}

رانيا الحلو: مسرحة الواقع العربي في كندا

مسرح رانيا الحلو: مسرحة الواقع العربي في كندا
رانيا الحلو خلال المسرحية وملصق العرض
في عرضها "بين حماتي وإمي" على مسرح سانت كاثرين في مونتريال بكندا الأسبوع الفائت تأخذنا رانيا الحلو صوب العالم العربي على مدى ساعة كاملة لنعيش مع قصص واقعية في نقد اجتماعي ممزوج بالكوميديا وبالحب الذي تضيفه هذه المخرجة المسرحية اللبنانية على المكان. هي جرأة ومخاطرة من رانيا الحلو، أن تقدّم ستاند أب كوميدي لوحدها، وهي المرأة الوحيدة عربيًا التي تقدّم هذا المسرح منفردة. أفكار متعدّدة تعرضها لنا عن الذهنية اللبنانية بالسياسة والمجتمع والتعليم والعلاقات بين أفراد العائلة، مع الزوج وأمه، ومع الابن، في نص ساخر يصل مباشرة إلى القلب، "أنا من ضيعة بكفيا... نحنا منخلق ’كتائب‘ وبعدين منقرّر شو بدنا نعمل بحياتنا... بيّ كتائبي بيكره سورية، بس تزوج إمي سوريّة... بيكره سورية برات البيت، بس سورية كلها بقلب البيت...".

عن كورونا و"الصمود بوجه الشريك" لأيام وليالٍ، عن الأم وعاداتها، والحماة وعاداتها، حيث الصالون المغلق والفناجين والصحون التي لا تُستعمل من أجل الضيوف الذين يأتون "هوب توف"، "كيف بدي فسّر لابني إنو ممنوع يفوت عل الصالون عند إمي". عن علاقة أمها مع الفيسبوك، وكيف تشارك أمها على صفحتها أمورًا خاصة في اعتقادها أنها تعلّق على منشور ما أو ترسل رسالة خاصة لابنتها، تخبرنا عنها رانيا في عديد من المواقف المضحكة. وعن سؤالها لأمها عبر الهاتف عن مشاهدتها لمسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، تغلق الأم الهاتف مباشرة عند سماع اسم "بشار الأسد" في إشارة إلى الخوف الذي لا يزال موجودًا لدى بعض السوريين عند تناول أي موضوع يخص النظام في سورية. عن تعابير تردّدها كل أم لوحدها موجودة في كل بيت عربي تخبرنا رانيا عنها بأسلوب فكاهي سلس، وكيف ترث البنات هذه العادة بعد الزواج. وعن نظرة الأم لمن يرسم "التاتو" على جسده، "هيّ بعدها مش مقتنعة إنو للي بيحط تاتو ممكن ما يكون أزعر". وعبارة "ربّي واتعبي، وآخر شي بتجي وحدة بتخطفو"، من العبارات التي تقولها الحموات، والحماة التي تريد أن تفرض على زوجة ابنها نفس عاداتها. وفي انتقاد للحياة الكندية "هون انت حرّ تغيّر جنسك تحت 18 بس ممنوع تفوت عل البارات تحت 18". ثمة أيضًا تبادل للحديث بين شخصيتي الأم والحماة مع بعضهما عبر الشاشة عن ولديهما وعن الفروق بين الحياة في كندا وفي لبنان، قضايا عديدة تطرحها رانيا بتبسيط وعفوية، هي جزء من حياتنا ويومياتنا ومن ذاكرتنا. 

*****

تواصلنا مع رانيا الحلو لنسألها عن مشروعها المسرحي، فقالت: "درست المسرح في الجامعة اللبنانية، لكن تعلمين الوضع الصعب للمسرحيين في لبنان. اشتغلت قليلًا مع منير كسرواني وضمن مسرح للأطفال، ثم جئت إلى كندا فوجدت أنه لا يوجد مسرح عربي هنا، فقررت أن أؤسّس لمسرح عربي. أسّست ’مسرح بالعربي teatroupe"‘ وهي شركة لإنتاج الأعمال المسرحية باللغة العربية في مونتريال. وبدأت بمسرحية ’متل ما بدو المنتج‘، كتبت العمل وأخرجته، كان ذلك في عام 2019. تعاونت فيها مع ممثلين من كندا وعرضناها هنا. فكرتها عن فرقة مسرحية تتأسّس في مونتريال والمنتج يتحكّم فيها، أي ’مسرح داخل المسرح‘. تتضمّن المسرحية نقدًا لهذه العلاقة بين المنتج والممثلين وكيف يتحكّم فيهم وبتفاصيل معينة في العرض. كانت مسرحية كوميدية، فيها نوع من السخرية".

