}

أنغوس ديتون: اقتصاديّ مُهاجر يستكشف أرض اللامساواة

ضفة ثالثة- خاص 26 أكتوبر 2023
ترجمات أنغوس ديتون: اقتصاديّ مُهاجر يستكشف أرض اللامساواة
(GettyImages)


ترجمة:
لطفية الدليمي


عندما هاجر المختصّ بالاقتصاد أنغوس ديتون Angus Deaton إلى الولايات المتّحدة قادمًا من بريطانيا في بواكير ثمانينيات القرن الماضي كان مأخوذًا حدّ الارتعاب بمظاهر القوة الأميركية، وفي الوقت ذاته كان مصدومًا بالفجوات العظيمة التي شهدها بين الأميركيين. في كتابه الأخير الاقتصاد في أميركا Economics in America (الذي نشرته مطبعة جامعة برينستون يوم 3 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023- المترجمة) يوضّحُ ديتون بعبارات دقيقة كيف أنّ حقل الاقتصاد يتعامل مع أكثر القضايا تأثيرًا في عصرنا: الفقر، التقاعد، الحدّ الادنى للأجور، المخاطر الكارثية لنظام الرعاية الصحية المعمول به حاليًا في أميركا. إلى جانب هذه القضايا شديدة الأهمية يسردُ ديتون جوانب من تجاربه الثرية كمواطن بريطاني حاز على الجنسية الأميركية وشغل مناصب جامعية مهمّة باعتباره أحد علماء الاقتصاد الأكاديميين.

هنا حوار معه:

(*) كتابكَ الاحدث المنشور عن جامعة برينستون هو خلطة غير معتادة من المذكّرات والاقتصاد والسياسة والسيرة، وهو أحيانًا يثير المرح كثيرًا لدى القارئ. ما السبب الذي دفعك لإعتماد تلك المقاربة في كتابة هذا الكتاب، وما الذي تأمل من قارئ كتابك أن يجده فيه؟

أردتُ حكاية قصّة الأربعين سنة الأخيرة من الاقتصاد في أميركا؛ ولكن ليس من خلال اعتماد مقاربة الكتابة المباشرة عن الاقتصاد، بل من خلال سرد قصص بشأن الاقتصاديين ومغامراتهم في البحث والسياسة. أنا أحد هؤلاء الاقتصاديين، وحكايتي واحدة بين حكاياتهم. غالبًا ما يرى معظم الناس في الاقتصاد مبحثًا غامضًا وباعثًا على الملل؛ لكنّ العديد من الاقتصاديين يرونه أمرا آخر مخالفًا تمامًا؛ فهم أبعد ما يكونون عن الغموض، وحكاياتهم باعثة على متعة كبيرة. سعيتُ لكتابة كتابٍ يدفعُ القارئ للقراءة بمتعة واندفاع ورغبة جامحة.      

وُلِدْتُ في اسكتلندا، وهاجرت من بريطانيا إلى الولايات المتّحدة عام 1983 مدفوعًا بإغراء الراتب الأعلى من جهة، ووجود عدد من أعاظم الاقتصاديين العالميين في أميركا من جهة أخرى. أحكي في كتابي عن الأشياء والأفكار التي وجدتها في الولايات المتحدة؛ لكن ليس عنها وحدها فحسب، بل كذلك عن مهنة أستاذ الاقتصاد في جامعات أميركية متعدّدة تُعدُّ من جامعات النخبة. أحكي كذلك في كتابي عن اقتصاديين كثْرٍ قابلتهم في مسيرتي الأكاديمية: أحكي عن عملهم ومساهماتهم، وكيف أثّرت تلك الأعمال والمساهمات في خلق السياسة Policy والسياسات Politics الاقتصادية الأميركية. ليست قليلةً البتّة الحكاياتُ الطيبةُ والمريحة التي أرويها في كتابي؛ لكنّ كتابي ليس مرحًا خالصًا وقراءة يسيرة عابرة. ثمّة أخطاء كثيرة تُرتَكَبُ في الاقتصاد في يومنا هذا، وسيشهدُ القارئ كيف أنّ كتابي يصبح أكثر قتامة وتجهّمًا كلّما مضى أبعد في القراءة. أميركا ذاتها صارت مكانًا أكثر قتامة، وليس بمستطاعي التغافل عن هذه الحقيقة والاكتفاء بسرد الحكايات الطيبة. لكن دعوني أؤكّدْ: في الوقت الذي أبدي فيه بمواضع ليست قليلة في كتابي نقدًا حادًا للاقتصاد المعاصر فهناك أيضًا مواضع في الكتاب تطفحُ بالتعاطف والمشاعر الفيّاضة حدّ أنّ أحدًا غير الاقتصاديين أدهشني بقوله إنّ كتابي هو "رسالة حبّ لمهنتي".

