}

موقع المثقف الفلسطيني في الحركة الوطنية (1/2)

عبد القادر ياسين عبد القادر ياسين 17 أكتوبر 2020
آراء موقع المثقف الفلسطيني في الحركة الوطنية (1/2)
المقاومة الفلسطينية

جاء حين من الدهر لم يكن المثقفون في فلسطين شيئًا مذكورًا. لكنهم حين اكتسبوا قوامهم، وأسهموا في الحركة الوطنية الفلسطينية، فإنهم ظُلموا ثلاثًا:
أولًا، تعامل بعضنا معهم وكأنهم كلٌ واحد، متجانس، بمثابة طبقة اجتماعية، أو قوة سياسية؛
ثانيًا، ثمة من أصدر حُكمًا جائرًا على المثقفين العرب الفلسطينيين، واعتبرهم الوتر المتراخي في الحركة الوطنية؛
وثالثًا، فإلى من حمَّلهم كل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع الأمة، دون أن يُنسب إلى أولئك المثقفين أي من النجاحات، أو الإنجازات القليلة، التي تمت في بلادنا.
تُعنى هذه الدراسة بتكثيف مواقف المثقفين العرب الفلسطينيين في الحركة الوطنية الفلسطينية، منذ كانت، مع احتلالها من قبل القوات البريطانية (1918)، وحتى "اتفاق أوسلو" (1993).


خلفية تاريخية
لعل من الحكمة أن نبدأ بتعريف المصطلح، حسب المَثَل الصيني الشهير، ونحن هنا أمام مصطلحيْ "الثقافة والمثقف الفلسطيني"، و"اتفاق أوسلو" (1993).


أولاً: في المثقف
ثمة مصطلحان مراوغان، وهما مثار جدل وخلاف. وهذان المصطلحان هما الثقافة، والمثقف.
نبدأ بالمثقف؛ فلغويًا، ثقَّف الرمح، سدَّده ووجَّهه. وثقَّف الشجرة هذَّبها، ونسَّقها. وتثقَّف، أي تعلَّم، وتهذَب. ويُقال: فلان تثقَّف على فلان، وتثقَّف في مدرسة كذا. والثقافة هي العلوم، والمعارف، والفنون، التي يُطلب العلم بها، والحذق فيها (1).
الثقافة بالإنكليزية Culture، وكأنها مشتقة من الزراعة Agriculture. وقد عرَّف ابن خلدون الثقافة بأنها الإلمام الحسن بكل ما يتعلق بمجال ما، فكرًا وتطبيقًا (2). بينما رآها عالم إنكليزي ذاك المركَّب من المعرفة، والمعتقدات، والفن، والأخلاق، والقانون، والأعراف، والتقاليد (3)؛ وجماع ما يختزنه المرء المعني من هذا كله. وعرَّفت موسوعة إنكليزية شهيرة الثقافة بأنها تهذيب الذوْق، وأساليب التعامل، وتنمية العقل، بالتعليم، والتدريب على التفكير السليم (4). ورأى عالم اجتماع أميركي شهير في الثقافة، ما اكتُسب بالتعلُّم، بما يوفِّر الخبرة، ويُرشِّد الإنسان، حتى يتكيَّف مع نفسه، ومع الآخرين، وبالتالي، فالثقافة هي نتاج التفاعل الاجتماعي، وهي التي تحدِّد أنظمة الفعل الاجتماعي (5). أما مفكر يساري إيطالي مرموق، فنحت مصطلح "المثقف العضوي" (6)؛ الملتزم بقضايا شعبه ووطنه، دون مَن يلوذ ببرجه العاجي.
تحت تأثير القوى المنتجة، وانتهاء نمط إنتاجي، تُفرز كل طبقة اجتماعية مثقفيها، ليمثلوها، وينظِّمون للطبقة وظيفتها الاقتصادية (7). وفي صلب وظيفة المثقفين، ثمة مهمة حشد أصحاب المصلحة في التغيير.
أما عناصر الإنتلجنسيا، فينحصرون في حَمَلة الشهادات العليا، إنهم المثقفون النقديون، وهم نخبويون، محدودو العدد، ويفتقرون إلى التجانس. والإنتلجنسيا ظاهرة لصيقة برأسمالية الأطراف. وحسب عالم اجتماع ألماني شهير، فإن الإنتلجنسيا تشخِّص، وتحلِّل، وتقوِّم، وتستشرف المستقبل، بعد أن تُقلِّب شتى البدائل، والاحتمالات (8).
مع هذا كله، يبقى التحصيل العلمي، والكدح الذهني، السمتين الأساسيتين للمثقفين.



