}

فيروز: قوّة الفن وقوّة لبنان الناعمة

أوس يعقوب 23 يونيو 2023
قال نزار قباني عن السيّدة فيروز، ذات مرّة: "قصيدتي بصوتها اكتست حلّة أخرى من الشعر". وكان الشاعر الراحل سعيد عقل يهتف: "هذه سفيرتنا إلى النجوم"، وهو يتحدّث عن أسطورة الفنّ التي غنّت للحب والمحبة والفراق، وغنّت للقرية والمدينة والأرض والوطن... للأمومة والطفولة، غنّت لبنان والسلام، مثلما غنّت القدس ومكة والإسكندرية وبغداد ودمشق وعمّان، وقائمة تطول من المدن العربيّة.
وللروائية الجزائرية أحلام مستغانمي قول شهير عن فحواه: "فيروز المطربة التي لم ترتدِ منذ نصف قرن سوى صوتها، وكلّما صمتت تركتنا للبرد، كأنّها تغني لتكسونا، بينما يغني الآخرون ليكتسوا بمالنا".
مثل هذه الشهادات، وغيرها، نقرأها في كتاب بعنوان "وطنٌ اسمه فيروز"، أطلقته مؤسّسة الفكر العربيّ، مؤخرًا، ضمن إصدار خاصّ عن دوريّة "أفق"، تكريمًا لفيروز (نهاد حداد) في عيد ميلادها الثامن والثمانين، تحت إشراف الأكاديميّ اللبنانيّ البروفسور هنري العويط، مدير عامّ المؤسّسة، وبجهد هيئة التحرير المكوّنة من الكاتب والشاعر أحمد فرحات، والباحثة والكاتبة الدكتورة رفيف رضا صيداوي.
زيّنت الإصدار باقةٌ من الرسومات المستوحاة من حياة فيروز وأغانيها، أنجزتها المهندسة والرسّامة اللّبنانيّة سامية الحمصي داغر خصّيصًا لترافق إسهامات الكتّاب، وهي مستوحاة من صور متداولة ومنشورة على منصّات إلكترونيّة عدة.
جاء الكتاب في 351 صفحة من الحجم الكبير، وهو غير مخصّص للبيع ـ كما يشير ناشره في صفحة الغلاف الخلفي، وفي ثناياه مجموعة من المقالات والدراسات والشهادات كتبها 37 باحثًا وناقدًا ومثقّفًا من مختلف الدول العربيّة عن السيّدة فيروز، التي بإجماع المشاركين في الكتاب، تجاوزت رسالتها وطنها لبنان، لتحمل همّ القضيّة الفلسطينيّة، وتصبح جزءًا من الضمير العربيّ الجامع.
وتناول المشاركون بمقالاتهم قصصًا وتفاصيل كثيرة عن علاقتهم بـ"جارة القمر"، وعن مسيرتها الغنائيّة ورحلتها الفنّيّة، منذ بداياتها وتعرّفها إلى الأخوين عاضي ومنصور الرحباني، واختيارها اسم فيروز، وصداقتها بالسيّدة أمّ كلثوم "كوكب الشرق"، وماذا قال عنها موسيقار الأجيال محمّد عبد الوهاب.
ممّا جاء في تقديم الكتاب: "هذا الإصدار الخاصّ من ’أفق’ أردناه بادرة تكريم للسيّدة فيروز في عيد ميلادها الثامن والثمانين، احتفاءً بصوتها وأدائها المتميّز وعربون شكرٍ على ما انفكّت أغانيها تغمر الآلاف منّا بفيضٍ خلّابٍ ومفجّرٍ لعمق المشاعر والذكريات والأحلام. وهو يوجّه من خلالها، تحيّة تقديرٍ إلى جميع الذين أسهموا في اكتشاف موهبتها الفريدة ورعايتها وصقلها، وفي إطلاقِ مسيرتها الفنّيّة الاستثنائيّة وتوفير دواعي تألّقها وتِسنّمها ذرى النجاح الباهر، مِن واضعي نصوص أغانيها ومؤلّفي موسيقاها وألحانها، وفي طليعتهم ثلاثيّ الرحابنة الفذّ: منصور وعاصي وزياد"... "وما اختيارنا ظاهرة فيروز والرحابنة بالذّات موضوعًا لإصدارنا هذا إلّا لأنّهم، فضلًا عمّا يتحلّى به فنّهم من رقيّ وإبداعٍ وأصالة وتجديد، وهي سماتٌ تسوّغ بذاتها تخصيص ظاهرتهم بأكثر من كتاب، خيرُ من يمثّل وجهًا من ألمع وأجلى وجوه منظومة المشتركات الثقافيّة العربيّة التي لا تني مؤسّساتُنا تدعو، وبإلحاحٍ شديد، إلى إبرازها والبناء عليها في المشروع الهادف إلى تحقيق التكامل العربيّ المنشود".




