}

عاطف سلامة: تهميش الثقافة في غزة يضاعف أعباء المبدعين

حوارات عاطف سلامة: تهميش الثقافة في غزة يضاعف أعباء المبدعين
عاطف سلامة: غزة هي الرواية الكبيرة
في حوارنا هذا مع رسام الكاريكاتير والكاتب الفلسطيني عاطف سلامة، نقف عند روايته الجديدة "ندبة المرايا"، ثمّ نعرج على واقع الرواية في غزة تحديدًا، بالإضافة إلى الواقع الثقافي والإبداعي هناك، كما نقف عند فن الكاريكاتير بوصفه أداة نقد.
ضيفنا، المولود سنة 1968، حاصل على الدكتوراه في الإعلام المجتمعي/ أكاديمية العلوم الوطنية/ روسيا البيضاء 2004، وماجستير صحافة وإعلام/ جامعة سانت بطرسبورغ/ روسيا الاتحادية 1994.
من أبرز مؤلفاته: "كتاب الصحافة والكاريكاتير"، غزة 1999، ألبوم كاريكاتير "حنظلة يعود من جديد" 2003، "كتاب الكاريكاتير.. سلطة السخرية والفن المشاغب"، حيفا 2018، "كتاب الكاريكاتير.. فن اختراق التابوهات"، حيفا 2018، ألبوم كاريكاتير "المقص"، غزة 2018، "مشهد من غزة، 4 مسرحيات"، غزة 2019، وأخيرًا رواية "ندبة المرايا"، إسطنبول 2020.

الجشع موجود منذ بدء الخليقة
(*) في روايتك الجديدة "ندبة المرايا"، تطرح مقولات كثيرة تعري فيها جشع الإنسان وحبه للتملك، إلى أي مدى تتقاطع شخوصك مع الواقع؟
- الجشع موجود منذ بدء الخليقة ويمتد على مدار التاريخ، ألم يطمع آدم بتفاحة! ألم تتوسع الإمبراطوريات عبر النهب والتدمير! ألم تنشأ الحروب بين الدول على مشاكل التوسع وترسيم الحدود وغيرها! ألم تحتل دول لمقدراتها وثرواتها؟ ألم تتحكم عائلة واحدة بمقدرات دولة في عالمنا العربي!. كل هذه الأمثلة ومثلها المئات تؤكد أن الجشع والطمع وحب السلطة والمال ولد مع الإنسان، واستمر حتى يومنا هذا، إذاً هي طبيعة البشر.

شخوص رواية "ندبة المرايا" موجودة بالفعل في كل سلطة (مطلق سلطة)؛ حاولت من خلال هذه الرواية تسليط الضوء على الألاعيب الساقطة التي كان يمارسها أولئك الذين كانوا من المفترض أن يكونوا حماة الديار والحفاظ على أمن المواطن، وبينت كيف يمكن أن يتحول ويتبدل ممثلو السلطة تبعا لجشعهم ومصالحهم الخاصة وشهواتهم حبا في التملك والبقاء في أعلى الهرم كي يرضوا أسيادهم ويتحكموا في البلاد والعباد.
رواية "ندبة المرايا" هي ترجمة للواقع والخيال معا بحيث تعكس حكايات ما تعانيه المجتمعات العربية، من جراء أفعال حكوماتها والمتنفذين بها والمتحكمين بمصير ناسها وقضائها، وتظهر قسوة الجلاد عبر التسلط والكذب والنفاق وتلقي الرشاوى.. إلخ، غير آبه بما يخلفه فعله على نفوس العامة ومصيرهم.


(*) ما هو الدافع الذي جعلك تكتب عن شخصية مركبة إشكالية مثل (الصقر) دون غيره، لتعري استبداد السلطة؟
- العربي بطبيعته يفكر بشيء ويقول ويفعل شيئًا آخر، بمعنى أن شخصية "الصقر" هي شخصية لا هي الوحيدة وفي نفس الوقت ليست فريدة من نوعها، بل يوجد منها الكثير في مجتمعاتنا العربية، هذه الشخصيات لا تحتاج لتعرية بل إنها لا تقيم وزنا للآخرين،

