سلطان باشا من مواليد الخامس من آذار/ مارس 1888) وَرحل فيه (رحل في 26 آذار/ مارس 1982)، وَبالتالي كان من حقّه علينا، وَقبل أن يَطوي شهر الربيع والأمّهات وَالنيروز والشِّعر وَالكرامة أيامَه، أن نسْتذكره وَنعاين في حضرةِ مقامِهِ العالي، ما فعله العدوّ الاستعماريّ في القرن الماضي، وَما يفعله العدوّ الصهيونيّ في القرن الحالي.
أبيٌّ بِالفطرة
وُلِد سلطان باشا الأطرش أبيًّا بِالفطرة، رافضًا للظّلم منذ نعومةِ أظفارِه، وقبلَ أن يقارعَ الفرنسيين، قارعَ قبلهم جنودَ الدولة العثمانية في زمنِ انحسارِها وتحكّم العسْكر في مصائِرها، ليس لأنَ عسكرَهم أَعدموا والدَه، ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل الثاني، مؤسس المشْيخة الطرْشانية، بل لأنّ الحُر يرفض العبوديّة. وحين التقط، وهُو الذي لا تنقصهُ النّباهة، أنّ مَنْ قارَعوا العثمانيينَ لا يفكّرون بمقارعةِ الفرنسيين، تركهم لِقناعاتهِم وأجنداتِهم وَعاد لقريتِه القريّا وحوْلها صلْخد والكَفر والعْفيني والمَزرعة وَنواحي السّويداء جميعها، وَهناك في هذا المنْجم الخصب لِصناعة الرِّجال، عقد العزم على أن تحيا سورية كريمةً حُرّةً متخلّصةً من عفنِ الاستعمار وَتطاوله على الحقوق وَالحُرُمات، وَاعتداءاته على أهل البلد ومسّه بالقيمِ وَالعادات وَالكرامات. فعل ذلك وَبدأ يجمع حوله الرجال وَالسلاح لِقناعته الرّاسخة أن ما أُخذ بالقوّة لا يُسترد إلا بالقوّة (من أقوالِهِ: "الحق يُؤخذ ولا يُعطى، فَلنأخذ حقَّنا بحدِّ السيوف، وَلنطلب الموت تُوهب لنا الحياة"). حافزُه كان إيمانَه العميق بِالله وَالحقِّ وَالوطن، ومحرّكُهُ كان شربَهُ البَسالة وَالشجاعة والفِداء مع الحليب، كان يكفي أن يَسْتوقفه أحد أبناء وطنه من قريةِ العْفيني، وهو في طريقه للقريّا قادمًا من السّويداء.
وَقد تفاقم الظلم وَعدوان المستعمرين الفرنسيين على قوتِ الناس وكراماتِهم وحقوقِهم بالحريةِ والاستقلالِ، ويصدحُ على مسمعه قائلًا: "يا سلطان يا لا الموت في سبيل الحريّة"، ليتيقّن أن أبناء شعبهِ أصبحوا جاهزين للمشاركة في ثورة كبرى ضدّ المحتلّ الفرنسيّ، وأنّ ما ظلّ يجوسُ به منذ رحيل الأتراك وَحلول الفرنسيين مكانهم بعدَ أن قسّموا مع البريطانيين بلاد الشام، قد حانت ساعةُ صفرِه.
إلى السلاح... إلى السلاح
صُدقيّةُ سلطان وقوّة عزيمتِهِ وإِباءُ طبعِهِ جمع حوله الرجال من مختلف مكوّنات النسيج المجتمعيّ الطائفيّ المذهبيّ السوريّ، كما شجّع ثوارًا غير سوريين من العراق، وبلاد الشّام، والجزائر، وبلاد عربيّة أُخرى، على الانضمام إلى الثورة التي باتت تحمل اسم الثورة السورية الكبرى، كما حملت ثورة الحسين بن علي اسم الثورة العربية الكبرى، خصوصًا بعد الانتصاريْن الماحقيْن الساحقيْن اللذيْن حققهما سلطان وَمن معه في معركتيّ الكَفر وَالمزرعة في عام 1925، وَاستشهاد شقيقه مصطفى في أُولاهِما. معركتانِ كشفتا، إضافة إلى كشفِهما عن شجاعة سلطان الأطرش ووطنيّته وقوميّته، عن قدراتِه التخْطيطية لِلمعارك وإدارةِ الحروبِ وَالمواجهات بين الثّوار بوصفهم مقاتلين غير نظاميين، والعدوّ بوصفه جيشًا وعتادًا ودبابات وطائرات وبطشًا وانعدام ضوابطَ أخلاقيّة، أو قانونية. وهي قدرات أبدع فيها على المستوييْن التكتيكيّ والاستراتيجيّ.