منبت المثقف العربي الفلسطيني
عجز المثقفون الفلسطينيون عن الإفلات من التشوُّه، الذي أصاب الطبقات العربية الفلسطينية، على مدى عقود من الاحتلالات المتتالية، وإن أهَّلهم موقعهم الطبقي الوسيط للتعبير عن الطموحات الوطنية، وتسنُّم مواقع القيادة السياسية (9).
مع ذلك، ثمة ازدواجية المثقف، وتوزًّعه بين الأصالة والحداثة، بين الشعب والحاكم، بين الطبقة التي تحدَّر منها المثقف، وبين الوظيفة التي يشغلها، أو التي تنتظره (10).
على أن ثمة فئة ديمقراطية من المثقفين، تنغمس في النضال السياسي والاجتماعي.
يتولى المثقفون مهمة نقل الثقافة الوطنية من جيل إلى جيل، ويُسهمون في بلورة قيم ثقافية جديدة، دون أن يمنع هذا بعضهم من الانحراف السياسي.
يضرب المثقف العربي الفلسطيني بجذوره عميقًا في التاريخ. فقد كان رجال الدين مثقفين، بامتياز. وقد أخذت العلوم الدينية تتمايز عن العلوم العقلية، ابتداءً من القرن الثامن الميلادي، وإن وُضعت العلوم الثانية تحت رقابة الأولى. على أن الساحة الثقافية انحرفت، مع الإعلان الرسمي للمذاهب السُنيَّة. وانتصر نمطان من العلماء؛ الفقيه الناقل، والشيخ أو المرابط، ما ضرب سياجًا دوغمائيًا محكمًا من حول المجتمع. واختُزلت مهمة المثقف في مجرد التعرُّف على الشيء، لا المعرفة الحقيقية به. وانتهى العلماء إلى تغليب دولة الأمر الواقع على دولة الحق والقانون (11).
في القرن التاسع عشر، ظهر في وطننا العربي المثقفون النقديون، الذين درسوا في الغرب، لكنهم ظلوا محدودي العدد، مع افتقارهم إلى سند طبق؛ فاستجدت مماحكات جدالية، بين رجال الدين، والمثقفين الليبراليين، وإن ظلت الطبقات الشعبية – التي نهشتها الأُميَّة – بعيدًا عن هذه المماحكات (12).
يعود ظهور المثقفين العرب الفلسطينيين، إلى نصف القرن الأخير من الحكم العثماني لولاية سورية (القرن التاسع عشر). هنا انحصر المنهل الأساسي في التراث: من أساطير، وتقاليد، وأمثال، وأعراف، وأهازيج، بمسحة دينية إسلامية، ضاربة بجذورها إلى حضارات ما قبل الإسلام (السومرية، والبابلية، أساسًا). وقد تعزز دور الدين الإسلامي، مع تحوُّل المسجد الأقصى في القدس إلى منارة للإشعاع العلمي. وإن أخذ عدد المدارس في فلسطين يتناقص، بالتدريج ناهيك عن تراجع نوعية التعليم، وإدارته (13).
لقد تركت النهضة الثقافية العربية أواخر القرن الثامن عشر، بصمتها على الشباب العربي الفلسطيني؛ ومع بداية القرن العشرين ظهر مؤرخون أمثال: محمد رفيق التميمي، وعارف العارف، ونجيب عازوري. كما انخرط الشباب في "الثورة العربية الكبرى" بقيادة شريف مكة، الحسين بن علي (1916) (14). وفي السنوات الأخيرة من الحكم العثماني لفلسطين، تقدَّم المثقفون العرب الفلسطينيون الصفوف، في مجابهة الاستيطان الصهيوني، من فوق منبر البرلمان العثماني (المبعوثان)، كما أصدر كل من أحمد سامح الخالدي، نجيب نصَّار، كتابًا، كشفا فيه حقيقة الأطماع الصهيونية في فلسطين، عدا مقالات في السياق نفسه، نشرتها صحيفتا "فلسطين"، و"الكرمل".
أما المثقف الجديد، فظهر في مرحلة الاستعمار الغربي، ما خلق علاقة تلازم بين نشأة المثقفين والتبعية، ما يُسلِّمنا إلى مرحلة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1918 – 1948).