يسعى كتاب "وطنٌ اسمه فيروز"، من خلال تعدّد الكتّاب وتنوّع مقالاتهم ومقارباتهم، إلى الإحاطة بتجربة "سفيرة لبنان والشرق إلى النجوم" من زوايا متعدّدة، ما يجعله مرجعًا يرفد قرّاءه بالجديد والمفيد والممتع.
يصف الكاتب المغربيّ الدكتور عبد الإله بلقزيز، في مقالته الأولى بالكتاب، المعنونة بـ"فيروزُ التي في الوجدان... فيروزُ التي في المكان والزّمان"، بأنّها "ظاهرة خرجت عن المألوف والدارج والشائع في الموسيقى والغناء والتعبير الشّعريّ، ومثّلت المنعطف الأضخم في تاريخ الموسيقى والغناء العربيّين الحديثين". وأضاف أنّه من خلال الأعمال الرحبانيّة الفيروزيّة "طرق الغناء العربيّ أبواب العالميّة". وتميّزت فيروز، بحسب الكاتب المغربيّ، بتنوّع القوالب الموسيقيّة التي غنّت بها، فقد تنقلّت بمهارة بين الملحميّ والأوبراليّ والكلاسيكيّ والابتهاليّ والنّشيديّ والحِواريّ والفولكلوريّ والتواشيح والموال، وغيرها".
الكاتب والشاعر اللبنانيّ محمّد فرحات، يقول في مقالته "فيروز... قوّة لبنان النّاعمة": "فيروز قوّة لبنان النّاعمة، لكنّها أيضًا قوّة الفنّ حين يجهد ليصبح قابلًا للاستمرار وديمومة الحضور".
ويروي الكاتب والشاعر اللبنانيّ هنري زغيب، في مقالته "فيروز: سماء الكوكب الرحباني" قصّة تعارف فيروز إلى زوجها عاصي الرحباني، الصبية الخجولة التي سمعها حليم الرومي ذات يوم في الإذاعة اللّبنانيّة واستدعاها إلى مكتبه، وكان فيه شابٌّ ناحلٌ ساهمُ العينيْن، ليقول لها: "يا بنتي، أُعرِّفُكِ بالعازف والملحِّن عاصي الرحباني، تدرَّبي معه وسيعطيكِ من ألحانه"، ليتزوجا في 23 يناير/ كانون الثاني 1955. مستذكرًا أنّه "لا حصر للأُغنيات الأُولى التي أدّتها فيروز إبّان سنواتها الباكرة في الإذاعة اللّبنانيّة، من أَلحان حليم الرومي، وجورج فرح، وجورج ضاهر، وسواهم، سوى أنّ الأُغنية التي أطلقت شهرتها الرحبانيّة هي عتاب". وصدرت من الإذاعة اللّبنانيّة نحو سنة 1951، لكنّ انتشارها الأَوسع كان بصدورها مسجّلة من إذاعة دمشق (في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1952 على ما يذكر الموسيقي السوريّ سعد الله آغا القلعة).

