}

القدس بين خطابيْن وحضارتيْن وجُلْجُلَة

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 25 يونيو 2022
أمكنة القدس بين خطابيْن وحضارتيْن وجُلْجُلَة
عمارة البهاء في مدينة السماء

لم يكن الانتداب البريطاني الذي انعقد "مؤتمر القدس"، في 25 يونيو/ حزيران 1921، من أجل الخلاص منه، هو أوّل أطماع الغرب، وعموم جهات الاستعمار وعناوينه، ببيت المقدس، ولن يكون الأخير.
فقدر تلك المدينة أن تظل تتأرجح بين سرديات متناقضة، متناحرة، وأن تظل، ما ظلت روافع مجدها نحو السماء، شاهدةً على وجوه عديدة للحضارة، وللعمران، وللهدم كذلك.


احمل صليبك

ظلام التهويد 


في إقطاعية قرونها الوسطى، قدّمت أوروبا للعالم خطابًا مشوشًا، شكّل خليطًا مفضوحًا من: الرغبة والسلطة والتوسع، المشفوعة جميعها بخطاب دينيّ احترابيّ متعالٍ.
موتورة بواقع حالها أيامها، وبما هي قابعة فيه من فقرٍ وأقنانٍ وحرمانٍ وظلامٍ وبردٍ وصقيع أيام، قدمت أوروبا خلطة خلاصها التي أقرّتها البابوية المتبنْدلة بين باريس وروما.
البابوية الحاكمة بأمر الرب لم ترض أن تبقى قابعة عند حدود المباركة والإقرار، فها هو غريغور السابع "الشيطان المقدس"، ومن بعده أوربان الثاني، يحرّضان علانية على حتمية محاربة الكفرة، الوثنيين، الهراطقة، الذين استولوا على قبر المسيح، ودنّسوا الأراضي المقدسة.
بعد فشل منهجية "سلام الرب"، قررت البابوية ذات اليد الطولى، أيامها في أوروبا الغارقة بالظلام، أن تصدّر الطاقة الحربية العدوانية إلى خارج أوروبا. عندما خيّم على أوروبا الضياع واستوطن اليأس نفوس أبنائها مكان الإيمان.
فطبقة الفرسان كانت مشغولة بحروبها في ما بينها، فمن أعراف هذه الطبقة أن يرث الابن الأكبر (البكر) الإقطاعيات والأملاك والأطيان، ويبدأ الأبناء الآخرون (الأصغر منه) بالبحث عن فرص قرصنة ممكنة، أو استيلاء على أراض بالقوة. وإذا بأوروبا متشظيّة بين طبقة حاكمة عسكرية إقطاعية، وطبقة أقنان (جمع قِن) لا تختلف أحوالها، كثيرًا، عن أحوال العبيد. أما البابوية، فتخوض، في كل هذا وذاك، صراع السيادة، وتوجّه قوى المتحاربين، ناهيكم عن تورطها بصراع علماني عنيف بين السلطة السياسية (الجسد) والسلطة الدينية (الروح)، مؤكدة أن الروح تتقدّم على الجسد وتتفوّق عليه.
في ذلك الزمان من نهايات القرن الحادي عشر، كانت الأرض التي تملكها الكنيسة تفوق أراضي ملوك أوروبا مجتمعة، أو مجتمعين سيّان، وكذا خزائنها المالية ونفائسها، وانقسم الناس إلى الذين يحاربون، والذين يصلّون، والذين يعملون: "فقراء معدمون، وفرسان متحاربون، وبابوية تجثم على صدور الجميع".





القدس في هذا السياق بعيدة، وليست ببعيدة، فهي عنوان الحملة التي كان أوربان الثاني، بعد رحيل غريغور السابع، في طريقه لتقديم (خطابه) حولها، وهي مبررها المقدس، وحولها (أرضهم المقدسة) كيف لا، وفيها قبر المسيح، ثم بعد ذلك (قيامته)، وليس بعيدًا عنها مهد ميلاده.
وفي حين حمل خطاب غريغور صاحب "مشروع الرب" الغلظة التي بلغها: "حرروا مملكة الرب من هراطقةٍ مسلمين من جنس مشؤوم، لهم مخالب من نحاس وأسنان من حديد. هم عصا الرب وأداة الجحيم". وزاد قائلًا، وقد رأى حلمه بالسيطرة على كنيسة القيامة يقترب أكثر، وأكثر: "من يرجو ملكوت السماء يوقد شمعة، ومن ينشد ملك الأرض يشعل حربًا". فإن خطاب أوربان كان أكثر غلظة، وبعد أن مات البابا الذي أخضع أباطرة أوروبا لعرش المسيح، كشف أوربان عن وجه متعصب حدّ العماء، كما لو أنه يقول للعالم إن الأفكار البابوية تُرجأ ولا تموت، وعندما استلم، في عام 1088 ميلادية، عرش البابويّة، فإذا به أكثر تشددًا من سلفه، يؤمن بحتمية تصدير المسيحية الكاثوليكية للعالم أجمع، ويعتقد بأولوية تحريب الدين، وإقامته بحدِّ السيف.
"أوربان يجلس على عرش المسيح تزفّه المباخر، وفي قبضته الصولجان، فإلى أين يسوق خراف الرب بعصا الرعاية؟".
تأتي الإجابة منه عندما دعا لاجتماع في مدينة كليرمونت الفرنسية التي أعلن أوربان منها عن مشروع الحملة الصليبية.

