(1)
الفن البدائي خلّد الحيوان بشكل مباشر. وهذا أبقى الطقوس والشعائر الدينية ممتدة إلى أزمان طويلة، وتلك أسّست للفكر البشري في الحضارات القديمة وعرّفت بتطوره واستجاباته إلى البيئة والمحيط المُشرف عليه، لنكون على بيّنة من أن دور الفن آنذاك كان بداية أرشيفية إلى حدّ ما، لتدوين الأثر القديم، وربما هو بصمة تاريخية تعاضدت مع الأجيال الزمنية المتتالية، وتنقل للحاضر أهمية الحيوان في حياة الإنسان القديم وضرورة تقديسه وتأليهه وعبادته أيضًا.
نعرف أن معادلات التطور البشري ابتدأت من القرية والطبيعة والزراعة والصيد والحيوان والطير، فنشأت الحاجة إلى الفن والرسم والتصوير؛ مرةً ليكون سحرًا يطرد الأرواح الشريرة، ومرة للتعامل البصري على أن المساحة المشغولة بالمجتمعات تحيط بها أسرار الحيوان في داخل الطبيعة. فتكوّن الوعي الفطري والفكر الأول على استجابات الطبيعة وما فيها من أسرار وغموض. وفي الحالات مجتمعةً فإن صورة الحيوان طبعت الواقع الرافديني بطابع طقسي وشعائري.
الدراسات والبحوث الأكاديمية والمعرفية والتاريخية، تُعطي لمثل تلك الصور واللقى الآثارية، بما يسمى بـ "الفن الأولي الفطري"، أولوية في بحث الماضي وتركاته الفنية، للدراسة والبحث والتأويل والاستنتاج، لرسم صورة ليست أخيرة عن حضارات الماضي وأفكارها الأولى. لكنها بالتأكيد صورة تقريبية عن مفهوم الفكر البشري، وهو يتغذى من مفردات الطبيعة ويتطور بها، ويرسم صورة عن حاضره "الماضي". إذ تشير الدلائل الفنية إلى أن الانسان الأول مارس الفنون التشكيلية منذ العصور الحجرية القديمة: نصبَ الفخاخ لأغراض الصيد، ورسمَ على الكهوف ما يصطاده، ليجعل منه تميمة وتعويذة سحرية في مراحل لاحقة. إذًا الفن يوثّق ويعطي صورة بصرية وروحية لما كانت الحال عليه في فطرتها الأولى.
(2)
"تقديس الحيوانات في بلاد الرافدين"(*) دراسة أكاديمية تراقب الفكر الديني الرافديني، بتتبّع صور وأشكال الحيوانات التي أمكن التعرف عليها من خلال اللقى الأثرية والمنحوتات وعلاقتها بالطبيعة والجنس البشري الذي كان يشكل مجتمعات قائمة بالفعل. بما يعني الحفر في الفكر الاجتماعي القديم في بلاد الرافدين، عبر مخلفات الأقدمين من صور ولقى تشير إلى صورة الحيوان "ودرجة قرابته من الفكر البشري" ولا شك في أن الأقدمين في الحضارات الماضية كانت علاقتهم بالطبيعة مباشرة بكل ما فيها من وجود مادي ثابت أو متحرك، لخلق علاقات ابتدائية مطلوبة، تحولت مع الوقت إلى علاقة طقسية بأبعاد دينية ورمزية في الفكر الإنساني القديم، وهو يجاور الطبيعة ومشتقاتها من النباتات بأشكالها وفوائدها، والحيوانات المتنوعة في أهميتها، وهذه الأخيرة هي أكثر تماسًّا معه، كونها خلقت روابط شابَها نوع من التعقيد الديني والفكري على حد سواء. لذلك يقول الباحثون الأثاريون بأن كل حضارة عظيمة تتجلى بعض أبعادها في ما تركته من شواهد وآثار فنية، بحسابات القديم من الأثر الفني والجمالي من اللقى والمنحوتات والفخاريات على أشكالها، والذي يشي بتطوير الأفكار الإنسانية في هذا النزوع إلى الكشف والاكتشاف في مظاهره الحيوانية في الأقل، وما تركته من انطباعات معاصرة لدى الباحثين الأثاريين والتاريخيين.
