}

أنطوان أبو زيد: الأدب اليوم بأغزر موجاته وأشدّها ثراءً

دارين حوماني دارين حوماني 13 مارس 2023

"بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكانًا له ليعيش فيه"، تحضرني هذه العبارة لثيودور أدورنو وأنا أفكر بالشاعر اللبناني أنطوان أبو زيد والوطن الموجوع لبنان، فأبو زيد ليس شاعرًا فحسب بل هو أيضًا قاصّ وروائي ومترجم وناقد وأستاذ أكاديمي في السيميولوجيا وعلوم التعلّمية. والكتابة هي الشغف الكبير بالنسبة إلى شاعرنا. كثافته نشعر بها في كتبه المتعددة الأجناس والأشكال التي تجاوزت الثلاثين كتابًا، منها المجموعة القصصية "زهرة المانغو"، وفي الشعر "نبات آخر للضوء" و"أوركيديا لآخر الغناء"، ومن كتبه التعليمية "تعلمية التعبير الشفهي والكتابي على طريقة المشغل"، ومن رواياته "حفار المدينة"، ومن كتبه البحثية "كتابة خليل حاوي الشعرية- مقاربة رموزية" و"مدخل إلى قراءة قصيدة النثر"، ومن ترجماته لرولان بارت "النقد البنيوي للحكاية"، و"القارئ في الحكاية- التعاضد التأويلي في النصوص الحكائية" لأمبرتو إيكو وغيرها من الكتب... إنها الكتابة بكل الطرق الممكنة والتي سنحكي عنها مع أبو زيد في هذا الحوار الخاص معه:

(*) يقول عزرا باوند: "القلق هو الرحم الأول للاضطرابات التي ترافق بنية الشاعر وتكوينه منذ الصغر"، فكيف بدأ هذا المشروع الكتابي لديك والذي أصبح "زوجة لك" بتعبير والدتك حين سُئلت عن تأخرك بالزواج؟

القلق أحد مقوّمات الوجود، على قولة كيركغارد، وغايته الكبرى هي تحقيق الوعي بالذات على حدّ تعبير هايدغر، فيلسوف الوجودية. ثمّ إنّ الإنسان لا يختار طريقه دفعة واحدة، وإن يكن ثمة حدسٌ بسيط، بل خيط لا يكاد يرى لمصير يرتسم في أفقه، يعينه على شقّ سبيله في الدنيا. أما قول عزرا باوند "إنّ القلق هو الرحم الأول للاضطرابات التي ترافق بنية الشاعر وتكوينه منذ الصغر" الذي نقلته لوصف طفولتي وصلتها بالشعر، فأقول إنه قول غير مضبوط في حالتي؛ إذ أعتقد أنّ السّابق على القلق عندي هو معنى الذات، معنى أن تولد في بيئة فقيرة، وسط اخضرار هو الجنّة المفتقدة، ثمّ يُقال لك إنّ ثمّة جنّة أخرى أجمل وأوسع هي السماء، سبيلها هو الدين، وأنه يحسنُ بك أن تعدّ نفسك لها، بأن تصير كاهنًا، وتُرسل إلى الدير. ومن ثَمّ تكتشف أنّ ذاتك، بمنظار القلق عينه، هي أضعفُ من أن تثابرَ في درب السماء هذا. وبعدَ هذا المسار، وأنتَ ممسكٌ بحقيبة المدرسة، غير الكاملة، وتخطو وسط القرية عائدًا إلى منزلك الزراعيّ، حرًّا من الدرب الأوّل، تكتشف أخيرًا، وبينك وبين نفسك أنّ مصيرك ربما هو أن تصير كاتبًا أو ما شابه.

أما مسألة زواجي من الكتاب، وفقًا لما قالته الوالدة، فهو استنتاج قد يكون طبيعيًا لمن يشهد على انصراف الابن، بالشغف غير العادي، إلى الكتاب وما فيه، ولكنّه ليس توصيفًا واقعيًا لما كان يعتمل في نفس الفتى الذي كنته، والشاب الذي صرت إليه، من مشاعر حيال الأنثى ولزوم الارتباط بها، في آجلٍ من الأيام بسبب الاختصاص المهني والظروف الاقتصادية الضاغطة، في حينه.

