}

ميمونة عامر: مجلة "إيلدا العربيّة" احتفاء بالإبداع النسوي

صدام الزيدي صدام الزيدي 27 أكتوبر 2023
حوارات ميمونة عامر: مجلة "إيلدا العربيّة" احتفاء بالإبداع النسوي
مؤسسة ورئيسة تحرير المجلة، ميمونة عامر
بجهد طوعي، وبرؤية طموحة، تسهر الشاعرة والصحافية ومصممة الغرافيك اليمنية ـ الصومالية (المولودة والمقيمة في السعودية)، ميمونة عامر، على إصدار مجلة (فصلية) تهتم بالأدب والإبداع النسوي، تحمل منذ عددها الأول (الصادر في منتصف يونيو/ حزيران 2022) اسم "إيلدا العربية"، أنجز منها حتى الآن أربعة أعداد، بينما يجري الترتيب لعدد خامس يرى النور قريبًا، منفتحةً على أشكال التواصل والتثاقف المتجاوز للجغرافيا والمنحاز لقيم الحداثة والتجديد الابداعي والإنساني.
و"إيلدا" هي مجلة معنية بالأدب والإبداع النسوي "الذي لا يجد فرصته في الظهور، ومن أجل كل امرأة لديها مشروع مهم تقدمه لنفسها وللعالم، في ظل احتكار الرجل لمجال النشر"، كما تقول ميمونة عامر، مؤسسة ورئيسة تحرير المجلة.
منذ العدد الأول، تترجم التبويبات والمواد المنشورة رؤية المجلة وتوجهها المعلن في الاحتفاء بالأدب والإبداع النسوي، عبر تناولات ومضامين صحافية لم تقتصر على الجغرافيا العربية لوحدها، إنما تتجه إلى فضاءات أوسع ضمن زوايا وملفات ترجمية احتفت (حتى الآن) بتجارب عالمية، مثل الشاعرة والناقدة الروسية نينا بيربيروفا، والكاتبة البرازيلية كلاريس ليسبكتور، والشاعرة والروائية الأميركية سيلفيا بلاث، ومواطنتيها الشاعرة والكاتبة مايا أنجلو، والشاعرة سارة تيسدال، والشاعرة والكاتبة الرومانية أنا بلونديانا، والشاعرة اليونانية كيكي ديمولا، والشاعرة والكاتبة الأوروغيانية إيديا فيلارينو، والشاعرة الإيطالية ألد ميريني، والشاعرة والروائية السويدية كارين بوي، والشاعرة والطبيبة التركية هلال كرهان، والشاعرة والمترجمة كلوديا بيتشينو، والشاعرة والمترجمة والناقدة دانييلا ترايكوفسكا.
وعلى أجنحة فراشة تحلق في فضاء خالص الابداع، تأخذ مجلة "إيلدا" على عاتقها الاحتفاء بنصوص شعرية نسائية كتقليد ينتظم في كل عدد يتضمن نشر نصوص (لـ22 شاعرة في كل عدد) مع تعريف سريع بهن، غير أن ملف الشعر لا يكون اعتباطيًا، أو تتداعى نصوصه في فضاء عام كما هو معتاد في ما تنجزه مجلات ثقافية عربية وغيرها، وإنما يركز الاختيار على ثيمة معينة ضمن الأدب النسوي لتكون عنوانًا وفضاءً لكل عدد، مثلًا: شاعرات يرثين أحوالهن شعرًا؛ هل هُنّ حقيقيات: هل يمكن للشعر أن يكون مزيفًا؟؛ عقدة الجندر (وثمة تأكيد لمعدة هذا الملف، أنه: لم يعد الوقت الآن يحتمل الحديث عن أزمة الذكورية والنسوية، بل تجاوزهما إلى فكرة التكامل)؛ "لتضع امرأة أحمر شفاه وتجلس لتكتب الشعر". والعمل على وحدة الثيمات والعناوين التي تندرج ضمن الموضوع/ القضية الواحدة، كانت متبعة أيضًا في ملفات الشعر الترجمية (المصغرة)، ومنها ملف مصغر من الشعر الكردي أيضًا، احتفى بنصوص لكل من: جيهان حسن؛ أميرة مصطفى؛ روشان يوسف؛ سلطان ياراي؛ نور حسين؛ نيرمين يوسف.
وتنتظم بقية التبويبات والزوايا الصحافية، في قراءات نقدية ومقالات وتحقيقات وحوارات ومتابعات لكتب صدرت حديثًا، يجمعها الاشتغال ضمن مقاربة واكتشاف للأدب والابداع النسوي، من دون أن يقتصر الأمر على الشعر وحده، ففي الحوارات (مثالًا)، التي أنجزت ضمن الأعداد الأربعة، حاورت "إيلدا"، قرابة 12 امرأة من الكاتبات والفنانات (بمتوسط 3 حوارات في العدد الواحد، وهو عدد أكثر من المتوقع في مجلة بنت 80 صفحة)، في مجالات؛ الشعر؛ السرد؛ النقد الأدبي؛ الفن التشكيلي والرسم والجماليات؛ الفوتوغراف؛ الموضة؛ الموسيقى.




