}

عارف العارف مؤرخًا بصريًّا: النكبة الفلسطينية بالصور (1-3)

هاني حوراني هاني حوراني 22 أغسطس 2024

 كنت قد وقفت في مقالات سابقة عند مبادرات فلسطينية مبكرة لتوظيف الصور الفوتوغرافية في الصراع ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، وقد تركزت هذه المبادرات في العقد الأشد ضراوة في تاريخ النضال الفلسطيني، وأقصد به عقد الثلاثينيات من القرن العشرين.

وقد شكلت هذه المبادرات المبكرة، في الوقت نفسه، تمارين أولى لكتابة التاريخ الفلسطيني من خلال الصور، ومن تلك المحاولات كتاب محمد علي الطاهر، الصادر عن مكتب الاستعلامات الفلسطيني بالقاهرة الذي حمل عنوان عن ثورة فلسطين سنة 1936 (1936)، فقد كان جُلّ صفحاته مغطًى بالصور الفوتوغرافية(1)، وكذلك الألبوم الذي أصدره ثيودور صروف، صاحب مكتب الصحافة والنشر في يافا، عن تظاهرات القدس ويافا وبعض المدن الفلسطينية الأخرى عام 1933، وهو كتيب فريد من نوعه اعتمد بالدرجة الأولى الصور الفوتوغرافية والقليل من النصوص للتعريف بتظاهرات فلسطين وشهدائها خلال عام 1933(2).

وينطبق ما قلناه أيضًا على كتاب فلسطين الشهيدة الذي عُرّف بأنه "سجل مصور لبعض فظائع الإنكليز واليهود"(3)، والجزء الأول من كتاب ثورة فلسطين عام 1936 الذي شكلت الصور الفوتوغرافية فيه نحو نصف عدد صفحاته(4).

يعود الفضل في إعادة تسليط الضوء على هذه الكتب المصورة الباكرة إلى الثورة الرقمية التي مكّنت من نسخ هذه الكتب، ونشرها على نطاق واسع على الشبكة العنكبوتية، ولعل الأيام القادمة تكشف عن مطبوعات وكتب مصورة أخرى صدرت قبيل النكبة الفلسطينية عام 1948 وطواها النسيان.

وفي عام 1962، أي بعد نحو عقد ونصف العقد من وقوع نكبة فلسطين، صدر الجزء السابع والأخير من موسوعة عارف العارف النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود 1947-1952* الذي - بخلاف الأجزاء الستة السابقة - كان كتابًا مصورًا، حيث الصور الفوتوغرافية مادته الرئيسة، وقد صدر باللغة العربية فحمل عنوان النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود (بالصور)، ثم باللغتين العربية والإنكليزية، وقد حملت الطبعة المزدوجة اللغة العنوان التالي بالإنكليزية The Tragedy of Palestine (In Picture)(5)*.     


نظرة عامة على كتاب النكبة

ولوضع هذا الجزء المصور من كتاب النكبة في سياقه، نشير سريعًا إلى أن الجزء الأول من كتاب المؤرخ الفلسطيني الكبير، عارف العارف(6)، عن النكبة كان قد صدر في عام 1956 عن المكتبة العصرية للطباعة والنشر في صيدا - لبنان، وقد تتابع صدور الأجزاء الستة اللاحقة عن المكتبة ذاتها، بمعدل جزء واحد في كل عام، وصولًا إلى الجزء السابع والأخير الذي سنتناوله هنا، إذ صدر أولًا باللغة العربية عام 1961، ثم بالعربية والإنكليزية عام 1962، كما ذكرنا آنفًا(7).

يعد كتاب النكبة من أضخم أعمال المؤرخ عارف العارف، وربما أهمّها، وقد زاد عدد صفحاته على ثلاثة آلاف صفحة، ويمكن اعتباره – بكل جدارة - موسوعة تاريخية مفصلة عن النكبة الفلسطينية، ولم تُجارِها مؤلفات تاريخية أخرى في رصد الأحداث السياسية والوقائع العسكرية بدءًا من صدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 الداعي إلى تقسيم فلسطين، يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، مرورًا بالمواجهات العسكرية التي وقعت فور صدور القرار المذكور مع القوات الصهيونية، ومن ثم انسحاب الجيش البريطاني من فلسطين في الخامس عشر من أيار/ مايو 1948 والذي أعقبه دخول الجيوش العربية إلى فلسطين. 