(*) ثمة غزارة ملحوظة لديك؛ كتب شعرية، وقصصية، وروائية، وبحثية، وترجمات. يشعرنا ذلك بأنّك تعيش في مكان بعيد عن العالم، ويحيلنا على سؤالك عن علاقتك بالعزلة؟

أودّ في البداية التأكيد على مسألة تفوت كثيرين، وهي أنّ للإنسان أبعادًا كثيرة، وأنه كائن يملك من المقوّمات والمهارات على مدى عمره، وأنه يتمكّن من تجويدها فتستمرّ، وإن أهملها اندثرت في لحظة ظهورها. ولأبدأ بالترجمة؛ فأنا كان لديّ شغفٌ، لا أعرف مصدره، بالترجمة، وقد ازداد الشغف حينما كنت أقارن بين العربية والفرنسية والإنكليزية والسريانية واللاتينية وأعدد الفوارق بينها. ولا أخفيك أنّ السياسة عادت وظهّرت لديّ ميل الترجمة إلى العربية، التي أفدتُ منها كثيرًا في ترسيخ معارفي باختصاصي (الألسنية، والرموزية، والسيمياء، وعلم الدلالة)، وفي التمرّس بالكتابة القصصية والبحثية، على حدّ سواء.

وبخصوص الغزارة الملحوظة فهي بالشعر تستدعيه اليوميات المثقلة والرغبة في تجاوز النماذج السابقة والتجديد، ولكنّ معظم هذا الشعر الذي أكتفي بعرضه على موقعي في الفيسبوك، لا يجد سبيله إلى النشر ما دامت دور النشر تطلب ما لا نملكه لطبعه، أعني المال.

أما العزلة التي افترضتِها طريقة للعيش فهي عزلتان في الحقيقة؛ العزلة الأولى الإرادية التي أُلجِئتُ إليها جرّاء زواجي وتربية ولديّ وانقطاعي عن علاقات وصداقات سابقة لقلّة الوقت والالتزامات العائلية. في حين أنّ العزلة الثانية وهي التي بات يحياها أغلب الناس اليوم، بفعل الكورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة وهجرة المعارف الكثيرين. ثمّ إنه لا إبداع من دون عزلة وصمت عن العالم المحيط بالمبدع.



(*) هل هناك من تأثير متبادل بين إنتاجاتك المتنوعة؟ هل تقترب من بعضها في مكان ما؟

بالطبع، ثمة تقاطع واستفادة، من ترجمة المراجع العلمية في النقد السيميولوجي، على سبيل المثال، لتعميق النقد الأدبي، ولا سيما نقد الشعر. وحتّى لو لم يكن ثمة تقاطع منظور، فمن الأكيد أنّ هذه الانتاجات سوف تغني الشخصية وتكسبها قدرًا من الموسوعية، على ما يقول أمبرتو إيكو، اللازمة لكلّ أديب أو كاتب.

(*) الترجمة كتابة أخرى بالنسبة إليك، تقمّصتَ أكثر من عشرين كاتبًا، رولان بارت، ميلان كونديرا، غاندي، بيار غيرو، وغيرهم. حدّثنا عن تجربتك كمترجم، وعن هذا الخروج من نفسك وأنتَ تترجم، وعن مسوّغات وظروف اختيارك الكتب.

نعم، الترجمة نوعٌ آخر من الكتابة. وهذا ما اندفعت إليه، من دون إدراك، أول الأمر. ثمّ صار أكثر ارتباطًا بمعارفي الأخرى التي كنت في صدد تنميتها، شأن كتاب الفيلسوف وعالم السيميولوجيا أمبرتو إيكو بعنوان "القارئ في الحكاية"، بحيث تبيّنتُ آليات التفاعل بين قارئ النص السردي وبين النصّ. وهذا ما ينطبق على كتب بيار غيرو ورولان بارت، في علم الدلالة وتحليل الخطاب السردي وغيرهما. أما الروايات الثلاث لكلّ من إسماعيل كاداريه وميلان كونديرا فكشفت لي بدورها عن طبيعة عالم الرواية المتقن وقضاياها المتلازمة مع أشكال الكتابة. ولكن الترجمة، وإن متقنة، لا تكسب المترجم فعل الإبداع في نوع ما يترجمه. علمًا أني نشرت قصّتين لي في الثانية والعشرين، بمجلة لصاحبها إسكندر داغر، قبل أن أنتقل إلى كتابة الشعر، ونشره بجريدة الأنوار، وعلى طريقة شعر التفعيلة.

