}

كمال عبداللطيف.. أربعون عامًا من شغف الكتابة والتفكير والتخييل

عبد الرحيم العلام 23 أكتوبر 2022

نحتفي في المغرب بمرور أربعين سنة على ولادة المشروع البحثي للمفكر المغربي كمال عبد اللطيف، منذ أول كتاب صدر له، في هذا الباب، سنة 1982، بعنوان "سلامة موسى وإشكالية النهضة"، إلى واحد من آخر كتبه الصادرة له هذه السنة 2022، بعنوان "عيون الموناليزا". وبذلك يكون هذا المشروع الفكري والفلسفي والإبداعي، الحافل بالعطاء والتراكم والأسئلة والمعرفة والإفادة والإمتاع، قد أكمل اليوم أربعة عقود من الحضور والتفكير والبحث والتأمل والكتابة، وإن كان عبد اللطيف، في حقيقة الأمر، قد شرع في تشييد مشروعه الفكري والنظري، منذ سبعينيات القرن الماضي، في امتداده المضيء في شرائح مختلفة من الباحثين والمفكرين في المغرب وخارجه، بمثل امتداده في الأجيال المتعاقبة من القراء والباحثين الجدد، ليظل بذلك مسارًا ديناميًا، ممتلئًا بالحيوية وطافحًا بالأسئلة والإنتاج.



لذا، ما فتئ كمال عبد اللطيف، على مدى هذا المسار الحافل، يربي الأمل في الأجيال المتعاقبة، ويزرع فيها التفاؤل بالفكر والحياة، بما يشهد له به من حضور وازن وحيوية فكرية وتأثير جلي في طلبته وقرائه وأقرانه ومحاوريه، وفي الوسط الفكري العربي عمومًا، مساهمًا، بذلك، في ترسيخ قيم الحوار والحداثة والتنوير في مجتمعاتنا العربية، منذ أن شرع في بلورة أسئلة النهضة والحداثة والتاريخ في الفكر العربي المعاصر، وترسيخها، عبر أفكاره وكتاباته وأبحاثه الرصينة، وأيضًا عبر دروسه ومواقفه الجريئة، وله في هذه المجالات جميعها عدد وافر من المصنفات، المنشورة داخل المغرب وخارجه، فضلًا عن مساهماته المضيئة في الملتقيات والندوات والحوارات الفكرية، في عديد من المحافل ومؤسسات البحث المختلفة التي ارتبط بها كمال، في المغرب وفي أقطار عربية وأجنبية.




