أنظر إلى نفسي إلى المرآة،
وأنادي نفسي كما كنتِ تناديني،
أضاعِف نفسي لنفسَيْن: واحدةُ أنا، وواحدة أنتِ.
أخلق حوارًا بين النفسين، وأتغلّبُ على غيابك بالتضاعف.
تغيّرت علاقتي مع الأمكنة،
ضفتا النهر الذي ارتكبنا عنده أوّل قبلة، التقيتا، كغيمة التأمت من جرح البرق.
وكل قبلة صغيرة من فمك، صارت هاوية في جسدي.
كل أثر لمسة منك، تصبح في غيابك جرحًا نازفًا.
في غيابك، ولشدّة ما أنا وحيد، أكاد أسمعُ هزيز دمي في الأوردة.
أجمع شعرك المتساقط في بيتي، وأقيسُ طول كل شذرة، وأصفّهم على الطاولة كمن يحل لغزًا مستحيلًا.
مولعٌ أنا بتفاصيلك، انحيازكُ إلى الـ"هنا والآن"،
وكيف تتحركين في الفراغ، وتبتعدين عن الضجّة.
حاسَّتي دقيقةٌ لعدم ارتياحك، كدقة حاسّة الكلب للزلزال.
وأنا الذي حتّى يعدُّ أنفاسكِ لما أراقبك وكيف تغرقين في النوم.
قلقةٌ أنتِ من فجوة المعنى بسبب اختلاف اللغات.
تخافين من ضياع ما بداخلك بسبب الترجمة الداخلية،
وكأنّ ثمّة هاوية لا يمكن ردمها بيننا،
ونسيتِ أن أوّل قبلة كانت على جسر.