تتوزّع صور الفصل الثامن من كتاب "النكبة بالصور" لعارف العارف بين مواضيع شتى، أهمها صورتان لمؤتمر أريحا الذي انعقد في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 1948، والذي بايعت فيه "فئة من الفلسطينيين الملك عبد الله، وقرروا ضمّ الباقي من فلسطين إلى المملكة الأردنية"، حسب التعليق الوارد تحت الصورة الأولى. أما الصورة الثانية فقد حملت التعليق الساخر التالي: "أبطال مؤتمر أريحا: عمر مطر الحاكم العسكري العام، عجاج نويهض مدير إذاعة القدس، عثمان محمدية، العقيد محمد السحيمات مدير الإستخبارات".
ومن الصور الهامة في الفصل الثامن، واحدة للدكتور موسى عبد الله الحسيني، أحد الأفراد المتهمين الستة باغتيال الملك عبد الله يوم الجمعة 20 تموز/ يوليو 1951. ويشير التعليق إلى أسماء بقية المتهمين بالضلوع بعملية الاغتيال، وهم: عبد الله التل، موسى الأيوبي، عبد محمود عكة، عبد القادر فرحات، ومصطفى شكري عشو الذي نفّذ بنفسه إطلاق النار على الملك عبد الله.
وتلي تلك الصورة واحدة للملك حسين بن طلال الذي تولى العرش في 2 أيار/ مايو 1952، وقام – كما جاء في تعليق الصورة – بطرد الفريق جون باغوت غلوب من منصب رئيس الأركان وغيره من كبار الضباط البريطانيين في الجيش الأردني، يوم 1 آذار/ مارس 1956.
ورغم تخصيص الفصل التاسع من الكتاب لحكومة عموم فلسطين، كما يشير إلى ذلك عنوان الفصل، فقد اقتصر فصل "حكومة عموم فلسطين" على أربع صور فقط، وبالأحرى على صورتين لهما علاقة بعنوان الفصل التاسع، بينما لا تمت الصورتان الباقيتان بأي صلة لموضوع الفصل المذكور. تظهر الصورة الأولى المرتبطة بالفصل التاسع ، رئيس وأعضاء حكومة عموم فلسطين، وهم رئيس الوزراء أحمد حلمي باشا، وزير المالية ميشيل إيكاريوس، وزير العدل علي حسنا، وزير الدعاية والنشر يوسف صهيون، وزير الداخلية والدفاع رجائي سعيد الحسيني، وزير الصحة د. حسين فخري الخالدي، ووزير الزراعة أمين عقل. ولم يظهر بقية الوزراء في الصورة وهم: وزير الخارجية جمال الحسيني، وزير الشؤون الاجتماعية عوني عبد الهادي، وزير الاقتصاد د. فوتي فريج، ووزير المعارف أكرم زعيتر.
أما الصورة الثانية، فقد ضمت كلًا من الحاج أمين الحسيني، رئيس الهيئة العربية العليا، وأحمد حلمي باشا، رئيس حكومة عموم فلسطين.
أما الصورتان الأخيرتان في هذا الفصل فتُظهر كلًا من إبراهيم وحمدي خليل منكو، وهما من كبار التجار والملاك في العاصمة الأردنية، عمان، اللذان موّلا ما عُرف بـ"سرية منكو"، المؤلفة من 120 مقاتلًا متطوعين للقتال في فلسطين، وقد حطّوا في جبل الزيتون.
ومن المرجّح أنه وقع خطأ في ترتيب صور الفصلين الثامن والتاسع من الكتاب، حيث استبدلت هاتان الصورتان مكانهما الذي كان يفترض أن يقع في الفصل الثامن، الذي يحمل عنوان "الزعماء الأردنيون في عمان" بصورتين وردا في ذلك الفصل، وتعود إحداهما لوثيقة "إعلان حكومة فلسطين"، وتظهر الثانية أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في غزة برئاسة الحاج أمين الحسيني.
الطريق إلى الدولة العبرية
ضَمَّ الفصل العاشر، الذي يحمل عنوان "دولة إسرائيل"، 22 صورة فوتوغرافية، وقد استهلّها عارف العارف، بصورة أولى "للدار الحمراء"، وهي مركز "الهستدروت" في تل أبيب(1)، الذي يصفه العارف بأنه مقرّ حزب العمال، ومنه يدير الإسرائيليون حركة العمال والقتال. وتليها صورة ثانية لأحد جدران شوارع مدينة تل أبيب، المليئة بالملصقات التي تدعو الشبان والشابات اليهوديات إلى حمل السلاح لمقاتلة العرب.
تتبع تلك الصور عدة صور لطلائع الهاغاناه، الأولى منها تظهر عرضًا عسكريًا في أحد شوارع القدس، بعد صدور قرار تقسيم فلسطين مباشرة، ما يشير إلى استعدادها المسبق للقرار؛ أما الصورة الثانية فهي تظهر مجموعة من جنود الهاغاناه في موقع حصين عند أطراف تل أبيب، وهم في وضعية استعداد لصدّ الهجمات العربية. وتُظهر الصورة الثالثة دافيد شألتئيل، قائد منظمة الهاغاناه، الذي يوصف بأنه أحد سفّاحي مذبحة دير ياسين(2)، أما الصورة الرابعة فهي لمناحيم بيغن، زعيم "إرغون تسفائي ليئومي"، اليميني المتطرف، والذي وصل إلى منصب رئيس وزراء إسرائيل عام 1977، وقد قاد جماعته في معركة المنشية بيافا، إضافة إلى قيادته لهم أثناء ارتكاب مجزرة دير ياسين(3).