ولديها يقين بأنهم خلقت أولياء لباقي المواطنين، لذا، فهي تهين وتحتقر الآخرين، فالجميع يعرف أمثال هذه الشخصيات ولكن لا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم، أو حتى تحديهم، خوفا من تسلطهم، وخوفا من بطشهم وانتقامهم، كونهم لا يعرفون الرحمة، فلا شرف لديهم ولا انتماء سوى مصالحهم الخاصة، فهم من يمتلكون السلطة والمال والقوة، عدا عن أنهم مدججون بالسلاح، ولديهم السجن والسجان.
الوضع الفلسطيني جزء من هذا كله، لكنه مختلف قليلا، حيث الاحتلال يضيف إلى كل ما ورد ويصب جام غضبه على الشعب في كل الأوقات، مما يزيد الطين بلة، وكون المنعطفات والتغييرات سريعة في الحالة الفلسطينية، حيث لا استتباب ولا أمن، لذا، كان الصقر فلسطينيا، لكن أمثاله كثر في أرجاء المحيط العربي.



الخيال ضروري في بعض الأحيان
(*) جعلت نهاية روايتك مفتوحة، حين جعلت الصقر ينهض من جديد من رماده، وكأن كل جرائمه لم تكن، حين قرر الهرب والانضمام إلى الجماعات الإسلامية التكفيرية، ألا تجد في ذلك اختراقا لميزان العدالة؟
- الخيال ضروري في بعض الأحيان، وكون النهاية من أصعب ما يواجه الروائي، وكونه يبحث عن المختلف المتميز، فهو يحرص على أن ينهي روايته بشكل مقنع ومنطقي ويكون على غير العادة، وأعتقد أن عنصر المفاجأة مهم جدا، بحيث يجعل القارئ يتوقع نهاية للرواية، ولكنه عندما يتتبع الأحداث فإنه لن يجد ما فكر به من توقعات، وهنا يكمن عنصر التشويق الذي يعتبر من أساسيات العمل الروائي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سنرى إذا ما نالت الرواية إعجاب القراء فإنه يمنحنا فرصة إضافية تمكننا بأن نستمر بالعمل واصدار الجزء الثاني.

كما أن نهاية رواية "ندبة المرايا" جاءت بناء على ما نعرفه عن الفعل القذر التي تقوم به أجهزة المخابرات وارتباطها ببعضها البعض في مختلف البلدان، وأن ما يجري على الساحة الفلسطينية ليس بعيدا عما يجري في ساحات أخرى فتأثرها وتأثيرها كبير في المحيط، ومن هنا كان لا بد من ربط النهاية بالمحيط. أما فيما يتعلق بميزان العدالة، فهو ميزان الأقوياء، فهل سمعت يوما عن شخصية قيادية في حكومة عربية ما اعتقلت، أو تم التحقيق معها حول الرشاوى مثلا؟ لذا، فالقانون وضع كي يطبق على الضعفاء، لا على من وضعه ليخدم أجنداته، والصقر في الرواية كان متنفذا، وعلى القارئ أن يفهم ما يجري بين السطور، فلطالما كان لديه كل هذه النفوذ، واستطاع أن يرشي أو يتقاسم الرشاوى مع زملائه، فبكل تأكيد سيجد من يقف بجانبه ليس محبة واحتراما لبطل الرواية، ولكن خوفا من أن يعترف عليهم وتصلهم يد العدالة إن وجدت لأجلهم أصلا، وقصدت هنا: أن على القارئ أن يعي جيدا ما بين السطور. 

(*) لماذا دمجت بين شخصية الراوي وشخصية الصقر، ووحدت بينهما حتى نراه أراد أن يكتب فعلا روايته ضمن هذه الرواية؟
- الحديث يجري عن شخصية مركبة، وهو نوع من أساليب الكتابة لتعقيد الشخصية في العمل الروائي وتركيبها، ومن خلالها أردنا أن نبين الوجه الآخر (القبيح) لبعض الشخصيات المتنفذة في مجتمعنا العربي، الشخصية القميئة، شخصية الوغد بما للكلمة من معنى، علمًا بأن شخصية "الصقر" هي دمج بين الشخصية الواقعية والشخصية الخيالية.