ثانيًا: في مواجهة الاحتلال البريطاني
استكملت القوات البريطانية احتلال فلسطين، وسلختها عن الجسم السوري (أيلول/ سبتمبر 1918)، فأخذت حركة وطنية فلسطينية في التبلوُّر، مضطرة إلى الانفصال التام عن الحركة السورية الأم.
بسبب ضعف التعليم في العهد العثماني (1516-1918)، تواضع حجم المثقفين، ودورهم، الأمر الذي امتد، في عهد الانتداب البريطاني، وبشكل خاص في المرحلة الأولى من الحركة الوطنية (1918-1929). وحاولت الحركة الوطنية تعويض النقص الفادح في نظام التعليم الابتدائي، فأسست الحركة العديد من المدارس الأهلية، ونحو ثلاثين ناديًا ثقافيًا (15).
بإسهام ملحوظ من المثقفين، تأسست الأحزاب السياسية العربية الفلسطينية على مدى النصف الأول من ثلاثينيات القرن العشرين، وانعكس ذاك الإسهام على تركيب قيادات تلك الأحزاب (مجموع الأحزاب ستة، هي: "مؤتمر الشباب العربي"؛ "حزب الاستقلال العربي"؛ "حزب الكتلة الوطنية"؛ "حزب الدفاع الوطني"؛ "حزب الإصلاح"؛ و"الحزب العربي". بينما بقيت عضوية "الحزب الشيوعي" مفتوحة للعرب واليهود، على حد سواء، منذ كان هذا الحزب (1919)، وحتى انفصال أعضاء الحزب العرب، في تنظيمهم المستقل، الذي غدا وقفًا على العرب، منذ خريف 1943، وحمل اسم "عصبة التحرر الوطني").
قبل ظهور الأشكال الأدبية الحديثة - من قصة قصيرة، ورواية، ومسرحية - سادت في فلسطين القصائد الملحمية، وقصص الحب، والحواديت الشعبية، ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين أطلت القصة القصيرة والرواية برأسيْهما في فلسطين؛ وركَّزتا على الخطر الصهيوني، وأضرار الانتداب البريطاني، وسبقهما الشعر في هذيْن المجاليْن (16).
في المرحلة الثالثة من الحركة الوطنية (1940 -1948)، تدفقت دماء جديدة إلى تلك الحركة، وارتفع منسوب المثقفين، نسبيًا، في قيادات أحزابها.
نأتي إلى تركيب قيادة الحركة الوطنية؛ حيث شكَّل غير المتخصصين نحو ثلاثة أرباع حَمَلة الدرجات العلمية من أعضاء "اللجنة العربية العليا"، المؤسسة الجبهوية للأحزاب العربية الفلسطينية، التي تشكلت، في 25/4/1936، لقيادة ثورة 1936 الوطنية. وقد حصل 5 من أعضاء "اللجنة" الـ 12 على شهادات جامعية، وعلى بكالوريوس، وماجستير، ودكتوراه واحدة، على أنهم لم يكونوا، من الوجهة التعليمية، قياسًا تمثيليًا لمجتمعهم، الذي نهشته الأُمية (17).
حين تطفَّلت جامعة الدول العربية على الحركة الوطنية الفلسطينية، في حزيران/ يونيو 1946، في إعادة تشكيل "اللجنة"، فإن الجامعة بدأت بتغيير تركيب "اللجنة"، واسمها إلى "الهيئة العربية العليا"، ووضعت على رأسها الغائب الكبير، مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني. وكان "القانون" الأوسع انتشارًا بين أعضاء "الهيئة" الستة عشر، ممن حصلوا على تعليم عالٍ؛ حيث تخصَّص 9 منهم في "القانون"، وقفز الرقم إلى 11، بإضافة عضويْن آخريْن، حملا درجات علمية عليا في "القانون"، وميادين أُخرى (43% من المجموع)، وإن تدنَّت نسبة الجامعيين في "الهيئة"، ربما لأن اختيارهم جاء من قِبل "الجامعة"، التي أعطت الأولوية للمعيار السياسي (18).
من بين أعضاء "الهيئة"، شارك 13 (40.6%)، في تحرير الصحف والمجلات، وتأليف الكتب. خمسة منهم كتبوا بالإنكليزية، واثنان بالفرنسية. وقد تلقى سبعة أعضاء تعليمهم في الغرب. ونصف أعضاء "الهيئة" كتب في القومية العربية، والشؤون السياسية. وانتمى 28 للطبقة العليا (كبار الملاك)، مقابل 4 للفئات الوسطى، من عائلات مدينية، وبدرجة أقل ريفية، وبدوية. واحتفظ عدد من أعضاء "الهيئة" بالألقاب التركية القديمة؛ فحمل 6 "البكوية"، و4 "الأفندية"، واثنان "الباشوية" (19).
قبل أشهر معدودة من نهاية الانتداب، صحت الحركة الثقافية العربية الفلسطينية على ضرورة حصر النتاج الفكري والأدبي العربي في فلسطين، فعثرت على 612 كتابًا، عدا ما تاه، وهو غير قليل، وموجود في مكتبة "الجامعة العبرية"! وتوزعت الإصدارات على النحو التالي (20):

إبداع ودراسات أدبية، وتراث، وسيَر         171 كتابًا؛

صحة، وعلم نفس                             20 كتابًا؛

تاريخ، وصهيونية، وقومية عربية            101 كتاب؛

علوم سياسية، واقتصاد، وقانون              37 كتابًا؛

دين                                     104 كتاب؛

تعليم                                     173 كتابًا. 



ثالثا: من النكبة إلى النكسة
بتأثير نكبة 1948، تقوَّضت الأحزاب العربية الفلسطينية، ولم يبق منها سوى حزبها اليساري (عُصبة التحرر الوطني)، وسرعان ما استجد فرع لحزب البعث في الأردن، بضفتيْه (1949)، ثم في قطاع غزة (1955)؛ وفرع "حركة القوميين العرب" في الأردن (1952)، ثم في قطاع غزة (1958). ومع الارتفاع الملحوظ في التعليم، واندفاع الفلسطينيين في اتجاهه، جاءت بنية الأحزاب من الطلاب، وكانت النسبة الغالبة من قيادات تلك الأحزاب من المدرسين.
توزَّع المثقفون العضويون على الأحزاب الفلسطينية، (إخوان، وشيوعيون)، وعلى الفروع الفلسطينية للأحزاب القومية (البعث، والقوميين العرب). ونجحت هذه الأحزاب في إبقاء الكتلة البشرية الفلسطينية الرئيسية على تخوم فلسطين المحتلة؛ بإسقاط تلك الأحزاب "مشاريع التوطين والإسكان"، التي أفرزتها الإدارة الأميركية، خلال عام 1953؛ بغرض توطين اللاجئين الفلسطينيين، وطيْ قضيتهم الوطنية، مرة وإلى الأبد.



