}

الثّقافة في سورية بعد 12 عامًا من انطلاق الثورة

عماد الدين موسى عماد الدين موسى 14 مايو 2023
بالتزامن مع مرور 12 عامًا على انطلاق الثورة في سورية، تتفاقم معاناة السوريين أكثر فأكثر، ولتكون الثقافة كباقي قطاعات الحياة الأخرى في تراجع ملحوظ، بالرغم من الحراك الثقافي الملحوظ، سواء في الداخل، أو خارج البلاد.
في ملفنا هذا، نقرأ وجهات نظر مختلفة تتناول الحالة الثقافية بصورة عامة، لثلاثة أسماء أدبيّة سوريّة، لهم مشاركات فعّالة في المشهد الثقافي السوري:

سوسن جميل حسن (كاتبة وطبيبة سورية تقيم في برلين):
في أدب الحرب أو أدب الثورة
سوسن جميل حسن 

في كل الظروف والأوقات، هنالك أسئلة تواجه الأدب والفنون على اختلافها بشكل عام، والرواية بشكل خاص، فلأوقات السلم، أو الاستقرار، أسئلته، ولأوقات الثورات، أو الحروب، أو الكوارث، أسئلتها أيضًا.
أمّا بالنسبة للمنتج الإبداعي في السنوات الاثنتي عشرة الماضية في سورية، فيمكنني الحديث عن الرواية، خصوصًا أنها الجنس الأدبي الذي كتبت فيه ستة أعمال إلى اليوم، والسابع في طريقه إلى النشر، كان نصيب هذه المرحلة العصيبة من تاريخ بلادنا ثلاث روايات، الأخيرة منها كتبت في برلين.
تحت ضغط المفاجأة التي أحدثتها انتفاضة الشعب السوري في عام 2011، سارع عدد من الأدباء المتعطشين إلى لحظة من هذا النوع، وتحت ضغط العنف الباكر الذي قوبلت به الانتفاضة، واستولد العنف المضاد وبداية ما شكّل لاحقًا هذه الحرب، سارعوا إلى أن يكتبوا روايات تصوّر الواقع، كانت في غالبيتها توثيقية، يغلب عليها الوصف المشهدي الذي يشبه الكاميرا، في الوقت الذي كانت كل الوسائط الإعلامية أقدر على رصد الواقع، وفبركة حقائق في الوقت عينه تخدم أجنداتها في الحرب الإعلامية التي واكبت الحدث لحظة بلحظة. وفي بعض منها كانت أشبه بخطابات، أو تنظير، أو بيانات سياسية، أو صراع آراء وأفكار، كل هذا على حساب فنيّة الرواية.
خلال هذه السنوات الكارثية، تشكلت مدونة روائية فيما يمكن تسميته أدب الثورة، أو أدب الحرب، تكفي لأن يكون لدى النقاد حقلٌ كبير من التجارب المختلفة جاهزًا للدرس. كانت معظم الشواغل الروائية تدور في فلك قضايا رئيسية: القمع، القتل، التهجير، الانتهاك، الاغتصاب، الفقر، اللجوء، الدين، الطائفية، الهوية، الوطن، المنفى... إلى الآن ما زالت الأعمال الروائية تدور في فلك معظم هذه الشواغل، من دون التمييز بين أدب الداخل والخارج، فعدد ممن كتبوا وهم في الخارج ما زالوا مسكونين بصدى الحرب، وبأوجاع الشعب السوري لحظة بلحظة، ربما بدأت تظهر بعض الأعمال التي تنشغل بقضايا الهجرة، أو اللجوء، وما يترك المنفى في وعي السوري ووجدانه.




لكن، في خضم هذا الدفق من الأعمال الروائية، التي تشكل حوضًا مهمًّا لاشتغال النقاد، وهذا مطلب ملحّ، كم هي الروايات التي اعتنت بالقيمة الفنية لهذا النمط الأدبي؟ وما عدد الروايات التي يمكن القول إنها قدّمت تجريبًا مهمًّا في الكتابة الروائية؟ ربما الإجابة على هذين السؤالين تنتظر النقد وما يقول، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى نقطة أراها مؤلمة وسلبية بالنسبة إلى الثقافة والإبداع، هي انقسام النقاد حول المنتج الإبداعي، بحسب الموقف مما جرى في سورية، فقسم كبير منهم لا يهتم إلّا بما كتب الأدباء الذين يتفق معهم في الرؤية، وإهمال الضفة الأخرى وما يكتبون. لكن من ناحيتي كقارئة، ومن خلال النصوص التي اطلعت عليها، يمكنني القول إن هنالك روايات كانت متواضعة جدًّا، وأخرى بقيت ماثلة في وعيي، لناحية أسلوبها، والثيمات التي طرحتها، وبناء الشخصيات المحكم والبديع، كرواية "المئذنة البيضاء" ليعرب العيسى، أو رواية "خمارة جبرا" لنبيل الملحم، أو "ليلة الإمبراطور" للراحل غازي حسين العلي، على سبيل المثال لا الحصر.

