}

ريما المزيّن: الفنّ موقف مشرّف من الحياة ومتغيّراتها

أوس يعقوب 23 أكتوبر 2023
حوارات ريما المزيّن: الفنّ موقف مشرّف من الحياة ومتغيّراتها
ريما المزيّن

تُعدُّ الفنّانة التشكيليّة ريما المزيّن واحدةً من الأسماء الفلسطينيّة الهامّة التي تطوّع ريشتها وألوانها وإبداعها الفنّيّ في خدمة قضيّتها الوطنيّة الإنسانيّة العادلة. ومنذ صِباها، تعلّمت في مرسم والدها الفنّان عبد الرحمن المزيّن، أحد رواد الحركة التشكيليّة الفلسطينيّة، "كيف يكون الفنّ إحدى أهمّ الوسائل في الدفاع عن القضيّة وعن الهويّة الفلسطينيّة".
برزت مشاركات ريما الفنّيّة في السنوات الأخيرة في عشرات المعارض في إيطاليا وألمانيا ومصر، وغيرها من البلدان الغربية والعربية. تَرى المزين أنّ "التجريد الرمزي" أهم ما يميّز أسلوبها الفنّيّ. كما عرف محترفها البصريّ اشتغالها باستخدام تقنياتٍ لها خصوصيّتها الاحترافيّة لتشكّل نافذةً جماليّةً مشرعةً على تفاصيلَ كثيرةٍ، حاملة قراءات متعددة التأويل.
نالت ريما في 30 أكتوبر/ تشرين الأوّل عام 2013 المرتبة الأولى (فئة أفضل فنّانة) ضمن مشاركتها في معرض الفنّ الدوليّ الذي أقيم في مدينة "كاستيلاماري دي ستابيا" في قاعات القصر الملكيّ، في مقاطعة نابولي جنوبي إيطاليا. كما حصلت في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014 على الجائزة الأولى في مجال الرسم في "بينالي روما الدوليّ للفنون" عام 2014. وفي رصيدها عدد من الجوائز والتكريمات. هنا، حوار معها حول رحلتها الفنّيّة وتجاربها الإبداعيّة المتنوّعة:

لوحة "مريم"، من مجموعة "من فلسطين محبة وسلام".. 2017 ـ 2018م




(*) أنتِ من عائلة فنّيّة مناضلة، فوالدك الفنّان التشكيليّ عبد الرحمن المزيّن. وهو ما يدعوني لسؤالكِ بداية: هل من الواجب أن يكون للفنّ التشكيليّ دور في معركة التحرير ومقاومة المحتلّ؟ أم أنه بالنسبة لكِ وسيلة للاستمتاع بالحياة؟ ومن قبل ما تعريف الفنّ عندك؟
أرى أن الفنّ من أهمّ الإنجازات البصريّة والجماليّة للإنسانيّة. وهو متنفس لروحنا لتحلّق بعوالم أخرى مغايرة عن عالمنا الواقعيّ.
الفنّ بالنسبة لي ليس لعبًا، ولا ترفًا، بل هو موقف مشرّف من الحياة ومتغيّراتها، ومن القضايا الإنسانيّة، التي كانت محور أغلب أعمالي مثل (فلسطين وطني، الشهداء، أطفال الحروب، الهجرة غير الشرعيّة نحو أوروبا، زواج الأطفال المبكر، العنف ضدّ المرأة، ختان الإناث، والتحرش). وأشعر أنه من واجبي كفنّانة وإنسانة أن أكون صادقة مع نفسي وفنّيّ، وأيضًا مع الناس... فلا أستطيع أن لا أتأثّر بما يجري في العالم من متغيّرات على المشهد والساحتين المحلّيّة والعالميّة سياسيًّا واجتماعيًّا وفنّيًا.
لذلك جاءت معظم معارضي الفنّيّة، أو مجموعات لوحاتي، محمّلة بالرسائل الإنسانية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر "من فلسطين محبه وسلام ووطن، بالفلسطينيّ، أجزاء وطن، غصن الزيتون، أنا ومريم، أنا لست دمية، أنا لست رقمًا، ملائكة البحر، بدل فاقد، مسافة أمان، صمت الفراشات، لا أستطيع أن أتنفس، تحديد موقع... وغيرها من الأسماء".