حضور المثقفين
فيما بين نكبة 1948 وهزيمة 1967، قادت الحركة اليسارية في قطاع غزة ("عصبة التحرر الوطني" ما بين 1948 و1952؛ و "الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة "، ما بين 1953 و1967)، تسعُ لجان قيادية؛ ضمت 3 جامعيين، و8 متروكيوليشن، و8 توجيهية وثانوية عامة، و3 سابع ابتدائي، وأميًا واحدًا (21).
أما "الإخوان"، فقد ترأس مركزها الإداري العام في قطاع غزة (شتاء 1950 – إلى خريف 1954) أزهري، قاضٍ شرعي، قبل أن يصبح رئيسًا لبلدية غزة؛ بينما نال عضوية المركز موظفان حكوميان متوسطان، وثلاثة مدرسين (22).
أما فرع "البعث" في قطاع غزة فقاده، ما بين العامين 1955-1960، اثنا عشر عضوًا، توزعوا على النحو التالي: خمسة نظَّار مدارس (ثلاثة حملوا التوجيهية، ورابع جامعي) وخمسة مدرسين (توجيهية)، وعضوان حملا المتريوكوليشن، وثلاثة مدراء مراكز في "وكالة الغوث"، حملوا المتريوكوليشن، أيضًا (23). وبعد احتدام الصراع بين "البعث" وعبد الناصر، أواخر 1959، طُرد 8 من قيادة شعبة "البعث" في قطاع غزة، بتهمة العمالة لأجهزة الأمن المصرية، وبقي 4 أعضاء في القيادة؛ أحدهم أزهري، والثلاثة الآخرون حصلوا على الثانوية العامة، وبقوا في مواقعهم حتى هزيمة 1967.
كما استُحدث في القطاع فرع لحركة القوميين العرب، مطلع العام 1958، وتولت قيادته لجنة خماسية، تصدَّرها ناظر مدرسة إعدادية للاجئين، ومعه أربعة مدرسين، ثلاثة حملوا "التوجيهية"، بينما نال الرابع ليسانس آداب من الجامعات المصرية. واستمرت هذه القيادة حتى آخر كانون الثاني/ يناير 1968، حين تلقى فرع الحركة ضربة قاصمة من الاحتلال الإسرائيلي (24).   
في الأردن قاد "العصبة" 6 أعضاء، ترأسهم عامل (رابع ابتدائي)، وساعده مساعد سائق قطار، نقابي عمالي (سابع ابتدائي)، بينما كان ثلاثة من حَمَلة "المتريوكوليشن"، والرابع (سابع ابتدائي). وفي أيار/ مايو 1951، اتحدت "العصبة" في الضفة الغربية مع الحلقات الماركسية في الضفة الشرقية؛ فكان "الحزب الشيوعي الأردني". وقد توالى على اللجنة المركزية للحزب، حتى نهاية القرن العشرين، وحده، 40 عضوًا، أحدهم رابع ابتدائي، وثلاثة سابع ابتدائي، و13 متريوكوليشن، و11 جامعيين. أما التسعة الباقون فشرق أردنيين (25).
بدأ فرع "البعث" في الأردن بقيادة، ضمَّت 11 عضوًا (26)؛ 8 منهم فلسطينيون (27)، بينهم 6 حصلوا على المتريوكوليشن، و2 على السابع الابتدائي.
أما "الحزب الوطني الاشتراكي"، فتشكلت قيادته من 19 عضوًا (28)، 6 منهم فلسطينيون (29)، وفي فلسطين المحتلة، اندمجت "العصبة" مع "الحزب الشيوعي الفلسطيني"، وشكلا "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" (تشرين الأول /أكتوبر 1948)، وغدا اثنان من قيادة "العصبة" عضوين في المكتب السياسي للحزب الجديد، وحمل كلاهما المتريوكوليشن، وهما توفيق طوبي وإميل حبيبي، وبينما اكتفى الأول بكتابة مقالات سياسية دون الكتب، فإن حبيبي كتب أيضًا روايات، وقصصًا قصيرة.


