}

رحيل نورية قزدرلي.. "زهرة المسرح الجزائري"

15 أغسطس 2020
هنا/الآن رحيل نورية قزدرلي.. "زهرة المسرح الجزائري"
نورية قزدرلي (1921ـ2020)

بعد أكثر من 60 عاما من العطاء الفني في المسرح والسينما والتلفزيون، رحلت الممثلة الجزائرية القديرة نورية قزدرلي عن عمر ناهز 99 عاما.
نورية قزدرلي - واسمها الحقيقي خديجة بن عايدة- من مواليد مدينة تيارت عام 1921، ممثلة متميزة كانت لها إسهامات كثيرة وكبيرة في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية كما أنها إحدى الشخصيات الرائدة في المسرح والشاشة الصغيرة التي عرفت فيها خصوصا بدور الأم الجزائرية التقليدية.
بدأت مشوارها الفني صدفة عام 1945 حين طلب منها زوجها الممثل الراحل مصطفى قزدرلي- وهو من أعمدة المسرح الجزائري- وعدد من رفاقه الفنانين تعويض ممثلة تغيبت عن موعد عرض وهكذا كان أول دور لها كمتسولة أمام عبد الرحمان عزيز. غير أن زوجها سرعان ما عارض فكرة تمثيلها حيث توقفت لفترة لتعود بعدها بتشجيع من الفنان والمخرج الراحل مصطفى بديع الذي ظهرت معه بعدها على خشبة "أوبرا الجزائر" (المسرح الوطني حاليا) عام 1963 تحت إشراف محي الدين بشطارزي، وقد وقفت حينها على الخشبة إلى جانب كل من كلثوم وحبيب رضا وفنانين آخرين.
ومثّلت نورية إلى جانب العديد من رواد المسرح والتلفزيون على غرار فريدة صابونجي وشافية بوذراع ورويشد وكذا حسن الحسني الذي شاركته التمثيل في الخمسينيات وكانت لها معه جولة في فرنسا، في حين أن مصطفى بديع قدّمت معه عدة تمثيليات إذاعية وتلفزيونية.
كما تعاملت مع كبار المخرجين الجزائريين في السينما والتلفزيون كبن عمر بختي وموسى حداد والحاج رحيم، وقدمت على مدار مشوارها الفني الطويل أكثر من 200 مسرحية وأزيد من 160 فيلمًا تلفزيونيًا إضافة الى 4 أفلام روائية.
ومن أعمالها السينمائية البارزة "خذ ما عطاك الله" (1981) و"الليل يخاف من الشمس" (1964) و"أبناء القصبة" (1963).
ومن أعمالها التلفزيونية مسلسل "المصير" (1989) واسكتشات "العروسة والعجوزة" و"هي وهو" و"خالتي حنيفة في رمضان".
وتبرز من أعمالها المسرحية "بنادق الأم كرار" و"الاستثناء والقاعدة" و"ممثل رغم أنفه" و"وردة حمراء" و"الغولة" و"بيت برناردا ألبا".
نورية التي لم تدخل مدرسة في حياتها كانت مدرسة في حد ذاتها فقد كان لها الفضل إلى جانب كلثوم في تغيير نظرة المخرجين والمجتمع إلى عمل المرأة بالمسرح حيث كانت الأدوار النسائية قبل هذا تسند للرجال فاتحتين بهذا المجال للعديد من الممثلات الأخريات.
وأعطى انضمامها للمسرح الوطني عام 1963 دفعا قويا للتمثيل النسائي لتصبح أيقونة الفن الرابع في الجزائر ولتلقب بعدها بـ "زهرة المسرح الجزائري".
وكانت نورية قد كرمت في العديد من المرات من طرف وزارة الثقافة وكذا جمعيات فنية، كما منحت في 2017 وسام الاستحقاق الوطني.
وتداول العديد من رواد وسائط التواصل الاجتماعي بكثير من الحزن والأسى خبر وفاة الممثلة قزدرلي. واعتبر الجمهور أن الممثلة ابنة مدينة تيارت كانت أمًا لجميع الجزائريين من خلال أدوارها في المسرح والتلفزيون فغالبا ما جسدت شخصية ربة البيت الجزائرية بتقاليدها الأصيلة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.