}

سمير عبد الفتاح: عدم الاستقرار أرض خصبة لكتابة الرواية

صدام الزيدي صدام الزيدي 13 مارس 2024


يأخذنا هذا الحوار مع سمير عبد الفتاح إلى الحديث عن هموم وتفاعلات الكتابة السردية اليمنية، في ظروف العزلة التي تمر بها اليمن حاليًا وتداعيات الحرب الدائرة هنالك وانعكاساتها على حياة وإنتاج الكتاب والمثقفين.

وسمير عبد الفتاح هو قاص وروائي وكاتب مسرحي صدرت له في القصة القصيرة: "ثلاثية راء/ رنين المطر"؛ "رجل القش"؛ "راء البحر"؛ "ثمة أشياء أخرى". وهو صاحب روايات: "ابن النسر"؛ "رواية السيد م"؛ "نصف مفقود"؛ "تماس حياة أخرى"؛ "فندق"؛ "نبراس  قمر".

وفي المسرح، صدر له: "للمؤلف ذاكرة أخرى" و"خمس مسرحيات من اليمن" (النسيان؛ بروفة أخيرة لمسرحية النسيان؛ ركام الرجل صفر؛ لعبة الفوضى الكونية؛ مشاهد جانبية للسيد الحرب).

ومؤخرًا، احتفى بكتاب سردي جديد له حمل عنوان: المصغرات (روايات لا تطير).

هنا حوار معه:

(*) لنبدأ الحديث من كتابك الصادر حديثًا "روايات لا تطير" (جدار للثقافة والنشر- الإسكندرية، 2024). تطلق على الكتاب تصنيف المصغرات... ما الذي يحتويه الكتاب وما هي المصغرات؟

المصغرات يمكن أن نطلق عليه أنه جنس أدبي يمكن أن يضاف إلى المتعارف عليه حاليًا من الأجناس الأدبية التي تعتمد على الهيمنة الكاملة للمؤلف على كتابة النص، وتترك للقراء والنقاد قراءة النص والتغلغل داخله، وهنا في المصغرات يتحول القارئ إلى شريك أساسي في صياغة النص ودوره لا يقل عن دور المؤلف، وربما نستطيع القول إن الدور الأساسي هو للقارئ الذي يصيغ النص بصورته الكاملة. فالمصغرات تحوي على مقطع من الرواية كافتتاحية تحدد الشكل الذي ستكون عليه الرواية (اللغة- الأسلوب- ضمير الراوي)، والجزء الثاني عبارة عن هامش بفكرة الرواية وعدد صفحاتها، وبهذا يتم إعطاء القارئ ملمح عن لغة النص وضمير السرد، وكذلك حجم الرواية، والأحداث التي تجري داخل الرواية؛ وعلى القارئ في ضوء ما سبق تخيل الرواية بشكلها الكامل كأنه يشارك في صياغتها، فيُكمل الرواية بحسب خلفيته وثقافته وميوله لتظهر في ذهنه بشكل رواية مكتملة، وبهذا تتشكل الرواية بحسب مخيلة القارئ وتفضيلاته، بمعنى أن كل قارئ يكتب الرواية بالطريقة التي يرغب بها.

(*) بهذا، هل تروّج لموت المؤلف كما يروّج له في بعض نظريات المسرح الحديثة؟

أنا لا أروّج لموت أحد لا المؤلف ولا القارئ أو حتى الناقد، أنا أدعو للمشاركة في خلق النص، عالمنا أصبح في حاجة إلى أنماط جديدة تتناسب مع التقدم التكنولوجي والبحثي سواء العلمي أو الاجتماعي، نحن الآن نقضي مع أجهزة الهاتف والكمبيوتر أكثر مما نقضي مع عائلاتنا وأصدقائنا، ويمكن القول إننا نؤسس لشكل جديد من التوحد بالآلة، ومع تطور الذكاء الاصطناعي قد تأتي مرة نستغني فيها تمامًا عن الآخرين. ولمواكبة هذا علينا زيادة الروابط بين بعضنا البعض، وخلق فرص وظروف للتشارك معًا، والمصغرات جزء من هذا.



"التوحد مع الآلة"...

(*) ألا يبدو هذا الأمر خياليًا أكثر من اللازم، مسألة التوحد التام مع الآلة؟

ربما، نحن نتحدث عن المستقبل، لكن لو تأملنا كيف كانت الإنسانية قبل ثلاثين عامًا وكيف هي الآن، سنجد إجابة مرعبة لما سيكون عليه المستقبل.