بعدَ الانتصاريْن (انتصار الكَفر في 22 تموز/ يوليو 2025، وانتصار المزرعة في مطلع آب/ أغسطس 2025) عُقِدَ مؤتمر ريمة الفخور بمشاركةِ وطنيينَ ومجاهدينَ من مختلف مدن سورية ومن بلدان عربية محيطة بها، وقد تكلّل المؤتمرُ بإصدار بيان الثورة الأول في 23 آب/ أغسطس 1925:
"إلى السلاح أيها الوطنيون... إلى السلاح تحقيقًا لآمال البلاد المقدّسة... إلى السلاح أيها الوطنيون وَلنغسل إهانة الأمّة بدمِ النّجدة وَالبطولة... إلى السلاح وَلنكتب مطالبنا المشروعة هذه بِدمائنا الطاهرة كما كتبها أجدادنا من قبلنا... إلى السلاح وَالله معنا... وَالإنسانية معنا... وَلتحيا سورية حرّة مستقلّة". (سلطان الأطرش، قائد الجيوش الوطنية السورية العام).
الأبيُّ بِالفطرة ظلّ مخلصًا للثورةِ فكرة وَنهج عمل ورباطَ جُهوزيّة، رافضًا مختلف العروض، حتى عرْض أن يصبح رئيسًا/ حاكمًا لدولةِ جبل الدروز، وَغيرها من العروض والمُغريات، وعندما تحوّل ترغيب الانتداب إلى ترهيب، واسْتقدمَ المحتلُّ الفرنسيُّ عشرات آلاف الجنود من مشارق الأرض وَمغاربها (خصوصًا من مستعمرات فرنسا الأفريقية)، غادرَ سلطان متمسكًا بِحلم الثورة إلى مدينة الأزرقِ الأردنيّة التي اختارها لِقربها البليغِ من سويداءِ قلبِه، ومن هناك كان يحرّك سرايا الثورة وَالمقاومة على شكل مجموعات صغيرة من ثلاثة أو أربعة ثوار يتسلّلون عبر الحدود يكرّون وَيعودون.
لم ينسَ ولا مرّة لا القريّا، وَلا كلَّ سوريّة، لا في الأزرق ولا في وادي السّرحان، ولا في أيّ مكان.
كان سلطان الأطرش، كما يصفُه الكاتب اللبنانيّ صقر أبو فخر: "من بين كبار القادة العرب الثائرين الحقيقيين، الذي، وحْدَهُ ربّما، لم يَحْتَجْ يومًا إلى التّمجيد؛ فهو المجد مجسّدًا. وَطوال حياتِهِ المُثيرة والثَّائرة كانت المهابةُ تهابَه حقًا. وهذا الرجل الفريد وَالنّادر لم يُدانه أحد من قادة التاريخ العربي الحديث في طلب الحرية لِوطنه، وَالصبر على المكارِهِ وَمواجهة الضَّيْم، وفي النَّزاهة وَالزهد وَاحتقار المكاسب والترفّع عن المناصب. وفي جميع مراحل حياته كانت الشجاعة دأبَهُ، والإِقْدام ديدَنُه، والكرمُ من فُضلةِ يدِه. وَيكفيه أنه كان على رأس طلائع الجيش العربي الذي دخل دمشق في 30/9/1918، وَرفع علم العروبة فوق ساريةِ سَراي دمشق" ("ضفّة ثالثة"، 29 أيلول/ سبتمبر 2023).