الصورتان اللاحقتان تظهران نعشين، الأول للكونت فولك برنادوت، الوسيط الدولي، والثاني لمساعده أندرو بيرسيرو، وتليهما صورة أخرى لاثنين من قتلة الكونت برنادوت، وهما جالسان في قفص الاتهام أمام محكمة يهودية بعكا. والمعروف أن الكونت برنادوت اغتيل بسبب دعوته لتعديل قرار تقسيم فلسطين ليكون أقرب إلى العدالة.
يعرض العارف بعد ذلك مجموعة من الصور لقادة الحركة الصهيونية ومؤسّسي الدولة العبرية، ويبدأها بصورة لكل من د. حاييم وايزمان وديفيد بن غوريون. تُظهر الأولى وايزمان عندما وقف في الكنيست لإعلان قيام دولة إسرائيل، وكان قد انتخب رئيسًا للدولة العبرية في 14 شباط / فبراير 1949(4). فيما تظهر الصورة الثانية بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي (5) وهو يستقبل د. رالف بانش، الوسيط الدولي بالوكالة(6).
ويتابع العارف في هذا الفصل عرض صور قادة إسرائيل، مثل موشيه شاريت وزير الخارجية(7)، أبا إيبان، مندوب إسرائيل في هيئة الأمم المتحدة(8)، موشيه دايان، قائد جيش الهاغاناه في حرب فلسطين عام 1948، وكان يحمل رتبة كولونيل ثم رقي إلى رتبة جنرال بعد وقف القتال(9). وتلت هذه الصور عدة صور لقادة البالماخ ومقاتليه، الأولى لإسحق ساديه، مؤسس البالماخ، وكان خلال حرب 1948 رئيسًا لأركان الهاغاناه، وقبل ذلك ضابطًا في الجيش الروسي عام 1917(10). وأعقب ذلك صور لكل من يغئال ألون، رئيس أركان "البالماخ"، حتى حزيران/ يونيو 1948(11)، ويغئال يادين مدير الحركات العسكرية في الجيش الصهيوني(12).
احتوى الفصل العاشر في قسمه الأخير على صورتين لاحتفاء إسرائيل بقبولها عضوًا في الأمم المتحدة؛ الأولى لرفع علم إسرائيل، إلى جانب أعلام الدول الأخرى، وعددها 59 دولة حينذاك، وذلك بعد قبول عضويتها في الأمم المتحدة، يوم 11 أيار/ مايو 1949. أما الصورة الأخرى فهي لاحتفال إسرائيل بذات المناسبة، في ساحة الملعب الرياضي في "رامات غان"(13) على مقربة من تل أبيب، يوم 12/5/1948.
صورة أخرى ضمها الفصل المذكور، هي لنصب تذكاري أقامه اليهود على هضبة غرب القدس تخليدًا لذكرى قتلاهم على طريق القدس – تل أبيب، في مواجهات 1948، واختتم الفصل بصورة لمجموعة من يهود اليمن، الذين أصبحوا مواطنين في دولة إسرائيل.
أخيرًا، وفي بادرة وفاء ملفتة، ضم الفصل العاشر في ختامه صورة لجيمس فورستال، وزير الدفاع الأميركي(14) الذي عارض مشروع تقسيم فلسطين، وحذّر الرئيس ترومان من الانسياق وراء المطامع الصهيونية، التي تستثير العرب الذين يملكون منابع النفط. وعندما لم يفلح في تحذيراته استقال في 28 آذار/ مارس 1949. ويقول العارف أن الرجل أقدم على الانتحار تحت تأثير حملات القوى الصهيونية التي ظلت تهاجمه، حيث فارق الحياة يوم 22 أيار/ مايو 1949.
أما الفصل ما قبل الأخير، الحادي عشر، الذي حمل عنوان "ماذا حدث بعد المأساة"، فقد احتوى على 80 صورة فوتوغرافية ورسمًا، وقد بدأ بخارطة فلسطين، كما باتت إثر اتفاقيات رودس الخاصة بالهدن الدائمة ما بين إسرائيل والدول العربية عام 1949.
كرّس العارف الجزء الأكبر من صور الفصل، لعرض النتائج الكارثية لمفاوضات الهدنة. وبدأ بصورة للفريقين الإسرائيلي والأردني بقيادة كل من موشيه دايان وأحمد صدقي الجندي(15)، وهما يخطّطان الحدود في منطقة المثلث بحضور مراقب الهدنة، وهو فرنسي. ويعرض لمشهدين لمعاينة الحدود ما بين العرب واليهود على الطبيعة، ويثبت العارف صورة لجزء من أراضي "صور باهر" التي أضاعها المفاوضون "البلهاء" في رودس (والتعبير لعارف العارف)، نتيجة لاتفاق الهدنة الدائمة، والكارثة التي تسبّبت بها الخرائط المستبدلة، ويفيد أن مساحة الأراضي الضائعة تصل إلى 5 آلاف دونم.