(*) بأيّة طرقٍ وجدتَ نفسك – كمهاجر بريطاني -  ضائعًا في أميركا؟

سردتُ في كتابي أمثلة عن قلقي وهواجسي المضنية بشأن الحشود الغوغائية، وكيف أنّني تبادلتُ اللكمات مع مالك محلّ يبيع البرغر كينغ. كتبتُ كذلك كيف أنّ شرطيًا أميركيًا مثقلًا بالواجبات صرخ بوجهي عندما سألته أن يوضّح لي تعليمات محدّدة، وكيف أنني وسط ارتباك وزحمة في العمل رميتُ بطَرْدٍ شديد الأهمية لي في القمامة!!. شعرتُ كذلك بالضياع عندما اقتبس أحد زملائي الأكاديميين – وإماراتُ الجدّية الكاملة مرتسمة على وجهه – عبارة تقول (الحكومة هي لصوصية Government is Theft) رغم أنني كنتُ حينها قد مضى عليّ أربعة عقود من العيش في أميركا ولن أقبل بهذا التوصيف الذي يبدو متطرّفًا للغاية. لن تغيب عن ذاكرتي أيضًا تلك اللحظات المثيرة والقلقة عندما أصبحتُ مواطنًا أميركيًا بعد ثلاثين سنة من هجرتي، وكان من ضمن الأسئلة التي وجّهها لي الموظّف المسؤول عن إجراءات منح الجنسية سؤال يقول: هل سبق لك أن عملت في الدعارة؟ لن أنسى أيضًا معاناتي مع نظام الرعاية الصحية المعقّد في الغرب الأميركي عندما كافحتُ طويلًا للعثور على جرّاح خبير يستبدلُ لي حوضي المكسور، وحينها لم أعرف الفرق بين طبيب الأطفال Pediatrician والطبيب المختص بالأقدام Podiatrist، وقد تسبّب لي هذا الجهل بإرباك كبير.

(*) يشهدُ القارئ لكتابك أنّك تشعرُ بالامتنان العظيم لمهنتك ومفاعيلها في حياة البشر، ولا تغفل عن توجيه التحايا لها كلّما إستطعت. ما هو مثالك الأعلى في مهنة الاقتصاد؟

أحكي في كتابي قصّة اثنين من زملائي الشباب في جامعة برينستون: ديفيد كارد David Card وآلان كروغر Alan Krueger اللذان بحثا عن شاهدة تؤكّد إذا كانت زيادات متواضعة في الأجر اليومي يمكنُ أن تتسبّب في خسارة بعض العاملين وظائفهم. لم يجدا أية شاهدة تعضّد هذه الفكرة، وهو الأمر الذي جاء معاكسًا لما ظنّه أغلب علماء الاقتصاد. أصفُ في كتابي الكيفية التي تمّت بها إساءة معاملة هذين العالميْن الشابين وإهانتهم من قبل اقتصاديين يميلون للسياسات اليمينية، يعضّدهم في هذا المسعى جماعات ضغط منظّمة (لوبيات) تتخادمُ مع صناعة الأغذية السريعة. توجّهت أصابع الاتهام الساخطة لزميليّ بتأكيد أنهما أنكرا العلم الصحيح، وأنّ "الماء لا يرتفع لأعلى الجبل من أسفله خلافًا لشروط الجاذبية"؛ بل ذهب أحد الحاصلين على نوبل الاقتصاد حدّ اتهامهما بأنهما شبيهان بالعاهرات اللاتي يقدن تظاهرة حاشدة، ثمّ تكشّفت الحقائق شيئًا فشيئًا وتبيّن أنّ نظريتهما تتماشى مع الشواهد اليومية والإحصائيات المختبرة رياضياتيًا. العدوان الصارخ كانت له خلفياته المضمرة: استغلال العمّال عبر المحافظة على سقف متدنّ للأجور لم يكن محض فضول نظري أكاديمي بل موضوعة معيش يومي لم تلبث تبعاته تتعاظم يومًا بعد آخر. كان عمل هذين العالميْن الشابيْن أمثولة عظيمة على تضافر الشواهد العملية مع النظرية عبر زمن ليس بالقصير، وفي تلك الفسحة الزمنية راح معظمنا يطوّرُ ويحدّثُ أدوات فهمه الاقتصادي. أعاد هذا العمل الأكاديمي إلى الأضواء أفكارًا قديمة بشأن اللامساواة وعلاقتها بالطبقة ورأى فيها حالة صراعية بين رأس المال والقوة العاملة. نال ديفيد كارد جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2021 مكافأة له على هذا العمل المبهر؛ لكنّ آلان كروغر لم يتشارك مع كارد في نيل هذه الجائزة لأنّه كان قد انتحر عام 2019.

