}

مرثية لوليد دقّة: في تحدّي زنازين الاحتلال والتوق للحرّيّة

أوس يعقوب 13 أبريل 2024
هنا/الآن مرثية لوليد دقّة: في تحدّي زنازين الاحتلال والتوق للحرّيّة
وليد دقّة
"حين تعاقب الأصدقاء في فلسطين ليلة أمس على إبلاغي بخبر وفاة وليد دقّة اجتاحني حزن عميق، ليس فقط بسبب علاقة صداقة مديدة ومحبّة متبادلة، بل لأنّنا فشلنا في التسبّب بإطلاق سراحه حيًّا. أراد ذلك بشدّة، كانت غاية مناه أن يتنسّم هواء الحرّيّة، وأن يشمّ شعر طفلته ميلاد الّتي ولدت وهو خلف القضبان، وألّا يحدّد السجّان له دقائق اللقاء معها. لم تجمعه بالسجن علاقة رومانسيّة من أيّ نوع. رام الحرّيّة. وأرادت إسرائيل الانتقام، ولم يكن ممكنًا عقلنة هذا الدافع لديها، برفض تحرير أسرى يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة خلال صفقات المخطوفين، أو حتّى التفاوض بشأنهم. مع ذلك أملنا أن يطلق سراحه في الصفقة القادمة، لكنّ الموت سبقنا إليه"- بهذه الكلمات رَثَى المفكّر العربي د. عزمي بشارة، المدير العامّ للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، رفيق درب النضال والكفاح السياسيّ، المثقف الثوريّ والكاتب والرسّام الأسير الشهيد وليد دقّة، الذي رحل في مستشفى "آساف هروفيه" الإسرائيليّ، مساء يوم 7 نيسان/ أبريل الجاري، جراء إصابته بمرض السرطان في النخاع الشوكي (التليف النقوي) منذ عام 2022، بعد أن أمضى بسجون الاحتلال الإسرائيليّ ثمانية وثلاثين عامًا، واجه خلالها سلسلة طويلة من الجرائم الطبّيّة، وسياسة الموت البطيء المتعمّد التي تمارسها إدارة مصلحة السجون التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيليّ، بحقِّ الأسرى الفلسطينيّين.

"الحاضر المستمرّ في زمن فلسطين الصعب"
المناضل والأسير المحرّر باسل غطّاس كتب في رثاء صاحب "صهر الوعي... أو في إعادة تعريف التعذيب...": "ها هو الموت يفرّق بيننا مجدّدًا تاركًا لنا من أثره أسطورة الصمود والعزّة والكرامة وسيرة الأسير الفلسطينيّ المثقّف والدارس القائد، والّتي ستحفظها وتتناقلها الأجيال، وكذلك يترك لنا من لحمه ودمه ميلاد ابنة الأربع سنوات...".
يذكر غطّاس في مرثيّته ما تعرّض له وليد من إجراءات عقابيّة صارمة من قِبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيليّة، حيث "واجه فيها العزل الانفراديّ لأشهر في الزنازين، وبعدها حملة نقل مكثّفة بين السجون، وهي وسيلة تنكيل وعقاب شديد خاصّة، وهو يعاني من مرض صعب يضطرّه إلى العلاج في المستشفى مرّة في الشهر على الأقلّ".
الباحث الأكاديميّ عبد الرحيم الشيخ، أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافيّة والعربيّة في جامعة بير زيت، كتب على صفحته في موقع فيسبوك راثيًا صاحب "يوميّات المقاومة في مخيم جنين 2002": "وليد دقّة هو الحاضر المستمرّ في زمن فلسطين الصعب، ولا يليق به إلّا أفعال الحاضر المستمرّ. فمع كلّ زفرة فلسطينيّ من جماعتنا الوطنيّة بين البحر والنهر وفي الشتات، يعلّمنا كيف تواصل الروح المقاتلة وجهة الجسد المقاتل والقلب المقاتل على طريق الحرّيّة والتحرّر والتحرير، وليس لديه أقوال أخرى".
كتب القاصّ زياد خداش على صفحته: "كثيرًا ما تخيّلت حياة وليد بعد التحرّر من السجن: محاضرات ومقاربات جديدة للأدب والحياة وأفكار لقصص جديدة وأبحاث ومقالات وجولات في مدارس البلاد يحكي عن الذين لم يتحرّروا بعد ويؤكّد أنّ البلاد بخير، وأنّ الحرّيّة ضرورة أخلاقيّة وتاريخيّة وإنسانيّة". وأردف: "كثيرًا ما تخيّلت حياة وليد بعد التحرّر من السجن بسنوات يكتب رواية السجن العظيمة الخالدة التي لم تكتب بعد، فالمسافة بعدٌ ضروري للكتابة عن الألم. رواية السجن ليس بوصفه مكانًا للحبس الفيزيائيّ وغياب الشمس فقط، بل بأبعاده الوجوديّة والكونيّة وأسئلته العميقة. كثيرًا ما تخيّلت حياة وليد بعد التحرّر من السجن وهو يجلس مبتسمًا في ورشة كتابة في مدرستي الإعداديّة: "كلّ ما فعلته هو من أجلكم".
كثيرّا ما تخيّلتني أقدّم وليد أمام طلابي: ’أقدّم لكم بلادنا الجميلة’...".