أعقب ذلك أربع صور لعملية تبادل للأسرى العرب واليهود عبر بوابة مندلباوم، الفاصلة ما بين القدس العربية المحتلة من قبل إسرائيل والقدس الشرقية. وتلتها صور أخرى ذات صلة، إحداها لعبد الله التل، الحاكم العسكري الأردني للقدس(16) وموشيه دايان وعدد من مراقبي الهدنة يوم تبادل الأسرى ما بين الأردن وإسرائيل. وهناك صورة أخرى تظهر القائمقام أحمد صدقي الجندي والأضون شيلواح(17)، ممثلين كلًا من الأردن وإسرائيل في مفاوضات الهدنة في رودس، والتي انتهت بعقد إتفاق 3 نيسان/ إبريل 1949. وتلت تلك الصور واحدة لجنود مصريين أسرهم اليهود في بئر السبع، إثر احتلالها يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
ثم يفرد عارف العارف أكثر من عشر صفحات من الفصل الحادي عشر لنشر مجموعة كبيرة من الصور للاجئين الفلسطينيين، بدأها بثلاث صور لسكان مدينتي اللد والرملة والقرى التابعة لهما بعد تشريدهم من بيوتهم تحت قوة السلاح، حيث تظهر الصور توزّعهم على جوانب الطرقات الترابية وتحت الأشجار. وتضمّن الفصل الحادي عشر المشهد الأيقوني الشهير للّاجئ الفلسطيني المسنّ وزوجته العجوز وهما يحتميان بخيمتهما.
بقية الصور تظهر الأوجه المختلفة لمأساة اللاجئين الفلسطينيين؛ ففي إحداها يظهر حشد من الأطفال وهم يتجرّعون أكواب الحليب أمام مركز توزيع للطّعام. كما يُرى حشد آخر للّاجئين وهم يتلقّون مؤنهم من الدقيق. وفي صفحة تالية تظهر صورتان لمخيم عتبة جبر في سهل أريحا، الذي كان يضم 15 ألف لاجئ، نصفهم من الأطفال، وذلك في عام 1950. وتظهر صفحات أخرى حالة أبناء اللاجئين، وهم يتناولون الطعام أو يجلسون على مقاعد الدراسة. وثمة جانب آخر من حياة اللجوء بعد حرب 1948، وهو انهماك اللاجئين في توفير مقومات الحياة في المناطق التي حلوا بها. فإحدى الصور تظهر بعضهم وهم منهمكون في تجفيف المستنقعات، وصورة أخرى تظهرهم وهم ينشئون منازل جديدة لهم من الطوب. وتليها صورتان تظهران عددًا من اللاجئين يمارسون مهنة النجارة.
وتغطي إحدى صفحات الفصل رسومًا توضيحية للمناضلين الذين بترت أعضاؤهم خلال المواجهات العسكرية مع القوات الصهيونية. ويفيد التعليق بأسفل الصفحة أن عدد الجرحى الذين بترت أطرافهم 769 شخصًا، حتى عام 1949، حيث قاموا بتأسيس "رابطة المناضل الجريح"، وقامت الأخيرة بانتخاب مجلس تنفيذي في 27/5/1949.
وتظهر الصورة اللاحقة أعضاء المجلس التنفيذي لرابطة المناضل الجريح، إضافة إلى مصابين تم تركيب أطراف صناعية لهم مكنتهم من ممارسة مهن متنوعة. وتحت عنوان "ملائكة الرحمة" تضمّن الفصل الحادي عشر أكثر من صورة لنساء فلسطينيات قدّمن خدمات كثيرة للجرحى والمحتاجين أثناء القتال، كما تضمّن الفصل المذكور تسع صور "لدار الطفل" في باب الساهرة، في القدس، والتي أسّستها هند طاهر الحسيني بعد مجزرة دير ياسين (9 نيسان/ أبريل 1948) بأسبوعين، وقد احتضنت الدار أبناء شهداء القرية، وفيما بعد انضم إلى هؤلاء العديد من أبناء وبنات شهداء النكبة، حتى تجاوز عددهم المئتين. وتظهر الصور مشاهد مختلفة لنزلاء الدار من الأطفال وهم على مقاعد الدراسة، فيما تتلقى البنات تدريبات على ماكينات الخياطة(18).
ثم يفرد الفصل الحادي عشر عدة صفحات لقرية قبية وضحاياها؛ بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بنسفها في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1953. حيث تظهر في الصور، إلى جانب أطلال مدرسة القرية والمباني السكنية المهدمة، مشاهد الضحايا من نساء وأطفال وشيوخ وجرحى(19).
هذا ويوثّق العارف في نهاية هذا الفصل صورًا لعدد من الشهداء والضحايا المدنيين الذين سقطوا في حوادث مختلفة منذ نهاية عام 1947، بعضهم رعاة قتلوا بدعوى أنهم تخطوا الحدود ما بين الضفة الغربية وإسرائيل. فيما قتل الآخرون جراء مداهمات إسرائيلية لقراهم وبيوتهم عام 1951، وتظهر الصور وجود عدة ضحايا من الأطفال.
هذا ويختتم العارف الفصل الحادي عشر بصورة شخصية للمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي(20) الذي شبّه الأعمال الوحشية التي ارتكبها اليهود الصهاينة ضد العرب الفلسطينيين، بالجرائم التي اقترفها النازيون ضد اليهود، كما في دير ياسين (9 نيسان/ أبريل 1948).
نضال المرأة العربية من أجل فلسطين
احتوى الفصل الثاني عشر والأخير من كتاب "النكبة بالصور"، والذي يحمل عنوان "المرأة العربية"، على 14 صورة فقط، ورغم ضآلة عدد هذه الصور إلا أن هذا الفصل يمثّل التفاتة هامة من جانب عارف العارف لنضالات المرأة الفلسطينية والعربية في مواجهة المخططات الاستعمارية والصهيونية في فلسطين.