النكبة كما عايشها العارف

روى العارف في الجزء الأول من كتابه المذكور أحداث المرحلة الأولى من النكبة حتى منتصف أيار/ مايو 1948 معتمدًا ما اعتاد عليه من تدوين يومي للأحداث، ومشاهداته العينية وهو في مواقع المسؤولية بصفته مساعد حاكم رام الله إبان تلك التطورات(8)، ولا سيما وقائع المعارك التي دارت بين المناضلين والفصائل المقاتلة (جيش الجهاد المقدس، وجيش الإنقاذ) من جهة، وبين العصابات الصهيونية من الجهة الثانية قبل انسحاب بريطانيا من فلسطين ودخول الجيوش العربية إليها. واعتمد الطريقة نفسها في الجزء الثاني من كتابه(9)، إذ روى تفاصيل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين بعد الانسحاب البريطاني، ووثّق مجريات القتال من جانب كل جيش من الجيوش العربية في مختلف مراحل ما عرف "بالحرب العربية الإسرائيلية الأولى"، وما اكتنف تلك المراحل من هدن مؤقتة ومداخلات سياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وصولًا إلى توقف الأعمال القتالية، وتوقيع الدول العربية المحاذية لفلسطين اتفاقيات الهدنة الدائمة مع إسرائيل - ما بين شباط/ فبراير وتموز/ يوليو 1949 - التي كرّست احتلال إسرائيل المساحة الأكبر من فلسطين، فضلًا عن تدمير المدن والقرى الفلسطينية، واقتلاع أهاليها وتحويلهم إلى لاجئين حتى يومنا هذا.



الجيوش العربية: من القتال إلى الهدنة الدائمة

في الجزء الثالث من كتاب النكبة(10) يروي العارف فصولًا عن المعارك التي سبقت الهدنة الأولى، ويعرض قرار مجلس الأمن الساعي إلى فرض الهدنة، وكيف تمت وما وقعها على طرفي الحرب، ثم كيف استعد كل منهما لاستئناف القتال بعد خرق الهدنة. ويصف العارف في هذا الجزء تفاصيل القتال في مختلف مناطق فلسطين، ولا سيما في اللد والرملة والشجرة والناصرة.

في هذا الجزء - الثالث - يتابع العارف وصف الأحداث بعد توقيع الهدنة الثانية، وكيف كان أثرها في فلسطين والعالم العربي، ليتابع بعد ذلك رواية المساعي التي بذلها الوسيط الدولي، الكونت فولك برنادوت، للتوصل الى سلم دائم، ومن ثم اغتياله على يد العصابات اليهودية إثرَ اقتراحه تعديل قرار التقسيم ليصبح أقرب إلى مصلحة العرب. ويقف العارف على وقائع مؤتمر القاهرة لقادة البلدان العربية (10-13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948)، وكيف اعترفوا فيه بعجزهم عن مواصلة قتال أعدائهم، لينتقل بعد ذلك إلى خرق القوات اليهودية الهدنة الثانية، وهجومها على النقب، حيث سقطت المجدل وحوصرت الفالوجة واُحتلت بئر السبع، لتتابع القوات اليهودية بعد ذلك تقدمها عبر وادي عربة واحتلالها أم رشرش (إيلات حاليًا) ورفع العلم الإسرائيلي فيها.

من الحروب النظامية إلى الهدن الدائمة

أما الجزء الرابع من كتاب النكبة(11)، فيبدأ بسرد وقائع معارك النقب بين الجيش المصري والقوات الإسرائيلية، ويتناول العارف امتناع الجيوش العربية الأخرى - العراقية والسورية والأردنية - عن مشاغلة القوات اليهودية إبان معارك النقب، ويتابع بعدها حديثه عن توقيع الهدنة الدائمة بين مصر والدولة العبرية (24 شباط/ فبراير 1949)، لينتقل إلى التطورات السياسية داخل الكيان الصهيوني الناشئ حينها، ولا سيما انتخابات المجلس التأسيسي لدولة إسرائيل، وتوزيع المقاعد فيه بين الأحزاب الإسرائيلية المختلفة، ومن ثم يعرّج على التشكيلات العسكرية الإسرائيلية، مثل الهاغانا والإرغون وشتيرن.

يقف العارف في هذا الجزء أيضًا عند مؤتمر أريحا الذي صادق على ضم منطقة فلسطين الوسطى (أي الضفة الغربية، كما عرفت فيما بعد) إلى الأردن، وهو المؤتمر الذي بايع الملك عبد الله ملكًا على فلسطين والأردن، وما أحدثه ذلك القرار من انقسام في صفوف الشعب الفلسطيني بين مؤيد ومعارض.

