}

الياس الرحباني شاهد أخير على الزمن الجميل.. "وداعًا للعباقرة"

دارين حوماني دارين حوماني 6 يناير 2021
موسيقى الياس الرحباني شاهد أخير على الزمن الجميل.. "وداعًا للعباقرة"
إلياس الرحباني (1938 - 4 كانون الثاني/ يناير 2021)

"الله والموسيقى توأمان"، ردّدها دومًا الياس الرحباني (1938)، أحد ثالوث البيت الرحباني حيث يقيم لبنان الجميل. صاحب الابتسامة الدائمة، الخائف دومًا من السفر، الخفيف في حضوره، وفي موسيقاه التي تعبر بيننا كطائر شفاف يلقي سكينته علينا قبل أن يسافر حزينًا على وطن لا يتعرّف فيه سلاطينه على مبدعيه. وكما تخلّى عام 2020 عن العديد من المبدعين افتُتح عام 2021 بفقدان الياس الرحباني، قائد الأوركسترا والملحن والموزّع الموسيقي، الذي غيّبه الموت صباح الاثنين الفائت عن ثلاثة وثمانين عامًا بعد عشرة أيام من إصابته بفيروس كورونا، وكان أصيب بالزهايمر منذ عامين، ما أفقده ذاكرته تدريجيًا، وأبعده عن الحياة الموسيقية.


الموسيقى تقاوم الزمن
"تبقى الموسيقى هي الأولى التي ستحقّق ميزة مقاومة الزمن، والاستمرار والخلود، لأن الموسيقى تخلق ولا تكتشف فهي تتقاطع مع مفهوم الخلق"، هكذا كان يفكر الياس الرحباني في الموسيقى "التي في جيناته" والتي التمستها روحه منذ كان في الرابعة من عمره، كان يصغي إليها من بيتهم المحاذي لمدرسة الراهبات في أنطلياس؛ "كنت أعتقد أن تلك الأصوات تأتي من الطبيعة، وترجع إليّ تلك الموسيقى في كل يوم مع شروق الشمس". وفي الخامسة من عمره توفي والده حنا الرحباني فنشأ الفتى في رعاية أخويه عاصي الذي يكبره بسبعة عشر عامًا ومنصور الذي يكبره بخمسة عشر عامًا: "كان البيت صغيرًا وكنا ننام جنب بعضنا البعض". لم يحب الياس الرحباني المدرسة "فهو واحد من أفراد القبيلة الرحبانية التي لم تكن يومًا على علاقة جيدة مع المدرسة، وظلّ يتكاسل حتى صار عبقريًا"، كما يقول عنه أخوه منصور. عاش الياس الرحباني في مناخ موسيقي مع الأخوين عاصي ومنصور ومع أخته الكبرى سلوى التي كانت تعلّمه العزف، ثم على أيدي الأستاذين الفرنسيين ميشال بورجو على البيانو، وبرتران روبيار على التأليف والهارموني، ضمن دروس خاصة له. وكان في الوقت نفسه يتلقّى التعليم الموسيقي في البيانو والهارموني والتأليف الموسيقي في الأكاديمية اللبنانية للفنون وبعدها في المعهد الوطني للموسيقى بين الأعوام 1945 و1958 وهو العام الذي قرّر فيه السفر إلى روسيا لمتابعة دراسته الموسيقية فتعرّض لحادث في يده اليمنى أجبره على التوقف عن العزف، فاتجّه إلى التأليف الموسيقي والتلحين. في ذلك العام سينضمّ إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ليؤلّف أربعين أغنية واسكتشًا في عمل يروي مغامرات طريفة بعنوان "صياد الحلوين" وسيكون مشرفًا على عدد من البرامج فيها. لن يتأخر صاحب "عازف الليل" كثيرًا حتى ينال ثقة أخويه فيسلّمانه يد فيروز لتغنّي من ألحانه "حنا السكران" و"الأوضة المنسية"، و"يا طير الوروار"، و"قتلوني عيونا السود" وغيرها العديد من الأغاني، كما المشاركة في تلحين أغنيات من أعمالهما المسرحية: "المحطة"، و"ميس الريم"، و"لولو"، وكتب لها عددًا من الأغاني منها "كان عنا طاحون" و"ياي ياي يا ناسيني". أراد "الأخوين الرحباني" لثالثهم أن يخلق كونه الخاص، وخصوصًا أنه كان يميل إلى الموسيقى الغربية. يقول إلياس الرحباني عن أخيه منصور: "بعد أن سألته هل هناك شخص يستطيع عمل جميع أنواع الموسيقى من تلحين وأوركسترا وأوبرا وسيمفوني؟ سكت منصور ثم قال: نعم هناك شخص، فسألته مستفسرًا عمّن هو، فقال: أنت".