يبدأ الفصل بصورة لتظاهرة لنساء القدس، في أحد الشوارع القريبة من سور المدينة القديمة، احتجاجًا على قرار التقسيم، الصادر في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، تليها صور تتضمن مواقف نسائية عربية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، منها صورة لفتاة عراقية تخطب في حشد من الطلبة في جامعة بغداد يتظاهرون احتجاجًا على قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ثم صورة لوفد نسائي فلسطيني إلى اجتماع القيادات النسائية العربية في القاهرة، وصورة ثالثة للقيادات النسائية المجتمعات في القاهرة، حيث انتخبن لجنة مركزية للمنظمات النسائية العربية.
وتتعاقب على الصفحات الأخيرة من الفصل الثاني عشر صور فردية لشخصيات نسائية فلسطينية لعبت أدوارًا مميّزة لمساعدة ضحايا حرب 1948، منهن زليخة إسحق الشهابي(21)، عندليب العمد(22)، فايزة عبد المجيد(23)، ناهد عبدو السجدي(24)، وكذلك صورتان للزوجان الطبيب مهدي الحسيني ونفيسة الحسيني اللذان لعبا أدوارًا هامة في مساعدة الجرحى الذين سقطوا في المواجهات العسكرية مع القوات الصهيونية.
كما ضم الفصل الأخير صورًا جماعية "لجامعة نساء بيت لحم"، ولعضوات "جامعة النساء العربيات" ولفريق من الهلال الأحمر في القدس، وأخيرًا صورة لعملية جراحية لأحد المقاتلين الجرحى في معركة الدهيشة (18 آذار/ مارس 1948) على أيدي أنطوان جاد الله هندل وممرضتين من جامعة نساء بيت لحم.
* باحث في التاريخ الاجتماعي وفنان بصري.
هوامش:
(1) يشبه مقر الهستدروت في تل أبيب بالكرملين في موسكو، وهنا يخلط العارف بين حزب العمل والهستدروت. والأخيرة منظمة عمالية يهودية تأسست عام 1920، على يد حزب "مباي" وظلّت تحت نفوذ حزب العمل الإسرائيلي حتى تسعينيات القرن الماضي. وقد شكّل الهستدروت ركنًا رئيسيًا من أركان المشروع الصهيوني في فلسطين، حيث دعمت الهجرة اليهودية والاستيطان اليهودي وإقامة اقتصاد يهودي في فلسطين. ولا يزال الهستدروت يشكل قوة اقتصادية- اجتماعية كبيرة في إسرائيل، حيث يسيطر على حوالي ربع الإنتاج القومي الإسرائيلي.
(2) دافيد شألتئيل (1903- 1969): ولد في برلين، انضم في سن مبكر إلى حركة الشباب "بلاو فايس" الصهيونية، وهاجر إلى فلسطين عام 1923، ثم عاد ليغادرها ويعود إليها ثانية في عام 1934، حيث انضم إلى الهاغاناه، وانغمس لسنوات طويلة في شراء السلاح وتهريبه إلى فلسطين. عمل في الأربعينيات في عدة أجهزة مخابرات تابعة للهاغاناه. وباعتباره قائدًا محليًّا للهاغاناه نسّق مع منظمة إرغون هجومًا مشتركًا على قرية دير ياسين، الذي أوقع 360 من الأهالي بين قتيل وجريح.
وقد لعب شألتئيل أدوارًا عدة في معارك القدس، حيث قاد عدة هجمات فاشلة للسيطرة على البلدة القديمة للقدس. وقد وقع اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الأردنية واليهودية في القدس، والتي بموجبها تم نزع سلاح الحي اليهودي في القدس الشرقية.
(3) مناحيم بيغن (1913- 1992): ولد في روسيا البيضاء ودرس فيها حتى نهاية الثانوية، ثم درس القانون في جامعة وارسو، بولندا، وهناك انضم إلى منظمة "بيتار" اليهودية البولندية، ولم يلبث أن ترأسها. عمل بيغن فور وصوله إلى فلسطين على تأسيس منظمة صهيونية عسكرية تحت اسم "إرغون" التي نفذت سلسلة من المجازر والعمليات الإرهابية، أبرزها مذبحة دير ياسين بحق السكان الفلسطينيين (17 أيلول/ سبتمبر 1948)، ونسف مقر قيادة القوات البريطانية في فندق الملك داود، واغتيال الوسيط الدولي للأمم المتحدة الكونت برنادوت. بعد قيام دولة إسرائيل وحل التنظيمات العسكرية غير النظامية، انتقل مناحيم بيغن إلى العمل السياسي، حيث انتخب عضوًا في الكنيست عام 1949. وقاد حزب الليكود الذي وصل إلى السلطة في إسرائيل، عام 1977، وتولى بيغن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وفي عهده أبرمت إسرائيل أول اتفاقية سلام مع العرب، وهي اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية (1979)، كما قامت الطائرات الإسرائيلية، عام 1981، بضرب المفاعل النووي العراقي، وفي صيف العام التالي اجتاحت القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية، حتى العاصمة بيروت، بهدف اجتثاث المقاومة الفلسطينية، وإبعادها عن لبنان.
(4) د. حاييم وايزمان (1874- 1952): ولد في روسيا البيضاء، ودرس فيها قبل أن يتلقى تعليمه العالي في الكيمياء، وفي عام 1899 حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من "البولتيكنيكوم" الألمانية.