في الوقت الذي أصف فيه السجن والسجان على سبيل المثال لا الحصر، هذا لا يعني أنني ككاتب تعرضت للاعتقال، كل هذا جاء عن طريق نقل المعرفة من قصص وحكايا لأصدقاء ومعارف خاضوا غمار التجربة في سجون الاحتلال، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة اطلاعي على أدب السجون وأدب المقاومة، فالأدب الفلسطيني غني بمثل هكذا كتب وروايات ودراسات كثيرة، فقد كنا نطلع منذ الصغر على أساليب التحقيق في سجون الاحتلال، ليس لشيء سوى المعرفة بالشيء فجميع الفلسطينيين معرضون للاعتقال في أي زمان وأي مكان.


غزة هي الرواية الكبيرة
(*) برأيك ما هي الأسباب في عدم رؤية أسماء كبيرة في عالم الرواية من غزة؟
- غزة هي الرواية الكبيرة، والكاتب هنا قد لا يرى كتابه الذي يتم نشره وتسويقه في كثير من بلدان العالم. وغزة مليئة بالأسماء الكبيرة، عليك أن تبحث لتجد، ولكن غزة التي تواجه حصارًا منذ سنوات، بدأ كتابها منذ سنوات يتجهون نحو طباعة أعمالهم خارج حدود فلسطين كي ترى النور، ولا تبقى حبيسة الحصار، وفي هذه الحالة وفي الوقت الذي لا تستطيع الأسماء الكبيرة (على حد وصفك) السفر، فأعمالها تتخطى الحدود وتشارك في معارض الكتاب الدولية في كل البلدان، وغزة على مدار التاريخ أنجبت إلى جانب المقاومة الأدباء والفنانين والشعراء.. إلخ.
 

(*) ماذا عن الواقع الثقافي والإبداعي داخل قطاع غزة؟
- صحيح أنه لا يمكن تقييم الحالة الثقافية في الأراضي الفلسطينية بمعزل عن وجود الاحتلال والحصار والعزلة، لكن ثمة إخفاق ناتج عن عدم وجود رغبة وإرادة حقيقية تجاه تطوير هذا المشهد وعن إبقائه مهمشًا، ويتمثل هذا التهميش في استمرارية تقليص حصة الثقافة من الموازنة العامة لكل من السلطتين الحاكمتين في قطاع غزة والضفة الغربية.

تراجعت الأنشطة الثقافية بعد الانقسام منذ عام 2006 كثيرا، بعدما كانت قد برزت ملامح إبداعيّة عديدة، كالأغاني، والعروض الفولكلورية، والرسم، بصفتها شكلا من أشكال المقاومة. ومن الواضح أن العوامل والمتغيرات السياسية قد ألقت بظلالها على المشهد الثقافي الذي كان قائمًا في غزة، ونفته تمامًا.
الحق أن معظم الأنشطة والإصدارات الحديثة جاءت بجهود فردية دون أي دعم حقيقي من قبل المؤسسة الرسمية أو المؤسسات الأهلية، وهذا التهميش ضاعف العبء الملقى على كاهل الثقافة والمثقفين، ويؤخذ كذلك على الحالة الثقافية الفلسطينية عمومًا، أنها موسمية بمعنى أنها تنشط حينًا وتخفت حينًا آخر، وهذا بحد ذاته يعكس حقيقة عدم وجود أجندة ثقافية حقيقية تستطيع أن تعزز الهوية الثقافية الفلسطينية وتحافظ على التراث والفكر والفن الفلسطيني.

غير أن الفارق الأساسي بين قطاع غزة والضفة الغربية في توجيه الأنشطة الثقافية، هو أن الأنشطة في غزة تعتمد في غالبيتها على التمويل الذاتي والجهود الفردية، وذلك لعدم وجود المؤسسة أصلا، وهذا يعد سببا رئيسيًا وراء هذا التراجع الذي تشهده الحالة، إضافة إلى قلة جهود الصالونات الشبابية الثقافية والمعارض الفنية، أو إحياء الفعاليات والأمسيات أو الأعمال المسرحية والفولكلورية والأيام التراثية.
وساعد الاحتلال في طمس الفعل الثقافيّ في غزة، خاصة بعد تدميره معظم المرافق الثقافة، بدءًا من "قرية الفنون والحرف"، إلى "مسرح سعيد المسحال"، إلى "مركز عبد الله الحوراني للدراسات"، وغيره، وهي الأماكن الّتي كانت تستوعب غالبيّة الجهود الثقافيّة التطوّعيّة الشابّة.
ويبدو واضحًا أن الانقسام الفلسطيني قد أسهم في هذه الحالة أيضًا، إذ أنه أصاب المؤسسات الثقافية الرسمية بالعطب، فضلا عن أنه شكل انتكاسة لصالح الهوية الثقافية والوطنية، لا سيما وأن الحكومات الفلسطينية لم تشكل رافدا حقيقيا لأجل دعم الثقافة بمختلف صورها.