كتب د.عزمي بشارة: "كانت غاية مناه أن يتنسّم هواء الحرّيّة، وأن يشمّ شعر طفلته ميلاد الّتي ولدت وهو خلف القضبان"

وتابع خداش: "استشهاد وليد في آخر أوقاته في السجن من أشدّ الخسارات الفلسطينيّة إيلامًا ليس فقط من زاوية شخصيّة أو وطنيّة أو عائليّة. هي خسارة الثقافة الفلسطينيّة وهي تفقد أحد ألمع من تأمّل فكرة الوطن والحياة والسجن من مداخل فكريّة وأدبيّة جديدة وممتعة".
"كان عليك أن تموت ليكتمل المشهد"- كتب الكاتب خالد جمعة في رثاء صاحب «حكاية المنسيّين في الزمن الموازي»، على صفحته في فيسبوك. وأضاف: "حتّى وإن أصبح الحائط فارغًا من الصورة الوحيدة التي رسمتها "ميلاد"، والتي تصوّرُ مأزقًا يصطادُ مأساةً من غابة الحزن، فيما تحاول "سناء" ترميم الثقوب في روح الصغيرة، وقلبها يشاور نبضه، في شكل ليس ديمقراطيًّا على الإطلاق. هكذا يمضي العالم، يموت شعراء ومناضلون ومفكّرون، يموت بائعو توتٍ أرضي عاديّون، لأسباب تافهة أحيانًا، ولأسباب أكثر عمقًا أحيانًا، لكنّه الموت في الحالتين، يزغردُ فجأةً كأنه مُعِدُّ أفراحٍ أو جنازات ـ لا فرق ـ، ويمضي بالذين نحبهم إلى حتفهم الأسطوريّ، كل حتفٍ أسطورة، وكل موتٍ بتر لجزء منّا حين نعرف الميتين جيدًا، وحتّى حين نسمع بهم ولا نعرفهم إلّا من خلال أسمائهم. سنعيش بعدك ساعات، أو أيّامًا، أو سنوات، لكنّنا سنأتيك يومًا محمّلين بأخبار الوقت الذي شكّل الفرق بين رحيلك ورحيلنا، ربّما حملنا لك أخبارًا غير التي اعتدت عليها، وربّما كرّرنا لك الكلام ذاته فتصاب بالفزع، لا أعرف، لا زلت غيرَ متيقّنٍ من شيء".