فيروز تلقي التحية على "كوكب الشرق" أم كلثوم

وصمود فيروز وتوهّجها ليس بسبب الصوت، بحسب زغيب، وإنّما بفضل عناصر أخرى، منها الإحساس العالي، واللفظ السليم، وإتقان مخارج الحروف والأداء، والحضور المسرحيّ التمثيليّ المدهش والمحترف، يضاف إلى هذا كلّه اجتماعها بعبقريّة الرّحبانيّين. حيث يرى زغيب، أنّ فيروز بعدهما ليست كما معهما، ومسرحيّات منصور من دونها لم تكن كما لو من بطولتها، وبالتالي فإنّ هذا "الثالوث الرحباني ظاهرة فريدة في الشرق لا تتكرّر... حتّى أنّه ما عاد ممكنًا تأريخ مرحلة 1947 - 1977 في لبنان من دون الحضور الرحباني المضيء".
ويخبرنا الكاتب والناشر اللبنانيّ سليمان بختي، في مقالته "فيروز... من حديث البدايات"، أنّ "حليم الرومي خيّرها بين اسمين فنّيّين: شهرزاد، أو فيروز، فاختارت الاسم الأخير لوجود مطربة في مصر تحمل اسم شهرزاد".
المترجم والباحث اللبنانيّ حسين جواد قبيسي ينقلُ في مقالته "فيروز من صوتها نأكل اللوز والسكر"، قصّة نادرة عن كتاب "فيروز جارة القمر"، وهي أنّ الأخوين رحباني تعرفا إلى صباح قبل فيروز، لكنّهما لم يجدا فيها ما وجدوه في فيروز: صوتها الوديع والصداح في آن معًا، ونبرة الحنان والرقة والدفء التي تسكنه.
يذكر الباحث والكاتب المصريّ في الموسيقى العربيّة كريم جمال، في مقالته "فيروز وأمّ كلثوم... الائتلاف والاختلاف"، بعض تصريحات فيروز من حوارها مع مجلة "الموعد" عام 1980، والتي تناولت فيها علاقتها بأمّ كلثوم، قالت فيها: "هناك صداقة طيبة بيني وبين المطربة الكبيرة أمّ كلثوم، التقينا للمرّة الأولى عندما غنّت في بعلبك، ثمّ عندما زرت مصر، وكان لها خارج صوتها العظيم حضور أخاذ، لعله لا يقلُّ قدرةً عن صوتها في حبها والإعجاب بها".
تضيف فيروز: "كلّ أغاني السيّدة أمّ كلثوم جميلة، وتتميّز بمقاطع تبلغ حدًّا رائعًا من جمال الأداء، ولكن ذلك لا يعني أنّ ما يناسب أمّ كلثوم يناسبني، أو أنّ ما يناسبني يناسبها، هناك اختلاف في النظرة إلى الفنّ من حيث ما هو لحن وكلام وزمن. أقول هذا وأعني الأغنية، لذا فإنّ حبي لأغاني أمّ كلثوم هو حبُّ المستمع المعجب، لا حبُّ المستمع الذي يتمنى أن يكون له ما لها".




المتخصّص بفنّ الأخوين الرحباني وفيروز، الباحث والكاتب المصريّ عمرو ماهر، يرسمُ مسارًا لعلاقة الرحابنة بمصر فيه كثير من المدّ والجزر. عندما دعت إذاعة "صوت العرب" الثلاثيّ (فيروز وعاصي ومنصور) لتسجيل أعمال في القاهرة، وكيف اضطّر عاصي إلى تقديم موعد زواجه من فيروز ليكون في 25 كانون الثاني/ يناير 1955، كي يتمكّن من اصطحابها معه، وأقاما في القاهرة ستة أشهر. إثرها غنّت فيروز عددًا من أغنيات سيّد درويش مثل "الحلوة دي"، "زوروني كلّ سنة مرّة" و"طلعت يا محلا نورها".