إحياء الكيان 
بعد النكبة ببضعة أشهر، تدفق آلاف الفلسطينيين إلى دول الخليج، بهدف العمل، وتوالت تحويلاتهم المالية إلى ذويهم في الضفة والقطاع، فتعافي الاقتصاد الفلسطيني، بعد مُضي نحو عقد على النكبة، ومعه نمت فئات وسطى، حققت نفوذًا اقتصاديًا ملحوظًا، فطفقت تفتِّش عن نفوذ سياسي موازٍ، بينما كانت سُدَّة قيادة الحركة الوطنية شاغرة، تنتظر من يملأها.
في الوقت الذي شغلت سُدة السلطة في كل من مصر، وسورية، والعراق، والجزائر، الفئات الوسطى، ما شجع نظيرتها الفلسطينية على سلوك الطريق نفسه. الأمر الذي تعزَّز مع انتزاع الثورة الجزائرية استقلال بلادها من براثن المستعمر الفرنسي (ربيع 1962).
بينما كانت الاشتراكية - حليفة حركة التحرر الوطني الفلسطينية- تُحرز الانتصارات المتوالية على المعسكر الامبريالي، في أماكن عدة (كوريا، فيتنام، وكوبا)، وحازت عدة مستعمرات على استقلالها (1960)؛ ما شجَّع القوى الحيَّة في الشعب  الفلسطيني على أخذ قضيتها الوطنية بين أيديها .
اكتملت الدائرة، حين حثَّ حكام عرب عديدون - فيما بين ربيع وصيف 1962- على ذلك؛ على التوالي،  بدءًا من ملك السعودية، سعود بن عبد العزيز، إلى رئيس وزراء سورية، نبيه العظمة، فجمال عبد الناصر، وآخرهم الرئيس الجزائري، أحمد بن بيلا.
لذا، ما أن هلَّ العام 1963، حتى كان نحو ثلاثين فصيلاً فدائيًا فلسطينيًا قد أعلن عن نفسه. صحيح أن النسبة الأكبر من تلك الفصائل، لم تتعد اللافتة، إلا أن هذا العدد الكبير أكد مدى تعطُّش الشعب الفلسطيني لأخذ قضيته الوطنية بين يديه، على يد كيانه السياسي.
فزع النظام السياسي العربي من هذا المولود الجديد، الذي قد يُورِّط ذاك النظام في حرب يخشاها مع إسرائيل؛ لذا، سرعان ما احتضن النظام نفسه مشروعًا لإحياء كيان فلسطيني، تحت سيطرة ذاك النظام، ليمتص الكيان تشوُّق الشعب الفلسطيني لكيان سياسي؛ فكانت "منظمة التحرير الفلسطينية"، صيف 1964.
لأن روابط الطلبة الفلسطينيين في كل من القاهرة، والإسكندرية، ودمشق، وبيروت، ومن بعدها "الاتحاد العام لطلبة فلسطين"، منذ 1959، ظلت جميعها المؤسسة النقابية الفلسطينية الوحيدة، حتى العام 1965 (30)، لذا غرقت (الروابط، ومن بعدها الاتحاد) في الشأن السياسي على حساب النقابي، واقتربت من صيغة "الجبهة"، بالبنية والأنشطة السياسية الإئتلافية، التي سادتها، ما عزَّز توجُّه قطاعات فلسطينية إلى صيغة التنظيم الجبهوي. كما لم يكن غريبًا أن يتصدر الفصائل الفلسطينية قادة سابقون في تلك "الروابط" و"الاتحاد"، أمثال: ياسر عرفات، وصلاح خلف، وفاروق القدومي، وهايل عبد الحميد، ومحمد أبو ميزر، وتيسير قُبعة، وأسعد عبد الرحمن، ولطف غنطوس.     
سرعان ما أعاد المثقفون توزُّعهم على النويات المؤسِّسة لفصائل المقاومة الفلسطينية، منذ مطلع ستينيات القرن العشرين؛ حيث عمد إلى تأسيس "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" (فتح) خمسة مدرسين، أربعة منهم جامعيون، بينما حمل الخامس "التوجيهية".
أما "حركة القوميين العرب"، فعقدت مؤتمرها الأول، في بيروت، يوم 25/1/1956، الذي انتخب "اللجنة التنفيذية القومية"، التي ضمَّت 11 عضوًا منهم 5 فلسطينيين (طبيبان، وثلاثة جامعيين) (31). بينما قرر مؤتمر "الحركة" (1966)، استحداث "إقليم فلسطين"، الذي ضمت قيادته كلًا من: جورج حبش (طبيب)، وأحمد اليماني (مدرس)، وعبد الكريم حمد (مدرس)، ووديع حداد (طبيب). بعد أن كانت الحركة أنشأت، عام 1959، "لجنة فلسطين"، التي ضمت كلًا من: حبش، وهاني الهندي (باحث/علوم سياسية)، وأسامة النقيب (خبير مختبر)، وعبد الكريم حمد (مدرس)، وأحمد اليماني (مدرس)؛ فمع الطرح الملحّ لشعار "إحياء الكيان الفلسطيني"، منذ عام 1959، من قِبل "الاتحاد العام لطلبة فلسطين"، والنظاميْن المصري والعراقي، سارعت "القوميين العرب" إلى استحداث "لجنة فلسطين" في بنية الحركة (32).
بعد أن فرض العمل الفدائي نفسه على الساحة الفلسطينية، منذ مطلع 1965، تحوَّلت "لجنة فلسطين" في الحركة، إلى "إقليم فلسطين"، الذي قاده طبيب، أيضًا، (وديع حداد). وتولى "الإقليم" الإعداد للعمل الفدائي، غداة تأسيس "منظمة التحرير الفلسطينية".
أما "جبهة التحرير الوطني الفلسطيني" (ج. ت. ف.)، فأسسها مدرس (أحمد السعدي). بينما أسس "جبهة التحرير الفلسطينية - طريق العودة" صحافي مرموق (شفيق الحوت)، حمل المتريوكوليشن. وبقيت "جبهة التحرير الفلسطينية"، التي أسسها ضابط في سلاح المهندسين بالجيش السوري (أحمد جبريل) (33).
حين تعملق العمل الفدائي الفلسطيني، غداة الهزيمة العربية، في حرب 1967، وخصوصا بعد الانتصار الذي حققه ذاك العمل الفدائي، مدعومًا بقوات من الجيش الأردني، في "معركة الكرامة" (21/3/1968)، تدفَّق عشرات من طلبة الجامعات والموظفين الفلسطينيين (خاصة المدرسين) إلى مختلف فصائل المقاومة. وقد كشف تحقيق أجري عام 1969، مع ألف فدائي، أن 6%، فقط هم أميون، وأن 54% منهم أنهوا التعليم الابتدائي، و32% أنهو الدراسة الثانوية، و8% منهم جامعيون (34). أما في التنظيم السياسي للفصائل، فقد ارتفعت نسبة الجامعيين عنها بين مقاتلي الفصائل. وإن ركَّز أولئك المثقفين، بشكل ملحوظ، على "فتح"؛ حيث عادة ما يميل المثقف أكثر إلى النضال تحت راية السلطة، متدثِّرًا بمعطف الفصيل الفدائي الأكبر، المرضي عنه من كل المدارس الفكرية، والأنظمة، وفي ذاك الفصيل ثمة الامتيازات الأكثر، والقيود الأقل، بما لا يُقاس.
غني عن القول بأن هزيمة الجيوش العربية (1967)، وانتصار الفدائيين الفلسطينيين (الكرامة)، أقنع الكثيرين بعقم الحرب النظامية، وجدوى حرب العصابات في مواجهة إسرائيل، وقد أخذت بالصيغة الأخيرة الفصائل الفدائية الفلسطينية، ما يفسر ذاك التدفق على هذه الفصائل.