حارة المغاربة 


أما مفردات خطابه لإعلان الحرب فهي: (1) العدو الذي أُرسلكم لمحاربته شرذمة من الكفرة والوثنيين، ومن المخربين الذي دنّسوا قبر المسيح. (2) من يحارب منكم ينال "البذل الروحي" وتُمحى كل ذنوبه السابقة. (3) الأرض (أرض العسل واللبن) التي ستحررونها هي لكم، اغتنموها وتنعّموا بخيراتها. (4) استعادة الأرض المقدّسة فرض يأمركم به الرب: "يجب أن نحارب هؤلاء الكفرة، يجب أن نستعيد أراضينا المقدسة، الرب هو الذي يطلب منكم ذلك". (5) الحرب التي ستخوضونها هي حرب عادلة، لا بل هي "الحرب العادلة"، بما تعظّمه أل التعريف هنا من قدسية المَهمة لدى أتباع دين متسامح مسالم (الخد الأيمن والخد الأيسر).
خطاب يجمع بين العصا والجزرة، يغلّظ عقوبة التقاعس، ويطلق وعودًا تسيل اللعاب: "وما بين العسل والخمر، والمجد والأرض، والخلاص والغفران، سال لُعاب الجُنْد".
يتحدث كثير من الباحثين والمؤرخين عن مواسم القحط التي سبقت الحروب الصليبية (منهم، على سبيل المثال المؤرخ اللبناني د. أنطوان ضوميط، أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية). كما يكشف كثير منهم مدى الفقر والفاقة والشقاء الذي كان يعاني منه أقنان أوروبا المسحوقون يزرعون ليحصد غيرهم. في هذا السياق، يروي المؤرخ المصري د.إسحق تواضروس عبيد، أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس، قصة أمّ يبكي صغيرها جوعًا ووجعًا وحلكة أيام، فإذا بها تهدهده قائلة: bodo baby do not cry bodo baby hush and die؛ إنها تتمنى لابنها بودو الموت على العيشة التي يعيشونها.




في هذه السياقات، نبت من الغابة بطرس الناسك، ليقود الحملة الشعبية من الحروب الصليبية، وهي الحملة التي باءت بالفشل، قبل أن يأتي الدور على حملة الأمراء والحالمين بصولجانات الشرق وعسله الكثير.

أسواق القدس 


أما حملة بطرس الناسك التي قتل أتباعه من شذاذ الآفاق والنساء الخاطئات وأخلاط الناس خلالها المسيحيين واليهود بالقدر نفسه الذي قتلوا فيه مسلمين، وأحرقوا الكنائس، ونهبوا كل أخضر ويابس، فقد أمطرها الباحثون نقدًا ومعاينة، وقرأوا منطقية نهايتها بفشلٍ فاضح.
وبقراءة لخطاب حملة "احمل صليبك" وما تم خوضه بالاستناد لهذا الخطاب من حروب، وما نتج عنه من سفكٍ وهدمٍ وحرقٍ وخراب (قتل الصليبيون عند دخولهم بيت المقدس زهاء 100 ألف من سكانها على اختلاف أديانهم ومللهم ونحلهم، فالجهل الذي كانوا فيه، والحقد والطمع جعلهم يولغون في الدم بغرائزية وعماء مفجع)، يتبيّن أن الخطاب الصهيونيّ نسخة عنه، إن لم يكن مكمّلًا له: التعالي (الآخرون شراذم وقمل وبعوض)، احتكار دروب الرب (يهوه إلهنا وحدنا وإله الجنود)، العصا والجزرة، الطمع بأرض العسل واللبن، ادّعاء الملكية (أرض أورشليم وداوود وسليمان أرضنا، وتحتها هيكلنا، وفوق جبالها انتصب صهيوننا)، وتحويل الصراع إلى دينيّ مقدّس.