يلقي العارف في هذا الجزء الضوء أيضًا على مفاوضات الأردن والدولة العبرية (ما بين 28 شباط/ فبراير حتى نيسان/ أبريل 1949)، حيث تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بينهما، ويتعقب الأحداث التي تلت ذلك، لا سيما انسحاب الجيش العراقي من مواقعه في قطاع نابلس، يوم 28 نیسان/ أبريل 1949. هنا يقف العارف طويلًا عند قرار الحكومة العراقية السماح بهجرة يهود العراق إلى إسرائيل، ليعرج بعد ذلك على مفاوضات رودس بين الأردن وإسرائيل، وكيف أدى استبدال الخرائط بين الوفدين الأردني والإسرائيلي إلى خسارة نحو 460 ألف دونم من أراضي المثلث، لينتقل بعدها إلى اتفاقيات الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل، ومثلها اتفاقية الهدنة بين سورية وإسرائيل.




النكبة بالوثائق

وبخلاف الأجزاء الأربعة الأولى من كتاب النكبة التي كانت تروي بقلم المؤلف فصول النكبة، فإن الجزء الخامس منه اتسم بطابع توثيقي للأحداث التي تناولتها الأجزاء السابقة من الكتاب.

فقد احتوى الجزء الخامس مجموعة من الملاحق عددها أربعة عشر، تبدأ بنص قرار التقسيم الأصلي (29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947)، ومن ثم البيانين الصادرين عن مؤتمر ملوك العرب ورؤسائهم في إنشاص (29 أيار/ مايو 1946)، ومؤتمر بلودان (8-12 حزيران/ يونيو 1946)، لتليها نصوص اتفاقيات الهدنة بين إسرائيل وكل من مصر (24 شباط/ فبراير 1949)، ولبنان (23 آذار/ مارس 1949)، والأردن (3 نيسان/ أبريل 1949)، وسورية (20 تموز/ يوليو 1949).

تضمن الجزء الخامس من الكتاب أيضًا القانون الذي بموجبه أدارت مصر قطاع غزة (قانون رقم 621 لسنة 1953)، وكذلك "القانون الأساسي لقطاع غزة". أما الملحق التاسع فقد احتوى ما أطلق عليه العارف "سجل الخلود" الذي ضَمَّ عدد الشهداء العرب في حرب فلسطين عام 1948، موزعين حسب بلدانهم، فيما ضم الملحق العاشر أسماء المدن والقرى "التي أضاعها العرب باتفاقات الهدنة عام 1949".

أما الملاحق الباقية، فقد تضمنت عرضًا مسهبًا لمشروع لجنة التوفيق الدولية لتدويل القدس في أيلول/ سبتمبر 1949، وسيرة كل من الملك عبد الله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وغلوب باشا، رئيس أركان الجيش العربي أثناء حرب فلسطين(12). واختتمت الملاحق بعرض وافٍ لقضية اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء القتال حتى تاريخ إعداد الجزء الخامس من الكتاب (عام 1960).
حمل الجزء السادس من كتاب النكبة عنوان "سجل الخلود، أسماء الشهداء الذين استشهدوا في معارك فلسطين"، منذ صدور قرار التقسيم حتى توقيع آخر اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل عام 1949. ويبدأ "سجل الخلود" بأسماء الشهداء من أبناء فلسطين، ثم شهداء الجيش المصري والمتطوعين المدنيين المصريين في القتال إبان حرب 1948، وكذلك يعرض أسماء شهداء الجيش العربي الأردني، وغيرهم من الأردنيين المتطوعين، وكذلك هي حال أسماء الشهداء السوريين والعراقيين والسعوديين واللبنانيين من عسكريين نظاميين أو متطوعين.


ضم سجل الخلود أيضًا أسماء شهداء "جيش الإنقاذ"، وشهداء المغرب العربي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب) والسودان واليمن، وأخيرًا الشهداء من أصول غير عربية: الأتراك، الأرمن، البولونيون، الروس، الرومانيون، الإسبان، الهنود، اليوغسلافيون، واليونانيون(13).

