لست غريبةً في بريكستون- حي الأفارقة والجنوبيين
أنا جنوبيةٌ أيضاً
لدينا نفس الضحكات المبللة
وأمزجةٌ كالبراري الوعرة
شعري أجعدُ مثلهم
أحمله دغلاً صغيراً فوق رأسي
طلاء أظافري مكشوط
خاتمي يغطي نصفَ إصبعي الأوسط
الإصبع الذي يشهره الجنوبيون في وجه العالم
مكتفين به كنصر شبِه أوحد
لست غريبةً بين باعة السمك والدجاج والفواكه الاستوائية
لست غريبة وأنا أشرب العصير المغشوش بالسكر والمنكهات.
في بريكستون السماء اللندنية نفسها
لكن الوجوهَ حارةٌ
والقبعاتِ أقواسُ قزحٍ
في بريكستون أجلس بقرب الرفاق
كسربٍ من البط الأسود
أفكر على الاغلب مثلهم
بما ظننت أنني تركته خلفي ونجوت
حقيبتي معلقة بحرص في رقبتي
على كتفي ملتفةٌ كالهمّ
فلو خطر لأحدهم أن يستعيرَ شيئا
لن يستأذنَ
مفضلاً ألا يفسد الود بالشكليات
وبحميمية من يسكب من طبخه للجيران
سيتمهل بالمقابل وهو ينفث دخان لفافة الماريوانا
أقرب ما يكون إلى أنفي
وحين تدور النادلة توزع ما في صينيتها على زبائن الرصيف
بجسد وفير مهتز
ونزق خفيف في عيني قطيفةِ حنان
تترك في الأصقاع ألفةً
كأن بيتاً بعائلة ممتدة من الجدين إلى الأحفاد
يتجوّل على ساقين
في بريكستون
برد
وتمطر أيضاً
لكن العازف الكاريبي
يدغدغ بطن غيتاره الآن.