يتابع جمعة: "الكلام خجول في حضرة كاتب بحجم مكتبة من طوابق كثيرة، تتّصل فيها الكلمات بخيط لا مرئيّ، تعزّي الآن بعضها بعضًا، في حوار طويل لن ينتهي قريبًا كما أظن، وتمضي أنت لترتاح على شرفةٍ خياليّةٍ أهداك إياها الله في ساحةٍ متروسةٍ بالشجر والطيور، وفرش أمامك درجًا إلى جبل الأمنيات، فطلبت مكتبةً وصورًا قديمةً للبلاد قبل أن تصبح ما هي عليه، أراك تضحك وأنت ترى عين الماء تنزّ وتضحك لجرار صبايا الجليل، وتسعدك صورة "ميلاد" وهي في العشرين، جميلة ومورقة وتتحدّث بطلاقةٍ تثير الإعجاب، ثمّ تنقل عينيك إليها في الثلاثين وهي بولد يناغي باسم جدّه، ثمّ في الأربعين أو الخمسين ستجد حفيد ابنتك يحمل اسمك، وسيعرف بعد وقت طويل، أعني حين يعي معنى الكلام، لماذا حمل هذا الاسم دونًا عن سائر الأسماء".

يُعدّ وليد نمر دقّة (62 عامًا) من أبرز رموز الحركة الفلسطينيّة الأسيرة، وهو من أبناء مدينة باقة الغربيّة في المثلث الفلسطينيّ المحتلّ عام 1948، ومعتقل منذ 25 آذار/ مارس 1986. وفي آذار/ مارس من العام التالي أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيليّة في مدينة اللد، حكمًا عليه بالسجن المؤبّد بعد إدانته بقيادة مجموعة اختطفت وقتلت جندي إسرائيليّ، وهو ما نفاه دقّة.
وقد كان من المقرّر إطلاق سراحه العام الماضي بعد انتهاء حكم بسجنه لمدّة 37 عامًا، لكنّ حكمًا قضائيًّا مدّد فترة حبسه عامين إضافيّين بتهمة تزويد أسرى آخرين بهواتف محمولة.
للأسير الشهيد دقّة حضور ثقافيّ وأدبيّ وفنّيّ غني بإبداعات قلّ نظيرها بتأثيرها على حياة آلاف الأسرى والمناضلين الفلسطينيّين، وهو ذو تجربة تمتاز بمعانيها وثوريتها ومآثرها، فقد كان من أبرز رموز أدب السجون؛ كما قَدمّ للمكتبة الفلسطينيّة والعربيّة والدوليّة دراسات أدبيّة مهمّة.
في أدبه، ورسائله، ورسوماته، ومقارباته الوطنيّة والمعرفيّة، ومقابلاته، ودراسته الأكاديميّة، انصب تركيز وليد على الإنسان الفلسطينيّ، مكمّلًا ما بدأه رجالات وأدباء الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة.