صوت ملائكي أدّى أكثر من 1500 أغنية
جاءت مقالة الدكتورة رفيف رضا صيداوي، الباحثة في مؤسّسة الفكر العربيّ، بعنوان "فيروز مُطربة الماضي والحاضر والمستقبل"، وفيها تتبّع ما يسمى "سوسيولوجيا الأغنية الفيروزيّة"، من خلال الأغنيات والمسرحيّات مقتفية أدوارها. فهي الصبيّة "البعلبكيّة" التي آثرت أرضها وشعبها على الآلهة ووعودهم لها برغد الحياة (في مسرحيّة "البعلبكيّة"، 1961). وهي "صبيّة الجسر" التي تسعى أيضًا إلى حلّ النزاع بين القريتّين المُتخاصمتَين (في مسرحيّة "جسر القمر"، 1962)، وهي "عطر اللّيل" التي كرّست نفسها للغناء لتحمل إلى الناس من خلاله رسالةً وطنيّةً جامِعة عنوانها محبّة لبنان (في مسرحيّة "أيّام فخر الدّين"، 1966)، وهي "هالة" الفتاة الفقيرة الصادقة التي ترفض الزواج من الملك، لأنّها تأبى الكذب والغشّ (في مسرحيّة "هالة والملك"، 1967)، وهي "غربة" المؤتمَنة على الأرض، الزّارعة بذور الثورة ضدّ الظلم، الطامحة إلى الحرّية في (مسرحيّة "جبل الصوّان"، 1969)، وهي "زاد الخير" الفقيرة البسيطة التي تُواجه بعنفوانٍ التمادي في استعباد الناس وتتصدّى للشرّ وتنتصر لقيم العدالة والمواطنة في (مسرحيّة "ناطورة المفاتيح" 1972) وهي "زيّون" ذات النوايا الطيّبة، التي تسعى إلى المُصالَحة وتعلو عن نزاعات الأهالي وانقساماتهم للتقريب بين حبيبَيْن وتطلب من سكّان ميس الريم أن يتذكّروها، كلّما وقعوا في الحبّ (في مسرحيّة "ميس الريم"، 1975)، وهي "وردة" التي لا تترك الأرض (في مسرحيّة "المحطّة"، 1973)، و"لولو" التي تَفضح فساد الحُكم والنفاق والجُبن (في مسرحيّة "لولو"، 1974)، وهي الملكة "شكيلا"، التي تُضحّي بابنتها للحؤول دون انكسار شعبها وهزيمته (في مسرحيّة "بترا"، 1977). وبالتالي فيروز هي "ناطورة القيَم"، كما وصفتها الكاتبة والناقدة الأكاديميّة خالدة السعيد في كتابها "يوتوبيا المَدينة المثقّفة" (2013)، تلك البطلة الرحبانيّة "المنذورة للأرض، المُلازِمة لـ"الناس الناطرين، حارسة الكنز، ناطورة الأحلام"، (فوّاز طرابلسي، "فيروز والرحابنة").
تذكر الباحثة اللّبنانيّة في مقالتها قصّة تغييب الموسيقار محمّد عبد الوهاب اسم فيروز في أثناء تعداده الأصوات العربيّة الخارقة، في لقاء إذاعي معه في سبعينيات القرن المنصرم، حينها سأله مقدّم البرنامج مستغربًا: وماذا عن فيروز؟ فردّ عبد الوهاب بلهجته المصريّة المميّزة "يا ابني احنا بنتكلّم عن اللّي في الأرض، مش على اللّي في السما، ده صوت ملائكي مش صوت بشر عاديّين".