أول لحن
لكن اللحن الأول الذي وضع الياس الرحباني على درب المبدعين كان في عام 1961 وهو "ما أحلاها"، سمعه نصري شمس الدين فقال له: "هذا لي"، وتبعه "يا قمر الدار" لوديع الصافي. وفي العام التالي سيلتحق الياس الرحباني بالإذاعة اللبنانية ويصير مسؤولًا عن القسم الغربي فيها ومخرجًا موسيقيًا، وسيكون ذلك العام نقطة التحوّل في حياته. سيقدّم ألحانه لصباح في عدد من الأغاني منها "كيف حالك يا أسمر"، و"شفتو بالقناطر"، وسيقدّم ألحانه في درب اللانهائية لأكثر من ثمانية وتسعين مغنيًا منهم سمير حنا وملحم بركات وماجدة الرومي وجوليا بطرس وباسكال صقر وآخرين، كان يقدّم فيها لكل منهم ما يليق بصوته موسيقيًا، وسيكون أبرز تعاون له مع هدى حداد، شقيقة فيروز، والتي ستقدّم من ألحانه عددًا من الأغاني منها "بيني وبينك يا هل الليل" التي كتبها الأخوين الرحباني، هناك سيترك بصمات أنامله في أحضانهم وسط الحقول الخضراء التي عرفها ذلك الزمن الجميل.
دخل الياس الرحباني عالم التلحين ومعه عالم الكتابة الشعرية، دخله غزيرًا ومنتصرًا على كل ما قيل عنه إنه يقدّم موسيقى شعبية وموسيقى غربية وموسيقى تجارية، لم يأبه، أسّس بدون تردّد، كطفل يركض في الطبيعة الواسعة، لتيار الأغنية اللبنانية الغربية والتي تدمج بين الألحان الغربية والشرقية بعفوية وبدون تعقيد وببساطة تشبه روحه الطفولية، احتفظ برصيده من الأخوين فـ"شرّق الغربي" و"غرّب الشرقي"، مال نحو موسيقى الشعوب، وللأغنية الفرنسية والبوب، وخاض موجة "الفرانكو آراب"، وشجّع ابنه غسان، فيما بعد، في تبنّيه موسيقى الروك، وكان الياس الرحباني في كل ما قدّمه موسيقيًا متكاملًا وشموليًا، كجسر يوصل الحضارات ببعضها البعض، بصمت وبدون ثرثرة، "صرت أتلمّس في روحي الشرقية مزيجًا من العصرية والأصالة فاشتغلتها وسرت بها". وخلال رحلته المشغولة بإحساس عالمي، قدّم الرحباني أكثر من 6500 لحن لأغنية ومعزوفة، قدّم الأوبرا والطرب والشعبي، موسيقاه تتكلم وتبث صورًا من عالم آخر، كانت متفاوتة لكنها كانت قادمة من أرض أخرى، فيها حفيف الأوراق الخضراء واليابسة، يخلطها بتأنٍ وبسلاسة وحب، فقدّم للعمالقة واحتضن العديد من المغنين غير المحترفين وكذلك للشباب، لأنه عرف كيف يقدّم لهم ما يلائمهم، وهذا ما كان يثير جدلًا، ومنها تقديمه لحنًا للفنانة هيفاء وهبي في أغنيتها "بدي عيش" في عام 2005.
اشتغل الياس الرحباني على أعمال موسيقية صافية رغم أنه كان يعرف أن العربي لا يحب الموسيقى الصافية، فكانت أولى ألحانه "موزاييك الشرق" (1972)، وتبعتها كلاسيكيات أخرى منها "عازف الليل" (1978)، و"لا تقل وداعًا" (1996)، و"أليغرو" (1998)، و"روندو" (1999)، وL'amoureux De Paris  (2002)، وBonjour Colette  (2008). أطلق ما يسمّى بـ"الموسيقى الكونية" التي يجدها الجميع شرقًا وغربًا قريبة من تلك الأمكنة الدافئة في الذات.



في المسرح
 
 

لطالما كان الياس الرحباني يحزن لأن حقه مهدور لبنانيًا وعربيًا ومحفوظ عالميًا، كان يؤلمه ذلك، كتب وحكى مرارًا دون أن يصل صوته، ككل الآلام العربية الأخرى،
لم يكن يريد الرحباني الأصغر تكريمًا، كان يريد أن تُصان حقوق المؤلف
في بلاد عربية "حقوق المبدعين فيها لا قيمة لها"!

