}

حرب

سونيا الفرجاني 11 ديسمبر 2023
شعر حرب
(أسامة الطرودي)

البعوضة التي تركت تورّمًا في معصمي
تعرف أنّك حزين،
نامت معنا البارحة،
في الغرفة نفسها،
والليلة أيضًا تنام معنا.
لم أبذل جهدًا لقتلها،
لا بدّ من شاهد ينصفني، أو يتذكّر معي تفاصيل هذه الحرب.
تسلّلتْ أصوات الموتى إلى سريرنا
كنت حزينًا ومنهكًا
وكانت يدك الهادئة تضغط على كتفي وسط الليل.
أحلامك عن الطائرات والقصف
تثقل اللحاف
خوفك من سقوط الأشجار في فلسطين
يجعل محصول القمح الأول في حديقتنا مهملًا.
سأكلّف جارتنا الطيبة
بجمعه،
وسأهتمّ معك بجمع الأخبار والشظايا.
تنفسّْتَ بصعوبة البارحة
حين كنتُ أقبّلك 
بجانب غابة البلوط.
كان الصياد المترف، يعبر بحذر
حين رآنا متعانقين
فهرب منه الأرنب الجريح
ودخل خارطة الشرق.
البعوضة المتواجدة في المكان نفسه
لم تعد وحيدة،
باضت في عرَقك على طاولة الليل
وتزاوجت مع بيضها.
سيلسع البعوض غزة 
في نومك.
لم أستطع أن أقتله،
خفتُ على الأجساد التي التصق فيها ليلسعها
خفت من قوّتي في رفع يدي وخفضها
خفت عليك أيضًا
من فيضان قلبي
ومن أكيال القمح التي صارت أمام الباب جاهزة للطحن.
لا تحمل الحبوب على ظهرك في الصباح،
قد أقتل البعوض، وسأحمل الأكياس معك.
سأُبقي على الشاهدة الأولى فقط
سأحنّطها
وسنطحن المحصول بيدينا 
أمام جثتها، الملتصقة بالجدار.
الحبوب، مبعثرة
كالندوب
والشهداء القتلى مبعثرون.
أنت حزين،
لأنّ الأشجار سقطت في جنين.
وأنا حزينة مع فلسطين.
لا تنم...
علينا أن نلحق بالأرنب الجريح
وبالسلحفاة الكبيرة
سأفقأ عين الصّياد بدمّل معصمي
وسأبيع الأساور
أعدك سأبيعها
لنشتري خارطة واضحة.


*شاعرة تونسية.

قصائد اخرى للشاعر

شعر
11 ديسمبر 2023
شعر
20 يونيو 2023
شعر
21 مارس 2022

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.