سلاح التعليم                           
اشتد ميْل الشعب الفلسطيني للتعليم، غداة النكبة، بينما أفسحت مصر وسورية لهذا الميل في المجال كي يتحقق إلى أن نفَّذ الرئيس المصري، أنور السادات وعيده بالصلح مع إسرائيل، خريف 1977؛ فألغى مساواة الفلسطينيين المقيمين في مصر بأشقائهم المصريين، وزاد عليها حرمان الطلبة الفلسطينيين من تلقي التعليم في المدارس الحكومية المصرية. ولم يكتفِ السادات بمعاملتهم كـ "أجانب"، بل حرمهم، تمامًا، من الالتحاق بكليات القمة (يُقصد بكليات القمة: الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والهندسة، والعلوم السياسية والاقتصاد).
ما بين هزيمة 1967 وحتى عام 1971، تخطى عدد الجامعيين الفلسطينيين عدد نظرائهم الإسرائيليين، واقتربت نسبة الطلاب الجامعيين الفلسطينيين كثيرًا من مثيلتها في إسرائيل، مع تقارب في نسب طلاب العلوم النظرية أو التطبيقية، والأساسية لكل من الطلاب الفلسطينيين والإسرائيليين (35).
أما التوازن الاختصاصي، فقد اختلَّ لصالح العلوم التطبيقية، والأساسية؛ حيث اتجه الفلسطينيون إلى المهن الحرة (الطب، والهندسة)، بينما تضاءلت نسبة المختصين الفلسطينيين في العلوم الزراعية؛ أساسًا لغياب كيان فلسطيني، واقتصاد متكامل. وعمل نحو 50% من الخريجين الفلسطينيين في حقل التدريس. وتميَّز الشعب الفلسطيني عن شعوب المنطقة كلها، وبضمنها إسرائيل، فيما يتعلق بنصيب ذاك الشعب من المؤهلين الجامعيين؛ حيث كان، في عام 1966 نحو 1500 طالب جامعي لكل 100،000 فلسطيني مقابل 1،448 لكل 100،000 إسرائيلي. وردت الحركة الوطنية على السياسة التعليمية للاحتلال بتأسيس جملة جامعات وكليات (كلية الشريعة بالخليل (1971) تحوَّلت إلى جامعة (1979)؛ جامعة بيت لحم (1973)؛ جامعة النجاح بنابلس (1977)؛ جامعة العلوم والتكنولوجيا بالقدس (1977)؛ الجامعة الإسلامية بغزة (1978)؛ كلية الدعوة وأصول الدين بأبو ديس (1978)؛ كلية التمريض والبولتيكنيك بالخليل (1979). بينما توفرت عدة معاهد، تابة لوكالة الغوث، تمنح الدبلوم).
بيد أن الضربات القاصمة، التي تلقتها المقاومة الفلسطينية في الأردن (خاصة في خريف 1970، وصيف 1971)، أضعفت تلك المقاومة، وعلت الهمسات عن مدى مسؤولية القيادة الفلسطينية المتنفِّذة عما وُجِّه إلى المقاومة من ضربات. فعمدت تلك القيادة إلى القمع، خشية الإطاحة بها، أساسًا، وطال ذاك القمع مثقفين في صفوف المقاومة، بدرجة كبيرة. ما فجَّر معارضة مثقفين، واستحدث صدامات، أفضت إلى مغادرة مثقفين حركة المقاومة. وبينما اختار مثقفون المواجهة مع تلك القيادة، فإن هذه القيادة نجحت في احتواء مجموعة ثالثة من المثقفين. وسرعان ما لاذ المثقفون النقديون بقلعتهم النقابية (الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين). وحين عجزت القيادة إياها عن إقصاء أولئك المثقفين عن قلعتهم في مؤتمريْن متتالييْن (خريف 1972، وربيع 1977)، فإن تلك القيادة عمدت إلى خيارها الأمني (ربيع 1980)، وحققت مبتغاها! (حاولت القيادة الفلسطينية المتنفِّذة أن تعصف بالمثقفين النقديين في قيادة هذا الاتحاد، فسافر عضو من الأمانة العامة للاتحاد، موالٍ للقيادة الفلسطينية المتنفذة إلى الجزائر، دون تكليف من الأمانة العامة، وجمع أقصى ما يمكن جمعه من أعضاء "فتح" هناك، والمستهجن أنه عثر في الجزائر على نحو 220 كاتبًا وصحافيًا فلسطينيًا، انتخبوا 44 مندوبًا إلى المؤتمر العام للاتحاد، وحين انعقد المؤتمر الثاني للاتحاد (تونس، آذار/ مارس 1977)، اقتحم أولئك  مكان المؤتمر، على نحو فجّ، مصممين إضافتهم إلى أعضاء المؤتمر، يقودهم عنصر من أمن "فتح"، وحين رفضت رئاسة المؤتمر إضافتهم، وقعت مشادات، وقال أحمد غنيم (أبو ماهر)، عضو مركزية "فتح"، إنه لا يجوز عدم الاستجابة لبرقية القائد ياسر عرفات، بضم هؤلاء الأربعة والأربعين إلى المؤتمر. وصرخ عضو أمن فتح إياه: "هو احنا مش فلسطينية؟!" المهم أن الأمر انتهى بتسوية، اختير بموجبها 7 من بين الأربعة وأربعين للمشاركة في المؤتمر. وبعد نحو خمس سنوات، اتفق الأمين العام للاتحاد، ناجي علوش، مع الجزائر على عقد المؤتمر الثالث للاتحاد هناك، لكن عرفات أحبط هذا الاتفاق، بإصراره على عقده في "أرض المعركة"! وتكرر الأمر مع العراق. وفي غياب الأمين العام للاتحاد، جرى التحضير للمؤتمر الثالث، في بيروت، وانعقد فعلًا، في نيسان/ أبريل 1980، دون دعوة علوش، الذي كان مطاردًا من قبل أجهزة أمن عرفات، وحوصر مقر المؤتمر بالمدافع الرشاشة لفتح، وفُرضت قائمة موحدة لمرشحي الأمانة العامة، امتلكت القيادة الفلسطينية المتنفذة معظم عناصرها، وتم إرغام بعض المرشحين من خارج تلك القائمة على الانسحاب، وكان للقيادة المتنفذة ما أرادت، بالإرهاب والتزوير). 