(*) غالبًا ما يجد الاقتصاديون أنفسهم منخرطين في السياسة؛ لذا فهم يجتذبون الاهتمام والأنظار ويتسبّبون في خلق نقاشات جدالية حثيثة بطريقة لا نعهدها في الحقول البحثية الأخرى. هل ترى هذا الأمر طيبًا أم سيئًا؟

هو طيب وسيء معًا. طيبٌ لأنه يكشف لنا أنّ الناس تهتمُّ لما يفعله الاقتصاديون، وسيء لأنّ السياسة يمكن أن تعمل على تحجيم العلم لصالح قناعة محدّدة. لو أنّ الناس لم تعِرْ اهتمامًا لما نفعل فلن نكون حينها نؤدّي أعمالنا، وربما فقدنا وظائفنا الأكاديمية أيضًا. يمتلك الناس قيمًا مختلفة واهتماماتٍ مختلفة هي الأخرى؛ لذا فإنّ اكتشافًا لفكرة جديدة أو نظرية جديدة أو حتى لبيانات جديدة لن يكون مبعث ترحيب من قبل بعض الجماعات البشرية، وعلينا توقّع انبثاق تحدّيات ومجادلات لا تنتهي من قبل هؤلاء.

أحدُ الفصول في كتابي عنوانه هو التالي "سياسة الارقام The Politics of Numbers". هذا الفصل يتناول حالة الشعور بالانتصار أو الغضب التي تُقابلُ بها أية شاهدة جديدة في الاقتصاد وبخاصة في تلك الموضوعات الساخنة التي على شاكلة: الفقر، البطالة، التضخّم، النمو الاقتصادي.

الجانب السيء في الأمر يحصل عندما تلقي السياسة بظلالها على العلم وتبسط يدها الثقيلة عليه بكيفية مباشرة أو غير مباشرة عبر إفساد الشواهد الإحصائية والتلاعب بنتائجها، وحينها تستبدلُ الشواهد المستحصلة بأكاذيب ملفّقة تحت أسماء برّاقة. ليس السياسيون وحدهم من يقترفون هذه المثلبة، يوجد أحيانًا أفراد من داخل الجسم المهني ممّن يقترفون هذه الخطيئة. أجدُ الأمر محبطًا للغاية عندما يلوي بعض الاقتصاديين عنق الوقائع الرقمية ويكيّفونها طبقًا للرؤى السياسية التي يندفعون لتعضيدها من غير هوادة. أفضل الاقتصاديين وأكثرهم فائدة لعلم الاقتصاد وللصالح العام هم أولئك القادرون على تغيير آرائهم تبعًا لمتطلبات الشواهد الجديدة؛ ولكن برغم كلّ التطوّرات المستحدثة في دراسة الاقتصاد فإنّ موضوعاتٍ مثل (قياس الفقر) قد أصبحت ميدانًا واسعًا للتسييس والاستقطاب إلى حدّ أفقدنا القدرة على تحديد أيّ مقياس للفقر يتّسمُ بالفائدة والمصداقية معًا. من الطبيعي أن نتوقّع بأنّ هذا الأمر يسري على ميادين أخرى في العلم الاقتصادي (مثل ميدان الصحة العامّة) حيث الاستقطاب المدفوع بعناصر سياسية صار يمثّلُ تحدّيًا متعاظمًا.

(*) في أية ميادين تعتقد أنّ الاقتصاد فشل في تحقيق النجاح الذي كنت تنشده؟

لآجالٍ طويلة ركّز الاقتصاد على فكرة الكفاءة Efficiency، وامتدّ ذلك التركيز لأمد أطول ممّا يتوجّب كما أعتقد. تبع إقتصاديون كثيرون خطى ليونِل روبنز Lionel Robbins في تعريف الاقتصاد بأنّه "تخصيص الموارد النادرة بين بدائل ممكنة من غايات نهائية عديدة". تبعًا لهذا المفهوم فإنّ الهدف الرئيسي للإقتصاد هو التأكّد من أنّ عملية التخصيص تجري بأفضل طريقة متاحة. يبدو أنّ الاسواق Markets هي المثال الأعظم للارتقاء بالكفاءة ؛ فهي (الأسواق) ليست في حاجة لأيّ دعم مركزي (أي من جانب الحكومة- المترجمة)، وأنّها تحدّد سقوف الأسعار بما يقود إلى توجيه طرائق التخصيص. المنظومة السعرية Price System هي بالتأكيد واحدة من أعاجيب العالم. الأسعار هي التي تخصّصُ الأشياء للناس الذين هم في مسيس الحاجة لها أكثر من سواهم، أو على الأقلّ تخصّصُ الأشياء لهؤلاء الذين يمتلكون المال إلى حدود تكفي للسماح لهم بالتعبير عن حاجاتهم المادية.