عمل وايزمان في عدة جامعات أوروبية وبريطانية، ووظف اكتشافاته العلمية في خدمة المجهود الحربي البريطاني من أجل تعزيز نفوذه على الحكومة البريطانية، وكان الشخصية اليهودية الأهم الدافعة لاستصدار الحكومة البريطانية وعد بلفور في تشرين الثاني/ نوفمبر 1917.
ترأس وايزمان المنظمة الصهيونية العالمية للفترة الواقعة ما بين 1920 و1946، لينتخب بعدها كأول رئيس للدولة العبرية عام 1949، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته عام 1952.
(5) دافيد بن غوريون (1886- 1973): ولد في بولندا، لأب محامٍ ترأس "أحباء صهيون"، وتحت تأثير اعتناقه المبكر المبادئ الصهيونية انضم إلى حركة "بوعالي صهيون" الاشتراكية الصهيونية، وفي سن العشرين هاجر إلى فلسطين، حيث ساهم في إنشاء "هشومير" التي كانت أولى المنظمات العسكرية التي نشأت لغايات حماية المستعمرات والممتلكات اليهودية في فلسطين. وفي عام 1912 درس القانون في جامعات إسطنبول وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون. وفي عام 1918 انضم بن غوريون إلى الجيش البريطاني، حيث التحق "بالفيلق اليهودي" فيه، واستقر بعد الحرب العالمية الأولى في فلسطين، ليعمل مزارعًا في المستوطنات اليهودية، كما احتل موقعًا قياديًا في "حزب عمال صهيون". وعمل محرّرًا لجريدة "هأحدوت (الاتحاد)"، لسان حال حزب عمال صهيون.
اعتبارًا من عام 1920 شغل بن غوريون منصب السكرتير العام للهستدروت الذي تأسّس في ذات العام، وليقوده خلال السنوات الخمس عشرة اللاحقة. وفي عام 1930 نجح بن غوريون في توحيد أحزاب العمل الصهيونية في حزب واحد هو حزب عمال إسرائيل "مباي" وفي ترؤسه. وبصفته هذه تم انتخابه أيضًا رئيسًا للوكالة اليهودية التي أدارت حركة الاستيطان اليهودي في فلسطين.
وفي مواجهة معارضة التنظيمات الصهيونية اليمينية أيّد بن غوريون مع حاييم وايزمان وموشيه شاريت توصية لجنة بيل (1937) بتقسيم فلسطين. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية أيّد بن غوريون انضمام اليهود، إلى الجيش البريطاني، بالرغم من معارضته للكتاب الأبيض البريطاني (1939) الذي قنّن الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ومع انتهاء الحرب أيّد بن غوريون حركة التمرّد العبري ضد البريطانيين، وقاد عملية التسليح والاستعداد للقتال ضد التشكيلات العسكرية الفلسطينية، وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين، قاد بن غوريون العمليات الحربية، بصفته المسؤول عن حقيبة الدفاع في الوكالة اليهودية. وإثر انسحاب القوات البريطانية من فلسطين تلا بن غوريون، يوم 14 أيار/ مايو 1948، "وثيقة الاستقلال" التي أعلنت قيام دولة إسرائيل، حيث تولى فيها منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وقد حافظ على منصبه كرئيس وزراء إسرائيل مدة ثلاثة عشر عامًا، حتى عام 1963 (باستثناء الأعوام 1953- 1955).
(6) د. رالف بانش (1904- 1971): دبلوماسي أميركي من أصل أفريقي، انضم إلى الأمم المتحدة، وأصبح في عام 1948 وسيطًا دوليًا بالنيابة لمنطقة الشرق الأوسط. ولعب دورًا في إبرام هدنة دائمة ما بين مصر وإسرائيل، حصل إثرها على جائزة نوبل للسلام، عام 1950.
في بادرة وفاء ملفتة، ضم الفصل العاشر صورة لجيمس فورستال (وسط)، وزير الدفاع الأميركي الذي عارض مشروع تقسيم فلسطين، وعندما لم يفلح في تحذيراته استقال في 28 آذار/ مارس 1949. |
(7) موشيه شاريت (1894- 1965): ولد في أوكرانيا، هاجر إلى فلسطين عام 1909، وهو أول وزير خارجية لإسرائيل، وثاني رئيس وزراء فيها للسنوات 1953- 1955. انتخب عضوًا في الكنيست الإسرائيلي بصورة متكررة منذ أيار/ مايو 1948 وحتى تموز/ يوليو 1965.
(8) أبا إيبان (1915- 2002): ولد في كيب تاون، جنوب أفريقيا، وانتقل إلى بريطانيا في سن مبكرة ليتلقى تعليمه هناك. درس اللغات الشرقية في جامعة كامبردج، حيث شارك في "اتحاد الشباب الصهيوني" وترأس تحرير مجلة "الشباب والصهيونية".
عمل خلال الحرب العالمية الثانية مع حاييم وايزمان في المنظمة الصهيونية العالمية في لندن، ثم التحق بالجيش البريطاني كضابط مخابرات، وحصل عام 1947 على رتبة ميجور من الجيش البريطاني. وبعد فترة من العمل لصالح الوكالة اليهودية في لندن، انتقل إلى نيويورك، حيث كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تتدارس مسألة فلسطين، ومن هناك لعب دوره في صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181. أمضى أبا إيبان عقدًا من الزمن مندوبًا لإسرائيل في الأمم المتحدة وسفيرًا لبلاده لدى الولايات المتحدة.
عاد إلى إسرائيل عام 1959 لينتخب عضوًا في الكنيست وليشغل مناصب وزارية عدة، منها وزير التعليم والثقافة (1960/ 1963) ووزير الخارجية (1966/ 1974). وكان يتقن العديد من اللغات، منها اللغة العربية.