(*) مَن مِن فنّاني بلدك والعالم أثّروا فيكِ، وتُرين أنهم بمثابة آباء روحيين ومعلّمين لك؟
ربما الشخص الوحيد الذي أثر بي على الصعيد الشخصي والفنّيّ والأكاديميّ هو والدي الفنّان د. عبد الرحمن المزيّن. هو من احتضنني ورعاني فنّيًّا منذ كان عمري أربع سنوات، في مرسمه في دمشق، وإلى هذه اللحظة هو مثلي ومعلّمي الأوّل. هذا التأثّر وسام على صدري، وأتمنى أن أكون امتدادًا مشرّفًا له ولعائلتي (المزيّن) التي لها أثر وحضور هامّ في مجالات التشكيل والسينما والشعر والسياسة.
ولا أنكر توجيهات أساتذة ومعلّمين كبار في مرحلة دراسة الماجستير في مصر سنة 2008، والذين استفدت منهم كثيرًا، وهم: د. فرغلي عبد الحفيظ، د. جورج فكري، د. محسن عطية، د. حسام صقر، ود. خالد سرور.
كما أحب أعمال الفنّان العالميّ فان غوخ، لأنّ له سحرًا خاصًّا في ألوانه، ويتميّز بتفرّد خاصّ في أسلوبه الفنّيّ.


(*) ما هي أدواتك المعرفيّة والفنّيّة التي تمتلكينها وشكّلت زادكِ وأنتِ تبحثين في بنية اللوحة وعوالمها ومفرداتها؟
زادي في بنية وصياغة أعمالي الفنّيّة هو البحث المعرفيّ في الموضوعات والقضايا، والتجريب المستمرّ في الخامات، لتكون لديّ ركيزة معرفيّة وفنّيّة أستند عليها في ترجمة أعمالي الفنّيّة، سواء في الرسم، أو "الفيديو آرت"، أو الفنون البصريّة الأخرى.


(*) ماذا عن موضوعات لوحاتكِ، من أين تأتين بها؟ أهي ثمرة مصادر استلهام متعدّدة، أم من معين تجاربك الشخصيّة؟
كلّ معرض شخصيّ لي هو حالة خاصّة في التكنيك الفنّيّ والموضوع والرموز.
في البداية، أختار الموضوع، ومن ثمّ أحاول البحث عن كلّ ما يرتبط به فكريًّا ورمزيًّا، لأصيغ بعد ذلك مفرداتي التشكيليّة اللونيّة على سطح اللوحة.
تتنوّع الموضوعات بتنوّع مصادر استلهامي من التراث، أو الثقافة الفلسطينيّة والعربيّة، أو الأساطير، بالإضافة إلى قضايا إنسانيّة عالميّة، وأحيانًا قد تكون من تجاربي الشخصيّة، مثل مجموعة "تحديد موقع"، ومجموعة لوحات "بوح وغصن القلب"، ومعرضي الشخصي الأخير في ألمانيا "أنا ومريم"، الذي أقيم في غاليري آرابيسك، بتنظيم الصديق الفنّان أحمد شما، وهو مهدى لابنتي الصغيرة مريم.
"مريم" هذا الاسم الذي ارتبط بذاكرتي منذ نعومة أظافري في المنفى؛ سورية، قبرص، تونس، مصر، إيطاليا، ألمانيا... وصولًا إلى هذا اليوم. فبمجرّد سماعي لاسم مريم تستحضر الذاكرة اسم الوطن فلسطين... مريم هي تلك الفتاة الفلسطينيّة الشجاعة المقاومة... هي اسم "عنات" في الأسطورة الكنعانيّة... هي اسم "جفرا"، و"عتاب"، و"دلعونا" في التراث الفلسطينيّ... هي اسم سيدة القداسة والعفة والطهارة، مريم البتول، أم عيسى عليه السلام.
هي اسم ابنتي مريم، فلم يكن عبثًا أن يقترن هذا الاسم بفرحتي الأولى بطفلتي مريم... ليأخذ هذا الاسم بعدًا عاطفيًا بارتباطه بأعظم عاطفة، وهي الأمومة.
أيضًا، هنالك عمل "إنستليشن آرت" (فنّ التركيب) قدّمت فيه طرحًا مغايرًا عن أعمالي السابقة، من حيث الموضوع والخامة، بعنوان "فوبيا التغليف/ حياتنا في الحجر الصحّيّ"، ضمن مشروعي المقدّم في المنحة الفنية بألمانيا عام 2020، وعرض العمل في حزيران/ يونيو 2020 بـ(المركز الأوروبي للفنون بألمانيا)، ضمن معرضي الشخصي "الاستديو المفتوح"..
تخيُّل بسيط لمشهد مصغر لوجبة غداء في ظلّ زمن كورونا.
كلّ شي قابل للتغليف.. فوبيا التعقيم والتغليف تحسبًا من شبح مرض كورونا...
أصبحت حياتنا وتفاصيلها أشبه بالصناديق البريدية المغلفة بالبلاستك... وأصبحنا كأشخاص مغلفين على أنفسنا أيضًا.
وزرع في داخلنا ثقافة الخوف والرعب من لمس أيّ شيء بدون تعقيمه... وتعقيم أنفسنا أيضًا...
حياتنا "صناديق مؤجّلة الإرسال" تتّسع لأن نضع بها أحلامنا وخطّطنا المستقبليّة التي توقّفت، وتأجّلت لأجل غير معروف... على أمل أن يتحسن الوضع ونرسل هذا البريد... أو الأحلام لتتحقّق.