(3)
باحث هذا الكتاب د. نعمان جمعة ابراهيم، وهو يستعيد الماضي القديم في تعقبه لصورة الحيوان "في علاقاته المركبة" مع عناصر الطبيعة، كعلاقة لا بد من أن تكون متضامنة ظاهريًا وباطنيًا، فصورة الحيوان في الأثر الرافديني دليل على الوجود الرافديني بطقسه الديني المتعارف عليه. واللقى والمنحوتات المكتشفة "تجسد عواطف دينية" بما فيها شكل العبادة التي طبعت الفكر الرافديني القديم. ويؤكّد في هذا المؤلَّف من أن التاريخ القديم لم يترك للباحثين كتابات معتمدة يمكن من خلالها الوصول إلى صيغ المعرفة السائدة آنذاك، لذلك صارت القطع الفنية من لقى ومنحوتات خاضعة للدراسة والبحث، فهي التي تشفُّ عن تلك الأفكار وتطورها الزمني. وبما أن الديانة العراقية القديمة غامضة في بداياتها الأولى، ومن الصعوبة التعرّف على مضامينها. فقد كانت الفنون مصدرًا وحيدًا تقريبًا للتعرّف عليها، قبل اختراع الكتابة قطعًا، وبما أن الدين الفطري "لازم نشأة المجتمعات القديمة" فإن له أهمية قصوى في حياة الشعوب القديمة، وهو من أهم العوامل المؤثرة في سير حياتها وأسلوب تطور حضارته، فـ "المعتقدات الدينية تحدد الإطار العام لسلوك الانسان" وخضوعه لسلوكه الشخصي والعام عبر التجمعات السكانية وارتباطها بآلهتها ومعابدها، لنعرف على نحوٍ مباشر، أن فهم الحياة العراقية القديمة يتجسد عبر الأشكال الحيوانية المصورة والمنحوتة، مثلما نتعرف على البيئة والغريزة الحيوانية والمناخ المعتدل، وهذه عوامل ساعدت على نمو الطبيعة فيها، حيث نما فيها النبات، وسكنتها الحيوانات وتم تدجين بعضها كالكلاب والماعز والثيران والدجاج والحَمام.
(4)
واضح بأن العقيدة الدينية القديمة نشأت تحت تأثير السحر والخرافة في مراحلها المتعاقبة، فكان السحر يضخّم من الخرافة، والخرافة تستجيب للسحر، وبينهما الدين يترسخ في الوعي مبكرًا، والإنسان القديم يمارس طقوسه وفق ذلك، بأن يكون السحر "مسيطرًا على الأفكار والمعتقدات بأبسط صورها". حتى أن تشريح الحيوانات رسْمًا كان "بدوافع السحر" لذلك ظهرت مثل هذه الفنون كضرورة مرافقة للعقيدة الدينية التي كان يتمثلها إنسان ما قبل التاريخ.
في مرحلة العصر الحجري الحديث، وعندما "ظهرت بوادر الاستقرار والاستيطان في منطقة زاجروس على حافة سد الموصل في منطقتي نمريك وفايدة (الألف التاسع والثامن ق. م)" أمكن العثور على "مجموعة من التماثيل الصغرى تمثل كلبًا مائيا ورؤوس طيور مختلفة. وتمثل جرمو أنموذجًا للمرحلة الأولى التي حصل فيها الانتقال من عصر ما قبل الفخار إلى عصر الفخار" وهذه المرحلة (الألف السادس ق. م.) شهدت فيها منطقة زاجروس "ظهور قرى زراعية" بما تشير إلى تطور الفكر الانساني. ولا بد هنا من هذه المركزية اللاحقة في التطور الإنساني أنْ نتتبع آثار صناعة وعمل الدمى التي كانت ترمز إلى شؤون حياتية كالخصوبة والإنجاب وتمظهرات الجنس الفطري بين المجموعات القديمة. لا سيما الأم التي ظهرت كرمز للخصوبة، توازي خصوبة الأرض.