في مقابل مدرسة روبنز الاقتصادية كان هناك مدرسة ميلتون فريدمان Milton Friedman  الموصوفة بالمدرسة الليبرتارية Libertarian (التحررية من كلّ الضوابط- المترجمة). سمّيت هذه المدرسة باسمها أعلاه تيمّنًا بأكثر شخوصها تأثيرًا وممارسة اقتصادية على مستوى العالم وهو ميلتون فريدمان الذي رأى في مجادلاته الكثيرة أنّ الأسواق هي عنصر جوهري في الحرية (الشخصية والمجتمعية- المترجمة) وأنّ أيّ محاولة للتدخّل في عمل الأسواق، وبصرف النظر عمّا قد يحمله من نوايا طيبة، فإنّه لن يأتي سوى بالسوء والنكوص الاقتصادي. الحكومات هي المشكلة دومًا ولم تكن أبدًا حلًا للمعضلات الاقتصادية. اليوم يرى معظم الاقتصاديين (وليس كلّهم) أنّ رؤية فريدمان ومدرسته الليبرتارية إنما هي ذاهبة إلى أقصى حدود التطرّف. تسبّبت مدرسة فريدمان الاقتصادية أحيانًا في نتائج غاية في السوء كذلك السوء الذي حصل عقب الوثوق المطلق في قدرة الأسواق المالية على ضبط حركتها ثمّ انتهينا إلى الأزمة المالية العالمية (في عام 2008- المترجمة)؛ إذ لطالما شجّع أقطاب هذه المدرسة الانتقال الحرّ للرساميل عبر الحدود الوطنية. في مقابل الدفاع المستميت عن الأسواق المالية وتحجيم دور الحكومات أهملت مدرسة فريدمان الليبرتارية موضوعات يراها الناس أكثر أهمية من المال، مثل: اللامساواة، الفقر. أنا من جانبي انجرفتُ مع تيّار هذه المدرسة لبعض الوقت على الأقلّ ثمّ أعدتُ ضبط بوصلتي لاحقًا عقب النتائج الكارثية لأزمة عام 2008.

(*) هل ثمّة أفكار أخرى تريدُ من قرّائك الانتباه إليها؟

جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية أضيفت إلى سلسلة (النوبلات) الأخرى عام 1969، وظلّت منذ ذلك التاريخ موضع مساءلة وشدّ وجذب؛ فقد ذهب أحد الاقتصاديين إلى أنّ هذه الجائزة هي واحدة بين أسوأ ثلاثة أشياء حصلت في القرن العشرين (الشيئان الآخران هما الانفجار السكّاني، ومحرّك الاحتراق الداخلي). ربّما ستندهشون لو عرفتم أنّ هذا الاقتصادي هو أحد الحاصلين على جائزة نوبل ولم يقل ما قاله رغبة في التنكيل بالجائزة. لكنّ الحقيقة أنّ جائزة نوبل في الاقتصاد غيّرت طبيعة مهنتنا، وساهمت في خلق الكثير من أسباب السعادة إلى جانب بعض الغيرة والحسد معبّرًا عنها بالقول الذي يمكن أن يرد على لسان كثرة من الإقتصاديين في كلّ موسم من مواسم نوبل: "لقد فاز (فلان) بجائزتي"!!. يمكن للجائزة أيضًا أن تعيد تشكيل التاريخ، وقد أوردتُ في كتابي حكاية اثنين من أصدقائي المقرّبين تعاونا في مشروع حسباه مشروع العمر لكليهما. ما حصل لاحقًا أنّ واحدًا منهما فقط مُنِح جائزة نوبل عن هذا المشروع وتمّ استبعاد الآخر. وقد تسبّب هذا الأمر بكثير من الحزن وخطأ تاريخي يصعب تصحيح انحرافه. حصل الثاني على جائزة نوبل في الاقتصاد بعد سنوات عدّة؛ لكنّ هذا الأمر ليس تعويضًا عن الخطأ الذي حصل أوّل مرّة. أحكي في كتابي أيضًا عمّا يعنيه الحصول على جائزة نوبل، وعن المسرّات غير المتوقّعة بعد قضاء أسبوع شتوي في ستوكهولم.


(*) أنغوس ديتون
Angus Deaton: اقتصادي أميركي – بريطاني حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2015. يعمل أستاذًا متمرّسًا للاقتصاد والشؤون الدولية في جامعة برينستون. نشر كتبًا عديدة آخرها كتاب "الاقتصاد في أميركا: اقتصادي مهاجر يستكشف أرض اللامساواة":

Economics in America: An Immigrant Economist Explores The Land of Inequality

وهو الكتاب الذي صدر عن جامعة برينستون عام 2023.


الرابط الإلكتروني لمادة الحوار:

https://shorturl.at/vAXZ8

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.