مرة أخرى، لقد وظف العارف مشاهداته المباشرة، من خلال موقعه الوظيفي في الإدارات المحلية لحكومة فلسطين حتى ما بعد انتهاء الانتداب البريطاني، وزياراته الميدانية ومقابلاته ومراسلاته مع السياسيين والعسكريين في الدول العربية، في تدوين الوقائع والأحداث التي انتهت بنكبة الشعب الفلسطيني وتأسيس دولة إسرائيل على أرضه. 

وبفضل غزارة كتاب العارف بالمعلومات، واحتفاظه بقيمته باعتباره مرجعًا تاريخيًّا للأحداث التي أدت إلى وقوع النكبة، فقد نفض د. وليد الخالدي الغبار عنه بعد أن كان قد صدر بطبعة وحيدة لم تتكرر خلال نصف قرن مضى منذ نشره لأول مرة، فأعاد طبعه بحلة جديدة(14) صدرت في ثلاثة أجزاء عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ببيروت عام 2012. 

وقبل الانتقال إلى الجزء السابع والأخير الذي أرّخ فيه العارف وقائع النكبة بالصور، لا بد من الإشارة إلى أن العارف كان قد أدمج في الجزأين الأول والثاني من النكبة مجموعة من المواد البصرية تتضمن خرائط وصورًا فوتوغرافية، وقد بلغ عددها في الجزء الأول من الكتاب 30 صورة فوتوغرافية وثلاثة رسوم لخرائط، أما الجزء الثاني فقد احتوى عددًا أقل من الصور الفوتوغرافية، وهو 22 صورة.

كما سبق أن أسلفنا، فإن عارف العارف انكب في الجزء الأول من النكبة على تتبع ورصد الأحداث السياسية التي تلت قرار التقسيم، وكذلك الأعمال القتالية التي وقعت بين التشكيلات العسكرية الفلسطينية، (لا سيما "جيش الجهاد المقدس"، وكذلك أفواج "جيش الإنقاذ" الذي كان يضم متطوعين عربًا)، وبين التشكيلات العسكرية الصهيونية، حيث يقف هذا الجزء عند انسحاب الجيش البريطاني من فلسطين.

وهكذا فإن صور الجزء الأول من الكتاب توزعت بين صور شخصية (بورتريهات) للفاعلين الرئيسين في الأحداث، مثل أحمد حلمي باشا عضو اللجنة العربية العليا، وفوزي القاوقجي قائد جيش الإنقاذ، وعبد القادر الحسيني قائد جيش الجهاد المقدس، والكونت فولك برنادوت الوسيط الدولي الذي اغتالته عصابة شتيرن الإرهابية، والشيخ حسن سلامة القائد العسكري لمنطقة اللد، والمناضل إبراهيم أبو دية، وفوزي القطب أحد القادة الخبراء في أعمال التفجير، ودافيد شالتئيل الإرهابي الصهيوني المسؤول عن مذبحة دير ياسين.

وإلى جانب هؤلاء، تضمنت صور الجزء الأول من الكتاب مشاهد لآثار العمليات القتالية، من حرائق طالت مقارّ مؤسسات صهيونية وآليات مدمرة، وتدمير للشوارع على يد الثوار والمجاهدين الفلسطينيين. ويقابل تلك الصور مشاهد لآثار القتال في بعض أحياء القدس، وأعمال التدمير التي نفذتها العصابات الصهيونية، مثل صورة الدمار التي لحقت بجسر أللنبي على نهر الأردن الذي نُسف مع جسور أخرى لمنع التواصل بين فلسطين والبلدان العربية المجاورة.

أما بقية المواد المصورة، فتشمل خارطة فلسطين حسب قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، وخارطة منطقة القدس الدولية، كما اقترحتها اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة، وأخيرًا خارطة القدس وضواحيها إبان القتال.

أما في الجزء الثاني من كتاب النكبة، فقد توزعت صوره بين "بورتريهات" للفاعلين في حرب 1948، من قادة عسكريين عرب (عراقيين وسوريين وأردنيين)، وبين صور تجسد مشاهد القتال وآثار الدمار الذي لحق بالمستعمرات اليهودية ومباني القدس العريقة، مثل عمارة نوتردام، وقبة كنيسة القيامة، والحي اليهودي بالقدس، إضافة إلى صور لبوابات القدس في أثناء القتال وبعده.

وقد طبعت الصور الفوتوغرافية والخرائط في الجزأين الأول والثاني على ورق مصقول "مُدَكَّك" بين ثنايا الصفحات النصية ذات الصلة.