وإلى اليوم، يواصل عبد اللطيف، بكل حيوية وجرأة، تشييد مشروعه الفكري والبحثي، ويتابع التحولات الجارية في راهننا العربي والدولي، وهو جانب تبرزه كذلك مقالاته الفكرية المتناثرة هنا وهناك، في المنابر المحلية والعربية، كتلك التي يواصل نشرها في "العربي الجديد" وفي منبره الثقافي العربي الوازن "ضفة ثالثة"، وفي غيره من المنابر السياسية والثقافية، بما تفتحه من آفاق على السؤال، بمثل ما يواصل، كما عودنا على ذلك طيلة مساره الفكري، محاورة المفكرين الكبار، من المغرب والعالم العربي والغرب، في تعددهم واختلاف نزعاتهم وتوجهاتهم ومذاهبهم الفكرية والفلسفية.
هكذا، إذًا، تتقاطع في اهتمامات عبد اللطيف وانشغالاته الفكرية والفلسفية، وعلى مدى أربعة عقود، مجالات معرفية عديدة، تمتد من الفلسفة اليونانية مرورًا بالأنثروبولوجيا الثقافية فالفلسفة السياسة الحديثة، وغيرها، وهي مجالات تؤطرها مجموعة من المحاور والأسئلة والإشكالات والتمارين الفكرية والفلسفية المتجددة، من قبيل: الخطاب الإصلاحي، والفكر السياسي العربي والإسلامي، والمرجعيات السياسية الليبرالية، والحداثة والتحديث السياسي، والخطاب الفلسفي العربي، فضلًا عن انشغال مفكرنا بأسئلة النهضة العربية، ومشاريع التحديث السياسي، واجتهاداته المتواصلة لإعادة قراءة متون الفكر العربي، وتطوير الخطاب السياسي العربي المعاصر، إلى جانب تفكيره النقدي في مجموعة من الأسئلة والمفاهيم الإشكالية والمثيرة للجدل في الفكر المعاصر، فضلًا عن مواقفه الفكرية الجريئة من مسألة التراث والظاهرة التراثية، ومن معارك التحديث والتغيير والإصلاح ومعضلاتها، وغيرها مما تطرحه اليوم الحتميات التكنولوجية الجديدة التي يولدها المجتمع الشبكي...
وتلك مجالات وأسئلة وتمارين تؤطرها المؤلفات الأساسية لعبد اللطيف، منذ كتابه الرائد عن "سلامة موسى وإشكالية النهضة"، والذي شكل منطلقًا لعبد اللطيف في "التفكير في معضلات واقعنا الفكري والتاريخي"، كما جاء في مقدمته، بما حققه الكتاب من أصداء واسعة ومؤثرة داخل الأوساط الجامعية المغربية وخارجها، مرورًا بسلسلة مؤلفاته وأبحاثه الرصينة الأخرى. وهي مصنفات ساهمت، إلى حد كبير، في إثارة عديد القضايا والسجالات والإشكالات الفكرية والفلسفية والثقافية الراهنة، تلك التي تشغل الفكر العربي الحديث، وتساهم في توسيع فضاء أسئلته.
على هذا النحو، إذًا، يعد عبد اللطيف من بين أبرز الفاعلين والمساهمين والمؤثرين في المشهد الثقافي والفكري العربي العام، بحضوره الفكري الوازن، وبآرائه وفرضياته وهواجسه النظرية الثاقبة، وبأفكاره الرصينة المخلخلة للخطابات الجاهزة في الإنتاج الفكري العربي، عدا ما يعرف به هذا الباحث من حيوية ونشاط أكاديمي لافتين، من خلال دروسه ومحاضراته التي كان يتسابق عليها طلبته وغيرهم من الوافدين عليها، فإليه يعود الفضل في تخريج عدد كبير من الطلبة ومن حاملي مشعل الفلسفة الجدد في المغرب، وقد تزايد عددهم، وأثمرت جهودهم ما يسعف بترسيخ استمرار النظر الفلسفي في الفكر المغربي، بموازاة مع سعيه المتواصل إلى إقامة حوار بين أقرانه، سواء داخل الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، أو داخل شعبة الفلسفة في كلية آداب الرباط، وخارجهما. عدا ما يشهد به لمفكرنا من موسوعية اطلاعه على مجموعة من المدارس والاتجاهات الفكرية والفلسفية العربية والغربية، قديمها وحديثها، فيما أصبحت مصنفاته، اليوم، تشكل مراجع فكرية، لا مناص منها، في المشهد الثقافي والأكاديمي العربي.




وأمام تعدد مؤلفات عبد اللطيف، وتواتر إصدارها في المغرب وخارجه، وخصوصًا بدور النشر البيروتية، فقد يصبح من الصعوبة، هنا، أن نلم بها كلها، في تعدد قضاياها، وفي تنوع أسئلتها وتجدد طروحاتها وموضوعاتها النظرية والتاريخية المعقدة، وتعدد نتائجها وخلاصاتها، أمام عددها الذي يفوق اليوم عشرين إصدارًا، بمثل صعوبة أن نلم بمجموع إنتاجه الفكري والفلسفي، بما يعالجه من إشكالات ومسائل راهنة، في تعددها وتنوعها، وذلك منذ كتابه الأول "سلامة موسى وإشكالية النهضة" (1982)، في تعدد طبعاته، بما أثاره، منذ لحظة صدورها، من ترحيب وتلقيات واسعة في العالم العربي.




فمن خلال قراءة موازية في عناوين مؤلفات عبد اللطيف ونصوصه القوية، التي تمتد على مدى زمني يناهز اليوم أربعة عقود، سنقف عند مدى تنوع موضوعاتها ومحاورها، منذ مطارحته لإشكالية النهضة عند سلامة موسى، مرورًا بقضايا وإشكالات كبرى، بغاية توطين قيمها ومفاهيمها في مجتمعاتنا وثقافتنا المعاصرة، وضمنها أسئلة الفكر السياسي، والفكر العربي المعاصر، والفلسفة العربية المعاصرة، والفلسفة السياسية، والحداثة والتحديث، والفكر التاريخي، والليبرالية والعلمانية، والعقل العربي، والمرأة، وحقوق الإنسان والديموقراطية، وغيرها.
وكلها مصنفات تستهدف في مجملها بلورة منطلقات نظرية ونقدية واضحة، تمكن من تجاوز مظاهر القصور والمفارقات المهيمنة على كثير من تجليات فكرنا الفلسفي والسياسي، وتقلص من درجات إنتاجه، وتهدف إلى تجاوز الأسئلة التقليدية والموضوعات والمفاهيم العتيقة، من أجل بناء توجهات جديدة في الفكر، واستشراف مزيد من توطين قيم التواصل وقيم المنزع النقدي في فكرنا المعاصر.
وبما أن عبد اللطيف هو واحد من المفكرين المعروفين بإقبالهم اللافت على الأدب، قراءة وكتابة، فذلك يجعله ممتلكًا، أيضًا، لروح الإبداع، من خلال تجربة خاصة في البوح والتعبير والكتابة عن الذات والجسد، كما في كتابه السير ذاتي "طعم الكلمات: أحوال ومعاينات"(2020)، وفي يومياته "عيون الموناليزا" (2022)، وفيهما يطلق العنان لما يختلج في الوجدان من الأحاسيس والإشارات، على حد تعبيره.