فيروز مع عاصي الرحباني في يوم زفافهما

الكاتب والناقد اللبنانيّ هاشم قاسم يستعيد في مقالته "فيروز ظاهرة صوتيّة لن تتكرّر"، تفاصيل يعرفها عن بدايات فيروز وعملها، مثل ولادتها في منزل صغير من منازل بيروت العتيقة، و"هناك أمضت طفولتها وصباها، وتمثّلت صلابتها منذ البداية بطفولتها الصعبة، فهي لم تعرف خلالها اللعب، ولم تحتضن دمية ولم تتذوق حلوى، وعندما عملت في بدايتها في الإذاعة اللّبنانيّة وقبضت مئة ليرة لبنانيّة بدل راتبها الشهري، هرعت إلى السوق وعادت بأكياس محملة من كلّ صنف ولون، كما لو كانت تريد التعويض عن الحرمان الذي عاشته".
ويذكر قاسم عنها قولها: "لم يكن في بيتنا سجادة، كان هناك حصير، لكن ذلك لم يَحُزّ في نفسي، وما زلت أحنُّ للحصر".
وعن ذلك البيت القديم المتواضع في محلّة "زقاق البلاط" في بيروت، والذي لا تزال معالمه قائمة، يقول سليمان بختي: "إنّنا بانتظار العمل لتحويله إلى متحفٍ تكريمًا لها وتخليدًا لذكراها".
يتساءل الكاتب والإعلاميّ اللبنانيّ نبيه البرجي، في مقالته "تريدون خلاص لبنان؟ لتكُن هذه الأيقونة/ الملكة": "هل ندمت فيروز على أغنية ما؟". قائلًا: إنّه قرأ ذات يوم أنّها خائفة من أن تكون بعض الأغاني التي أدّتها هي التي ندمت! مضيفًا: "رجاءً، لا تدقوا على بابها، اتركوا فيروز لفيروز، هكذا فهمنا كصحافيّين". ويذكر التاريخ أنّها أدّت أكثر من 1500 أغنية، لكن إطلالاتها الإعلاميّة قليلة، مع رفضها التامّ الحديث في السياسة، رغم حرصها الدائم على تقديم الأغاني الوطنيّة.
في مقالته "السيّدة فيروز والولد الفلسطينيّ"، كتب الناقد الفلسطينيّ فيصل درّاج: "طريقي إلى أغنية فيروز، يعود إلى أمسٍ عربيّ أعقب "النكبة"، وإلى أمسٍ شخصيّ أُنصتُ فيه إلى: سنرجع يومًا إلى حيّنا. تداخل "الأمسان" فترةً ثمّ انفصلا، وترسّبت منهما ذكريات مُختلفة. حفظت من الأمسِ الأوّل خطاباتٍ متعدّدة المَصادر، برّر بعضُها انقلابات عسكريّة وعدت بتحرير فلسطين، جاء بعضٌ آخر من أحزابٍ قوميّة قالت باستعادة الوطن السليب، ورفع بعضٌ صوته مُتوجّهًا إلى القدس والأرض المقدّسة. كانت الوعود صادقة، لم تَختبرها الأيّامُ بعد... دارت حول ذاتها طويلًا، ونُسيت. لم أنسَ أغنية فيروز المنسوجة من النّغمِ والحُلم والأمل، استقرّت في الروح ولازَمَتني في أطوار العمر المُختلفة، منذ كنتُ صبيًّا لاجئًا إلى أن غدوتُ شيخًا، لم يُغادره اللّجوء". ورأى درّاج، أنّ "الوطن في الإنشاد الفيروزيّ صورة الحقيقة والجمال، أكان يُدعى لبنان الذي انتظرت فيروز "بعثه" بعد الحرب الأهليّة، أو كان وطنًا مُصادرًا اسمه فلسطين".
أمّا الباحث والناقد السعوديّ الدكتور سعد البازعي، فيستكشف في مقالته "فيروز سيرتُنا الذاتيّة"، ما وراء الأسماء والأبواب والشبابيك والجسور والطيور، في مجموعة أغنيات تتمحور حول هذه النواظم.
فيما تشغل المفردات الفيروزيّة ودلالاتها حيّزًا من الكتاب، من بينها "القمر" الذي يقول الكاتب البحرينيّ عصام الجودر، في مقالته "مقرّ القمر في أغاني السهر عند الرحابنة وفيروز"، إنّه "حمّال أوجه، سواء في ما يخصّ المعنى، أو تنوّع المقامات الموسيقيّة، حتّى على مستوى الصوت".
على تعدّد مؤلّفي هذا الإصدار الخاصّ لمؤسّسة الفكر العربيّ، وتنوّع بلدان المساهمين فيه واختصاصاتهم وموضوعات مقالاتهم وشهاداتهم وأنماط مقارباتهم، يَبرزُ في جلِّها إجماعٌ على الاعتراف بعبقريّة الرحابنة، نصوصًا وألحانًا وموسيقى، وبفرادة فيروز، صوتًا وأداء، كما يبرز فيه إجماعهم على اعتبارها، وفق أدقّ المعايير، "رمزًا" لبنانيًّا، و"أيقونة" عربيّة، و"نجمة" عالميّة.
من أسماء الشعراء والكتّاب والباحثين والنقّاد والأكاديميّين والمثقّفين العرب الذين شاركوا في الكتاب التكريميّ الجماعيّ، نذكر: مؤيد الشيباني، ود. نادية هناوي، ود. زياد جمال حدّاد، ود. سعد الله آغا القلعة، ود. نبيل سليمان، ود. جوني منصور، ود. فيكتور سحّاب، ود. حنان قصّاب حسن، ود. حسن مدن، ود. شوقي عبد الأمير، ود. عقل العويط، وطلال معلّا، وفادي العبد الله.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.