 


(*) تنقلت بين المسرح والكاريكاتير، ولكنك ترفض أن تسمى مسرحيا أو فنان كاريكاتير، ما هو السبب؟
- صحيح أنني ألفت ثماني مسرحيات ومنها ما تم تنفيذه على خشبة المسرح، وصحيح أنني رسمت المئات من لوحات الكاريكاتير ونشرت في أكثر من مؤسسة ووسيلة إعلامية، وأصدرت ألبومين هما (حنظلة يعود من جديد والمقص) عدا عن إقامة المعارض، ولكنني لست مواظبا، ولم أتخذ لا من المسرح ولا حتى من الكاريكاتير مهنة دائمة، وما يحثني على الفعل هو الدافع الخاص المرتبط بأحاسيس داخلية لتفريغ وترجمة الرؤى التي تتملكني لهذا الفعل، سواء رسم الكاريكاتير أو الكتابة والتأليف،

العالم الداخلي الرحب الذي أجول فيه لأنقل الوجع والقضايا التي تراودني لا غير هي من تدعوني إلى الفعل، إذاً هي حالة خاصة تتطلب مني أن أمسك ريشتي وأنفذ الفكرة بغض النظر سواء كانت كتابة أو رسما، وكوني كاتبا صحافيا وباحثا نشرت المئات من المقالات والأبحاث العلمية، تملكتني فكرة الرواية ولم تغادرني إلا بعد أن قمت بتفريغها من رأسي وترجمتها إلى رواية فكانت "ندبة المرايا".
البداية كانت مع الرواية، فأثناء دراستي البكالوريوس في الصحافة والإعلام بروسيا الاتحادية عام 1988، عكفت على الكتابة بخط اليد رواية استمرت أربع سنوات، وبعد أن أنهيتها ووضعت عنوانها "الخرساء" في 1993 سافرت إلى لبنان عبر صديق طلبا للنشر، ولكنه فقدها فحزنت، غير أن الفكرة لم تغادرني، ولم يسمح الوقت حينها بإعادة كتابتها بتفاصيلها الكثيرة، ومنذ ذاك الوقت بقيت الفكرة تتملكني ولكن مشاغل الحياة والعمل ألهتني عنها، إلى أن جاء وقتها، فكتبت "ندبة المرايا" وهي بعيدة كل البعد عن أحداث وفكرة "الخرساء".

(*) في أي مجال إبداعي وجدت نفسك أكثر؛ الرواية أم المسرح أم فن الكاريكاتير؟
- كثر كتبوا الرواية، أما فنانو الكاريكاتير فهم قلائل، فرسم الكاريكاتير يحتاج إلى ملكات وإمكانيات خاصة وفهم خاص للوقائع والأحداث، وكذلك كتاب المسرح قلائل، فالكتابة المسرحية يجب أن تكون موجزة وحادة وتوصل الرسالة بأسرع ما يمكن. أنا حيثما تتملكني الفكرة أترجمها عبر لوحة كاريكاتيرية أو بمشهد مسرحي، فجميعها مخرجات نترجم بها هويتنا ونعكس بها واقعنا ونوصل رسالتنا. أعتبر أن جميع هذه الأنواع أبنائي وإن تعددت الأشكال، فكل له رونقه وجماله، ولكن الأهم طريقة توصيل الرسالة، وفي مثل هذه الحالات لا أناقش نفسي كثيرا، أترجم الفكرة بأي وسيلة أو نوع، المهم لدي أن ترى الفكرة النور وتصل للمتلقي.