ومن الطبيعي أن تتطور أفكار الإنسان القديم في الصناعة الفخارية، وهو ينمو فكريًا وعقليًا، فمن الطين عمل هيئات للثيران والغزلان، خاصة في منطقة سنجار. وظهر مثل هذا في منطقة الدباغية جنوب غربي الموصل، حيث وُجدت آثار فخارية لحُمُرٍ وحشية وأجنحة نسور وطيور ضخمة غير معروفة مُنفّذة بأسلوب "أقرب للتجريد مصبوغة بلون أحمر" كما ظهرت في قرية جرمو الزراعية في بلاد الرافدين زخارف وصناعة الأواني خالية من النقوش والزخارف.
في عصر سامراء عثر على صحن فخاري عليه رسم طيور "تعطينا فكرة مبسطة عن البيئة الطبيعية للمكان"، ومن عصر حلف ( 4500 ق. م) ستتركز أهمية تقديس الحيوانات حيث تنوعت الرسمات واللقى والمنحوتات والخطوط للطيور والعقارب ولعل هذا يرتبط بالبيئة الخاصة في القرى السهلية أو الجبلية، ففي سنجار- يارم تبه، عثر على إناء على شكل حيوان يشبه الفيل. ودلايات على رأس خنزير. وفي الأريجة الموصلية تم اكتشاف دمية طينية تمثل حمامة، بما يشير إلى تطور الخيال لدى الفنان العراقي القديم، فصارت ثمة قيمة جمالية لصناعة الدمى المنقوشة عليها صور حيوانات "ربما كانت تؤدي وظائف دينية" لنصل إلى أن الأعمال النحتية الحيوانية "ذات فاعلية لا يمكن فصلها عن وعي الانسان وفكره".
الثور وأسد بابل
حيوانان اهتم بهما فنانو تلك الحقب البعيدة من سكان بلاد الرافدين، لما لهما من أهمية استثنائية في العبادة والطقوس والشعائر، وهي التي تكررت صورها وأشكالها في الآثار الفنية بإشارة إلى أهميتها الطقسية والشعائرية؛ فالثور له أهمية في العراق القديم، يرتبط مفهومه الشخصي بالقوة، ومعظم صوره جاءت من عصر حلف 4500 ق. م. وسعة انتشار نقشه على الأواني "تؤدي وظيفة دينية مع دفن الموتى". وفي عصري العُبيد (4000 ق. م.) والوركاء (3500 ق. م.) تنامت الأساليب الفنية لرسم ونقش هذا الحيوان التاريخي، وأصبحت ثيمته شائعة، خاصة في عصر السلالات (2800 ق. م.) إذ تم "اكتشاف بعض الآلات الموسيقية كالقيثارة الذهبية- وجدت في مقبرة أور الملكية- زُين صندوق ذبذباتها برأس الثور الملتحي...".
