}

لست ساحرة

ندى منزلجي 9 سبتمبر 2020
شعر لست ساحرة
لوحة للرسام الإيطالي أوجينيو دي بلاس (1843ـ1932)

لستُ ساحرة لتكونَ المِحرقةُ نصيبي 

لم أعرفْ أكثرَ ممّا ينبغي لي 

حينَ رأتني الحكمة، قالتها بوضوح: 

أنتِ من طريق، وأنا من آخر.. 

فالتزمت حدودي، وابتعدت

لم يجدْ بي شيطانٌ عظيمٌ ما يغري بضمّي إلى مريديه

فررتُ من اليقينِ كما لو كانَ حقلَ شوكٍ

ومرارًا كادَ الشكُ أن يصرَعني

 

*

 

لستُ صائمة عن الكلامِ

أنا صخرة مُصْمتة

أجثمُ بين الناس وأتظاهر بأنني أشاركهم هواءهم 

الأصدقاء الموهوبون في التشكي

ينصتون جيدًا إلى أن ينتهي الصدى من ترداد رجع كلماتهم

ثم ينصرفون تاركين الصخورَ تتدبرُ أمرَ وحشتها..

 

*

 

بتُّ أصدِّقُ أنني أداة غريبة

اتخذها هندي أحمر تميمة له

عثرَ عليّ ملقاة على كنبة جلدية طويلة 

في بيتٍ مهجورٍ 

مشرعِ الأبوابِ 

أمام دوابِ الأرض 

من أين جاء ابن الشعب الذي اتفق العالمُ على أن لا حاجة له؟ 

لماذا اختار تميمته من شعب آخر اتفق العالمُ على أن لا حاجة له؟ 

تركَ مكاني ريشة ملونة

جميلة وميتة

مثلَ مآلِ المرأة التي كنتُها في ذاكرة رجلٍ أحببُتُه

وآثرَ الهِجران..  

 

*

 

البيوت عادة لا تبكي حين يدفنُها سكانُها حية ويختفون

شيئًا فشيئًا يخبو أنينُها المكتوم

ولحظةَ يكتملُ اختناقُ ذكرياتِها  

تنتهي 

 

*

 

لست قاسية 

إنه السأمُ الذي يربطُ لساني

يحرقُ عشبَ قلبي 

لا أعرفُ كيف أهدهدني 

فتكفُّ الرعشةُ عن قصفِ ظهري! 

 

*

 

ليسَ السأمُ عِلّةَ الفراغِ إذًا

والمساميرَ الناتئة في كراسي المترفين!!  

وإلا لماذا ينهشُ ثوبي مثلَ كلبِ الغريب؟ 

مثلَ كلبِ العدو الذي طرحني أرضًا

 وأنشب أنيابه في مكمنِ ضعفي؟

 

السأمُ... 

كلبي أنا

 كلبي 

الأجربُ العَقورُ

يلازمني 

يتمسّحُ بساقيّ

تصيبني قروحُه

ولا أهشُهُ عنّي 

 

لا.. 

.. 

بل

السأمُ يومئ إليّ

فأتبعُهُ بعينين ذليلتين

حيثما ذهبَ 

كما يتبعُ الكلبُ صاحبَهُ.

 

(سورية)

قصائد اخرى للشاعر

شعر
9 سبتمبر 2020
يوميات
3 سبتمبر 2018
شعر
2 مارس 2017

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.