في لغة خداش البسيطة، المخادعة، يتشكَّل صراع نفسيّ مقترن بالهويّة والأمل والانتماء والثقافة والموت، وجدليّات حول الكلّ والجزء والمقسَّم والممتدّ، والشكّ واليقين، والجهد المبذول من أجل الحفاظ على الوجود وعدم الفناء، ومن أجل الرغبات، في حياة تتوسَّط حقل ألغام بدون خارطة.
يعمل خداش في مجموعته الصادرة عن منشورات المتوسط 2024، على استدراج القارئ للحيرة، واللعنات أحيانًا. فالخفيّ في قصته يبقى خفيًّا، حتى بعدما يفتح يده ليكشف السرّ القصصيّ، ويفضّ قوسه. وعندما تُبقيك قصص زياد حائرًا، فذلك لأنّ شخصيّاته دومًا محاطة بالغموض، يضع الأقنعة فوق وجوهها، ويحشوها بالألغاز، ويناديك: بأيّ لغز ستبدأ؟ ستبدأ، لكن كن متأكِّدًا، أينما وقعت عينك، ستجد الجراح تدلّ على الفلسطينيّ، ستجد الحياة أيضًا تدلّ عليه.