وليد دقّة والإعلاميّة سناء سلامة لدى عقد قرانهما في سجن عسقلان عام 1999

ولقد ارتبط إنتاجهُ للمعرفة عمليًّا بوعيه السياسيّ الثاقب، والمخاطر والتحدّيات أمام الحركة الوطنيّة والشعب الفلسطينيّ بأكمله.
كما اهتمّ وليد في كتاباته ونشاطاته السياسيّة بمعاناة الأسرى، وحجم المخاطر التي تحيط بهم، ومهمّتهم التاريخيّة، ورأى في كتابه "صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب"، (مركز الجزيرة للدراسات، الدار العربيّة للعلوم ــ ناشرون، الدوحة، بيروت، 2010)، الذي قدم له المفكّر د. عزمي بشارة، أنّ "السجون الإسرائيليّة اليوم هي بمثابة مؤسّسات ضخمة لسحقِ جيل فلسطينيّ بكامله، بل هي أضخم مؤسّسة عرفها التاريخ، لإعادة صهر الوعي لجيل من المناضلين".
الجديد الذي كشفت عنه دراسة "صهر الوعي..."، هو السياسات والنظم الإسرائيليّة التي باتت تستهدف التدخّل في تفكير الأفراد في عمليّة مسخ دماغيّ زاحف ومتدرّج وممنهج، ومحاولتها هندسة الجماعة السياسيّة للتدخّل في العمليّات الاجتماعيّة والسيطرة عليها وعلى نتائجها.
يقول وليد في ختام دراسته هذه: "إنّ طموح مدير السجون السابق يعقوف جنوت يعبر عن هذا الهدف وهذه الرغبة في السيطرة، ففي إحدى ساحات سجن جلبوع، وبعد تسلّم وزير الأمن الداخليّ جدعون عزرا الوزارة عام 2006 يوجّه حديثه للوزير وعلى مسمع من الأسرى: "اطمئن… عليك أن تكون واثقًا بأنّني سأجعلهم (الأسرى) يرفعون العلم الإسرائيليّ وينشدون هتكفا (النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ)".
ترك وليد دقّة لشعبه وللإنسانيّة جمعاء إرثًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا وأدبيًّا وفنّيًّا وإبداعيًّا عظيمًا، ونذكر من أعماله الهامّة: "يوميّات المقاومة في مخيم جنين 2002" (2004)؛ "صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب..." (2010)؛ "حكاية المنسيّين في الزمن الموازي" (2011)؛ "حكاية سرّ الزيت" (2018)، التي حصدت ذات العام "جائزة اتّصالات الإمارتيّة لأدب اليافعين"؛ "حكاية سرِّ السيف" (2021)؛ "حكاية سرِّ الطيف/الشهداء يعودون إلى رام الله" (2022). هذا بالإضافة إلى عدد من الترجمات، وعشرات المقالات بالعربيّة والعبريّة، التي ترجمت إلى لغات عدة، أبرزها: "الزمن الموازي" (2005)؛ "ميلاد: أكتب لطفل لم يولد بعد" (2011)؛ "حرّر نفسك بنفسك" (2020)؛ "السيطرة بالزمن" (2021).
كما أنّ للأسير الشهيد وليد دقّة عددًا من المخطوطات، وله أشعار، وأغان، ونصوص سيريّة وروائيّة ومسرحيّة وقصص، بالإضافة إلى مجموعات من الرسومات، خصّها الباحث والأكاديميّ عبد الرحيم الشيخ بقراءة نقديّة، تحليليّة متعمّقة. (أنظر: عبد الرحيم الشيخ، دراسة بعنوان: المكان الموازي: رسم الزمن في فكر وليد دقّة، مجلة الدراسات الفلسطينيّة، العدد 135 (صيف 2023)).
وعلى الرغم من انقطاع مسيرته الأكاديميّة إثر الأسر، فقد تمكّن وليد من الحصول على شهادتي "البكالوريوس" و"الماجستير" وهو في السجن، وذلك في "دراسات الديمقراطية" من "الجامعة المفتوحة الإسرائيليّة" عام 2010، وفي "الدراسات الإقليمية ـ مسار الدراسات "الإسرائيلية"" من "جامعة القدس" عام 2016. فيما لم يتمكّن من إكمال دراسته للدكتوراه في الفلسفة من جامعة تل أبيب، بسبب ممارسات دولة الاحتلال التمييزيّة وقوانينها العنصريّة.

"ميلاد" والتوق إلى الحرّيّة

في رسالته إلى ابنته ميلاد، ذات الأربع سنوات، يقول وليد: "أنتِ أجمل تهريب لذاكرتي - أنتِ رسالتي للمستقبل"... ميلاد ولدت في مدينة الناصرة في الثالث من شهر شباط/ فبراير 2020، وهو في الثامنة والخمسين من عمره، بعد قرابةِ ربعِ قرنٍ من زواجه من المناضلة الإعلاميّة سناء سلامة، عبر نطفةٍ مهرّبة (محرّرة) من سجون الاحتلال الإسرائيليّة، بعد أن حالت القوانين العنصريّة لدولة الاحتلال لوليد وسناء فرصة الإنجاب رغم كلّ الالتماسات التي قدّماها بهذا الصدد، إلى أن قرّرا تحقيق حلمهما بالأبوة والأمومة عبر تهريب النطفة، مثلهما كمثل عشرات الأسرى الفلسطينيّين.
وكان وليد قد تزوج سناء وهو في الأسر، في 10 آب/ أغسطس 1999 في سجن عسقلان، حيث أقيم لهما حفل زفاف استمرّ قرابة الثلاث ساعات، بحضور عدد من أفراد عائلته وأسرى سمحت لهم إدارة مصلحة السجون بالحضور.