(9) موشيه دايان (1915- 1981): ولد في مستوطنة دغانيا، على بحيرة طبريا، لأبوين هاجرا من أوكرانيا، تلقى تعليمه الابتدائي في مستوطنة نهلال، ليلتحق بعدها بمدرسة زراعية، وانضم وهو في سن الرابعة عشرة إلى منظمة الهاغاناه والبالماخ في بدايات تكوينها.
التحق عام 1937 بشرطة المستوطنات التي تشكّلت بقرار بريطاني مع اندلاع ثورة 1936. وتدرّب تحت إشراف إسحق ساديه من مؤسسي الهاغاناه والبالماخ. وخلال عامي 1938 و1939 كان عضوًا في الوحدات الميدانية تحت قيادة ساديه، فضلًا عن مشاركته في الدوريات الليلية التي كان يقودها الضابط الإنكليزي لمهاجمة القرى العربية ليلًا، بحثًا عن الثوار الفلسطينيين. ومن هذه الخبرات كوّن دايان عقيدته العسكرية القائمة على المبادرة في الهجوم.
خلال الحرب العالمية الثانية انضم دايان مع قوة يهودية إلى القوات البريطانية والحليفة التي عملت على تحرير سورية ولبنان من قوات حكومة فيشي الموالية للألمان. وخلال ذلك فقد دايان عينه جرّاء إصابة مباشرة، وقد قلّدته الحكومة البريطانية حينها أعلى أوسمتها العسكرية.
في عام 1947، ومع اقتراب المواجهات ما بين العرب واليهود رقّي دايان، وأصبح أحد أعضاء هيئة أركان الهاغاناه. وفي 18 أيار/ مايو عيّن قائدًا لقطاع نهر الأردن، وشارك في معركة دغانيا ضد القوات الأردنية والسورية، ورفع إثرها إلى رتبة قائد كتيبة. وفي 11 حزيران/ يونيو، قاد دايان هجومًا مكثفًا على مدينة اللد، ضمن "عملية داني"، وانتهى الهجوم باحتلال المدينة وانسحاب القوات العربية التي كانت مرابطة فيها. وقد ارتكبت القوات الإسرائيلية في اللد وقراها مجازر بشعة بحق السكان.
رقّي دايان إثر معركة اللد إلى رتبة مقدم، وانتقلت كتيبته إلى الجهة الجنوبية لمقاتلة القوات المصرية. ولم يلبث أن عُيّن قائدًا للواء القدس، وفي محاولة منه لاحتلال جبل المكبر الذي كان تحت سيطرة القوات الأردنية، شنّ هجومًا فاشلًا أوقع خسائر فادحة في قواته المهاجمة.
وإثر تفاوض دايان مع عبد الله التل في الجانب الأردني، وقع في كانون الأول/ ديسمبر اتفاقًا لوقف النار. وفي نيسان/ أبريل مثّل دايان إسرائيل في محادثات الهدنة التي عقدت مع الأردن في رودس، والتي انتهت بتوقيع اتفاقية الهدنة الدائمة.
في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 1948 رقّي دايان إلى رتبة لواء، وعيّن قائدًا للمنظمة الجنوبية، وفي كانون الأول/ ديسمبر 1952 عيّن رئيسًا لفرع العمليات في الجيش الإسرائيلي، وفي نهاية العام التالي عيّن قائدًا لاركان الجيش الالسرائيلي.
(10) إسحق ساديه (1890/ 1952): ولد في بولندا. خدم في الجيش الروسي في مطلع الحرب العالمية الأولى، ثم قاد فرقة عسكرية في الجيش الأحمر بعد الثورة الروسية لعام 1917. هاجر إلى فلسطين عام 1920، حيث قام بتأسيس البالماخ والتي قادها منذ تأسيسها وحتى عام 1945. كما تولى قيادة هيئة أركان الهاغاناه ما بين عام 1945 وعام 1947. لعب في حرب 1948 بعض الأدوار القيادية، واعتزل الخدمة العسكرية بعدها.
(11) يغئال ألون (1918/ 1980): ولد في مستوطنة كفار طابور، في الجليل الأسفل، فلسطين، لأبوين مهاجرين من روسيا. درس الثانوية الزراعية في خضوري وتخرج منها عام 1937.
انضم ألون إلى الهاغاناه عام 1931، وعمل في دورية متنقلة إبان الثورة الفلسطينية الكبرى (1936/ 1937)، وشارك في عدة عمليات ليلية لقوات الاحتلال البريطاني بقيادة الضابط وينجيت. وفي عام 1941 كان أحد مؤسسي منظمة البالماخ، وبعد مشاركته مع القوات البريطانية في عمليات داخل سورية ولبنان، عامي 1941 و1942، أصبح قائدًا للبالماخ في عام 1945.
لعب أدوارًا قيادية إبان حرب 1948 على الجبهات الشمالية (الجليل) والجنوبية (مع مصر)، وتقاعد من الخدمة العسكرية عام 1950.، حيث انتقل للعمل السياسي. كان من بين مؤسسي حزب مبام اليساري الصهيوني، وقائدًا بارزًا لأحدوت هعفوداه التي انقسمت عن حزب مباي، وانتخب منذ عام 1955 عضوًا في الكينست.
تولى ألون عدة مناصب وزارية، منها وزير العمل ما بين 1961 و1968 في عهد حكومة غولدا مائير (1969/ 1974)، ثم وزير الخارجية (1974/ 1977).