 

رابعًا: احتلال فانتفاضة
لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بالعوائق التي نصبها في وجه تعليم الشعب العربي الفلسطيني، بل أضاف إليها حملة اغتيالات، طالت عشرات المثقفين العرب الفلسطينيين، في مناطق شتى من العالم، على مدى الربعيْن الثاني والثالث من سبعينيات القرن العشرين (36).
إذا ما انتقلنا إلى عرب 48، فسنجد مفكرًا مرموقًا هناك يُصنِّف مثقفيهم ما بين: "مثقف الوظيفة" متقنًا الإنكليزية، حافظًا الشعر، متحدثًا الفصحى، نائيًا بنفسه عن النضال الوطني؛ إلى "مثقف الموضوع"، المولع بموقع ودور الوسيط؛ إلى "المثقف النقدي"، المحتمي وراء استعصاء الظاهرة على الفهم؛ و"المثقف الواشي" في غير سياق العمالة، إما طمعًا وإما خوفًا. و"المثقف الرخوي"، الذي توجهه منافعه الذاتية الضيِّقة (37). يبقى المثقفون الذين اختاروا الانحياز إلى قضايا شعبهم ووطنهم.
بالتساوق مع المقاومة، بشتى أشكالها، للاحتلال الإسرائيلي في الضفة والقطاع، تأسست عدة جامعات، لأول مرة، فارتفع منسوب المتعلمين هناك، أكثر فأكثر، واعتُبر العقدان الفاصلان ما بين احتلال الضفة والقطاع، واندلاع الانتفاضة (1967 -1987) بمثابة عقديْ المراكمة والاختمار، وتصدَّر المثقفون تلك الانتفاضة، في قيادات فصائل الداخل، بينما شكَّل الطلبة سُدى ولُحمة تلك الانتفاضة (38). (قفز عدد الطلبة في جامعات الضفة والقطاع، عام 1997، إلى 52،427 طالبًا، بعد أن كان عام 77/1978، 2،663 طالبًا).
على أن عوامل شتى؛ داخلية، وإقليمية، وعالمية أفضت إلى إضعاف الانتفاضة؛ بعد أن تخلًّق لها رأسان في الداخل "القيادة الفلسطينية الموحدة"، و"حماس"، عدا الرأس القابع في تونس؛ وتفشى الاغتيال السياسي، وبائيًا، وقُوِّض الحد الأدنى من التضامن العربي، بفعل اندلاع حرب الخليج الثانية (1990 -1991)؛ وفقدت الانتفاضة أهم مصدر دعم اقتصادي لها، تمثَّل في تشريد معظم الفلسطينيين من الكويت (نحو أربعمئة ألف)، بعد أن كانوا عونًا، مالياً ومعنوياً للانتفاضة. أما عالميًا فقد سقط "المعسكر الاشتراكي"، عام 1989، كقطع الدومينو، وبعد عاميْن انفرط عقد رأس ذاك المعسكر (الاتحاد السوفياتي)، ما أفقد الشعب الفلسطيني سنده الدولي. وكان ذهاب الفلسطينيين إلى "مؤتمر مدريد" (30/10/1991)، اضطرارًا لا اختيارًا، والأنكى أن وفدهم إلى هناك مرّ عبر المصفاة الإسرائيلية، كما أُلحق أعضاؤه بالوفد الأردني، تنفيذًا للشروط الإسرائيلية.

 

الهوامش:

(1) للمزيد، يمكن الرجوع إلى:

المعجم الوجيز، القاهرة، مُجمَّع اللغة العربية، 1980، ص 85.

(2) مقدمة ابن خلدون، القاهرة، دار الشعب، د.ت.، ص 225.

(3)  Tylor،Edward B.، Priitive culture، Vol.1،London ،Johr Murray ،1903
 
http://www.scribd.com/doc/72511879/1871-Edward-Burnett-Tylor-Primitive-Culture-1#scribd

(4)                        The Shorter Oxford English Dictionary،Oxford Press،3RD، END، 1973،P.471

(5)                        Worsly Peter (ed.) Introducing Socidogy ، Hamonds Worth: Pernguin،1970،P.24

(6)                        أنطونيو غرامشي، كراسات السجن، ترجمة عادل غنيم، القاهرة، دار المستقبل العربي، 1994، ص 21(مقدمة المترجم).

(7)                        المرجع نفسه، ص22-24، 80-81؛

- جاك نكسيه، غرامشي: دراسة ومختارات، ترجمة ميخائيل مخوُل، دمشق، وزارة الثقافة، 1972، ص162؛

- جاك مارك بيوتي، فكر غرامشي السياسي، ترجمة جورج طرابيشي، بيروت، دار الطليعة، 1975، ص 17،110.

(8)                        د. سمير أمين، تأملات حول الإنتلجنسيا في الثورة الوطنية الشعبية، الوحدة (الرباط)، العدد 66، السنة السادسة، آذار/مارس،1990، ص 27-37؛

- نديم البيطار، العمل الوحدوي الثوري ومقوِّمات الإنتلجنسيا، الوحدة (الرباط)، العدد الثاني، السنة الأولي، تشرين الأول /أكتوبر 1984، ص 86؛

(9)                        Nannheim، Karl ،Ideology and Utopia ،trans for Germ lwirth and E. Shils ،New York، Aha rvst Book، 1936، P.10،104،110.