(*) تعد واحداً من الذين أصبحت لهم بصمة خاصة في فن الكاريكاتير فهل بالإمكان أن تحدثنا عن تجربتك فيه؟
- قرأت كثيرا عن فن الكاريكاتير، إن لم يكن كل ما كتب، وهو في الحقيقة قليل نسبيا، فلا يوجد متخصصون نظريا في فن الكاريكاتير، هذا ما دعاني لأن أختار الكاريكاتير عنوانا لرسالة الماجستير، وحين ناقشتها قيل لي بأنها الرسالة الأولى في تاريخ الجامعة (جامعة سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية) مما دفعني للبحث والتمحيص والغوص في أعماق هذا الفن الفريد، فأصدرت كتابي الأول تحت عنوان "الصحافة والكاريكاتير" عام 1999 وبعدها أصدرت كتابين حول فن الكاريكاتير، وهما: الكاريكاتير.. سلطة السخرية والفن المشاغب (440 صفحة)، وكذلك: الكاريكاتير.. فن اختراق التابوهات (292 صفحة). والكتابان يتضمنان كل ما ورد عن الكاريكاتير عبر التاريخ، فهما عبارة عن دراسة مطولة. ويعتبر الكاريكاتير من الفنون الأكثر شعبية بين باقي الفنون التشكيلية الأخرى، فهو يحظى باهتمام واسع من قبل القراء، ولكنه الأقل إثارة والأكثر إهمالا من قبل النقاد والباحثين، بحيث يعتبرونه ابنا عاقا للفنون التشكيلية، وبرغم انتمائه بالوراثة إليها؛ إلا أنه يرتبط بالصحافة أكثر منها، ما جعل حرب قوى الشر ضد فناني الكاريكاتير تكاد تتخطى المعقول، ومن الواضح أنها لم ولن تتوقف، فمنذ ظهور الكاريكاتير كفن وحتى يومنا هذا والملاحقات لفناني الكاريكاتير تتوالى. فمنهم من أعدموا، وآخرون سجنوا وعذبوا وتعرضوا لاعتداءات، وغيرهم لن يغفر لهم الحكام ففروا هاربين. ويلعب الكاريكاتير دورا هاما كأداة للتواصل بين المجتمعات على اختلافها لما فيه من أهمية وجدية تعكس الحياة المختلفة السياسية والاجتماعية، وذلك، بهدف إثارة قضايا مركزية، في محاولة لاستكشاف رؤى قادرة على استثمار كل أدوات المعرفة ومرتكزاتها وكشف ما وراء الأحداث.

ولعب الكاريكاتير السياسي دورا مهما في التعريف بالقضية الفلسطينية ونصرتها وإثارة المشاعر وفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. كثير من فناني الكاريكاتير تعرضوا لإهانات واعتداءات، وآخرين قدموا حياتهم رهنًا لهذا الفن، فخسروا الرهان، وما ناجي العلي إلا نموذجًا. فبعد أن كان الكاريكاتير في فلسطين هامشيًا، جاء الفنان العربي ناجي العلي ليغير هذا المفهوم بشكل كلي فأصبح وسيلة للتفكير من أجل التغيير محولا إياه إلى فن سياسي يرتبط بقضايا سياسية ملحة، ومشكلا جزءا أساسيا من مكونات الصحافة. العلي هو الفنان الذي كسب الرهان، لأنه راهن على الشعب، والشعب الذي ما زال في الميدان يبدع ويمضي ويقدم ويتقدم رغم الموت والسجون والجوع والاضطهاد. العلي فنان ساهم في قوة الحياة والحق، وفلسطين بالنسبة له هي الحق والحياة وروح الأمة وسؤالها، لذا اختار الصائب الصعب الفاجع، إنه فنان تجاوز الحدود الموهومة بالخطوط التي ترسم حدود الحرية بلا ضفاف، حرية الوطن.
لذا كنت ولا زلت أقول إنه يمكن الاعتماد على فن الكاريكاتير كأرشيف في دراسة تاريخ من سبقونا، والكاريكاتير السياسي يضع نصب أعيننا كيفية التعامل مع الحياة السياسية وتطوراتها، وبالتالي يمكنه أن يلعب دورا هاما في تشكيل المواقف والتأثير على الرأي العام.


(*) هل من مشاريع جديدة لديك؟
- أعكف في الفترة الأخيرة على كتابة "رواية مسرحية" وكذلك مسرحية للأطفال.

ما كتبه الشاعر الراحل أحمد دحبور حينما طلب منه عاطف سلامة أن يخط بخط يده ظهر غلاف ألبوم الكاريكاتير "حنظلة يعود من جديد"

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.