نظمت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع نادي النيجر الأدبي الثقافي في العاصمة نيامي ملتقى النيجر للشعر العربي، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، التي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتعزيز حضور الشعر العربي.
ويأتي هذا الملتقى استكمالًا لمسيرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا التي حلّت في عدد من الدول الأفريقية، ومنها: تشاد، والسنغال، ومالي، وساحل العاج، ونيجيريا، وغينيا، وجنوب السودان، فيما يواصل ترحاله خلال الفترة المقبلة في دول أخرى، تأكيدًا على رسالته النبيلة ورؤيته الثقافية الواسعة.
شارك في الملتقى 12 شاعرًا، هم: د. عثمان جنيد، وتاج الدين محمد، ووكيل الحاج عبد السلام، وأبو بكر إسماعيل توري، وأبو بكر منكيلا، وعبد الباقي المحمود، وشمس الدين غربا، وسالم أغ أنار، وأحمد بد ماسي، وأنس أحمد إبراهيم، وسيدي عمر الكنتي، والكاظم أحمد.
وتنوّعت النصوص في طرحها الشعري اللافت منطلقة من الوزن الشعري العربي إلى مشهديات وصور ومجازات وصفية ودلالات رمزية عالية.
حضر حفل افتتاح الملتقى مدير التعليم العربي العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي النيجرية د. يوسف مُنكيلا، ورئيس نادي النيجر الأدبي الثقافي أَمْغَرْ بَيان إبراهيم، ونائب جامعة الوفاق الدولية الدكتور محمد الخير إبراهيم جيرو، وعميد كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية بالنيجر البروفيسور كوني صواليحو، وعدد من الأكاديميين والشعراء والمثقفين والمهتمين بالشعر العربي.
في البداية، رحّب المنسق الثقافي في النيجر آمدو علي إبراهيم بالحضور، قائلًا: "يعاودنا ملتقى الشعر في النيجر العام تلو العام، وتسمو بنا القصيدة في ذكراها لنرحب بكم مجددا ويطيب بكم اللقاء. وتأتي هذه المبادرة الجديرة بالإشادة ضمن جهود صاحب السمو حاكم الشارقة التي يقدمها للغة العربية في دول أفريقيا، دعما لحضورها، وحفاظًا على تراثها العريق".
وأضاف آمدو: "على مدى الدورات الماضية من الملتقى، تواكب علينا الشعراء من مختلف محافظات البلاد، فتغنوا بالتاريخ وغنى لهم، وتَهجَّتْ ألسنتُهم الوطنَ والمجد. وما زلنا في كل دورة نكتشف شاعرًا أو قصيدة، ما يؤكد تأثير الملتقى واستعداد جمهور الشعر والأدب في النيجر لاستقبال المبادرات التي تثري التجارب الإبداعية، وما زلت أؤمن بأننا سنكتشف المزيد من التجارب الشعرية مع هذه الملتقيات في الأيام القادمة".
وحول الدورة الحالية، قال المنسق الثقافي: "لدينا 12 شاعرًا اختلفت أسماؤهم واتفقت رغباتهم، إنها القافية التي جمعتهم تحت ظلالها، وشوّقتهم في جنّاتها فأتوها راكضين، وفي الواقع، ليس هذا الحدث ملتقى شعريًا فحسب، فهو في الوقت نفسه ملتقى أدبي وثقافي وفكري، فقد احتفى في أحضانه بأقطاب الفكر العربي في النيجر وأعمدة اللغة العربية وجمهورها ومحبيها، من أساتذة وأكاديميين وطلاب، ما يؤكد مرة أخرى أن المبدع النيجري حاضر في الساحة بقوة".