قَتَلَةٌ بِالوراثة
البطشُ المجرِمُ الذي واجهت به فرنسا ثورة التحرير السورية، يجعلنا نعرف حقّ المعرفة الجذور التي نبت منها البطشُ الصهيونيّ المُجرِم. فبعد هزيمتهم النكراء في معركة المزرعة التي قتل فيها الثوار آلاف الجنود الفرنسيين، مقابل استشهاد 250 مجاهدًا منهم، وبعد استيلاءِ الثّوار على: عشرة مدافع، 40 رشاشًا، 2000 بندقية، 100 جمل، 20 ألف قذيفة ومليون طلقة، (نطّت) فرنسا و(ما حطّت)، وفي رواية أُخرى (شاطت وغاطت)، فإذا بها تتحوّل من دولةٍ تدّعي الحضارة، وتدّعي أنها حطّت رحالَها في ديارِنا كي تعلّمنا و(تنجّرنا)، وأنّ عاصمتَها هي عاصمةُ النّور، إلى طُغمةٍ مجرمةٍ دكّت بالطيرانِ بيوت المدنيينَ الآمِنين (ما يجري في غزّة اليوم)، وخرّبت حقول المحاصيل في الغُوطة والسّويداء وغيرها لِتجويع النّاس (ما يجري في غزّة اليوم)، وَقتلت النساء والأطفال (ما يجري في غزّة اليوم)، وَحاولت بثّ الفتن والدعايات الكذّابة بين الناس وبين الثوّار (ما يجري في غزّة اليوم)، وَاعتقلت آلاف السوريين من الثوار ومن غيرهم خصوصًا من حاضنتهم الشعبيّة لِيضغطوا عليهم وَيكسروا شوكةَ صمودِهم (ما يجري في غزّة اليوم)، ترويع الآخرين كي لا يفكّروا مجرّد تفكير بالالتحاق بركبِ الثوّار، ومن الأمثلة على ذلك: عَرْضُ ضحايا مدنيين من قرية المْليحة السوريّة في ريف دمشق مقطّعي الأوْصال والادّعاء أنهم من المقاتلين (ما يجري في غزّة اليوم)، وَطلبت هُدنة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أمور استعمارِهم لسوريّة، مُوهِمين الآخرين أن تلك الهُدْنةِ هي لَعيون المدنيين الفلسطينيين، عفوًا أقصد السوريينَ، فَما أشبه اليوم بِالبارحة!
أما البطولات فَنبعها واحد، ففي حين كان أبطال الثورة السورية الكبرى يقلِبون الدبابات بأيديهِم، أو يُغلقون فوّهاتها بحطّاتهم (عُقُلهِم أو قَضاضهِم) فها هم اليوم أحفاد عز الدين القسام وَأبطال المقاومة الفلسطينية يَقترِبون حتّى مسافة الصّفر منها، ثم يضعون فوقها عبوّة العمل الفِدائيّ.
المجرمون على اختلافِ أسمائهم وَلون عيونهم يورّثون بعضهم بعضًا المقولة الخسيسة "إحرق الغابة... كلَّ الغابة، إن شككتَ مجرّد شكوكٍ أن داخلَها وَعْلًا"، والثوّار من أوّل الزمان حتّى آخِرِ الزمان يسْقون غابات بلادِهِم بِدمائِهم الزكيّة النديّة الطاهرة، مِسْكٌ ظلّ يتسلّل عبْر الترابِ وَالماء وَالهواء، منتقلًا من عام إلى عام، وَمن عَقْدٍ إلى عَقْد، وَمن قرنٍ إلى قرن، حتى وصل عبيرُه فلسطين كلَّ فلسطين من رأس النّاقورة حتى أمّ الرشراش وغزّة كلّ غزة من بيت حانون حتى رفح، فإذا بِالثوّار أبناءُ حياة، والمجرمين المُغتصبين المستعمرين الغاشمين أبناءُ موتٍ وخرابٍ وفتكٍ بكلِّ أسبابِ الحياة.
تقاطعٌ جليٌّ بين الثورة السورية الكبرى بعشرينيات القرن الماضي، والثورة الفلسطينية الكبرى هذه الأيام. في هذا السياق، يكشف صقر أبو فخر، في المقال الذي أشرنا إليه أعلاه، وَالمنشور تحت عنوان "أين مذكرات سلطان باشا الأطرش؟" عن معلومة تعْنينا كثيرًا في سياق موضوعِنا هُنا، وهي معلومة تتعلّق بدعم سلطان باشا لِثورة الريف الفلسطيني ضد الانتداب البريطاني، حيث يرد في مقالِهِ ما يلي: "لا بد من الإشارة إلى أن عبد الرزاق خليل عثر لدى جدّته صبرية خليل قبلاوي (زوجة القسّامي سعيد الحسن، وَوالدة كل من خالد الحسن، وَهاني الحسن، وَبلال الحسن، وَعلي الحسن، وَمسعود الحسن) على مراسلات بين سلطان الأطرش وَسعيد الحسن تتضمّن معلومات عن إرسالِ سلطان الأطرش بنادقَ وذخائرَ وأموالٍ إلى المقاتلين الفلسطينيين في ثورة 1936، مع أن سلطان الأطرش كان منفيًا خارج بلاده في تلك الحقْبة، والأحوال المالية للثوار كانت عند حدّها القليل القليل"... أَفليس في هذه المعلومة إِشارةً كافيةً إلى إدراك سلطان الأطرش المبكّر الفَطين أن ملّة الاستعمار واحدة، وهي ملّة تقوم تعاليمُها على اعتماد السّلب والنّهب والقتلِ والتّرويع والتّجويعِ والتّدميرِ والتّهجيرِ مبادئ وأسفارًا وَمواثيق مقدّسة؟ أليس ما قدّمه لِثورة 36، دليلٌ على أن مصيرَنا واحد، وَأحلامَنا واحدة، وأن الدافعيّةَ واحدة عند أبناء شعوبنا العربية الواحدة لو أتيح لها التعبير عن هذه الدافعية من دون قمعٍ واعتقالاتٍ وتشكيكٍ وتهمٍ جاهزةٍ ناجزة؟
أليسَ سلطان هُوَ مَن طلبَ تشكيلَ جيشٍ عربيٍّ لِدحرِ الصهاينةِ بعدَ نكبةِ عام 1948؟
بِماء بَرَدى
في أيامِهِ الأخيرة، كتب سلطان باشا الأطرش وصيةً موزونةً بِميزان الذّهب، منقوعةً بِماء بَردى، إليكُم نصّها مِسكَ خِتامٍ لِهذا المقال وَهذا المقام:
"إخواني وَأبنائي العرب...