أعتقد أنّ السّابق على القلق عندي هو معنى الذات، معنى أن تولد في بيئة فقيرة، وسط اخضرار هو الجنّة المفتقدة، ثمّ يُقال لك إنّ ثمّة جنّة أخرى أجمل وأوسع هي السماء، سبيلها هو الدين، وأنه يحسنُ بك أن تعدّ نفسك لها... ومن ثَمّ تكتشف أنّ ذاتك، بمنظار القلق عينه، هي أضعفُ من أن تثابرَ في درب السماء هذا

(*) هل هناك مشروع للترجمة العكسية، من اللغة العربية إلى الفرنسية؟

لا، أحترم الاختصاص. لم يسبق لي، ولست معدًّا للترجمة إلى الفرنسية. ما دام كل اختصاص يحتاج إلى تمرّس طويل. هذا متروك للنقاد بالفرنسية، وللمهتمين بنقل تجارب شعرية متنوعة.

(*) في حوار لك تقول: الشعر قيد التعريف. في الوقت الذي يستمرّ فيه الجدال بين الشعر العربي العمودي وبين الشعر الحداثي الذي أوجد بحرًا من الكلمات التي تعدّ نفسها حديثة. ما هو تعريفك للشعر وسط هذا الجدال؟   

للإجابة يحضرني سيلٌ من التعريفات، من أرسطو، مرورًا بقدامة بن جعفر، والجرجاني، وصولًا إلى شيللي، وهولدرلن، ووالت ويتمان، انتهاءً بآخر شاعر، في القرن الواحد والعشرين، أقف بين حدّي الصنعة أو الجمالية التي عُرّف بها الشعر في الغرب، لألفي سنة خلت، وبين الشعر (poésie et poétique) باعتباره نظمًا (موزون مقفّى) وأغراضًا ومشاعر. وما عدتُ أخشى الميل إلى المعنى، والتجربة، والبعد الفكري غير المفتعل، من دون إهمال الجانب الجمالي بكلّ مستوياته الماثلة في قصيدة النثر. هذا ليس تعريفًا. وما قلته عن أنّ الشعر قيد التعريف، متأثّر بقول للشاعر عباس بيضون (الشعر لم يبدأ بعد) والمقتبس بدوره من عبارة "الفلسفة لم تبدأ بعد" للفيلسوف هايدغر كناية عن أنّه يستحيل تحديد الفلسفة، وكذا الشعر. وعلى الرغم من ذلك، يستحيل تعيين حدود دائمة أو قوالب جاهزة يتحرّك ضمنها الشعر.

(*) هل تعتقد أنّ الشعر الآن يجورُ على الشعر، وانّ استسهال الجميع الكتابة تحت مسمّى الشعر تأخذ منه الكثير؟

لا أظنّ ذلك. فلو تصفّحنا تاريخ الشعر، والتراث الشعري العربي بصورة خاصة، لكنّا وجدنا أسماء لا تحصى لشعراء انطفأ ذكرهم، واندثرت أعمالهم، بالمقارنة مع كبار الشعراء. لماذا؟ لأنّ في شعر الآخرين ما يستحقّ البقاء والديمومة، لا أقول الخلود. الفارق الكبير هو كمّي ونسبي؛ إذ يتاح اليوم لكلّ امرئ أن يكتب الشعر، وينشره في الكتب أو في وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره مادة للتفاعل بين الافراد والشلل والجماعات من كل انتماء أو تصنيف.



