}

جديد السينما

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 17 مايو 2023
الفيلم المصري الروائي القصير "توكتوك"

صنّاع الفيلم:

محمد خضر: في أوّل تجاربه السينمائية إخراجًا وإنتاجًا ومشاركة في كتابة السيناريو.

شريف عبد الهادي: سيناريو وحوار.

شيرين علاء: منتجة فنيّة.

(26) دقيقة.

رغم أن الفيلم المصري الروائيّ القصير "توكتوك" من إنتاج العام (2021)، إلا أنه لم ينل حظًا منصفًا من الالتفات والمعاينة، بوصفه الفيلم المصري الأوّل، لعلّه، الذي يطرح قضية الغارِمات، وينقل تلك القضية المجتمعية الحسّاسة والمؤلمة، من أرْوقة التنفيذ القضائي إلى فضاء السينما. والغارِمات هنّ النساء اللاتي أخذنَ قرضًا ماليًا صغيرًا بهدف تأسيس مشروعٍ اقتصاديٍّ أسريٍّ صغير، وتعثرنَ بتسديد أقساط ذلك القرض. هؤلاء يبلغ عددهنَّ في سجون مصر، بحسب ما كُتِب في نهاية الفيلم، حوالي 30 ألف غارمة، وبلغ عددهنّ في الأردن، على سبيل المثال، عام 2021 حوالي 62 ألف غارمة (لاحظوا العدد الضخم في الأردن رغم الفرق المَهول بعدد السكان، حيث يبلغ عدد سكان مصر عشرة أضعاف عدد سكان الأردن).

فارقٌ آخر مهم يخص الفيلم الذي شارك بعديد المهرجانات السينمائية، خصوصًا المتخصصة بالأفلام القصيرة، أنه يتناول قصةً حقيقية، فَولاء في الفيلم التي أدت دورها باقتدار الممثلة إلهام وجدي في أول ظهور سينمائيّ لها، هي شخصية حقيقية (ولاء عبد الرحمن حسنين) التي يروي الفيلم حكايتها المتلخّصة بِقرار زوجها محروس (أشرف مهدي) ركوب قوارب الموت باتجاه اليونان، وهو القرار الذي أطْلعها عليه برسالةٍ ورقيةٍ بعد الشروع بتنفيذه، خاتمًا الرسالة بِإبلاغها أنه يطلّقها ليبرئها من تجشّم مصاعب انتظاره وربطها مصيرها بمصيره، ما يضطرها لشراء (توكتوك) بالأقساط (35 قسطًا بـِ 35 وصل أمانة، قيمة كل وصل ألف جنيه مصري) والعمل عليه بنفسها لتأمين لقمة عيشها وعيش ابنتها إيمان وابنها علي وأمّها وشقيقها الذي أصيب بإعاقة دائمة بعد حادثٍ خلال عمله على (توكتوك) آخر.

تفاصيل قاسية، تزداد قسوة وألمًا بعد أن يقوم سيّد (عمر راشد) المتحرّش بها والحاقد عليها في الوقت نفسه، بحرق (توكتوكها) مصدر عيشها وعيش أسرتها، لتدخل السجن ضمن قائمة الغارمات اللاتي عصفت الدنيا بهنَّ وأدارت ظهرها لهنَّ.

فيلم عن مهمّشات مصر ومهمّشيها، عن فقراء الأرض وَمساكينها، عن حدود عمل المرأة، وَكفاحها من أجل تثبيت مكانةٍ لها فوق الأرض وتحت السماء، عن البحر الذي يبتلع كل يوم مئات العرب والأفارقة والآسيويين الحالمين بِفرص حياة أفضل، الواصلين إلى نقطة اللاعودة، فإمّا النجاة من البحر ومن حياة الضّنك، وإما الموت خلال المحاولة. فيلم عن ألم التجربة وانْحسار آفاق الخلاص. 

 إلهام وجدي في مشهد من "توكتوك"


الفيلم الوثائقي الإنكليزي/ الأميركي "باميلا: قصة حب"
 Pamela: A Love Story

إخراج: ريان وات.

(112) دقيقة.