من جانبه، قال رئيس نادي النيجر الأدبي، أَمْغَرْ بَيان إبراهيم: "دعوني أولًا أشكركم على تلبية دعوتنا وحضوركم الجميل، وكما لا يخفى عليكم، نحن اليوم في ملتقى النيجر للشعر العربي بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة، وهذا الملتقى يجمع شخصيات أدبية وشعراء مبدعين خلال لحظات تسافر بنا في الإبداع، ونادي النيجر الأدبي الثقافي الذي يشارك اليوم دائرةَ الثقافة بالشارقة في تنظيم هذا الملتقى هو ناد يسعى لاحتضان تجارب الشباب في الحقل الأدبي والثقافي من خلال الدورات والندوات والملتقيات والأمسيات الأدبية والثقافية. وسيظل في خدمة هذا المشروع".
في كلمته، رحّب البروفيسور كوني صواليحو بالحضور شاكرًا دائرة الثقافة بالشارقة وجهودها، ورحب بالشعراء وتحدث عن علاقة النقد بالشعر الوطيدة والتي تشكل تكاملا بين القصيدة وبنيتها، وعلق على قصائد الشعراء طوال الجلسات الشعرية. وشكر مجددا في كلمته الختامية جميع الحاضرين.
وفي مستهل كلمته، شكر إبراهيم جيرو الجمهور والجهة المنظمة لهذا الملتقى الكبير في الإمارات العربية المتحدة، مبينا تأثير الملتقى الكبير ودوره في تحفيز أنشطة اللغة العربية بجمهورية النيجر والاحتفاء بها. وقد قدّم محاضرة مفتوحة بعنوان: الجامعات العربية في النيجر، إلى أين؟ تحدث خلالها عن التحديات الكبيرة التي تواجه الجامعات العربية في هذا البلد ورؤية المستقبل والطموحات المتوقعة.
وتحدث د. منكيلا في كلمته عن تنظيم أعمال الملتقى في دورته الثالثة، حيث شكر اللجنة القائمة على الأعمال، وأشاد بالمجهودات البارزة التي تقدمها دائرة الثقافة عن طريق هذه الملتقيات الشعرية، وبين ضرورتها في مجتمعاتنا، مبررا ذلك بارتباط اللغة العربية بالدين الإسلامي الحنيف، كما بين أن هذا الملتقى فرصة ثمينة لإحياء الأدب العربي في البلاد وتراثه الأصيل. وفي الختام أوصى بجمع قصائد الشعراء المشاركين لطبع ديوان لاحقا.
البداية كانت مع الشاعر أحمد بد ماسي، حيث قرأ:
كالبحرِ جَمَّلَ موجَه التَّكْرَارُ/ كالليثِ فيه مهابةٌ ووقارُ
إِنِّي أتيتُ الأرضَ أطودَ شامِخًا/ لا الريحُ تفزعني وَلا الإعصارُ
حتّى كَوَتْنَي نجمةٌ وضَّاءةٌ/ تُسبي العقولَ فتُذْهَلُ الأفكارُ
فغدوتُ أشقى مَن يُرى بين الورى/ لانَ الحديدُ مشتْ عليه النَّارُ.
وأنشد الكاظم أحمد يقول:
مِنَ الشَّهْدِ هَذَا الحُبُّ أحْلَى وأَعْذَبُ/ ومِنْ يَاسَمِينَ الوَردِ أَزْكَى وأطيَبُ
ومِنْ مَـرْفَأِ الأحْلامِ جِـئْـتُـكِ حَـامِلًا/ مَعِي كُـلَّ أقْلَامي! فَـمَـاذَا سَـأكـتُـب؟
مَعِي كُـلُّ هذا الحُبّ يا نَبضَة الهَوَى/ وفِي الصَّـدرِ بَاقَـاتُ الـغَـرَامِ تُرحِّـب
هجرتُ جميعَ الحيّ والأهلَ طُرَّهم/ وكُــلَّ امْــرِئٍ وَاشٍ بِـنَـا أتَـجَـنَّـبُ.
وفي ختام الملتقى تم تكريم الشعراء المشاركين، وتسلّموا شهادات تقديرية احتفاء بإبداعهم الأدبي.