لقد تمكن كمال عبد اللطيف، في زمن قياسي، من أن يحفر لنفسه مكانة خاصة ومرموقة في الأوساط الفكرية العربية، بما يملكه من كفاءة ودربة فكرية وجرأة وروح نقدية، مكنته من خوض جملة من النقاشات والمعارك الفكرية، المباشرة وغير المباشرة، بهدف إضاءة إشكالات محددة، وهو ما أكسبه ثقة كبريات المؤسسات والمراكز الثقافية والفكرية والسياسية العربية والغربية، وقد أضحى من بين الفعاليات الفكرية العربية التي يعهد إليها بإنجاز تقارير ثقافية ومعرفية، عربية ودولية، وعلى أعلى مستوى، فيما تتم استضافته باعتباره شخصية فكرية محكمة، في عدد من اللجان والجوائز العربية ذائعة الصيت، إلى جانب ما يتمتع به من حضور إنساني وارف، وتلك خاصية تميز شخصيته ويشهد له بها الجميع، بما يعرف عنه من خصال حميدة وتواضع معرفي نادر، وهو ما تؤكده طبيعة علاقاته وصداقاته العديدة والواسعة، داخل المغرب وخارجه.




ولا غرابة في ذلك، ما دام أن عبد اللطيف هو إنسان طالع إلينا من سلالة عريقة وأصيلة، عمدتها الجد "بن الجيلالي"، كما يحب كمال أن يناديه، حين يستحضره في أحاديثه الطريفة عن أمور البلاد والعباد، متفائلًا بالاسم و"قدسيته"، فهو الرجل الصالح الراقد بسلام في تلك البلدة الواطئة المسماة "بجعد" (أبي الجعد)، تحرسه بركة الولي الصالح "بوعبيد الشرقي"...
وذات يوم من سنة 2008، حصل ما لم يكن في الحسبان، لقد أصيب عبد اللطيف بشلل نصفي شمل نصفه الأيمن، عطب جعل جسمه ينتقل من وضع إلى آخر، ليقعده عن الحركة لفترة. لكن كمال، بما يعرف به من صبر ودينامية ومقاومة وتشبث بالحياة، ومن شغف قديم بالسرد والتخييل، لم يحصل أن أقعدته مثل هذه الطوارئ عن التفكير والكتابة والتأليف والمحاضرات واللقاءات، لينتفض من داخل عزلته مقاومًا شرسًا للعطب، هو الذي لم يقهره تفكيك أعطاب نهضتنا وأسباب تأخرنا، ليواجه علله الطارئة متسلحًا بما يملك من عزيمة وإصرار، متحديًا العطب الذي أصاب جزءًا كاملًا من جسده، ما جعله، وإلى اليوم، يواصل تصفية حسابه مع علله، عبر ترويضها وتفتيتها في بعض مقالاته ونصوصه الإبداعية الموازية.
وإذا كانت رِجل عبد اللطيف اليمنى قد تخلصت، إلى حد ما، من شللها، مثلها في ذلك مثل لسانه، مقارنة بيده اليمنى، فقد كان من الصعوبة عليه أن يستكين إلى القعود للتفكير فقط في أعطابه، وينشغل بتلك اليد التي خذلته، فكتب عنها أجمل نصوصه الإبداعية، وكأنه بفعله ذاك يتصالح مع يده التي قدمت له الشيء الكثير، رغم ما أبانت عنه من غدر وخذلان، لكن "ما باليد حيلة" كما يقال.
وبما أن كمال ليس من أولئك الذين يستسلمون لما يصيبهم من علل غير متوقعة، فقد لجأ، معوضًا بذلك هشاشة يده اليمنى، إلى إملاء أفكاره وتحاليله ونصوصه على كاتبته، في وقت قام فيه هو، بموازاة ذلك، بتحويل قبضة اليد، من يده اليمنى إلى يده اليسرى، فقام كمال بترويضها، هي أيضًا، على حمل القلم، فجعلها تتعايش مع هذا الضيف الغريب، الذي هو القلم، وقد تعود على الإقامة بين أصابع اليد اليمنى، منذ أن أمسك كمال بتلك الريشة من قصب وهو في "مسجد المدينة" فكتب القرآن كاملًا: "كنت كأغلبية البشر أعمل مختلف الأعمال باليمنى، وكانت اليسرى تقوم بدور المساعد وقت الحاجة"، على حد تعبيره في نصه السردي "اليد الأخرى، في مواجع الدماغ المسلية". وها هي اليد اليسرى تباشر اليوم، نيابة عن أختها اليمنى، الكتابة في حدود وببطء، وهو وضع يبقى محمودًا في كل الأحوال.