(10)                  غ. كيم، وآخرون، المثقفون والتقدم الاجتماعي، ترجمة شوكت يوسف، دمشق، وزارة الثقافة، 1948، ص27؛

- محمد أركون، بعض مهام المثقف العربي اليوم، ترجمة هاشم صالح، الوحدة (الرابط)، العدد 66، السنة السادسة، آذار/مارس، 1990، ص10-26.

(11)                  المرجع نفسه.

(12)                   

-         محمد البطراوي، في سبيل حماية الثقافة الوطنية وتطويرها، الجديد (حيفا)، تموز/ يوليو 1984، ص 13 – 19؛

-         الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الثالث، بيروت، 1990 (أنظر: كامل العسلي، التعليم في فلسطين من الفتح الإسلامي، حتى بداية العصر الحديث، ص 22 – 23؛

-         د. إحسان عباس، فصول حول الحياة الثقافية والعمرانية، ط1، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1993، ص 13 – 16.

(13)                  أركون، مرجع سبق ذكره.

(14)                   

-         لوتسكي، تاريخ الأقطار العربية الحديث، ترجمة عفيفة البستاني، بيروت، دار الفارابي، 1985، ص 390 – 396؛

-Abu Ghazaleh، Adnan، Arab Cultural Nationalism in Palestine Durimg British Mendate، Palestine Studies ، No.3، Vol. 1 ، Spring 1971،p.p. 36-37.

(15)                  د. عبد الرحمن ياغي، حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أول النهضة حتى النكبة، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1981، ص 500-505، 519-522.

(16)                  تيسير الناشف، النخبة السياسية في المجتمع العربي في فلسطين، شؤون فلسطينية (بيروت)، العدد 48، آب / أغسطس1975، ص131 -168.

(17)                  المرجع نفسه.

(18)                  المرجع نفسه.

(19)                  الكتاب العربي الفلسطيني، كما نشرته لجنة الثقافة العربية في فلسطين، القدس، 1946.

(20)                  من مفكرتي.

(21)                  د. زياد أبو عمرو، أصول الحركة السياسية في قطاع غزة، عكا، دار الأسوار، 1987، ص 73.

(22)                  المرجع نفسه، ص 113 -118.

(23)                     المسيرة التاريخية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ط2، دمشق، الجبهة الشعبية، الدائرة الثقافية المركزية، 2011، ص 50

(24)                  حصرت الأسماء من:

- عبد العزيز العُطي، من شاطئ غزة إلى صحراء الجفر، عمان، إصدار خاص، 2012، ص 93، 124، 131، 174-175؛

- رسالة من فهمي الكتوت إلى الكاتب، بتاريخ 23/9/2014.

(25)                  أسماء القادة من:

منيب الماضي؛ وسليمان موسى، تاريخ الأردن في القرن العشرين، عمان، 1959، ص598.

(26)                  موفق محادين، الأحزاب والقوى السياسية في الأردن (1927-1987)، بيروت، دار الصداقة للطباعة والنشر، 1988، ص42-43.

(27)                   الماضي؛ وموسى، مرجع سبق ذكره، ص600. 

(28)                  محادين، مرجع سبق ذكره، ص 18.

(29)                  لمزيد من التفاصيل حول أداء تلك "الروابط"، و"الاتحاد"، ننصح بالعودة إلى:

شحادة موسى، حول تجربة الاتحاد العام لطلبة فلسطين، شؤون فلسطينية (بيروت)، العدد الخامس، تشرين الثاني /نوفمبر 1971، ص 178-193.

(30)                  هاني الهندي؛ وعبد الإله النصراوي، حركة القوميين العرب: نشأتها وتطوُّرها (1951-1968)، الكتاب الأول، الجزء الأول، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، 2001، ص 148.

(31)                  د. سامي يوسف أحمد، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (1967- 1987)، القاهرة، مكتبة جزيرة الورد، 2007، ص 37.

(32)                  المسيرة...، مرجع سبق ذكره، ص 41-42.

(33)                  أحمد السعدي، جبهة التحرير الوطني الفلسطيني (ج. ت. ف.)، مخطوط.

(34)                  لمزيد من التفاصيل، يمكن العودة إلى:

- حبيب قهوجي (إشراف)، الكفاءات العلمية في الشعب الفلسطيني بين الكم والكيف، الطليعة (القاهرة)، العدد الرابع، السنة العاشرة، أبريل/ نيسان 1974، ص100 -109.

(35)                  المرجع نفسه.

(36)                  لمزيد من التفاصيل حول حملة الاغتيالات المشار إليها، يمكن العودة إلى:

-         عبد القادر ياسين (تحرير) الرأس الفلسطيني هدفًا: قراءة تحليلية في الاغتيال السياسي الانتقائي الإسرائيلي، القاهرة، مكتبة الشروق الدولية، 2009 (انظر: عماد سيد أحمد، اغتيال الفلسطينيين، ص 55-58)؛

-         يوسف حجازي، أيام فلسطينية في القرن العشرين، غزة، المركز القومي للدراسات والتوثيق، 1999؛

-         عبد القادر شهيِّب، الموساد: سقوط الأسطورة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002؛

-         الوفد (القاهرة)، 25/5/1988؛

-         هآرتس، 17/3/1998.

(37)  د. عزمي بشارة، طروحات عن النهضة المعاقة، بيروت، دار رياض الريس؛ رام الله، مواطن، 2003، ص 19-29، 42-43، 52.

(38)  عماد غياظة، الحركة الطلابية الفلسطينية: الممارسة والفاعلية، رام الله، مواطن، 2000.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.