وتتفاوت حالة هذه الصور من حيث الوضوح بين الجيدة - ولا سيما صور الشخصيات - وبين المتوسطة أو الرديئة، كما هي حال صور المشاهد العامة. وواقع الأمر أن الصور المنشورة في هذين الجزأين لا تنطوي على أهمية خاصة، فهي بمنزلة الصور الفوتوغرافية التي "تزين" النصوص التاريخية الأخرى، إضافة إلى أن حالة الطباعة في صيدا - لبنان خلال النصف الثاني من الخمسينيات لم تساعد تلك الصور على نقل معلومات واضحة عن الأحداث التي توثقها.

وقد توقف عارف العارف في الأجزاء اللاحقة من كتاب النكبة عن تضمينها صورًا فوتوغرافية أو خرائط أو أي مواد بصرية، إلى أن ختم كتابه الموسوعي بالجزء السابع والأخير الذي يندرج – باستحقاق - ضمن كتب التأريخ المصور، أو التأريخ البصري للقضية الفلسطينية.

* باحث في التاريخ الاجتماعي وفنان بصري.

 

هوامش:

(1) للمزيد عن محمد علي الطاهر، يُنظر: https://eltaher.org/index_ar.html.

(2) يُنظر: هاني حوراني، "الفوتوغراف الفلسطيني: محاولات مبكرة لتوظيفه في الصراع ضد بريطانيا والصهيونية"، ضفة ثالثة، 12/7/2020، شوهد في 16/12/2020، في: https://bitly/3MbGCMZ.

(3) يُنظر: هاني حوراني، "’فلسطين الشهيدة‘ السجل المصور لمعاناة الشعب الفلسطيني خلال 1921 - 1938"، ضفة ثالثة، 18/11/2020، شوهد في 12/2/2022، في: https://bitly/3A8Aj2.

(4) يُنظر: ثورة فلسطين عام 1936، ج 1 (يافا: مطبعة الجامعة الإسلامية، [1937]). شوهد في 12/2/2022، لدى مكتبة الكونغرس، في: https:/bitly/3vizVvk.

(5) على الرغم من تعدّد الأدوار التي أداها عارف العارف في حياته (1892-1973)، وتنوع مساهماته الكتابية، إلا أنه اكتسب صفة المؤرخ عن جدارة بفضل تأليفه العديد من الكتب التاريخية، وأبرزها تاريخ بئر السبع وقبائلها (1934)؛ تاريخ غزة (1943)؛ الموجز في تاريخ عسقلان (1943)؛ تاريخ الحرم القدسي (1947)؛ الموجز في تاريخ القدس (1951). وقد توجت هذه المؤلفات التاريخية بموسوعة النكبة (1956-1962) التي صدرت في سبعة أجزاء.

(6) صدر الجزء السابع والأخير من موسوعة عارف العارف النكبة في البداية باللغة العربية عام 1961، كما هي حال الأجزاء الستة الأولى، لكن العارف أعاد إصدار هذا الجزء مرة أخرى عام 1962 باللغتين العربية والإنكليزية. وتعرّف هذه المقالة بالجزء السابع من كتاب النكبة الذي حمل عنوان النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود (بالصور)، بنسخته المزدوجة اللغة الصادرة عام 1962.

(7) صدرت أجزاء كتاب النكبة السبعة على النحو التالي:

- الجزء الأول 1956.

- الجزء الثاني 1957.

- الجزء الثالث 1958.

- الجزء الرابع 1959.

- الجزء الخامس 1960.

- الجزء السادس 1961.

- الجزء السابع 1962.

(8) شغل عارف العارف قبل ذلك مناصب عدة تحت سلطة حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين، بدءًا من تعيينه قائمقام جنين، ثم نابلس، ثم بيسان ويافا، ثم قضى بعدها ثلاث سنوات في منصب سكرتير عام حكومة شرقي الأردن بين عامي 1926 و1929. وبعد عودته إلى فلسطين عُيّن ضابطًا لمقاطعة بئر السبع، حيث بقي في هذا المنصب عشر سنوات، لينتقل بعدها إلى غزة. وفي عام 1943 شغل العارف منصب قائمقام قضاء رام الله، ورُقّي في الأعوام الأخيرة من الانتداب ليصبح مساعد حاكم لواء القدس. بعد حرب 1948، وبعد انتقال الضفة الغربية إلى حكم الأردن، عُين العارف رئيسًا لبلدية القدس، وقد شغل هذا المنصب مرة أخرى بالانتخاب عام 1951، وظل في هذا المنصب حتى عام 1955. وفي عام 1955، عُين وزيرًا للأشغال العامة، لكنه استقال من الحكومة، بسبب أزمة الدخول في حلف بغداد. يُنظر: وليد الخالدي، "عارف العارف، النكبة والفردوس المفقود"، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 90 (ربيع 2012)، ص 51-85. ويبدأ الكتاب بإحالة بريطانيا قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة في 2 نيسان/ أبريل 1947 وتشكيل الهيئة الدولية لجنة خاصة لتدارس المشكلة. يقع الجزء الأول من النكبة في 387 صفحة من القطع المتوسط، وقد استند، إضافة إلى مدوناته الشخصية، إلى 42 مصدرًا باللغة العربية و27 مصدرًا باللغة الإنكليزية.