(*) هل تعتقد أن المصغرات ستجد قبولًا ما ويتم التعامل معها كجنس أدبي جديد؟

بشكل عام كل فكرة جديدة تحتاج لأن تثبت نفسها ليقبل الآخرون بها، الجديد مرفوض غريزيًا في كل المجالات، حتى أن الشعر والمسرح والقصة والرواية أخذت الكثير من الوقت حتى ترسخت وأخذت شكلها وأزاحت الأشكال الأولى كالحكايات والمقامات وغيرها، وحتى ضمن شكلها هناك محاولات في تجديدها، وهناك العديد من المدارس الأدبية التي ظهرت خلال القرنين الماضيين وكذلك هناك اتجاهات جديدة تظهر بين الحين والآخر في كتابة الشكل الشعري والسردي والمسرحي، وهكذا هنالك دائمًا جديد، فالإنسان يتوق لمغادرة المألوف لكنه في حاجة دائمًا إلى من يقوده إلى الجديد، صحيح أنه يتخوف في البداية ويتردد في قبوله، لكنه يتقبل ما يعتقد أنه جيد.  

(*) بين ست روايات منجزة منذ "رواية السيد م"، وحتى "نبراس قمر"، أين تجد نفسك؟

نحن نجري على الأوراق ولا نعرف إلى أين وماذا نريد تحديدًا! نكتب ونلقي الأوراق في وجوه القراء والنقاد ونحن نأمل أن يبصروها ويحتفلوا بها، لكن البعض يرى والبعض لا يرى. وأنا ضمن السياق، لم أصل إلى نقطة تميزني عن الكتاب الآخرين، وأنتظر أن يتم قراءة ما كتبته وما أكتبه حاليًا.

(*) هذا يقودنا للسؤال عن الرواية اليمنية عمومًا. هل نحن أمام مشهد روائي فعلي وما الذي تحقق لهذا الفن السردي اليمني؟

الرواية فن عميق، ربما هذه العبارة تحدد ماهية الصعوبات التي تواجه الحكم على الكتابات التي يتم إصدارها تحت مسمى (روايات)، الرواية غوص في الإنساني سواء كوجود خارجي مهيمن على باقي الكائنات على هذه الأرض، وكوجود داخلي وصراع بين قيم الحق والعدل والجمال وبين الرغبة بالاستئثار بكل شيء حتى ولو تطلب هذا تدمير العالم بأكمله، معضلة الرواية هي كيف نضع هذا على الأوراق، ومن استطاع هذا تجد أن روايته لا تزال مقروءة ومطلوبة رغم مرور قرون على إصدارها. والعالم المعاصر عنده هوس بالرواية، فأكثر الكتب مبيعًا هي الرواية، وتفضيلات الناشرين الأولى هي الرواية، وهذا يضغط أكثر عليها، ويجعل الكثيرين ينضمّون لطابور كتابتها، ونحن في اليمن جزء من هذا الهوس، فإذا طالعنا ببليوغرافية الرواية اليمنية منذ بداية صدور أول رواية قبل ما يقارب المائة عام، سنجد أنه طوال سبعين عامًا بعد إصدار الرواية الأولى صدرت أقل من مائة رواية، لكن في العام المنصرم فقط صدرت أكثر من مائة رواية سواء في طبعات لناشرين أو إصدارات خاصة بالمؤلفين. وأغلب الإصدارات هي لمؤلفين شباب بعضهم لديه أكثر من رواية! هذا الكمّ بحاجة إلى غربلة وليس للحذف والإقصاء، غربلة لتمييز الكتّاب وتحديد أيهم في حاجة إلى توعية بفن كتابة الرواية ليصححوا مسارهم. هنالك طبعًا كتاب يمنيون وصلوا إلى مراتب جيدة ضمن تصنيف كتابة الرواية العربية، ولهم حضور جيد وتمت ترجمة أعمالهم إلى اللغات الأخرى، لكن يظل عددهم محدودًا، وتجربتهم فردية قائمة على جهودهم فقط. في المقابل، الرواية اليمنية في حاجة لأن يوضع لها إطار أولًا، إطار محدد لشكلها وما الذي يمكن أن يميزها عن التجارب الروائية العربية، سواء خصوصية الموضوع أو طريقة التناول والشكل الفني، كذلك حصولها على الدعم الحكومي أو الخاص سواء الدعم المادي أو المعنوي، بما يساهم في تأهيل كتّاب الرواية معرفيًا ونفسيًا للانشغال بعد ذلك على الكتابة الروائية. أضف إلى ذلك، أنه لا يوجد جيل روائي سابق في اليمن، فكل من يكتب الرواية هم جيل واحد ممتد منذ أول رواية وحتى الآن، ورغم مرور ما يقارب المائة عام لم يتشكل جيل روائي ذو ملامح ورؤية واضحة في الكتابة الروائية. هنالك طفرات وتجارب جيدة لكنها لا تشكل أساسًا يمكن للروائيين الجدد أن ينهلوا منه ويستندون عليه في تشكيل منجزهم كما في تجارب الأجيال الروائية في العالم العربي.