أسواق القدس 


وعندما عزم القادة المسلمون، من عماد الدين زنكي، وحتى ابن قلاوون، على الانتصار على الصليبيين والمغول، وتحرير الأرض منهم، استندوا، بدورهم، إلى دور الدين في توحيد الناس، وتحقيق التقارب بين الحواضر التي دانت لهم في ذلك الزمن، ولكن، أيضًا، إلى قيم الشرف والمروءة والأنَفَة والعزّة، ورفض الذلّة، وعدم ترك الأرض والعِرض والحق نهبًا لأطماع (الغير). إنها نفسها القيم التي زاد صلاح الدين عبرها من وجع الهزيمة، ومن وقع الصدمة التي ألمّت بالبابويّة (يقال إن البابا الذي كان وقت انتصار صلاح الدين في حطين، ثم مواصلته نحو بيت المقدس، وهدمه تحصينات الصليبيين، ودخوله القدس من بوابة القديس إستيفن نهايات العام 1187 ميلادي، مات فور سماعه الخبر). صدمة وصلت أبواب الكفر المقرون باليأس: "أين الرب، إذًا، وأين وعوده؟". فالرجل قدَّمَ مشهدًا للنصر يناقض تمامًا مشهد المذابح الجماعية التي حدثت للمدينة وأهلها في يوليو/ تموز من عام 1099 ميلادي، ودفع من جيبه الخاص رسوم المغادرين من الفقراء الذي رفض (نبلاؤهم) الدفع عنهم. كما أن قصة المرأة الصليبية التي بيع ابنها في السوق، واستنجدت به، جعلته لا يهدأ له بال وهو يطوف بها مختلف أرجاء المدينة، إلى أن عثر لها على ابنها وأعاده إلى حضنها بعد دفعِهِ المستحق لمن اشتراه، مانعًا ركوعها بين يديه مهلّلةً هاتفةً: "يا سلطان.. يا عظيم.. ليت ملوكنا في الغرب يملكون بعض أخلاقك ونبلك"، تصرخ بذلك وقد شاهدت هرقل، بطريرك بيت المقدس آنذاك، يسوق ذهبه وجواهره وكل موجودات الكنيسة على دوابّ ويسبق الجميع في مغادرة المكان (الذي يبدو أنه لم يعد بالنسبة له مقدسًا، أو أن قدسيته صارت فوق السروج الهاربة معه) غير مبال بمن ورائه!




نحن هنا أمام خطابات ثلاثة تدعي جميعها القدس، وفي حين تراجع الخطاب الصليبي وطواه النسيان، وباتت أوروبا اليوم قادرة على العناية بما لها من ذاكرة وأماكن مقدسة داخل أسوار المدينة والاكتفاء بالحج الحضاريّ المسالم المتفهّم، فإن الخطاب الصهيوني/ الإسرائيليّ (كلاهما قادمان من الوعي اليهوديّ)، لا يريد شركاء له في بيت المقدس. وفي حين أن الخطاب الذي ساق خراف أوروبا إلى بلادنا، جرت هرمسته ورفضه كله من الأوروبيين أنفسهم، فإن ذلك الخطاب الذي عفا عليه الزمان، هو نفسه المعمول به اليوم من معظم الطوائف اليهودية. فأي ابتلاء بعد هذا الابتلاء يا مدينة السماء.