(9) يبدأ الجزء الثاني من النكبة بمقدمة تلخّص ما أورده في الجزء الأول، ليروي بعد ذلك وقائع الحرب النظامية بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي، ويقع هذا الجزء في 205 صفحات من القطع المتوسط.

(10) يبدأ الجزء الثالث بتلخيص ما أورده العارف في الجزأين الأول والثاني، فيسلط الضوء بعد ذلك على المعارك التي خاضتها الجيوش العربية قبل الهدنة الأولى، ثم الأحداث بعد الهدنة الثانية ووقعها على طرفي القتال. يقع هذا الجزء في 288 صفحة من القطع المتوسط.

(11) بعد أن يورد العارف ملخصًا للأجزاء السابقة من النكبة، يسلط الأضواء على معارك النقب بين الجيشين المصري والإسرائيلي، ثم المفاوضات التي انتهت إلى توقيع اتفاقية الهدنة الدائمة بين مصر والدولة العبرية. ويعود العارف إلى الجبهة الأردنية، حيث يلقي المزيد من الأضواء على عملية ضم فلسطين الوسطى (الضفة الغربية كما عرفت لاحقًا)، قبل أن يجري الأردن مفاوضاته مع إسرائيل على بنود اتفاقية الهدنة بينهما التي وُقعت في نيسان/ أبريل 1949، وقد رافق ذلك انسحاب القوات العراقية من قطاع نابلس، يوم 28 نيسان/ أبريل 1949. وقد بلغ عدد صفحات الجزء الرابع أقل قليلًا من مئتي صفحة.

(12) في الجزء الخامس الذي أطلق عليه العارف اسم "ملاحق الكتاب"، يورد سيرة كل من الملك عبد الله الأول، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك سيرة غلوب باشا، رئيس أركان الجيش العربي الأردني، البريطاني الجنسية، دون أسباب واضحة، حيث إن طبيعة الجزء الخامس من النكبة هو عرض وثائق رسمية ذات صلة بالنكبة، ولم يتضمن سيرًا أخرى لقادة سياسيين أو عسكريين لهم صلة بحرب 1948.

(13) حرص عارف العارف على إيراد أكثر من "سجل خلود" للشهداء الذين قتلوا في سبيل الدفاع عن فلسطين، تارة بالأرقام، وتارة بالأسماء، كما نشر صور العديد من الشهداء الفلسطينيين في الجزء السابع من كتاب النكبة، بل إن عارف العارف يقول: إن "كتاب ’النكبة‘ قد وضع لتخليد ذكرى المجاهدين العرب الذين قتلوا في سبيل الدفاع عن أرض آبائهم: فلسطين". يُنظر: عارف العارف، النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود بالصور، (بيروت: المكتبة العصرية، 1962)، ص 498.

(14) د. وليد الخالدي مؤرخ فلسطيني معروف، وهو أحد مؤسسي مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وُلد في القدس عام 1925، عمل محاضرًا وباحثًا في الجامعة الأميركية في بيروت وعدد من الجامعات البريطانية والأميركية. انشغل في إحياء عدد من المؤلفات التاريخية الكلاسيكية عن القضية الفلسطينية وإعادة نشرها، من بينها كتاب النكبة لعارف العارف. وللخالدي عشرات المؤلفات والمقالات المنشورة باللغتين العربية والإنكليزية، ومن أبرزها: قبل الشتات: التاريخ المصور للشعب الفلسطيني 1876-1948؛ كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها. والكتابان من منشورات مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت.


** من الآن فصاعدًا، سنطلق على كتاب عارف العارف اسم "النكبة" في كل موضع نذكر فيه كتابه النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود 1947 – 1952، وذلك من باب الاختزال.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.