}

رحيل أحمد فرحات: "الطفل الأشهر" في السينما المصرية


في حين يمكن لطفل تظهر عليه علامات الموهبة الفنية ويستفيد منه صناع السينما والدراما في أعمال تليفزيونية وسينمائية، أن يؤسّس الأمر لمستقبل يبدو حافلًا بالأعمال الفنية والنجاحات الكبيرة، استثمارًا لما حدث في الصغر، إلا أن الفنان المصري أحمد فرحات انضم لفنانين آخرين حرمتهم نجوميتهم وهم أطفال من مواصلة الطريق وهم كبار، ليرحل فرحات، "الطفل الأشهر" في السينما المصرية، إثر إصاباته بجلطة في المخ، ليتوفى عن عمر يبلغ الرابعة والسبعين، دون أي مشاركات تذكر على مدار عقود طويلة.

فرحات، أشهر الأطفال في السينما المصرية، كانت بداية أدواره هو دور الطفل اليتيم في أحد الملاجئ في فيلم "مجرم في إجازة" عام 1958 للمخرج صلاح أبو سيف، كما شارك كبار الفنانين العديد من الأعمال الفنية الخالدة حتى اليوم، فقد شارك الفنان عبد الحليم حافظ في فيلم "شارع الحب"، وظهر مع الفنانين هند رستم وعمر الشريف وسعاد حسني في فيلم "إشاعة حب"، كما اشترك في بطولة فيلم "سر طاقية الإخفاء" مع الفنان عبد المنعم إبراهيم وحقق نجاحا كبيرا بموهبته الكبيرة في سن صغير، وهو العمل الذي يعتبر أبرز أعماله، بخلاف أعمال أخرى مثل فيلم "سلطان" بطولة النجم فريد شوقي، وفيلم "إسماعيل يس في السجن"، و"معبودة الجماهير".

اعتمد فرحات في أدواره على موهبته الفطرية، التي تحدّثت عنها متابعات صحافية، أشارت إلى أنه تمكّن من لعب أدوار أكبر من مرحلته العمرية التي مارس فيها العمل بالتمثيل، وخصوصًا فيلم "سر طاقية الإخفاء" الذي كشف عن قدرات تمثيلية ربما لا يستطيع فنان كبير أن يؤدّيها، في الوقت الذي تم التأكيد فيه على أن الموهبة الفطرية للأطفال في السينما المصرية لا تعني ضرورة مواصلة نجاحاتهم كبارًا، ضاربين المثل بالفنان الشاب يونس عثمان الذي لعب دورًا أساسيًا كطفل في فيلم "بحب السيما" على الرغم من أنه الآن بينما يقارب الثلاثين عامًا، لا يوجد له عمل واحد يعبّر عن قدرات تمثيلية كبيرة، وكذلك الفنانة منة عرفة أيضًا التي على الرغم من نجاحاتها الصاخبة كطفلة في عدة أعمال أبرزها "راجل وست ستات" وفيلم "مطب صناعي" وغيرهما من الأعمال في السينما والدراما المصرية، غير أنها لم تحقّق أي نجاحات تذكر وهي شابة خلال الوقت الراهن.

 انضم الفنان المصري أحمد فرحات لفنانين آخرين حرمتهم نجوميتهم وهم أطفال من مواصلة الطريق وهم كبار


في تصريحات تلفزيونية سابقة، تحدّث أحمد فرحات عن حب الفنانين له، وقال إنه لم يسع أبدًا خلف أي دور، لكن المخرجين والفنانين كانوا يحبّون الاستعانة به في أفلامهم لخفّة ظلّه وسرعة بديهته، وإن انطلاقته الحقيقية كانت في فيلم "سر طاقية الإخفاء" حيث كانت مساحة الدور كبيرة وتسمح له بإبراز موهبته.

رغبة فرحات في العمل وتقديم أدوار في السينما والدراما المصرية لم تكن سرًّا، بل عبّر عنها في مناسبات مختلفة وكثيرة. في لقاء صحافي سابق، قال إنه يتمنى العمل مع الفنان محمد هنيدي ويرى أنه رمز للكوميديا في مصر و"إذا اجتمع معه في عمل فني سيقدّمان كوميديا دسمة للجمهور"، وتقابل بالفعل مع هنيدي وتحدّث معه عن هذا المشروع السينمائي واتفقا على ذلك، ولكن تدهور حالته الصحية ومرضه حرمه من تحقيق هذا الحلم.

فرحات أعرب عن أمنيته بشأن العمل في السينما والدراما دون طرق أبواب المنتجين والتوسل إلى كبار الفنانين، مؤكدًا أن ذلك كان صعبًا "بسبب علاقته المحدودة بالنجوم الموجودة حاليًا وكل أصدقائه من الوسط الفني كانوا من جيل الأبيض وأسود"، وذلك جعله يظهر كثيرًا في البرامج والمواقع الصحافية ليراه المخرجون ولكن لم يحالفه الحظ. 

 

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.