واهتمت المجلة بالقراءات والمقالات النقدية ومقاربات سريعة وتحقيقات تناولت مواضيع تدعم فكرة العمل على إتاحة فضاء للنشر يحتفي بالمرأة المبدعة والمنتجة، ونشير هنا إلى عناوين مثل: الجنوسة في الأدب وتحولاتها؛ دور نشر بإدارة نسائية؛ المرأة والشعر؛ انشداد الشعر إلى العذوبة الآسرة؛ موضة الفنتاج في العصر الحديث؛ المرأة العربية والإبداع؛ الشعر الأنثوي كتجربة سرية؛ ما تريد المرأة قوله عبر الكتابة؛ إرهاصات المسرح النسائي العربي، وغيرها من العناوين التي أنجزت ولم تكن كتابتها حكرًا على نساء فقط، وإنما تم استكتاب رجال من الكتاب والأكاديميين والفنانين وتم محاورة بعضهم، ومع أن مستوى الحضور العددي للرجال في أعداد المجلة الصادرة حتى الآن، والذي بلغ نحو 30 كاتبًا ومشاركًا يقابله مستوى مشاركة نسائية بإجمالي 120 مشاركة، إلا أن ذلك يبدو مقنعًا للقارئ الذي سيفهم في حال متابعته للأعداد المنجزة أن اشتغالًا يعنى بفتح نافذة نشر وتثاقف للمرأة المبدعة ليس على حساب أخيها الرجل، وإنما لفتح فضاء أوسع يطل منه القارئ على عوالم إبداعية نسائية بحتة، وهنا تحقق المجلة أهدافها في الاحتفاء بالابداع النسائي، ليس لأن هنالك عقدة اسمها "الجندر"، وإنما لأن هناك إبداعات ومواضيع وفضاءات تخوضها المرأة وينبغي أن يقرأها الناس، علمًا أن المجلة ـ منذ عددها الأول ـ استندت إلى مشاركات كتاب وفنانين من الرجال، ولا يمكن أن تكون أعدادها القادمة إلا قائمة على تشاركية إنجاز محتوى ثقافي متكامل يكتبه وينجزه ويسهر عليه الجنسان.

***

في الجزء الثاني من هذه المادة الصحافية، نحاور مؤسِّسة ورئيسة تحرير مجلة "إيلدا" الشاعرة ميمونة عامر (من مواليد 1993). هي معلمة رياض أطفال حاصلة على دبلوم في منهج منتسوري من الأكاديمية العربية الدولية في لبنان. صدرت لها مجموعة خواطر في 2016 بعنوان "فيما مضى"، عن دار "الغاية" للنشر والتوزيع في الأردن:

(*) مرَّ أكثر من عام على الانطلاقة الأولى لمجلة "إيلدا" في صيغتها الإلكترونية... متى تكون ورقية؟ ثم، ماذا عن الفكرة، كيف تشكلت قبل أن تخرج إلى النور؟
حاليًا، المجلة تصدر إلكترونيًا فقط، ولكننا نأمل لاحقًا في طباعتها ورقيًا، وهذه خطوة مهمة جدًا سنعمل عليها. في البداية، المجلة كانت مدونة للشعر النسوي، تطورت مع الأيام.