(12) يغئال يادين (1917/ 1984): ولد في القدس. انضم إلى الهاغاناه وقاتل ضد الثوار الفلسطينيين خلال الثورة الفلسطينية الكبرى 1936/ 1939، وتولى خلال الحرب العالمية الثانية رئاسة العمليات الحربية في قوات الهاغاناه، ثم رئاسة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بين عامي 1949 و1952.
التحق بالجامعة العبرية بعد تقاعده من الجيش ودرس الآثار، حيث حاز على درجة الدكتوراه، وبعد اعتزاله السياسة زاول العمل الأكاديمي.
(13) رامات غان: تأسست عام 1921 كمستوطنة زراعية تابعة لمدينة تل أبيب، وفي عام 1950 أصبحت مدينة تابعة لقضاء تل أبيب. وقد توسّع عدد سكان رامات غان بفضل هجرة اليهود العراقيين واستقرارهم فيها، وهي تضم جامعة بار إيلان، كما تقع فيها بورصة الماس الأكبر في إسرائيل.
(14) جيمس فورستال (1892/ 1949): شغل منصب وكيل وزارة البحرية الأميركية، قبل أن يصبح وزيرًا للدفاع ما بين أيلول/ سبتمبر 1947 وآذار/ مارس 1949. وكان منتميًا للحزب الديمقراطي.
عارض جيمس فورستال إلقاء الولايات المتحدة القنابل النووية على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، كما كان معاديًا للصهيونية، ومعارضًا لمشروع تقسيم فلسطين، وقد مات شنقًا، دون أن يكشف النقاب عن خلفيات قتله أو انتحاره حتى اليوم. وقد صدر مؤخرًا كتاب حول ذلك لديفيد مارتين:
David Martin: The Assassination of James Forrestal, McCabe publishing, 2019.
أنظر ايضًا: صحيفة الأخبار، من قتل جيمس فورستال... أول وزير دفاع أميركي؟ في al- akhbar.com 28 آذار 2020.
(15) أحمد صدقي الجندي التحق بالجيش العربي مع تأسيس إمارة شرقي الأردن عام 1921، وساهم في تأسيس الجيش الأردني، وخدم كرئيس أركان وكبير مرافقي الملك عبد الله ابن الحسين، توفي عام 1979.
(16) عبد الله التل (1918/ 1973): ولد في إربد، درس الثانوية في السلط. التحق بالجيش الأردني عام 1941، وفي عام 1942 كان يحمل رتبة ملازم، وتلقى بعدها دورة أركان حرب في بريطانيا (1946). وفي حرب 1948 قاد معركة السيطرة على القدس القديمة، وبعد استسلام الحي اليهودي في القدس، أبرم وثيقة استسلام الحي، وتم أسر العسكريين اليهود من قوات الهاغاناه وغيرها. وقد عيّن حاكمًا عامًا للقدس عامي 1948 و1949.
غادر الأردن إلى مصر كلاجئ سياسي ومعارض للملك عبد الله الأول، وقد أدرج اسمه ضمن قائمة المتهمين باغتيال الملك عبد الله على أبواب المسجد الأقصى بالقدس، حيث حُكم عليه بالإعدام. وقد بقي لاجئًا سياسيًا في القاهرة لمدة 18 عامًا، قبل أن يعود إلى الأردن في عام 1956.
(17) الأضون شيلواح، أو رؤوفين شيلواح (1909/ 1959): ولد في القدس، وهو أول رئيس لجهاز الموساد الإسرائيلي، حيث عيّنه ديفيد بن غوريون في هذا المنصب عام 1949. وكان يتقن اللغة العربية. شارك في مفاوضات الهدنة مع الأردن في رودس، وقد استقال من منصبه عام 1952.
(18) هند طاهر الحسيني (1916/ 1994): ولدت في القدس، عُرفت بإنقاذها 55 يتيمًا ناجيًا من مجزرة دير ياسين، مربّية ومصلحة اجتماعية. أنهت دراستها الابتدائية في مدرسة البنات الإسلامية بالقدس عام 1932، ثم التحقت بالكلية الإنكليزية للبنات وأنهت دراستها الثانوية في عام 1938. عملت بعدها في التعليم وفي عام 1945 توجهت نحو العمل الاجتماعي، حيث أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس، التي لم تلبث أن وصل عدد فروعها إلى 22 فرعًا في مدن فلسطين المختلفة.
بعد اندلاع القتال في فلسطين، عام 1948، قامت بتأسيس "دار الطفل العربي" في القدس، التي ضمت أول الأمر 55 طفلًا من أيتام دير ياسين قبل أن تستوعب المزيد من الأطفال الأيتام، وقد بدأت هند الحسيني بدار الطفل العربي من غرفتين، إلى أن أصبحت تشغل عمارة كاملة مموّلة من التبرّعات. وقد ضمّ مركز هند الحسيني التعليمي فيما بعد متحفًا للتراث ومستوصفًا للعلاج ومكتبة. وفي عام 1982 أنشأت هند الحسيني كلية للآداب للبنات تحمل اسمها، انضمت في عام 1995 إلى جامعة القدس، وهي تمنح درجة البكالوريوس.