(*) لكن ألا يجب الأخذ في الاعتبار الظروف القائمة في اليمن، والحقبات المضطربة التي تتوالى واحدة بعد أخرى طوال المائة عام الأخيرة، والتي فتتت أي شكل من أشكال الاستقرار؟

لا شيء سيء بالمطلق، عدم الاستقرار هو أرض خصبة لكتابة الرواية، أيضًا أنا لا أُحمل من يحاولون كتابة الرواية مسؤولية عدم بروز الرواية اليمنية عربيًا وعالميًا، أنا أقول إن كتابة الرواية في اليمن تحتاج إلى جهد مضاعف مقارنة بكتابة الرواية في مكان آخر، على الروائي أن يتجاوز كل هذا، وأن يدرك أن عليه بناء نفسه معرفيًا، وأن يضاعف جهده ولا يستسهل الكتابة الروائية، وأن يعرف أن تشجيع الآخرين لما يكتبه لا يعني أن كتابته جيدة. والأهم بالنسبة للرواية اليمنية هو أن يتشكل جيل يمكنه وضع أساس للجيل التالي من كتّاب الرواية اليمنية. 

(*) تُخصَّص جوائز للرواية بشكل لافت، وكنت وصلت للقائمة القصيرة في جائزة حمد بن راشد.. برأيك ما الذي تضيفه الجائزة للكاتب والمبدع عمومًا؟

الجوائز هي نوع من الرد على إنجاز المبدعين، والجوائز ليست مادية فقط، فهنالك جوائز القراء الذين يتهافتون على اقتناء الإصدار الجديد للكاتب، ويتساءلون عن موعد الإصدار القادم. هنالك جوائز لا تقدر بثمن يحصل عليها الكاتب من نظرات الامتنان في عيون القراء. والجوائز المادية في ظروف العصر الحالي أصبحت مهمة جدًا، فثمة جوائز قيمتها المادية تساعد من يحصل عليها على التفرغ للكتابة، وبجانب الفائدة المالية التي يحصل عليها الفائزون بها، هي تدفع بعدد من الكتّاب لإنجاز كتابتهم وفق الموعد النهائي لموعد تسليم الأعمال للجائزة، فهي تعطيهم حافزًا للانشغال بكتابتهم وإنجازها في وقت محدد. ورغم كل اللغط الذي يدور حول الجوائز وكيفية منحها تظل استمراريتها أفضل بكثير من اختفائها، وهناك رأي يقول إن كل المشاركين في المسابقات يفوزون بشيء ما، فهناك من يحصل على الجائزة المعلنة، ومن تبقى لديه روايته أو قصته أو قصيدته التي ساعدته الجائزة على إنهائها.  


عزلة ثقافية!

(*) لنعد إلى أحوال الثقافة والمثقفين في اليمن في هذه السنوات العجاف.. كيف نوصِّف هذا المشهد وهل نالت منه الحرب؟

هذه الحرب لم تبق شيئًا دون أن تفتته. حتى الذاكرة القديمة، واليومية، لم تعد كما هي. شعور يتجاوز الفقد والعبث إلى شعور بالتلاشي، والفتات الذي كنا نستقبله من المشهد الثقافي في الفترات السابقة على الحرب أصبح بعيد المنال حتى أن نصل إلى عشرة في المائة منه. نحن في اليمن معزولون ثقافيًا عن المحيط بنا، الكتب والمجلات والصحف العربية والأجنبية لم تعد تدخل اليمن منذ ما يقارب العشر سنوات. توقفت الإصدارات المحلية، وتحولت مكاتب الآلات الخاصة بتصوير المستندات إلى دور نشر يقصدها الأدباء لطباعة بضع نسخ من أعمالهم، وفي أحسن الأوضاع طباعة مائة نسخة، ولولا الإنترنت لكنا عدنا ثقافيًا إلى العصر الحجري. أما عن الوضع المعيشي فنحن في العصر الحجري فعلًا، فبالكاد نستطيع تدبير حياتنا اليومية، وأصبح شراء الأوراق والأقلام للكتابة ترفًا لا يقدر عليه إلا القلة، والكثير أصبح يتعامل مع الهواتف والكمبيوترات للكتابة، وهناك مقولة تقول إن "المعاناة تخلق الإبداع" ولكنها في ظروف هذه الحرب خنقت الكثير من الإبداع.