كتب الياس الرحباني في المسرح أيضًا فكانت له مسرحيات غنائية عديدة منها "أوبريت أيام الصيف" (1972) مع نصري شمس الدين، و"وادي شمسين" (1983) مع صباح، و"سفرة الأحلام" (1993) مع مادونا، و"جوهرة الأندلس" مع عبير نعمه وألين لحود، و"إيلا" التي كتبها في عام 1988 لكنه لم يقدّمها إلا في عام 2009 مع عبير نعمه. كما كتب في الشعر عددًا من المجموعات الشعرية منها "نافذة العمر" عام 1996، وبالفرنسية "أغاني الحب". ويقول عن ذلك في أحد حواراته: "أكتب الشعر بأربع لغات، أتاني خبر من فرنسا بأني المؤلف الأكثر تأليفًا للأغاني الفرنسية، أكثر من أي مؤلّف فرنسي وهذا الأمر لا يعرفه اللبناني ولا السوري ولا العربي وهنا أسأل ما الذي جعلني قادرًا على كتابة الشعر بأربع لغات؟ ببساطة الموسيقى. كنت أقول: إننا كنا ننتظر تهديم الفكر العربي من الصهاينة فأتى من الإنتاج العربي الذي يدمّر يوميًا ثلاثمائة مليون عربي، نحن أبناء منطقة قدّمت حضارة وحاليًا الحضارة تموت من وراء الموسيقى، أنتم لا تشعرون بهذا الشيء، هذه الموسيقى لا تدخل العقل ولا تنمّي الروح".
قدّم الياس الرحباني موسيقى تصويرية لأكثر من خمسة وعشرين فيلمًا سينمائيًا ومسلسلًا ومنها فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" (1973) لكمال حسين، و"حبيبتي" (1974) و"أجمل أيام حياتي" (1974) لهنري بركات، ومسلسلات "عازف الليل" (1978) لأنطوان ريمي، و"الصفقة" (1982) لسمير الغصيني، و"أربع مجانين وبس" (1982) وغيرها من الأعمال. كما قدّم موسيقى لعدد من الإعلانات التجارية ومنها "باريلا معكرونة" والتي حوّلها فيما بعد إلى أغنية للمطربة صباح بأغنية "وعدوني ونطروني"، وأثارت جدلًا أيضًا كيف أنه تم تحويل موسيقى لإعلان تجاري إلى لحن لأغنية.

جوائز وتكريمات
منذ بداياته تعرّف الرحباني على الجوائز العالمية فنال في عام 1964 جائزة "مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية"، وتوالت الجوائز منها جائزة عن مقطوعته الموسيقية "انتهت الحرب" في مهرجان أثينا (1970)، وشهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية (1977)، والجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان (1995)، والجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن لحن أغنية "موري" لسامي كلارك، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وتم تكريمه في عدد من الدول ومنحته جامعة بارينفتون في واشنطن دكتوراه فخرية، كما اختارته المنظمة الفرنكفونية لتلحين النشيد الخاص بها ضمن القمة الفرنكفونية التي عقدت في بيروت. وقدّمت له الحكومة الفرنسية في عام 2013 وسام الفنون والآداب من رتبة فارس. وكان الرحباني عضوًا في لجان تحكيم في عدد من البرامج التلفزيونية وأبرزها "ستوديو الفن" و"سوبر ستار"، وأنشأ أكاديمية للموسيقى يشرف عليها منذ سنوات ابنه غسان.



لطالما كان الياس الرحباني يحزن لأن حقه مهدور لبنانيًا وعربيًا ومحفوظ عالميًا، كان يؤلمه ذلك، كتب وحكى مرارًا دون أن يصل صوته، ككل الآلام العربية الأخرى، لم يكن يريد الرحباني الأصغر تكريمًا، كان يريد أن تُصان حقوق المؤلف في بلاد عربية "حقوق المبدعين فيها لا قيمة لها، لماذا التشوّف بالحرية واللهاث للقول إننا نهتم بالفنون والآداب والثقافة ونقيم مهرجانات والواقع غير ذلك.. أنا يُعتدى على حقي من هذا العالم العربي الذي أنتمي إليه"، وسيلقي بلومه على السلطات اللبنانية التي لا تقيم قدرًا لمبدعي لبنان، "داست الدولة على الحقوق الفكرية، فمات عاصي ومنصور الرحباني وفيلمون وهبه وتوفيق الباشا وزكي ناصيف قهرًا" ويقارنهم بالفلسطينيين والأردنيين والسوريين الذين لم يتوقفوا عن تقدير الرحابنة وفيروز ووديع الصافي، فيما تمتنع الإذاعات اللبنانية عن بثّ أعمالهم. وسيحكي الياس باستمرار عن ألحانه التي تفوق خمسمئة لحن والتي بقيت في دُرج الطاولة لأنه لم يجد منتجًا لها.  