رانيا الحلو خلال العرض


ونسأل رانيا الحلو عن دوافع "المسرح بالعربي" وهل جاء نتيجة الشعور بالاغتراب في كندا، والحاجة إلى الشعور بالانتماء في مكان ما هنا؟ فأجابت: "اشتقت للمسرح عندما جئت لكندا، تشاهدين عروضًا غربية هنا ولكن لا تجدين نفسكِ، مثل أي كتاب تقرأينه، كأنني فعلًا أفتش عن الانتماء. ساعتان من المسرح بالعربي يعيدانك إلى بلدك، الغربة صعبة، وبما أنه لديّ هذه الخلفية المسرحية وأكتب، فقررت أن أكتب أعمالًا كوميدية ساخرة تحاكي الواقع اللبناني والعربي وأُضحك من خلالها الجمهور العربي الذي هو من نفس البيئة ولديه نفس المشاكل، الأجنبي لن يستطيع أن يفهم مشاكلنا. اللبنانيون والعرب هنا يقصدون العروض المسرحية الكندية، ولكن من سيخبرهم أخبارهم ويصل إلى قلوبهم من بيئتهم وينقل واقعهم لهم بطريقة كوميدية".

عن اختيارها لمسرح الستاند أب، تقول الحلو: عندما بدأت بمسرحية ’متل ما بدو المنتج‘ وجدت صعوبة بأن أجمع عددًا من الممثلين، والعمل احتاج إلى تحضير لمدة سنة. كانت رغبتي منذ كنت في لبنان أن أشتغل على ستاند أب كوميدي، وبعد معاناتي في هذه المسرحية ’متل ما بدو المنتج‘ من تدريب للممثلين وانتقال العمل من مكان لآخر، قررت أن أدخل مجال ’ستاند أب كوميدي‘. قلت أشتغل على نفسي وأكتب. بدأت أنفّذ فكرتي من خلال المشاركة في حفلات الفنانين العرب الذين يأتون لتقديم عروضهم في كندا، حيث كنت أقدّم فقرات لعشر دقائق أو ربع ساعة، إلى أن كتبت نصّي ’بين حماتي وإمي‘، هي مخاطرة، أن تقدّمي مسرحًا لوحدك، سيف ذو حدين، إما النجاح وإما الفشل، إما أن تمسكي بالجمهور وإما لا. ولا يوجد ستاند أب كوميدي بالعربي في كندا، حتى في العالم العربي التجارب النسائية قليلة، موجودة فقط في لبنان. أنا أول من بدأ بهذا النوع من المسرح في كندا، حتى الشباب الذين افتتحوا العمل كنا قد بدأنا سويًا. ووجدتُ أن الفكرة مرغوبة".

سبب اختياري لهذا الموضوع هو أنه بعيد عن السياسة والدين، أي أنه بعيد عن الأمور التي تفرّقنا كلبنانيين وكعرب

في عرضها الحالي "بين حماتي وإمي" جسّدت الحلو شخصيتي أمها وحماتها في تسجيل فيديو تم بثّه خلال العرض، وكانت رانيا تتفاعل مع الدورين مباشرة على المسرح في تقنية جديدة لم تعهدها عروض الستاند أب. نسألها عن العمل وعن ذلك، فتجيب: "فكرة المسرحية جاءت أني شخصيًا كنت دائمًا أتساءل عن هذه العلاقات بين الزوجة وأمها وحماتها وبينهما، وأحببت أن أكتب عن ذلك بطريقة كوميدية، كما أن سبب اختياري لهذا الموضوع هو أنه بعيد عن السياسة والدين، أي أنه بعيد عن الأمور التي تفرّقنا كلبنانيين وكعرب. أحببت التطرّق لموضوع يجمع كل الناس، وجمعت قصصًا حقيقية تحصل في البيوت العربية. المسرح هو أن تقدّمي شيئًا جديدًا، وستاند أب كوميدي غير معروف بين العرب هنا، كانت مغامرة فعلًا. بعد انتهاء العروض لا يزال هنا من يأتي إليّ ليسألني مستغربًا أني قدّمت العمل وحدي، فهو أمر لم يتعوّده الجمهور العربي هنا. ليست لديهم هذه الثقافة. أردت أيضًا أن يكون عرضي مميزًا عن العروض الأخرى، وأن ألعب أكثر من شخصية لأكسر نمط الستاند أب كوميدي وأقدّم أكثر من شخصية، وهكذا يرى الحاضرون شيئًا جديدًا، وأنا أيضًا أكسر هذا الوقت الذي أقدّم فيه وحدي طوال العمل. وهكذا اشتغلت على تصوير شخصية الأم وشخصية الحماة وتقديمهما في العرض في فيديو يظهر كأنه بثّ حيّ حيث أتفاعل معهما خلال العرض وكأن الشخصيتان في الفيديو، واللتان جسّدتهما أنا، حاضرتان في العمل بشكل فعلي. كان هذا تحديًا لي، فأنا أتحدث مع شاشة، وأي خطأ قد يؤثر على العمل كله سلبًا. لم يحصل في أي عرض "ستاند أب كوميدي" أن تحدّث المسرحي مع الشخصيات الأخرى التي قدّمها في العمل من خلال الفيديو. التحدّي الآخر أن يقتنع الجمهور أن الدورين، الأم والحماة، هما ممثلتان، ولستُ أنا التي أقدّمهما. خلال التحضير لهاتين الشخصيتين، صوّرت الدور عددًا من المرات كي تظهر اللقطة الطويلة one shot بحيث لا يوجد أي تقطيع فيه ولكي يظهر الفيديو كأنه حقيقي. يوجد ضغط فعلي عليّ في المسرحية وقت عرض الفيديو، وبنفس الوقت أشعر بمسؤولية أنه عليّ أن أقدّم شيئًا جديدًا ومختلفًا وعلى مستوى عالٍ للجمهور العربي الذي يشاهد المسرح الغربي، وهو جمهور متعوّد على مستوى معيّن. وحتى الآن أفكر في عرضي القادم وكيف أقدّم شيئًا جديدًا. إنها تجربة جديدة، ربما نجحت ربما فشلت".