(*) أربع مجموعات قصصية هي حصيلة ما أصدرته قصصيًا. هل تسحبك الرواية رويدًا إلى عوالمها، وكيف هو راهن المشهد القصصي اليمني وما جديده؟

بداية أنا أكتب القصة والرواية والنص المسرحي بنفس التوازي منذ البداية، فأنا لم أنسحب من القصة إلى الرواية، فهما ضمن الإطار الذي أشتغل عليه، وسبب زيادة إصدارتي الروائية عن القصصية لأن الرواية مطلوبة أكثر، كذلك اشتغالاتي القصصية متداخلة، فمثلًا مجموعاتي القصصية الثلاث "رنين المطر؛ رجل القش؛ راء البحر" هي ضمن إطار مشروع واحد تحت عنوان (ثلاثية راء) وهذا الاشتغال يأخذ الكثير من الوقت في التنظيم والترتيب والكتابة أيضًا، كذلك أحاول كتابة القصة بطريقة مغايرة. حاليًا أنا في صدد التجهيز لمجموعتي القصصية الخامسة. أما بالنسبة للمشهد القصصي اليمني، فهو أفضل قليلًا من مشهد الرواية ربما بسبب صفات القصة القصيرة، واعتمادها على الجانب الأحادي والفكرة المحدودة، فهي تشبه الضربة الواحدة التي تنهي كل شيء، بخلاف الرواية التي تحتاج إلى ضربات كثيرة. لكن تظل مشكلة الأجيال قائمة أيضًا في كتابة القصة في اليمن. نفتقد للأجيال الذين يوفرون بخلاصة تجاربهم الكثير على الأجيال الجديدة.  

(*) نتحدث أيضًا عن ست مسرحيات منذ "النسيان" وحتى "للمؤلف ذاكرة أخرى". ما الذي يؤرق سمير عبد الفتاح في اشتغاله على نصوص مسرحية في بلد يكون المسرح آخر ما يُفكَّر فيه؟

يبدو أنني أنحاز دائمًا إلى الجانب الآخر من النهر، لكن على أحد ما أن يقوم بالكتابة وفق الأشكال المختلفة، يجب كذلك أن نبتكر أدبنا الجديد، فضاء المسرح يبدو محدودًا. المكان والزمان يعيقان الكاتب والممثل والمخرج ويحجزان الجميع في منطقة ضيقة حيث مطلوب منهم القيام بكل شيء فيها، لكن في المقابل يمنحهم هذا فرصة التواصل المباشر مع الجمهور، يمنحهم فرصة الحصول على تفاعل الجمهور لحظة بلحظة. ورغم جمود المسرح في اليمن وعدم الاهتمام به من قبل الجميع، يظل هنالك أمل في بقعة ضوء، ولهذا لا أزال أتناسى مع كل نص أكتبه أنه لن يرى النور على خشبة المسرح اليمني، وأحلم أن أجد أحد نصوصي على الخشبة سواء داخل اليمن أو خارجه.  

(*) لك تجربة مهمة كمدرب في مجال الكتابة (كتابة القصة - كتابة النص المسرحي - كتابة السيناريو - ورش فردية لكتابة الرواية). حدثنا عن هذه التفاعلات في المشهد اليمني؟ وثمة سؤال يتكرر دومًا: ورش الكتابة هل تصنع كتابًا؟

بالنسبة إلي، أنا أرى إلى ورش الكتابة مثل ما يرى الآخرون إلى تعليم اللغات، فأنا أعتقد أن كتابة القصة والرواية والنص المسرحي والسيناريو هو شكل من أشكال اللغة لها أبجدياتها وإطارات تحكمها، لهذا أتعامل مع المتدربين كأنني أعلمهم لغة أخرى، أنطلق من الأساس وهو رغبتنا وحاجتنا للتعبير عن أنفسنا، ومن ثم أغوص معهم في أبجدية كل فن كتابي وكيف يمكننا استخدامها للتعبير عما نريد بشكل قصصي أو روائي أو مسرحي أو سيناريو، فكل مجال له قواعده المتعارف عليها وطريقة في الكتابة، فالسرد يختلف عن الشكل المسرحي عن شكل السيناريو. أما سؤالك: هل تصنع ورش الكتابة كتابًا؟، فأنا أفترض دائمًا أن كل إنسان قادر على أن يكون كاتبًا إذا ما امتلك الأدوات وأدرك كيف يستخدمها، مثله مثل الصياد أو الحداد أو الصانع، طبعًا هنالك فروقات بين صانع وآخر، لكن في المحصلة النهائية الموهبة والقدرة الداخلية هي أشياء لا يمكن قياسها أو معرفتها أو حتى كيفية تشكلها داخل الإنسان ولا كيف يفقدها فيما بعد! لكن في الورش أنت ترمي بالورقة ومن يستطيع الإمساك بها سيكتب عليها، ومهمتنا كمدربين في عالم الكتابة هي إيقاظ ما يمكن إيقاظه والباقي على المتدرب. ومن خلال الورشات التي قمتُ بها، ثمة متدربون انتبهوا إلى القوة التي تمنحها الكتابة، وشعروا أنهم كانوا في حاجة إلى من يفتح لهم الباب ويخبرهم عن كيفية البداية للدخول إلى عالم الكتابة. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.