سلطة الخطاب

شارع يافا في القدس 


هل كان يدرك ميشيل فوكو الذي تصادف اليوم ذكرى رحيله (رحل في 25 يونيو/ حزيران من عام 1984)، أن جملته الشهيرة "الحقيقة مرتبطة دائريًا بأنساق السلطة"، الواردة في واحد من الحوارات معه (أجراه م. فونتانا عام 1977، ونشره وقتها في مجلة "القوس")، ستصبح قدرًا يعصف بفرص القدس نحو الخلاص؟
فالسلطة/ القوة/ الرغبة/ جشع التوسّع لا تزال هي العناوين الكبرى لدولة الاحتلال. وأي حقيقة تأمل أن ترى النور، لا بد من أن تكون الحقيقة التي تقررها تلك السلطة المتغوّلة، حتى، على نعوش الراحلين.
إنَّ الخطابَ حسبَ فوكو هو مجالٌ واسِعٌ، وليس فقط ما يُتَرْجِمُ الصِّراعاتِ، أو أنظِمَةَ السيطرة، إنّه "ما نصارع من أجله، وما نصارعُ به، وما نحاولُ الاستيلاءَ عليه" (ميشيل فوكو، نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، ط:3/2012، ص: 9).
وهو، إلى ذلك، "التخوّف من وجود صراعات وانتصارات وجروح وسيطرات وعبوديات عبر الكلمات" (ميشيل فوكو، نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، ط:1/1984، ص: 4).
في "نظام الخطاب"، يقر فوكو بوجود محكيّات كبرى لكل مجتمع وأمّة: "لا يوجد مجتمع خال من المحكيات الكبرى، ومن خطابات أضيفت إليها بعض الطقوس" (الطبعة الأولى، ص12)، ولكن السؤال الجذريّ هنا، هو إلى أي قدر تسمح أمّة، أو قومية، أو يسمح تجمع بشري لنفسه أن يفرض حكاياته بديلةً لكلِّ حكايات الآخرين؟ وما هي مسوّغات ذلك طالما أننا جميعنا أبناء تسعة، ولنا جميعنا سردياتنا وذكرياتنا حول الأم، أو حتى حول الأمومة في حال ولد بعضنا فاقدًا للأم البيولوجية، وحول الأب، أو حول الأبوة، وحول الأسرة والحارة والبيّارة والدار والجلّنار؟
صحيحٌ أن التاريخ يسطّره الأقوياء، لكن الحقيقة تأبى أن تندثر. وهي غير حقيقة فوكو المرتبطة، حكمًا وليس دائريًا، برأيي، بالسلطة، وغير الحقيقة كما تراها محكمة العدل الدولية التي اختيرت لاهاي مقرًا لها في مثل هذا اليوم من عام 1920 (اختيرت مدينة لاهاي الهولندية مقرًا لمحكمة العدل الدولية في 25 يونيو/ حزيران 1920)، فتلك محكمة ترى بعين استعمارية مزدوجة المعايير. إنها الحقيقة التي تَظلُّ تُطلُّ برأسها من بين صخور الأرض، وزهور الجبل، ورحيق الأماسي، وما أن تلمح فرص بقاءٍ وهواءٍ وبهاءٍ ممكنةٍ حتى تصعد من فورِها، مراقصةً الريح، معيدةً دوزنةَ اللحن، معانقةً سهوَ فراشة، ورجفةَ عصفور، وابتسامةَ شهيد.
لا بد من الحقيقة الخالصة، فها هو الروائي البريطاني جورج أورويل المولود في مثل هذا اليوم (25 يونيو/ حزيران من عام 1903) يقول "في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملًا ثوريًّا". الحقيقة المنعتقة من أوجاعها ومكبّلات انتشارها، وموجبات العمل بها.


أجراس القدس

لوحة مقدسية بريشة نادين طوقان 


لعل صوت أحزان الجلجلة (مكان صلب المسيح في الأدبيات الإنجيلية) عند نهاية درب الآلام، يتعانق اليوم مع أصوات المآذن وأجراس الكنائس.. يهدهد البيوت التي في القدس تحظى بِعمارة لا تشبه غيرها.. تلقي تحية الصبر على الأسواق المحيطة بساحة الأقصى، مدروسة هندستها كي تقي الحَرَّ والمطر، وكي تمنح المارّين من هناك ألفةً وارفة، وحدبًا لا يموت. هي عمارة تشبه أهل الدار من مسيحيي الشرق الذين قتلهم الصليبيون، ومن أبناء كنعان، وورثة الحضارة الإسلامية منذ عبد الملك بن مروان. خصوصيةٌ معماريةٌ فريدةٌ شاهدةٌ على تاريخ الإنسان، ومجد الإنسانية، منذ فجر التاريخ.



عقودٌ حجريةٌ جميلةٌ صديقة.. ظلالٌ مريحة.. أسواقٌ مرحّبة.. روحانيةٌ في البيئةِ وفي الأجواء.. بيوتٌ مطرزةٌ بالحنين.. لا هيكل لسليمان هناك ولا لغيره.. وإلا لكان حرّاس الهيكل وفرسانه من الصليبيين الغابرين وجدوا ما يستميتون من أجله.. مئذنة عثمانية.. حارة مغربية.. حائطٌ للبراق وآخرُ للترياق..
بعيدًا عن كل هذا البهاء.. تقوم المستوطنات المحيطة بالمدينة الفلسطينية المقدسة، بوظيفتين في آن معًا: وظيفة مدنية وثانية عسكرية توسعيّة معادية، بحسب ما يكشف المعماري الإسرائيليّ إيال وايزمان أحد مؤلفي كتاب "احتلال مدني.. سياسات العمارة الإسرائيلية".
لا يزال صوت الجلجلة يقرع دروب الآلام جميعها.. ينهض كل صباح معلنًا بدء يوم جديد من أيام حضارةٍ مزروعةٍ في عينِ المكان.. مثل الصبّار والتين والزيتون.. مثل السنديان.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.