"وداعًا للعباقرة"
في 13 آب/ أغسطس 2016 ودّعنا الياس الرحباني على طريقته فكتب على صفحته الفايسبوكية:

وداعًا لبنان
وداعًا لبنان... وداعًا للعباقرة
وداعًا للشرف... والأخلاق
وداعًا للمفكّرين، ولمؤلّفي عمالقة الموسيقى...
وداعًا لشُعراء مجد هذا الشرق الكبير...
وداعًا لقلعة بعلبك... ولبيت الدين...
وداعًا للأرز... أرز الرب...
وداعًا للكبار، من المُغنين والشعراء ومؤلّفي الموسيقى...
وداعًا للشعبِ النبيل، الذي كان يُقدّر ما يرى وما يسمع، من الأصوات الرائعة، والمسرحيات العظيمة، خلال سنين وسنين....
إننا اليوم... لا صوتٌ يصدح... ولا قلم يضيء... ولا شعب يُفرِق بين نواح
الذين أصبح عددهم لا يُحصى... وأصواتهم تُشبهُ أصوات زيزان الصنوبر.
وداعًا أيتُها الإذاعات... والتلفزيونات...
لأنكم قررتم قتلَ الاطفال في أحشاءِ أمهاتهم... لأن الطفل في أحشاءِ أمه وعندما يبلغ يومه الخامس عشر... يبدأ بسماعِ الموسيقى بواسطة سَمَعَ أمه... وهنا خرابُ عَقلَ الطفل... لأن الأم تسمع الموسيقى الهابطة.
وداعًا يا لبنان لأنك هابطٌ فنيًا...
وهابط سياسيًا... وهابط أخلاقيًا...
فالفرقُ كبيرٌ بين الغَرَقِ والعوم.... وصعبٌ عليكَ العومُ يا لبنان..".

دخل الياس الرحباني عالم التلحين ومعه عالم الكتابة الشعرية، دخله غزيرًا ومنتصرًا على كل ما قيل عنه إنه يقدّم موسيقى شعبية وموسيقى غربية وموسيقى تجارية.



في تكريم الأخ الأصغر سيحكي منصور عن أخيه الياس بأكثر الكلمات تصويرًا لذلك الزمن الذي جمعهما والذي لن يتكرّر: "تنزهنا في مساكن الفقر طويلًا، سكنّا بيوتًا ليست ببيوت، تلك طفولتنا أنا وإخوتي وكان الزمان بطيئًا فالتعاسة سلحفاة والصغير الياس يتكئ على حافة انتظاراته، لفتة في اللهو، ولفتة في الحرمان، فالفقر يُتم آخر، كنت أخترع له لعبًا، أنسج لجفنيه نعاسًا من حكايات وأحتال عليه كل صباح فأعده بنزهة على حفافي الآنية المائية تنتهي في مدرسة الراهبات.. يا صغير الأمس كثيرًا ما كنا نخطفك من رقادك الليلي لتغني معنا في الحفلات، وكان يعذّبني صوتك المبحوح، الآتي من طفولة مكسورة، كنا وتعذرني اليوم نصارع من أجل تأمين اليومي والضروري، لكن الذي لم تكن تعرفه أنت ولا نحن، حين كنا نلهو بأفكار وأنغام لا سابق لها، كنا نحن الإخوة المجهولين نؤسّس زمنًا فنيًا جديدًا سيجتاح هذا الشرق.. اسمح لي أن أتناسى أبوّتي لك فالحقيقة يجب أن تعلن أيها السيد الكبير وإني أحييك على امتداد الصوت والتاريخ".
وستكتب فيروز على صفحتها يوم أمس "هجروا الأحبة الحارة".


"إصغِ إليّ أعود إلى الحياة/ في هذه الغابات/ خلف أوراق الذاكرة"- كتب إيف بونفوا هذه الكلمات التي تليق بالعمارة الموسيقية والشعرية الرحبانية، أولئك الذين كانوا يؤلّفون الكلمات والألحان دون أن يدركوا أنهم كانوا يؤسّسون لزمن جميل لن يتكرّر، رموا لنا المعنى الحقيقي للحياة، الأكثر خضرة، ورحلوا. الياس الرحباني أحد ثالوث هذه العمارة، طائر الوروار الذي مرّ من هنا في اتجاه الشمس، المعدّ مسبقًا للحياة والخلود الموسيقي. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.