وضع آخر يعدُّ كمال من بين مدمنيه والمخلصين له، منذ بداية مشاركاته في اللقاءات والفعاليات الثقافية، داخل المغرب وخارجه، فظل بذلك كلي الحضور في المحافل الوطنية وغيرها، دائم السفر والترحال، مجسدًا بذلك لدور ذلك الرحالة الذي كان يسكنه ويحركه، مذ غادر بلدته الأسطورية، وذلك رغم صعوباته الصحية التي تعوق حركة سيره وتنقله، في الآونة الأخيرة. فقام كمال ليتحدى وعكته ويخترق مسافات الأرض والبحر والسماء، من غير أن يستسلم لمصيره ولقدره، فكان يجد في السفر متعًا أخرى، تربط لديه الماضي بالحاضر، وتجعله يواجه العالم، بكل ما أوتي من عزيمة وعنفوان متجدد، مستجيبًا بذلك لرغائبه الكثيرة والمشتهاة، ومواصلًا حضوره الثقافي والفكري والرمزي في عديد من الجغرافيات الثقافية والمكتبات والمؤسسات والمراكز والجامعات، رغم أن مؤلفاته وأبحاثه ومقالاته كانت تنوب عنه في ذلك، وهو ما جعل أصدقاءه وطلبته وقراءه ينسون أن كمال قد أصابه ما أصابه، وإن خف العطب وتحسنت الحال قليلًا عما كان عليه الأمر...
والمثير في هذا المسار الفكري الحافل عند عبد اللطيف، كونه ظل مطبوعًا بدينامية تصاعدية خاصة، رغم العطب الصحي، وإن ظل كمال في نظرنا جميعًا يعيش بقلب طفل، وهو جانب تبرزه حركية إصداراته المتواترة في العقدين الأخيرين، حيث إن إصداراته في الفترة الأخيرة، وتحديدًا منذ سنة 2000، تفوق تلك التي ظهرت في ما سبقها من فترات، ولذلك طبعًا بعض عوامله ومسبباته المتضافرة في ما بينها، منها ورطة الكتابة، وتطور درجة تمرسه بها، ومجابهته لأسئلتها وتحيينه المتجدد لها.
غير أن هذا لا يمنع من القول إن مؤلفات عبد اللطيف الصادرة في العقدين الأخيرين، وهو يعيش انطلاقة جديدة على المستوى الفكري، لا يمكن فصلها عن النواة المركزية في مجمل اهتماماته البحثية، داخل الجامعة وخارجها، كما لا يمكن فصلها عن مساهماته، بمعية أقرانه من الباحثين العرب "في إيجاد أرضية ثقافية مناسبة لعمليات استنبات الثقافة الحداثية ومفاهيمها وقيمها في مجتمعنا"، و"في كيفيات إسناد مشروعات التغيير التاريخية بالمقدمات الفكرية المستوعبة لقيم الحداثة والتحديث"، على حد تعبيره.
وعمومًا، فإن مشروع عبد اللطيف الفكري وتمارينه وأبحاثه ونصوصه ومقالاته، رغم ما يطبعها من جدلية فكرية ووحدة في التفكير، وما يكتنفها من أجواء التفاؤل، من منطلق إيمان كاتبها بحتمية الإصلاح، ورسم معالم جديدة في طريق المواجهة، وتأسيس أصول التجاوز، فهي كتابات تمنحنا، أيضًا، الإحساس بحالات متناقضة قد تبلغ مقام اليأس، كما عبر عن ذلك هو نفسه، في حوار كنت قد أجريتُه معه سنة 2005، وخاصة عند مقاربته لمشروع النهضة العربية، ورصده وتشخيصه لحالات الوهن العربي والتأخر التاريخي في مجتمعاتنا العربية، بما يطبعها من انكسارات وهزائم وخيبات، وذلك في وقت "تتحول مشاريع الإصلاح الثقافي والسياسي في واقعنا إلى مشاريع مسدودة الأفق"، بموازاة مع تنامي "صور تغلغل التقليد وآلياته في مجتمعنا وثقافتنا وأنظمتنا في التربية والتعليم"، على حد تعبيره في كتابه الجديد "في الحداثة والتنوير والشبكات"، وهو وضع تنبهنا إليه كتابات عبد اللطيف في دعوتها إلى ضرورة التمتع باليقظة العقلية والتاريخية...

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.