مازن أكثم سليمان (ناقد وأكاديمي سوري):
مرحلة انتقالية
مازن أكثم سليمان 

لعلَّ أيَّ حديثٍ عنْ واقعِ الثَّقافةِ السُّوريَّةِ الرَّاهنِ ينبغي أنْ يبدأَ بمُحاوَلةِ تحقيبٍ مَنهجيٍّ زمكانيًّا؛ أي: بالنَّظَر إلى المُستوى الزَّمانيِّ الخطِّيِّ أو التَّتابُعيِّ الذي يربطُ بينَ هذهِ اللَّحظةِ الرّاهِنةِ، ومسيرةِ الثَّقافةِ السُّوريَّةِ منذُ حقبَةِ ما دُعيَ بِـ"عصر النَّهضة العربيَّة"، أو منذُ حقبَةِ ما دُعي بِـ"الاستقلال" وما بعدَهُ في أقلِّ تقديرٍ، فضْلًا عن التَّحقيبِ المَكانيِّ المُتعلِّقِ بدوائِرِ الثَّقافةِ السُّوريَّةِ العربيَّةِ والإقليميَّةِ/ المَشرقيَّةِ والعالَميَّةِ.
بهذا المَعنى، يغدو من المُسوِّغِ مَنهجيًّا ألّا تنفصِلَ أيَّةُ مُقارَبةٍ أو أيُّ تفكيكٍ لواقعِ الثَّقافةِ السُّوريَّةِ الرَّاهِنةِ، أيضًا، عنْ فَهِمِ التَّحوُّلاتِ النَّاجِمَةِ عن فترَةِ الرَّبيعِ العربيِّ، وتداعياتِهِ الثَّوريَّةِ والحربيَّةِ المُركَّبةِ والمُتراكِبةِ في آنٍ معًا.
عرَفَتِ الثَّقافَةُ السُّوريَّةُ منذُ خمسينيَّاتِ القرنِ المُنصرِمِ مَشاريعَ ثقافيَّةً وفكريَّةً وإبداعيَّةً كبيرةً ولافِتَةً حقًّا، وهذا مُرتبِطٌ، بطبيعةِ الحال، بحِراكٍ عربيٍّ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ كانَ يعكسُ أسئلَةَ الهُوِيَّةِ والنَّهضَةِ والتَّنويرِ، وجدَليَّاتِ الأصالةِ والمُعاصَرَةِ، وإشكاليَّاتِ الالتحاقِ بالعصرِ وتخليقِ دوَلٍ حديثةٍ.
على أنَّ ذلكَ لا يتَّضِحُ تمامًا من دونِ فَهْمِ طبيعَةِ الصِّراعاتِ السِّياسيَّةِ والحزبيَّةِ والأيديولوجيَّةِ التي واجَهَها وعاشَها السُّوريُّونَ والعربُ جميعًا. فضْلًا عنِ ارتباطِ شاغِلاتِ تلكَ الحقبَةِ الثَّرَّةِ والغنيَّةِ بحركيَّةٍ وتيَّاراتٍ ونظَريَّاتٍ ثقافيَّةٍ وفنِّيَّةٍ وفكريَّةٍ وسياسيَّةٍ سادتِ الغربَ والعالَمَ أجمَع.  
في العقديْن الأخيريْن، بدأَ جيلٌ كاملٌ من النُّخبَةِ في سُوريَّة بمُغادَرَةِ الفضاءِ الثَّقافيِّ العامّ رُويدًا رُويدًا، إمَّا بحُكمِ الشَّيخوخةِ والأعمارِ الكبيرةِ، أو بحُكمِ الوفاةِ. وبعدَ اندلاعِ الحدَثِ السُّوريِّ في عام 2011، غادَرَ عددٌ كبيرٌ من الفاعِلينَ في الفُنونِ والآدابِ والثَّقافَةِ والفكرِ البلدَ نهائيًّا.
وهكذا، تشكَّلَتْ ثغرَةٌ فادِحةٌ، أو لأقل: تشكَّلَ فراغٌ بائِسٌ في المَشهدِ الثَّقافيِّ السُّوريِّ، يُمكِنُ تلخيصُهُ في ثلاثةِ عناصِرَ مِحوريَّةٍ:
1 ــ عدمُ ظُهورِ أعلامٍ من المُثقَّفينَ ذوي الوزنِ الثَّقيلِ؛ أي: من ذوي المَشاريعِ الثَّقافيَّةِ الجادَّةِ والكبيرةِ كمَا سادَ لأكثَر منْ نصفِ قرنٍ في سُوريَّة.