نقول للحلو إنه خلال حديثنا مع المخرجة المسرحية والممثلة عايدة صبرا، التي قدّمت عملًا في مونتريال العام الماضي، أثنت على عمل رانيا الحلو، وقالت إنها مشاريع تبقى فردية، بمعنى عدم وجود جهات معينة من أجل الدعم أو التمويل لإنشاء مسرح عربي ضخم، فكيف تستمر رانيا الحلو في ظل عدم وجود دعم؟ تجيبنا رانيا: "مسرحي لا يقدّم ربحًا لي، لا أعتاش من خلاله أبدًا. هو فقط رغبة بأن يكون لدينا في كندا مسرح عربي. زوجي يساندني. في البداية تواصلت مع شخصية لبنانية معروفة في الجالية اللبنانية المسيحية والكنسية هنا اسمه ألبير سليمان، وهو ساندني بأن فتح لي الباب وعرّفني على العديد من الشخصيات التي كانت راعية لأعمالي. أحب أن أشكره كثيرًا. إيجار صالة العرض لهذه المسرحية الآن يغطيها الراعيان للمسرحية، نعمة فارس وهو تاجر عقارات هنا، و"مطعم أبو الزلف"، إضافة إلى بيع التذاكر بالتأكيد، فهؤلاء يشكّلون الدعم المطلوب للعمل بالحدّ المقبول. كما أن ما يشجعني هو دعم الجالية المعنوي والاهتمام بنشر الإعلانات عن العرض في كل الأماكن التي يقصدها العرب. تصويري لشخصيتي الأم والحماة كلّفني ما يوازي كل ما حصلت عليه من بيع التذاكر، فقط التصوير والمونتاج، كل شيء مكلف هنا، وهناك بالتأكيد تكاليف كثيرة أخرى".

"تعلّم العربي من خلال المسرح" مشروع مسرحي لتعليم اللغة العربية للأطفال عبر المسرح، فكرة جديدة مهمة لجيل جديد يتحدث بالفرنسية أو بالإنكليزية منذ الصغر ويبتعد عن الوطن من خلال ابتعاده عن اللغة، نسأل الحلو عن هدفها من هذا المشروع وهل هو دعوة للتمسك بالثقافة العربية، فتقول: "بدأت هذا المشروع، ثم توقف بسبب كورونا، ثم انطلقت به من جديد. هدفي كان أن يتعلم الأطفال اللغة العربية، من خلال المسرح والأنشطة، كان عبارة عن ورش مسرحية تعلّم العربية. أطفال الجالية العربية هنا تتحدثين معهم بالعربية يجيبونك بالفرنسية أو الإنكليزية، هي مبادرة للتمسك باللغة العربية والثقافة العربية. وبنفس الوقت كنت أمرّر رسائل ثقافية معينة من خلال هذا المسرح. كنت أطلب أسبوعيًا من كل طفل أن يعرّفنا على فنان من بلده، لبناني، فلسطيني، سوري، مصري... وأنا أيضًا أعرّف الأطفال على فنانين من بلادهم. ذات مرة طلبت من الممثل طوني عيسى أن يعرّف عن نفسه عبر الإنترنت المباشر، وقد أحبّ الأطفال ذلك كثيرًا حيث كانوا قد شاهدوه في أحد الأعمال. كنتُ أحاول تقريبهم من اللغة العربية ولكن بطريقة مختلفة، بحيث لا يشعرون بأنهم مجبرون أن يتعلموا اللغة العربية. بدأت أشعر بمسؤولية أن يتعلم الطفل العربي لغته عندما بدأت أتحدّث مع ابني كريم بالعربية يجيبني بالفرنسية، شعرت أنه عليّ أن أفعل شيئًا. وما أحاول تقديمه من خلال هذا الأسلوب أن لا يتعلم الطفل فقط الأحرف العربية وينطقها كما يحصل في مدارس اللغة العربية هنا. بل أحاول تقديم الثقافة العربية له، والحضارة العربية، والفنون العربية. اشتغلت على أهدافي هذه من خلال اللعب والتسلية، وقد أحبّ الأطفال كثيرًا هذه الدروس".