(19) مجزرة قبية: في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 1953 شنت وحدتان من القوات الخاصة إسرائيلية هما الوحدة 101 بقيادة آرييل شارون ووحدة مظليين هجومًا ليليًا على قرية قبية الواقعة شمال القدس في المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
وقد بدأت العملية بقصف شديد للقرية استمر حتى صباح اليوم التالي، تلاه دخول القوات المهاجمة إلى بيوت القرية ونسفها من داخلها، كما نسفت وحدة المظليين مسجد القرية ومدرستين فيها، إضافة إلى خزان المياه الذي يغذي القرية. وسقط جرّاء المجزرة المرتكبة عشرات القتلى، الذين تضاربت أعدادهم ما بين 67 شخصًا وأكثر من 200 قتيل، فضلًا عن الجرحى.
وقد أثار العدوان غضبًا واسعًا في العالم، وفي خطوة نادرة دان مجلس الأمن الدولي في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1953، إسرائيل على عدوانها هذا، كما أوقف الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور بصورة مؤقتة تسليم مساعدات أميركية بسبب مسؤوليتها عن مجزرة قبية.
وقد تذرّعت إسرائيل بمرور وحدة من الفدائيين بأراضي القرية قبل تنفيذهم عملية عسكرية أدّت إلى قتل إسرائيليين، حيث قامت بشن عملية انتقام واسعة.
(20) أرنولد توينبي (1889/ 1975): ولد في لندن، إنكلترا، مؤرخ بارز ألّف موسوعة تاريخية تحت عنوان "دراسة للتاريخ" التي ضمّت 12 مجلدًا استغرق إعدادها واحدًا وأربعين عامًا.، قدّم فيها تفسيرًا للتاريخ الإنساني. ويعدّ توينبي واحدًا من أشهر المؤرخين المعاصرين.
(21) زليخة إسحق الشهابي (1901/ 1992): ولدت في القدس لأسرة مقدسية عريقة، تعلمت في مدرسة راهبات صهيون، انخرطت مبكرًا في النضال الوطني الفلسطيني، شاركت في المؤتمر النسائي العربي الفلسطيني في القدس، تشرين الأول/ أكتوبر 1929، والذي تقدّم بمذكرة حول أسباب ثورة البراق إلى المندوب السامي البريطاني، تضمّنت مطالب الشعب الفلسطيني.
أسّست مع أخريات "جمعية السيدات العربيات" في القدس، التي نشرت لجانًا باسمها في معظم مدن فلسطين. كما نظّمت مع ميليا السكاكيني حملة مجانية لتعليم الفتيات مبادئ القراءة والكتابة. لعبت خلال الثورة الكبرى 1936/ 1939 دورًا بارزًا في رفع معنويات الثوار المعتقلين أمام محاكم الاحتلال البريطاني من خلال حضورها وعدد من النساء جلسات المحاكم.
شاركت مع سبع وعشرين سيدة فلسطينية في المؤتمر النسائي الشرقي الذي دعت إليه السيدة هدى الشعراوي لنصرة فلسطين، في القاهرة (تشرين الأول/ أكتوبر 1938)، بحضور وفود عربية أخرى. وقد ألقت زليخة الشهابي كلمة جمعية النساء العربيات في المؤتمر، وبعد عودتها إلى القدس قامت بتأسيس الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني ليكون إطارًا موحدًا للعمل النسوي في فلسطين.
خلال حرب 1948 أنشأ الاتحاد النسائي لجانًا لإسعاف الجرحى ومستوصفًا لمعالجة المعوزين وآخر للعناية بالحوامل ورعاية الأطفال والأيتام. كما أسّس الاتحاد ناديًا رياضيًا ضم ملعبًا خاصًا بأنشطته، ونشط الاتحاد النسائي أيضًا في الميدان الثقافي.
واصلت زليخة الشهابي أعمالها بعد النكبة، وكان أبرزها دعوتها لإنشاء اتحاد للمرأة الفلسطينية الذي عقد أول مؤتمراته في القدس في تموز/ يوليو 1965، بمشاركة 174 عضوة.
(22) عندليب العمد (1899/ 1979): ولدت في نابلس. مربّية وناشطة اجتماعية، نشطت بصورة خاصة إبان ثورة 1936/ 1939. وفي عام 1945 أنشأت النادي الثقافي الرياضي، وخلال حرب 1948 شكلت لجنة نسائية لإسعاف الجرحى، كما بادرت لفتح دار توليد، وساهمت منذ نهاية الخمسينيات في تأسيس عدد من المستشفيات، وفي عام 1962 أسّست معهد النور للكفيفات.
وتقديرًا لجهودها تأسست عام 2001 "كلية عندليب العمد للتمريض والقبالة"، ومدة الدراسة فيها سنتان.
(23) فايزة عبد المجيد (1908/ 1996): ولدت في نابلس، وهي كاتبة ومصلحة وناشطة اجتماعية ساهمت في تأسيس العديد من الهيئات الاجتماعية منذ عام 1948، من بينها جمعية المناضل الجريح، جمعية المحاربين القدماء، جمعية رعاية الطفل وتوجيه الأم (نابلس) وغيرها. كما ألّفت العديد من الكتب المكرّسة للنساء المكافحات والأطفال والأسرى الفلسطينيين.
(24) ناهد عبدو السجدي: لا توجد معلومات كثيرة عنها. غير أن الباحثة د. فيحاء عبد الهادي أوردت اسمها ضمن قائمة النساء المقدسيات اللاتي برزن في العمل النضالي والاجتماعي. أنظر: palestine.com:
د. فيحاء قاسم عبد الهادي، نساء مقدسيات في الذاكرة الشعبية الجمعية. الضفة الفلسطينية، وهو موقع فلسطيني سياسي ثقافي، 22/10/2013.