لعلّ القيمة التي يمكن رصدها من إنتاج فيلم وثائقيّ عن حياة فتاة غلاف لِمجلة "بلاي بوي" playboy  هي ما تقوله الكندية الأميركية باميلا أندرسون في نهاية الفيلم: "الرجال في كل مكان... الجاز في كل مكان... الخمر في كل مكان... الحياة في كل مكان... البهجة في كل مكان... يمكنك أن تحب الحياة التي تعيشها... يمكنك أن تعيش الحياة التي تحبها... أريد احتضان الماضي... أريد احتضان الحقيقة... حياتي ليست كئيبة... لستُ ضحية... وضعتُ نفسي في مواقف جنونية ونجوتُ منها. حجم الألم الذي نتعرّض له في حياتنا، يمكن أن يتحوّل إلى محفّز لكلِّ شيءٍ جميل: الشعر والرقص والموسيقى".

أمّا الأكثر بلاغة من بين كلّ ما قالته، فهو: "أنا ممتنّة لجميع التجارب التي خضتها، ولا ألوم أحدًا على أيِّ شيء".

فيلم عن كيف تسلّع الرأسمالية البشر، عن ميكافيليّة الأميركان والغربيين على وجه العموم، إذ ليس مهمًّا طبيعة العمل التي تقوم به امرأة ما، أو رجل ما، المهم ما هو حجم الدخل الذي يدرّه هذا العمل!

باميلا أندرسون وهي تشاهد نفسها في أشرطة فيديو قديمة، وتتأمّل كيف هي صورة امرأة الأغلفة أمام نفسها، تذكرتُ رواية جيمس جويس "صورة الفنان في شبابه" A Portrait of the Artist as a Young Man ، أحست بكمّ المشاعر المتناقضة وحجم ما تمور به داخل جوّانياتها.

"نحن مجرد أغراض يملكها العالم"- تبوح في مرّة، وفي أخرى تتذكّر طفولتها البعيدة في جزيرة كندية وادعة (جزيرة ليدي سميث). كانت تحلم أن تعود ذات يوم إلى وطنها كندا، وإلى جزيرتها الهادئة، تمامًا مثل عودة سمك السلمون إلى موئله الأوّل لِيموت هناك.

وعندما تتذكّر إدمان والدها وتعنيفه لِوالدتها، وصولًا إلى ضربها، وحتى بشكلٍ مبرحٍ أحيانًا، تخْلص إلى أنه: "لا أحد يحظى بطفولة مثالية".

لم ينسَ الفيلم، بالطبع، المرور على عدد زيجاتها، وهي كثيرة، مع التركيز، حتمًا، على والد ابنيْها موسيقي الجاز تومي لي.


الفيلم الروائي الأسترالي "الباب المحمول" 
 The Portable Door

إخراج: جيفري ووكر.

سيناريو وحوار: ليون فورد، مستندًا إلى كتابِ توم هولت الذي يحمل الاسم نفسه.

(116) دقيقة.

لو لم يفقد الفيلم ملمحه الغرائبيّ الساحر الذي مثّل استهلالًا مدهشًا مصعِّدًا أفق التوقّع، لكنتُ شخصيًّا منحته ربما 8 مِن عشرة، لكنّه نسي في نصف ساعته الأخيرة، على الأقل، هويّته الأولى وفكاهته الطالعة من أكثر المواقف لمّاحيةً وهدوءَ ردودِ فعلٍ إنكليزيّة بالوراثة.

فيلم عن بحث الشباب المهووس، لا يتركون فرصة عمل من دون أن يجرّبوا حظّهم معها. عن عبودية رأس المال الجديدة. عن ارتباط الحاضر بالماضي، وتمسّك الواقع المعاش بالرموز والألغاز مهما كانت غير منطقية، ولا محوْسَبة. عن اختلاط السحر بملفات شركةٍ ما، والتداخل الممكن بين الحقيقة والخيال.

لا يمكن النظر إلى الفيلم الأستراليّ الذي تدور أحداثه في لندن، بوصفه نسخةً مكرّرةً من "هاري بوتر"، فَلِذاكَ عالمه ومؤثّثاتِ خياله، وَلِهذا عالمه المختلف، وَمداميك واقعيتهِ السحريّة المُستندة إلى خلطةِ بهاراتٍ خاصّة بِه.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.