2 ــ عدمُ وُجودِ أعلامٍ (ولَوْ منَ المُستوى المُتوسِّطِ في التَّأثيرِ والمَواهِبِ والإنتاجِ) يُعوِّضونَ الأسماءَ التي غادَرَتِ البلادَ بدءًا منَ عام 2011.
3 ــ عدمُ وُجودِ مُناخٍ مُناسِبٍ، أصلًا، لحِراكٍ ثقافيٍّ أصيلٍ في بلدٍ نهشَتْهُ الصِّراعاتُ والحُربُ والأزماتُ الاقتصاديَّةُ والاجتماعيَّةُ الطّاحنةُ.
وبالطَّبعِ، نستطيعُ، منْ جديدٍ، أنْ نربِطَ هذا المشهدَ، على ما فيهِ منْ خُصوصيَّةٍ سُوريَّةٍ مُؤلِمَةٍ، بواقعٍ عربيٍّ وعالَميٍّ مُعقَّدٍ ومأزومٍ جدًّا.
ولعلَّ النَّاظِرَ إلى الواقعِ الثَّقافيِّ السُّوريِّ الذي انبسَطَ في العقدِ الأخيرِ، يُلاحِظُ أنَّهُ إثرَ فُقدانِ عددٍ كبيرٍ منَ الكوادِرِ، كمَا بيَّنْتُ سابِقًا، ممَّنْ أُطلِقُ عليهِم صِفةَ: (الدِّيكور التَّجميليّ) الذي يحتاجُهُ أيُّ خِطابٍ لبناءِ رأسمالِهِ الرَّمزيِّ في التَّحكُّمِ والإدارةِ، بدأ العمَلُ على تعويمِ عددٍ هائِلٍ منْ ضِعافِ المَواهِبِ، ومنَ الأُمِّيِّينَ وأشباهِهِم، ونفخِهِم، والاحتفاءِ بهِم، وتصديرِهِم بوصفِهِم وُجوهًا (مُبدِعَةً) في المَجالاتِ كافَّة، وهُمْ يفتقدونَ أدنى عناصِرِ الإبداعِ أو الثَّقافةِ أو المُعرفةِ.
وهذا ترافَقَ، أيضًا، بتجاهُلِ عددٍ منَ الأسماءِ القليلَةِ المُميَّزَةِ ممَّن بقيَ داخِلَ البلدِ، أو بانسحابِهِم هُم أنفسُهُم طوعيًّا منَ المُشارَكَةِ في أيِّ نشاطٍ عامّ.  
لكنَّ هذا لا يمنَعُ منِ اختتامِ هذهِ المُقارَبةِ بإشارتيْن ضروريتيْن ومُفيدتيْن كمَا أعتقدُ:
1 ــ لا يخلو المَشهَدُ نسبيًّا (قليلًا في الدَّاخلِ السُّوريِّ، وأكثَر في بلادِ الشَّتاتِ) منْ أصحابِ المَواهبِ والمَشاريعِ الأصيلةِ، وإنْ كانَ ما يزالُ الوقتُ مُبكِّرًا لتقديمِ أحكامٍ حاسِمَةٍ حولَ ذلكَ، فضْلًا عنْ غِيابِ البوتقَةِ أو البيئَةِ الجامِعَةِ والمُرسِّخَةِ مُؤسَّساتيًّا لحُضورِ ظَواهِرَ فرديَّةٍ مُتفرِّقَةٍ ذاتِ مَشاريعَ جادَّةٍ.
2 ــ وبالعودَةِ إلى مَسألةِ التَّحقيبِ، أقولُ: إنَّهُ يُمكِنُ الظَّنُّ، رُبَّما، أنَّ هذهِ المَرحلةَ الثَّقافيَّةَ هيَ مَرحلةٌ انتقاليَّةٌ ليسَتْ في سوريَّة وحدَها؛ إنَّما في البُلدانِ العربيَّةِ، وعلى مُستوى العالَمِ بأسْرِهِ، حيثُ يُواجِهُ في هذهِ الحقبَةِ الخَطِرَةِ أزماتٍ عسكريَّةٍ واقتصاديَّةٍ وبيئيَّةٍ وصحِّيَّةٍ خانِقَةٍ، وهوَ الأمرُ الذي يتجلَّى في مَلامِحَ وأحداثٍ تُنذِرُ بتفكُّكِ مَنظوماتِهِ الجيوسياسيَّةِ القديمَةِ التي تمَّ نسْجُها بعدَ الحربِ العالَميَّةِ الثَّانية.