وجاءت الفكرة بسبب أن هناك عددًا من المجلات والمواقع ترفض النشر للأديبات لأسباب كثيرة، أتحفظ عن ذكرها، لذا قررت تأسيس "إيلدا" كمجلة، بدعم من كثير من الأصدقاء والصديقات، منهم الناشر بدر السويطي، الذي اقترح عليّ تحويلها من مدونة إلى مجلة، وهكذا أصبحت للأديبات العربيات مساحة حرة وواسعة للظهور، حيث نحتفي بأكبر قدر ممكن من النساء المبدعات في العالم.

(*) ومن هنا يأتي التواصل في ما بين المجلة والأدباء (الرجال) للكتابة حول مواضيع الأدب النسوي، ومثل ذلك مع النساء...
تمامًا، لأن "إيلدا" معنية بتسليط الضوء على الأعمال والنجاحات النسوية في مختلف مجالاتها، ولا بد من مشاركة الرجال.




(*) من يمول المجلة، وما الذي يشجع على استمراريتها؟
لا يوجد تمويل. "إيلدا" مجلة غير ربحية في الوقت الحالي، نحن نعمل عليها بأقل الإمكانيات، وربما هذا ما يجعلها متميزة وقيمة. وما يساعدنا على الاستمرار هو أحلام وطموحات النساء المبدعات.

(*) كيف هو إقبال الكاتبات والأديبات العربيات على النشر في المجلة؟
الإقبال لا يقتصر على الأديبات العربيات فقط، بل وصلت "إيلدا" إلى كاتبات خارج الدائرة العربية، مثل تركيا، وإيطاليا، ومقدونيا، وإيران، بالتعاون مع الشاعر والمترجم رائد الجشي، والشاعرة مشاعل البشير، صاحبة غاليري المها آرت، ولا ننسى امتناننا لأدباء آخرين على دعمهم لمشروع المجلة.

(*) لا بد أن أصداء المجلة والتفاعل مع جديدها يدعمكم معنويًا للاستمرار...
هنالك تفاعل جميل ومبشر جدًا يدفعنا إلى الاستمرار، وهذا ما ساعدنا لإصدار عدد رابع، وها نحن الآن بصدد إصدار العدد الخامس.

(*) يُلاحظ عدم انتظام صدور الأعداد تباعًا...؟
تمر "إيلدا" بمراحل كثيرة قبل أن يتم إصداراها بدءًا من مرحلة فكرة العدد واختيار المواضيع والتواصل مع الكتاب والفنانين وجمع المواد وتحريرها، وصولًا إلى مرحلة التصميم. نحن نجتهد لتقديم مادة قيمة لقرائنا، ولكن المؤكد أنه في السنوات القادمة سينتظم صدور الأعداد، وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه.

(*) تستثمرين مهارتك في التصميم بعد أن خضت تجربة (اضطرارية) لتعلم تصميم الغرافيك، في سياق الحاجة لإنجاز المتطلبات الفنية للمجلة. حدثينا عن هذه التجربة؟
في الحقيقة، لم أتصور يومًا أنني قد أدخل مجال التصميم، أو الرسم، أبدًا، وكنت أستعين بمصممين، لكن رغبتنا كفريق في استمرار "إيلدا"، وارتفاع تكلفة التصميم التي لا نقدر عليها، دفعتني إلى تعلم التصميم. نجحت في غضون شهرين في تعلم ما أحتاجه، لتكون أعداد "إيلدا" في شكل فني رائع. علمًا أنه ليس لدي تجربة سابقة في تصميم الغرافيك، لكني بطبيعتي أسعى إلى التعلم، والاستفادة من خبرات الأصدقاء في المجال.

(*) تأسيسًا على الإصرار، ولكي يستمر ألق "إيلدا"، ما هي طموحاتكم المستقبلية؟
أن تصبح لمجلة "إيلدا" علامة تجارية مستقلة. لم نحدد بعد إن كانت ستتحول إلى دار نشر، أو غير ذلك، لكن نؤكد سعينا بجدية لأن تصدر المجلة ورقيًا، وأن يكون لها انتشار في أنحاء الوطن العربي.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.