كتبت هذه القصص- "كريم، المهاجر الصغير"- عندما وصلت إلى كندا، كنت أريد لابني كريم أن يقرأ قصصًا بالعربية، وأن يقرأ عمّا يشعر به... هجرتي أنا والمعاناة الناتجة عنها تحدّث عنها جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ولكن هذا الطفل من يخبره أنك لست الوحيد الذي هاجرت وأن هناك الكثير من الأطفال الذين هاجروا مثلك

وعن مشروع كتابتها لقصص الأطفال بالعربية في كندا، ونشرها للمجموعة القصصية "كريم، المهاجر الصغير" تخبرنا الحلو: "كتبت هذه القصص عندما وصلت إلى كندا، كنت أريد لابني كريم أن يقرأ قصصًا بالعربية، وأن يقرأ عمّا يشعر به. هو أيضًا هاجر من لبنان وبالتأكيد يعاني من الهجرة كما عانيت عند وصولي، هجرتي أنا والمعاناة الناتجة عنها تحدّث عنها جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ولكن هذا الطفل من يخبره أنك لست الوحيد الذي هاجرت وأن هناك الكثير من الأطفال الذين هاجروا مثلك. كتبت القصص بالعربي وترجمتها للفرنسية بنفس الصفحة. الآن سيصبح الكتاب إلكترونيًا لأن الأطفال يتركون الكتب ويتجهون إلى الآي باد. كلّفني المشروع، وهو خسارة مادية، ولكني رغم ذلك سأستمر به".

*****

يُذكر أن الحلو كانت قد بدأت بمشروعها لأجل مسرح بالعربي مع صديقها المسرحي جوني الحاج (كما أخبرتنا)، والذي قدّم فقرة كوميدية لعشر دقائق قبل عرض "بين حماتي وإمي"، كما قدّم المسرحي الفلسطيني وسام الشيخ حسن فقرة كوميدية أخرى لمدة عشر دقائق في انتقاد سياسي اجتماعي ساخر "الجنسية الكندية كتير مهمة للشاب العربي، لأنو ما في عربي بيقدر يسافر على كل البلدان العربية إلا العربي اللي عندو جنسية أجنبية" وعن الذهنية العربية المجتمعية "شو بيشتغل العريس، كندي"، وعن المهاجرين العرب الذين يتحدثون بالأجنبية مع أولادهم في البيت، وعن المدارس العربية في كندا التي تجهل كيفية تعليم العربية، وعن طريقة تربية الأهل في الماضي "جيب الكتب والمقلمة والملقعة الخشب... جدول الضرب ما منتعلمو من دون ضرب"، في انتقاد طريف لطريقة تعليم الأهل في صغرنا وكيف كان تعنيف الأولاد أمرًا عاديًا في البيوت العربية. وانتقد جوني الحاج بحسّ فكاهي حياة اللبنانيين في كندا وفي لبنان، ومما قال: "لبنان كان قطعة سما، صار قطعة كهربا، قطعة مي، قطعة دوا، قطعة إنترنت، قطعة طرقات، أحيانًا بيجوا مع بعضن، مع كل 3 قطعات بيطلعلك قطعة بنزين... بحب كندا بس لأنو فيها مي، بتجي المي كل يوم، بلبنان منحكي عن المي بالمستقبل، رح تجي المي، وبتكون برّا عم تشتي الدنيا... بإذن الله رح تجي المي بكرة، مساءبة الله عاطيها الإذن تجي بكندا وما تجي بلبنان... هون إذا انقطعت الكهربا فيه شي غلط، بلبنان اذا إجت فيه شي غلط. مرة إجاني اتصال: مسيو حاج، بعد أسبوعين رح تنقطع الكهربا نص ساعة... بس هيك إنو حضّر حالك نفسيًا، حسيت حالي حدا مهم، شركة الكهربا عم تدقللي لتخبرني انو رح تنقطع الكهربا عندي نص ساعة!!"...

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.