(*) ماذا تحدّثينا عن مشاركتك في المعرض الجماعيّ للفنّانين الذين شاركوا بالمنح الفنّيّة للعامين 2020/ 2021، في قاعات المركز الأوروبيّ للفنون بمدينة ميونيخ؟ وماذا عن الأعمال التي شاركتِ فيها؟
هذه المشاركة من أهمّ مشاركاتي الفنّيّة في نشاطي، وتحديدًا في ألمانيا. وهي المنحة والإقامة الفنّيّة في (مركز شافوف) المركز الأوروبيّ للفنون بألمانيا. كانت مدّة هذه الإقامة خمسة شهور من 1/ 3/ 2020 إلى 30/ 7/ 2020، رُشّحت من الجهة الإيطاليّة، وهي: (بينالي فاليسا ثقافيّ ـ بيبارت فنّ دوليّ من باري ـ إيطاليا)،Biennale Vallisa cultura-Bibart Internazionale d'arte di Bari-Italia لتمثيل إيطاليا، وأيضًا بلدي فلسطين.





قدّمت في المنحة مشروع بعنوان "الباركود"، وقمت فيه بتوظيف دلالات الرمز "الباركود"، والعلامات البريدية في سياق مغاير، وإسقاط قضايا معاصرة، وكان التركيز على موضوع معاش وقت إقامتي الفنّيّة، وهو فيروس كورونا.
تزامنت إقامتي الفنّيّة مع ما يشهده العالم من تطوّرات كبيرة وأزمات على الصعيد الاقتصاديّ والفنّيّ والرياضيّ، وكلّ مناحي الحياة، بسبب تفشّي الجائحة. وأنا من الفنّانين الذين يتفاعلون بشكلٍ مباشر مع الأحداث المحيطة بهم.
قَدّمت هذه الأعمال توثيق حالة الذعر والخوف... من فيروس قلب حياتنا رأسًا على عقب، مع وجود أمل أنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام. وعملت في عدة مجالات فنّيّة مختلفة، وهي "الرسم/ حياتنا في الحجر الصحّيّ"، و"طرود مؤجّلة"، و"صناعة هذا العالم/ سيكون كلّ شيء على ما يرام"، و"صنع في فلسطين"، و"سنورق من جديد". وعمل فوتوغرافيا و"فيديو آرت" بعنوان "الأرض تتنفّس"، وعمل "إنستليشن آرت"، عنوانه "فوبيا التغليف وآدم وحواء"، بالإضافة إلى تقديم ورشة غرافيك لستة فنّانين محترفين في المركز.
وقد تمّ افتتاح معرضين للفنّانين المشاركين بهذه الإقامة الفنّيّة:
المعرض الأوّل كان فرديًّا بعنوان "الاستديو المفتوح": افتُتِحَ في مدينة تاري، في 14/ 06/ 2020. حيث عرض كلّ فنّان مجمل أعماله التي نفذها بالإقامة في قاعة من قاعات المركز، وكانت مساهمتي بعرض أعمالي الموزعة بين الرسم و"الفيديو آرت" و"إنستليشن آرت".
المعرض الثاني جماعيّ: افتُتِحَ في تاريخ 25/ 02/ 2022 للفنّانين الذين شاركوا بالمنح الفنّيّة للعامين 2020/ 2021، في قاعات المركز الأوروبيّ للفنون/ ألمانيا ميونيخ، كنت سعيدة بهذا التكريم وهذه الحفاوة والتقدير لأعمالي التي قدّمتها في المنحة، وهي: العمل الأوّل: "طرود مؤجّلة"، وهو عبارة عن صناديق خشبية وظّفت فيها رموز "الباركود" (الأحرف والأرقام)، كلّ حرف وكلّ رقم له دلالته وقيمته الفنّيّة والجماليّة، وأيضًا التوثيقيّة، حيث يحمل كلّ صندوق تاريخًا مهمًّا من مراحل تفشّي جائحة (كوفيد ـ 19)، الذي أعلن عن ظهوره في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019.
العمل الثاني: "صناعه هذا العالم/ كلّ شيء سيكون على ما يرام"، وهو عمل تفاعلي (painting)، خامته (ألوان أكريليك على كانفس 220 × 160 سم)، وقد عرض هذا العمل في 8/ 04/ 2020، حيث افتُتِحَ أمام زوار المركز. واستمرّ عرض هذا العمل للجمهور مدّة أشهر بجانب مدخل المركز، وتمّ إزالته من المكان أواخر الشهر السابع من العام نفسه، وتمّ اقتناؤه في ما بعد من قبل المركز الأوروبيّ للفنون.