عاش وليد ثمانية وثلاثين سنةً وثلاثة عشر يومًا في الأسر، واستشهد، وهو توّاق إلى احتضان ابنته ميلاد، وإلى الحرّيّة، قبل أقلّ من سنة من إطلاق سراحه المفترض، وقد عانى في السنتين الأخيرتين من مرض سرطان النخاع الشوكي، الذي جرى تشخيصه في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، ومنذ ذلك الحين تدهورت حالته الصحيّة وخضع لعمليّة قثطرة، واستئصال جزء من الرئة. ونقل في 13 آذار/ مارس الماضي إلى مستشفى "آساف هروفيه" بالرملة، بسبب تدهور حالته الصحيّة. وكانت إدارة مصلحة السجون تمنع زيارته منذ ستة أشهر بعد عمليّة "طوفان الأقصى". وتعرّض لإجراءات قمعيّة ونقل متكرّرة بعد عمليّة المقاومة الفلسطينيّة البطوليّة، كان من بينها نقله إلى سجن "جلبوع"، الذي شهد أبرز عمليّات القمع والتّعذيب والتّنكيل، وهو واحد من بين مئات الأسرى المرضى الذين يواجهون جرائم طبّيّة ممنهجة بلغت ذروتها بعد 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر، حيث أدّت هذه الجرائم إلى استشهاد 12 أسيرًا ومعتقلًا على الأقلّ ممّن أُعلن عنهم داخل سجون الاحتلال، جراء ممارسات المحتلّ الإجراميّة التي تشمل التعذيب والإهمال الطبّيّ المتعمّد وسوء المعاملة المستمرّ.
في الختام، تجدر الإشارة إلى أنّه حتّى تاريخ كتابة هذه المقالة (12/4)، تماطل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ في تسليم جثمان وليد دقّة، في خطوة تأتي لعقاب ذويه وعائلته، وبدون أيّ مسوغ قانونيّ، لكونه من مواطني فلسطين 48، بحسب حقوقيّين فلسطينييّن.
ومن نافلة القول إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيليّ تتحمّل المسؤوليّة الكاملة عن استشهاد الأسير وليد دقّة، جراء الإهمال الطبّيّ، بعد تشخيص إصابته بسرطان النخاع الشوكي في 2022، وعدم الإفراج عنه رغم انتهاء مدّة عقوبته الأصليّة.
وبحجز الاحتلال للجثمان، بما لا يليق بحرمة الأموات والشهداء، يتجاوز المحتلّ كلّ الأعراف الأخلاقيّة قبل القانونيّة في التعامل الإنسانيّ.
ورغم كلّ الممارسات والإجراءات الإسرائيليّة الإجراميّة الكيديّة سيبقى حضور وليد دقّة خالدًا في ذاكرة الأصدقاء والرفاق وأبناء الشعب الفلسطينيّ وأحرار العالم. وسيبقى صوت الفلسطينيّين عاليًا وهم يردّدون صرخته الوطنيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة العالية: "حرّروا الأسرى الشهداء، حرّروا الشهداء الأسرى". 

مصادر:
1) وليد دقّة، كتاب "صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب..."، تقديم د. عزمي بشارة، (مركز الجزيرة للدراسات، الدار العربيّة للعلوم ــ ناشرون، الدوحة، بيروت، 2010).
2) عبد الرحيم الشيخ، دراسة بعنوان: المكان الموازي: رسم الزمن في فكر وليد دقّة، "مجلة الدراسات الفلسطينيّة"، العدد 135 (صيف 2023).
3) مجموعة مقالات منشورة بصحف ومجلات ومواقع إلكترونيّة فلسطينيّة وعربيّة، إضافة إلى صفحات لشخصيّات فلسطينيّة بموقع التواصل الاجتماعيّ فيسبوك.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.