كلّ شيء قابل للاحتمال
كأن تهتف بشقاوة
لعبور فكرة خفيفة
تُبددّ الفراغ في ركنك القصيّ
بين الأجسام الفارهة
في ملهى ليليّ
أو يطوّقك عبق ملتمع في العينين
تتبعه هزّة عاطفية
تأسر ذراعيك
في عناقٍ طفوليٍّ
يُحصّن أيامك الموعودة بحلم غابر
والجموع منبطحة
مُثارة بلطمة الأجساد
وسرّ الشمع المجروح بكذبة....
كلّ شيء قابل للاحتمال
حين تنمو أزهار الأوركيد بين رفوف باهتة
في غرفة ثملة طوال الليل
تودعُ مراتع الضوء
عبر شقوق القلب
فتصنع عُرفك الراهن
كحديقة منحدرة ببطء على خديّك
تجوس بما تناثر منك
على حدود كوستاريكا..
كلّ شيء قابل للاحتمال
لا يشرح هطول دخان أبيض
على ملامحك المتهالكة
فتصطدم بطيفك فوق حائط منسيّ
وأنت ترسم ابتسامة واهنة
تلملم عُري وجهك المتجهّم
ونفور شموسك الواطئة
ثم تبلّل ريشك المحترق
دون أن يهتزّ للمقيمين فيك شعرة..
لكن خاب ظنّ الحقيقة
حين نهضتَ من غيبتك الطويلة
لتتأرجح فوق حبل الاحتمالات
فيحرضّك (الكوازال) المتلألئ
على تأبّط السحاب المستفزّ
المطلّ على البحر الكاريبي
وأجنحتك تضجّ تواريخًا مغتربةً
في نفخة الرّيحِ..
*شاعرة تونسية.