لا أرى الكتابة منفصلة عن القراءة

(*) ما الذي تتطلّبه كتابة الأجناس الأدبية: الشعر والرواية والقصة؟

لا أزعم كوني منظّرًا للإبداع في كلّ من هذه الأنواع. بل يمكنني الكلام انطلاقًا من امتهاني النقد الأدبي، ومن معارفي المحدودة، أن على الكاتب في هذه الأجناس أن يكون لديه الشغف غير المسمّى للعيش مع الجنس الأدبي، عيشًا كاملًا، وأن يقرأ ويقرأ من دون حدود ولا سقف، وأن يكوّن لنفسه ذائقة أدبية ورؤية في الجنس أو النوع الأدبي الذي يزمع الكتابة فيه. ولا أرى الكتابة منفصلة عن القراءة، مثلما هو مجرى النهر متّصل جريانه بالمطر الدائم والثلوج.

(*) كأستاذ أكاديمي، كيف تجد الأجيال الجديدة وعلاقتها بالقراءة والمعرفة؟

بناءً على تجربة متواصلة مع الطلاب والطالبات، على مدى أربعين عامًا، تبيّن لي أنّ نسبة القرّاء الحقيقيين من هؤلاء لا تتجاوز الخمسة بالمئة (5%) منهم، للأسف. فيما نسبة القرّاء من الطلاب في الغرب تكاد تكون معكوسة. ثمّ انظري إلى صلة الإنسان العربي بالقراءة والمعرفة، تجدينها باعثة على القلق. والطالب هو ابن بيئته ومجتمعه.

(*) أنت تتحدّر من الجنوب اللبناني، ومن مواليد بيروت. ماذا ترك فيك الجنوب؟ وما الأثر الذي تركته حروب بيروت وتحوّلاتها عليك؟

نعم، أنا من عائلة تعود بجذورها إلى قرية مليخ، في قضاء جزّين، ولكنّي من مواليد برج حمود، وتحديدًا من أحد أحيائها الزراعية من الضاحية الشمالية، يدعى حيّ الغيلان، عام 1955. إلاّ أنّ أهلي ارتأوا أن تظلّ سجلاّتنا وقيودنا في جزين، مركز القضاء لغايات انتخابية على الأرجح. أما الجنوب فأدين له ولأبنائه الذين تعرّفت عليهم لاحقًا، في الجامعة والسياسة والأدب فكانوا طليعة الإبداع والتحرر على الصعيد الوطني. وما بقيَ من الجنوب صداقات راسخة وذكريات جميلة. وبالمقابل، لم تترك الحرب فيّ، شأن سائر اللبنانيين، سوى الندوب والمرارة واختبار الحدود المريعة بين الفكرة والشعار وبين الواقع.

أودّ التأكيد على مسألة تفوت كثيرين، وهي أنّ للإنسان أبعادًا كثيرة، وأنه كائن يملك من المقوّمات والمهارات على مدى عمره، وأنه يتمكّن من تجويدها فتستمرّ، وإن أهملها اندثرت في لحظة ظهورها

(*) بعد انفجار 4 آب/ أغسطس 2020 كتبتَ على صفحتك الفيسبوكية نصًا من ديوانك "أوركيديا لآخر الغناء" الصادر عام 2019، تقول فيه: "لا مدينة/ لا مدينة، بعد الآن/ لا مدينة/ باعة من كلّ الأحجام/ سحرةٌ ومنافقون، آكلو الحصى مع ظلالها لمئة سنة قادمة"، لتصل إلى جملة "يمكنُ أن نتحدّث عن مدينة غابت". فهل يمكن أن نتحدّث هنا عن القوة الرؤيوية للشعر؟ وعن رينيه شار وهو يعرّف الشعر بأنه "ذلك الإنسان الذي يقيّم نفسه في المستقبل"؟