ومثلما كان للثور مثل تلك الأهمية، كان للأسد تأثيرات واضحة وبارزة في حضارات العالم القديم، وامتد دوره إلى حضارة بلاد وادي الرافدين، تجسد ذلك في المنحوتات القديمة، حتى أن صناعته كانت من مواد ثمينة وغالية. فهو يمثل أحد معتقدات ميزوبوتاميا الدينية، كما يمثل تطور الفن الرافديني، إضافة إلى أنه "الحيوان المفضّل للآلهة عشتار". ومن مكتشفات الوركاء عُثر على مسلة لصيد الأسود كأقدم أنموذج حجري، وفي عصر السلالات ظهرت مجموعة من الأواني الحجرية نقشت عليها مناظر للأسود، وفي نُفَر اكتشفت قطعة فنية تحت دكة المذبح في الساحة الداخلية للمعبد، منحوت مجسمات للأسد. أما في موقع "تل أجرب" في ديالى، فقد وُجد ختم أسطواني "يحمل مشهدًا أسطوريًا يصوّر موضوع افتراس الأسد للحيوانات الأليفة" حتى في العصر الأكدي (2350- 2210 ق. م.) فقد أصبحت الأختام الأسطوانية "تعكس بشكل متناظر النزعة الدينية والدنيوية والبُعد الجمالي في ظل الدولة الأكدية القوية".
الحيّة والكلب
رسم الحيّة في الحضارات القديمة موضوع شائع بأسطوريته التي ربما "من المحتمل أن لها ارتباطًا بتقديس الحية في الفكر الديني"؛ فالحيّة التي سرقت عشبة الخلود من جلجامش تأسطرت في الحضارة العراقية القديمة، فكانت "كائنًا إلهيًا مقدسًا"، وبشيوع عبادتها في المعتقدات والديانات اقترنت رمزيتها بالخلود، ومن الطبيعي أن ينتبه فنانو تلك الحضارات إلى هذا الكائن المؤسطر، حتى شاع رسمها، مثلما شاع المعتقد الديني برمزية خصوبتها، "وأقدم تمثيل للحية في الفن العراقي القديم ظهرت على فخاريات عصر حلف 4500 ق. م. من الأريجية في شرق الموصل" واستعملت صورتها في تزيين واجهات المعابد ودكات المذابح، وعُثر في كيرسو على "قارورة حجرية منقوشة بحيتين ملتفتين" كما ظهرت على الأختام الأسطوانية في عصر الوركاء 3500 ق. م...
ومنذ العصر الأكدي أوحى هذا الكائن بدلالات ومضامين فكرية، فهي ترمز إلى إله ننكشزيدا، إله العالم السفلي، ويوصف بأنه إله الطب والشفاء. كما اتخذت رمزًا للإله نيراخ الذي انتشرت عبادته في العصر الأكدي في أجزاء واسعة من العراق، ونجد وجودها الإلهي التمثيلي في تل أسمر. وفي أشنونا وُجد ختم اسطواني يمثل إله الحية جالسًا على عرشه.
أما الكلاب فقد استخدمها قدماء بلاد الرافدين كوسيلة من وسائل الحراسة والصيد، وعُثر على هياكلها في عدد من المواقع منذ العصر الحجري الوسيط في كهف بالي كورا- شمال غربي السليمانية، وأهم كلب تم تدجينه هو Mastif من كلاب الصيد كما ورد في المدوّنات المسمارية. وظهر الكلب في الدمى الطينية في جرمو وعصر حلف وعصر العُبيد، ورُسمت الكلاب على واجهات المعابد، واكتشفت في تل أبو الصلابيخ - القادسية بقايا عظمية للكلاب، وهذا الاهتمام بهذا الحيوان ورسْمه في أمكنة عبادية كثيرة، طوّر فن النحت البارز في بلاد الرافدين، فوُجدت تماثيل منه في عقرقوف على المسلات.
الطيور والأسماك والعقرب
البيئة العراقية قديمًا وحديثًا هي بيئة حاضنة للكائنات الحية بمختلف أنواعها لا سيما الطيور منه؛ الموسمية أو غير الموسمية. فوجود منطقة البطائح - الأهوار ساعدت على أن تكون الهجرات المتتالية للمكان متناسبة معه، وبالتالي فإن الطيور المائية مثلًا هي الأبرز في تلك الهجرات الموسمية، وقد وُجد عدد من الصحون والاطباق الفخارية من عصر حضارة سامراء وبوغاز كوي منقوشة بصور لطيور مائية، وكانت الإوزة والحمامة من أكثر الطيور التي صيغت من أشكالها أنواع من التمائم والدلّايات على شكل قلائد. ولربط العلاقة بينها وبين المظاهر الدينية آنذاك يعطي المؤلف أقوى دليل على وجود عبادة الطيور لا سيما الحمامة كآلهة جاءت من كريت وكان الطير في الفكر العراقي القديم يمثل الريح ويظهر أحيانًا بمظهر الحماية، أما النسور والعقبان فهي رموز دينية "في الفترة النيوليثيكة" وأصبحت ذات مغزى ديني.