لوحة" دائرة مغلقة" من مجموعة "مسافة آمنة"- 2020م


(*) هل للمكان خصوصيّة ما تجعلكِ تختارين موضوعات لوحاتكِ؟ وهل هنالك مكان معين له أثر كبير على تحفيز مخيّلتك للرسم؟
لبعض الأماكن أثر كبير في تحفيز المخيّلة البصريّة للفنّان، ولي ثلاث محطّات أساسيّة في نشاطي الفنّيّ كان للمكان أثره على الصعيد الفنّيّ لونيًّا وأسلوبيًّا طبعًا بعد وطني فلسطين الذي أرى فيه الأساس فيما أنا عليه الآن فنّيًّا.
المحطّة الأولى؛ مصر: البحث والتجريب في اللون والخامة. أغلب أعمالي في مجال الرسم، أثناء إقامتي في مصر نحو سبع سنوات، ودراستي الجامعيّة لنيل شهادة الماجستير، واحتكاكي بالوسط الفنّيّ المصريّ العريق، ورؤيتي للحضارة المصريّة العظيمة على أرض الواقع، أو في المتاحف، كان لكلّ ذلك أثره على أسلوبيّ الفنّيّ الذي كان سمته (قيمة التكثيف في اللون والشكل، وتوظيف الرموز الأسطوريّة الكنعانيّة في أغلب أعمالي، وإسقاط مواضيع معاصرة بألوان حارة وقويّة، وبات سطح اللون غنيًا وذا طبقات سميكة ومتراكبة).
المحطّة الثانية؛ إيطاليا: البحث في القيمة الجماليّة والفكريّة معًا، والتركيز على القضايا الإنسانيّة. تنوّعت مجالات أعمالي الفنّيّة في إيطاليا، من رسم ونحت و"فيديو آرت" و"برفورمنس" (العرض الحركيّ). أقمت فيها نحو تسع سنوات، وأراها من محطّاتي المهمّة جدًا، على الصعيدين الشخصيّ والفنّيّ، فقد كان لسحر إيطاليا، بأماكنها وشوارعها ومتاحفها ومعارضها، أثر له وقعه في النفس قبل ريشة الرسم لديّ.
لإيطاليا "حصّة الأسد" ـ كما يقال ـ في مشواري الفنّيّ، حيث قدّمت فيها أهمّ تجاربي ومعارضي الفنّيّة الشخصيّة، وقد غلب على أسلوبي الفنّيّ النضوج الفكريّ واللونيّ، وتميّزت أعمالي بتنوّع المواضيع والصياغات والمفردات الفنّيّة التي تختلف مع اختلاف الموضوع.
المحطّة الإيطاليّة، جعلتني أتجرأ في الخوض في مجالات فنّيّة مختلفة لأوّل مرّة، مثل إنجاز أعمال "فيديو آرت"، و"برفورمنس"، ونلت جوائز مهمّة منها "الجائزة الأولى في مجال الرسم ببينالي روما 2014"، وكُرمت من قِبل رؤساء بلدية إيطاليّة. واحتضنني غاليري "بورتا اتشيلوا" فنّيًّا، وكنت مسؤولة المشاركات العربيّة في "مهرجان باري للفنّ".
المحطّة الثالثة؛ ألمانيا: مرحلة رماديّة وألوان حياديّة وهدوء. في هذه المحطّة، غلب على ألواني البرود، وتدرجات الأبيض والأسود، والعودة إلى تقنياتي القديمة في "فنّ الغرافيك"، والطابع الوجداني العاطفي، ربّما لأنّ إقامتي في ألمانيا جاءت مع ظهور فيروس كورونا، وأوقات العزل الصحّيّ الذي يدعو إلى الكآبة والحزن.
موضوعاتي أغلبها من تجاربي الشخصيّة. أما أهمّ تجاربي الفنّيّة التي أعدّها نقلة في أسلوبي الفنّيّ، فهو مشروع "الباركود"، الذي قدّمته في الإقامة الفنّيّة في المركز الأوروبيّ بألمانيا 2022.
وأخيرًا، فإنّ المكان لديّ ليس كينونة حسّيّة، وإنّما وجدانيّة وعاطفيّة. يتجلّى المكان الواقعيّ في أعمالي كمشاهد ودلالات ورموز مختلطة بخبراتي وقراءاتي ومخزوني البصريّ والمعرفيّ، فيبدو عبر ما أقدّمه من فنّ لدى المتلقّي بالنهاية مشهدًا مغايرًا عن الواقع، وهو مشهد متفرّد له خصوصيّة ريما المزيّن.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.