ما كتبته في أواخر عام 2015، وصدر في مجموعتي الشعرية الإلكترونية "أوركيديا لآخر الغناء" كان نوعًا من التأمّل في مدينة بيروت، وبالتحديد في مركز المدينة التجاري، وفي تكوينه الهجين الذي لا يشبه أبناء المدينة، ولا يؤدّي الوظيفة التواصلية بين مختلف أطياف لبنان وطبقاته، والتي تؤدّيها عادة كلّ عاصمة في العالم الحديث. ولكنّ هذا الشعور لم يكن يعني استباقًا-لا سمح الله- لتدميرها، ولا هو تنبؤ بحال قد تؤول إليها بانفجار أو بحدث آخر. كما أنّ هذا التوصيف، وإن تقاطع مع صورة سلبية للمدينة لدى الشعراء العرب الحديثين، ولا سيما خليل حاوي، ينطوي على أسف وحزن على ما آلت إليه مدينتي بيروت، قبيل الانفجار وبعده.

(*) ثمة نقاش يدور حول وظيفة الأدب، ولا جدوى الكتابة في هذا الزمن. نودّ أن نتعرّف على رؤيتك لفكرة وظيفة الأدب، وأين أصبح الأدب اليوم؟

في ما مضى كان الأديب يُسأل عن التزامه السياسي، الاجتماعي، الوطني... إلخ. أي كانت للأدب، في السبعينيات وما قبلها، وظيفة سياسية أولى من وظيفته التعبيرية الحرّة عن شواغل الإنسان المعاصر ووجهات نظره، وتجاربه، وما أكثرها. وإن أتيح لي تحديد دور الأدب، على تواضع مساهمتي فيه، أقول إنه ترجمان الذات في حياتها وسط العالم، ومرآتها، ومصنع تخيّلاتها وإبداعاتها.

أما الأدب اليوم فهو برأيي في أحسن حالاته، وأغزر موجاته، وأشدها ثراءً، على الرغم من أفاعيل الإعلام وتضخيمه المفرط لبعض الأعمال والتوجّهات.

(*) يقول فان غوخ: "الشعر يحيط بنا في كلّ مكان، ولكن للأسف وضعه على الورق ليس بسهولة النظر إليه". بين كتاباتك هل يشكّل الشعر النوع الأكثر تطلّبًا للعزلة والخروج من العالم؟

ربما كانت نظرة فان غوخ صحيحة. الشعر يحيط بنا ولكنّ المسألة تكمن في التقاطه، أو تسليط الضوء عليه، وإغماضه عن كل ما عداه، وتأثيث عالمه لتصير قصيدة، أو عالمًا شعريًا مصغّرًا. أظنّ أنّ العزلة هي حالة نفسية أكثر من كونها اعتزالًا فيزيائيًا أو مكانيًا. وكلتا العزلتين شديدة الصعوبة على الشاعر والمبدع بعامة. والحال أنه ليس من إبداع من دون عزلة واعتزال الناس. وهذا يؤلم من تعتزلهم، وإن إلى حين.

(*) يعبّر الناقد الأميركي فنسنت ليتش عن اقتصار الفعاليات النقدية على الجانب الشكلي من الأدب. من خلال متابعاتك في الصحافة الثقافية كيف تقيّم النقد الأدبي، وهل أنتَ مع مقولة أنّ النقد يُستغلّ الآن، وأنّ الصحافة التسويقية تعمل على تخريبه؟

لا يسعني أن أصدر حكمًا شاملًا على كلّ الفعاليات النقدية في العالم العربي والعالم الأوسع. ولكنّ واقع انهيار الوسائط الإعلامية المكتوبة، في لبنان وبعض الدول العربية، وإغلاق الكثير من الصحف التي كانت قد أناطت بأدباء وشعراء مشهورين مسؤولية إدارة الصفحات الثقافية والعناية بخانة النقد فيها (جريدة النهار، والصفحة الثقافية بإدارة أنسي الحاج، وشوقي أبو شقرا، وإلياس الخوري، ومثلها جريدة السفير، وصفحتها الثقافية والنقد فيها بإدارة عباس بيضون، وبسام حجار، وحسن داوود، وغيرهم، على سبيل المثال)، جعل النقد الأدبي في الصحافة العربية يتيم المرحلة الأكبر. ومن الطبيعي، عندئذ، أن يصيب النقد الاستغلال والتسويق والترويج والتدبيج...


الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.