عزمتُ وأنا في أيامي الأخيرة، أنتظر الموت الحق، أن أخاطبكم مودّعًا وموصيًا. لقد أوْلتني هذه الأمّة قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم، فنهضتُ بأمانةِ القيادة وطلبتُ الشهادة وأديتُ الأمانة. انطلقت الثورة من الجبل الأشمّ جبل العرب لِتشمل وتعمّ، وكان شعارها: "الدين لله والوطن للجميع"، وأعتقد أنها حققت لكم عزّةً وفخارًا، وللاستعمار ذُلًّا وانكسارًا.
وصيتي لكم، إخوتي وَأبنائي العرب هي أن أمامكم طريقٌ طويلة ومشقّةٌ شديدةٌ تحتاج إلى جهاد وَجهاد: جهاد مع النفس وَجهاد مع العدو. فَاصبروا صبر الأحرار وَلتكن وِحدتُكم الوطنية وقوةُ إيمانكم وتراصُّ صفوفِكم هي سبيلَكم لردّ كيدِ الأعداء وطردِ الغاصبينَ وتحرير فلسطين. وَاعلموا أن الحفاظَ على الاستقلالِ أمانةٌ في أعناقِكم بعد أن مات من أجلِ هذه الغايةِ آلافُ الشهداء، وَسالت للوصولِ إليها الدِّماء... الدِّماء. وَاعلموا أن وحدةَ العرب هي المَنَعة والقوّة وأنّها حلمُ الأجيالِ وطريقُ الخَلاص. واعْلموا أنَّ ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، وأنَّ الإيمانَ أقوى من كلِّ سلاح، وأنَّ كأسَ الحنظلِ في العزِّ أشهى من ماء الحياة مع الذُّل، وأنَّ الإيمانَ يُشحَن بالصبرِ ويُحفَظ بالعدلِ ويُعَزّز باليقينِ ويُقوّى بِالجهاد. عودوا إلى تاريخِكم الحافلِ بِالبطولات، الزّاخرِ بالأمجادِ لأنّي لم أرَ أقوى تأثيرًا في النفوس من قراءة التاريخ لِتنبيهِ الشّعور وإيقاظِ الهِمَمِ لِاستنهاض الشعوب، فَإذا بِها تظْفر بحريّتِها وتحقِّق وحدتَها وترْفع أعلامَ النّصر.
واعْلموا أن التقوى لله والحُبَّ للأرض، وأنَّ الحقَّ منتصرٌ، وأنَّ الشرفَ بالحفاظِ على الخُلُق، وأنَّ الاعتزازَ بِالحرية، والفخرَ بِالكرامة، وأنَّ النهوضَ بالعلمِ وَالعمل، وأنَّ الأمنَ بالعدلِ، وأنَّ بالتعاونِ قُوَّة.
الحمد لله ثم الحمد لله. لقد أعطاني عمرًا قضيته جهادًا وأمضيتُهُ زهدًا، ثبّتني وَهداني وَأعانني بِإخواني، أسأله المغفرةَ وبِهِ المُستعان وهو حسبي ونعمَ الوكيل. أمّا ما خلّفتُه من رزقٍ ومالٍ فهو جهدُ فلاحٍ متواضعٍ تحكمهُ قواعدُ الشريعةُ السَّمْحاء".