تُعد الحمائم من الطيور المقدسة وتعرف عند السومريين برُسل السماء، ويعتقد بأنها ترمز للإله أنليل، فأدت دورًا بارزًا في الطقوس الدينية وكانت لحومها تقدم كقرابين إلى الآلهة. في حين يُعد السمك رمزًا للإله انكي Enki -إله الحكمة والمياه- ويظهر تأثير الأسماك في الفكر الديني لسكان الرافدين من خلال النصوص الأدبية والتراتيل الدينية، وقد دخلت في الفكر الأسطوري من خلال ذكرها بأسماء خرافية وأسطورية. وتوصف سمكة سخورما بأنها كانت تُقدّم كقرابين. أما العقرب فارتبط ذكره بالمرأة (وجود الصفة الأنثوية بينهما) كرمزين للخصوبة والتكاثر. ويُرسم العقرب ويُعلق على الرقاب كتمائم وله دور متميز في المواضيع الفلكية وعلم التنجيم.
*****
يبقى هناك سؤال لم يُجب عنه الكتاب: هل تطوّر الفن الرافديني بوجود حيوانات ذات صلة بالعبادات والفكر الديني؟ أم أن فطرة الرسم البدائي كوّنت المعتقدات الدينية بوجود مثل تلك الحيوانات؟
هوامش:
(*) "تقديس الحيوانات في بلاد الرافدين - في ضوء المشاهد الفنية من الألف التاسع حتى نهاية الألف الثالث ق. م.". تأليف: د. نعمان جمعة إبراهيم. الناشر: دار الزمان للطباعة والنشر والتوزيع، 2024.
* د. نعمان جمعة إبراهيم: خريج كلية الآداب - قسم الآثار- جامعة بغداد 1979. ماجستير عن رسالته "حضارة العصر الحجري في كردستان العراق"، 2003 . نال شهادة الدكتوراه عن هذا الكتاب- جامعة صلاح الدين. عمل منقبًا في المؤسسة العامة للآثار في بغداد. شارك في أعمال تنقيب في حوض حمرين وسد العظيم.
* أسد بابل هو الأنموذج الأوضح لقدسية الحيوان التي كان يكنّها سكان بلاد الرافدين، فالأسد هو القوة والشجاعة والافتراس. ويمثل عظمة بابل في مجدها المعروف.
* جرمو: قرية زراعية من العصر الحجري الحديث. وهي من أقدم القرى العراقية. تقع على حافة سد الموصل.
* الأريجية: تقع إلى الشرق من الموصل. نقبت فيها بعثة بريطانية عام 1930 برئاسة الآثاري ماكس ملوان.
* أبو الصلابيخ: جرت في هذا الموقع أعمال تنقيب من قبل بعثة أميركية عام 1963.
* الإله إنليل: إله سومري قديم، يُعد إله الرياح والهواء والأرض والعواصف. كان مقدسًا لدرجة شديدة، حتى أن الآلهة الأخرى لم تستطع النظر إليه.
* العصر النيوليثي: هو المرحلة الأخيرة من عصور ما قبل الكتابة. عرف الإنسان فيه الاستقرار الدائم في قرى ثابتة من خلال توصله إلى الزراعة وتدجين الحيوانات. وشهد الإنسان في هذه المرحلة تطور الفكر الديني (ويكيبيديا).