شيلان شيخ موسى (صحافيّة سوريّة تقيم في القاهرة):
القدرة على إنتاج مشهد ثقافي مستقل
لا تزال الثورة السورية في ظل وقوعها تحت وطأة العنف والحرب المتسبب فيهما النظام السوري ووكلاؤه الإقليميون والدوليون، تفرز نتائج عديدة، بعضها، ربما، جديد، وبعضها الآخر ضمن رواسب قديمة، حيثُ جاءت الأحداث لتكشف عن وجودها. ومن بين هذه الأمور تأتي الثقافة التي حاول النظام من خلال أدواته ومؤسساته الإعلامية المؤدلجة تأطيرها في الاتجاه الذي يخدم سياساته وأهدافه البراغماتية.
وبالتالي، ظلت الثقافة في سورية لها حمولات أيديولوجية تخص البعث السوري، بينما كان المفكرون والأدباء أدوات وظيفية من خلال مقولاتهم النظرية أو كتاباتهم الإبداعية شعرًا ونثرًا لتحقيق هدف لا علاقة له بالمضامين الإبداعية والفكرية والجمالية.




هل يمكن أن نقول إننا فقدنا في الواقع السوري تبعا لحجم التخريب المنظم، والفساد المؤسسي والمنهجي، الذي مارسه النظام السوري، وشبكاته القوية، والممتدة في أركان المجتمع، القدرة على صناعة ثقافة، أو مشهد فني مستقل؟
هذا السؤال يستحيل الإجابة عليه. لكن المؤكد أن التجارب المستقلة لم تحظ بالمشروعية والشرعية، وتبرز في متن الواقع الثقافي، وانزوت للهامش بفعل ضغط المؤسسات الرسمية التي تعطي بطاقة المرور لمن يستجيب لأغراضها ويحقق شروطها، بل ويقوم بطمر وهدم الباقي. وعلى مستوى أبعد، نجد تلك النخبة السياسية والفنية والثقافية التي لا تزال تروج لأدبيات القتل والعنف، وتشرعن بقاء النظام رغم الفصول الدامية المتوحشة المستمرة على مدار أكثر من عقد.
الثقافة في سورية ربما تتجاوز الإنتلجنسيا الرسمية. وفي ما يبدو أن هنالك حراكًا ثقافيًا، حتى لو هامشيًا، بمعنى عدم مقدرته الصعود في ندية للثقافة الرسمية. هذا الحراك بدا قائمًا بذاته، وقادرًا على التعبير عن ذاته عمليًا في الممارسات الأولى للمحتجين الذين تبنوا مقاربة لا طائفية في تظاهراتهم الثورية في مطلع مارس/ آذار 2011. تغييب الطائفية في مقابل تعميمها من قبل النظام كممارسة ثقافية وديمقراطية عند اندلاع الثورة السورية يعد لحظة قصوى في التعبير عن صراع آخر بين ثقافة شعبية مجتمعية تحتاج إلى أوعية دموية قوية يجري الحفاظ على تدفق الحيوية فيها لمواجهة الظلم السياسي، والتهميش المجتمعي، وانقباض الأجهزة الأمن عليها، وكذا ثقافة السلطة التي تروج للمحاصصة، وتقاسم النفوذ السلطوي طائفيًا. هذه الثقافة طوقها النظام الأسدي بشبكة مجتمعية متينة مترابطة بصلات مصلحية، وهي التي حولت الانتفاضة السلمية المدنية إلى حرب أهلية.
ولذلك تورط النظام وهو يقوم باعتماد الخيار الأمني الفاشي في إيجاد خطاب للتشويش والتعمية على ممارساته العدوانية القمعية، فحاول أن يصنع خطابًا تلفيقيًا يقول إنه في مواجهة طائفية، وأنه أمام مواجهة قوى سنية متشدد تقوم أطراف إقليمية بتوظيفها. مع الأخذ في الاعتبار أن القوى المدنية هي التي تصدرت الثورة ووقائعها، ولم يكن ثمة وجود، أو شبهة بوجود أي عنصر طائفي. بل إن النظام الفئوي في سورية والمافياوي سهل على ذاته اللجوء لهذا الخطاب الانتهازي كرافعة فقط تخفي أسفلها خططه الاستراتيجية. فليس في مقدور النظام مواجهة قوى مدنية، وعليه عمد لتحقيق هذا الخطاب واقعيًا بتحريض قوى جهادية أصولية وسلفية دينية لتطييف الصراع.
وتكشف الثورة السورية عن وجود قطاع مدني حيوي، يملك لغة وخطابًا سياسيين غير أقلويين، بل إنه يؤمن بثقافة مواطنية، ويعتنق مبادئ الديمقراطية. ومن دون أدنى شك، هذه الفئة تتواجد خارج أسوار سيطرة هذا النظام الدموي، أو بالأحرى من هم في دول المهجر.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.