}

"الأدب والسياسة": هل الأدب أبقى؟

جمال شحيّد جمال شحيّد 23 مارس 2023
تغطيات "الأدب والسياسة": هل الأدب أبقى؟
فيليب سولرز (15/ 10/ 1996/ Getty)

في عام 2014، أصدرت دار فلاماريون الباريسية كتاب "الأدب والسياسة" لفيليب سولرز بـ807 صفحات. وهو كناية عن مقالات نشرها سولرز ما بين 20/ 9/ 1999 و14/ 6/ 2013 في جريدة Le Journal du dimanche، ومجلة Le Point.
وتتصدر الكتاب عبارة لفرانسوا مورياك تقول: "سآخذ السياسة وأسميها أدبًا فتصبح على الفور أدبًا". يقول سولرز في مقدمة كتابه: "كانت السياسة بالفعل معركة قاسية، أو كان تصورها على الأقل متوهَّمًا. عليها دائمًا أن تمضي قدمًا، حتى وإن نكصت. أما الأدب فيسبح في السديم، لا سيّما وأن العالم تحرّكه مليارات الدولارات واليوروات". تعطي السياسة الانطباع بأنها تسيطر على عالم يفلت منها، فتسير دائمًا في الاتجاه نفسه "اليسار المتصدّع، واليمين المفتت، في حين أن الأدب هو في كل مكان من دون أن يكون في مكان. السياسة لا تقرأ شيئًا. أما الأدب فهو قراءة محمومة". ويرى أن السياسة تسعى إلى محاكمة الأدب، في حين أن الأدب هو الذي يحاكم السياسة؛ "يحبذ الأدب الهوية الشقيّة كثيرًا، أي كل ما يناوئ الحرية والتفرد السياسيين". لذا يتصدّر الكتاب مقالان عن ألفريد جاري، وفلاديمير نابوكوف، ويختتمه مقال عن ألفريد هيتشكوك.
سولرز يتخيّل جاري في صرح البانثيون [مرقد العظماء] و"يتقدم، وهو محني الظهر في ريح الصباح، ويُقْدم من كل قلبه على خنق جاره" (ص 13) يتلفظ أوبو بطله بكلمات حمقاء تصدر عن جاموس متسلط. ويرى أن الجمال هو "خليط من الرياضيات الصارمة مع بادرة إنسانية... فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يخلق كائنًا جديدًا، ينبغي عليه أن يلتزم الهدوء". "سعيتُ خلال حياتي كلها أن أدرك عددًا وافيًا من المواقف الشعرية، وأدرك بعض عيوبي الجانبية والهامّة، وأنا مرتاح الضمير" (ص14). أما نابوكوف فلم يخش أن يقول عن نفسه: "أفكر كإنسان عبقري، وأكتب كأديب محترم، وأتكلم كطفل". يرى سولرز أنه يترتب علينا أن نحذَر الفراشات، لأنها هي التي تخزك في المحصلة، إذ تقول الحقيقة التي لا يتمنى أحد سماعها. وعلينا أن نمنعها. ويذكر نابوكوف أنه ـ عندما كان معلمًا في مدرسة ـ كان يتصدى بشراسة للطلاب الذين يتشدقون بعبارة: "الكاتب بسيط وصادق"، لأن مثل هذه العبارات لا تخلق إلا فنًا بدائيًا وتافهًا، تصدى له نابوكوف في الاتحاد السوفياتي قائلًا: "إن الطغاة والجلادين لن يتمكنوا قط من إخفاء أخطائهم المضحكة... أشعر الآن بالخجل من رؤية نفسي حرًا في حياتي وتفكيري وكتابتي، ذلك أن الحرية ممضّة" (ص16).
ويستشهد بعبارة لإرنست همنغواي يقول فيها: "تشترك جميع الكتب الجيدة في التأكيد على أنها أكثر صدقًا من الواقع، ولكنك تشعر بأن ذلك حصل لك وبأنك تمتلك: السعادة والتعاسة، الخير والشر، الفرح والغم، الطعام والنبيذ والسرير والناس وحالة الطقس. فعندما أستطيع تقديم ذلك للقارئ، أكون عندئذ كاتبًا حقيقيًا" (ص17). وينتقل سولرز بعد ذلك إلى أندريه بروتون الذي أهداه كتاب "بيانات السوريالية" (طبعة 1962) وكتب "إلى فيليب سولرز معشوق الجنّيات". ويذكر أن بروتون اتّهم بعد عودته إلى فرنسا من الولايات المتحدة في نهاية الحرب بأنه متخاذل وجبان، فردّ بروتون على أصحابه قائلًا: كفاكم وضاعة وولدنة وتوجيهات وإخراج الأفاعي من أفواهكم.
ثم يذكر سولرز رسالة كتبتها لويز ميشيل [ثائرة الكومونة] إلى فيكتور هوغو: سأرفع عاليًا راية الثورة المسحوقة التي ـ إن اندلعت مرة ثانية ـ سأنهض من قبري وأشارك فيها. وبمناسبة إعادة فتح مصلّى السكستينا في الفاتيكان أمام الجمهور عام 1999، بعد أن موّلت اليابان أعمال ترميم جداريات ميكيل أنجلو وبوتيشيلي، يؤكد سولرز أن القيامات واردة، وتمرّ بالموسيقى والكلمات والأصوات (ص22). وهذا الترميم يذكّر سولرز بما قاله جيمس جويس: إن التاريخ كابوس يسعى إلى الاستفاقة منه (ص35).



في هذه المقالة، سأركّز على الجانب الأدبي الذي أولاه سولرز اهتمامًا خاصًا، بالكتابة عن الكتّاب في القرنين العشرين والحادي والعشرين، تاركًا الجانب السياسي إلى مقالة أخرى لاحقة.
من يستعرض ثبت الأسماء والأعمال المستشهد بها في آخر الكتاب، يلاحظ أن الجانب الأدبي يطغى على جميع الجوانب الأخرى في هذا الكتاب. صحيح أن أسماء جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي، وفلاديمير بوتين، وجورج بوش الابن، ترد عشرات المرات، ولكن أسماء الكتّاب والموسيقيين والفنانين والمفكّرين تعجّ أيضًا في تضاعيفه. يسخر سولرز من سياسيي القرن العشرين قائلًا: "في القرن العشرين حربان عالميتان وجزاران كبيران: هتلر وستالين رفعا شعارات كبرى: الصراع الطبقي، العنصرية، معاداة السامية، الأيام القادمة المهلِّلة، معسكرات الاعتقال والإبادة، كذب لا ينقطع... تهجير، وشايات، اعتقالات، تعذيب. ما يظهر على الملأ هو احتقار الحياة البشرية والحقد على الإنسان وتتفيهه. لقد لُجم الأدب والفن وتعرّض للرقابة والتشويه والتدجين. ومن لا يسمع الكلمة يُشتم بسخاء، ويُعد ساقطًا وأفعى مغتلمة، وضبعًا يسوّد أوراقًا، وعاهرة لا يشق لها غبار، وبهلولًا عتيقًا. يصفّى الكتّاب من دون أن يتركوا أثرًا يذكر. على الجميع أن يمشوا بشكل منظّم، وأن يفكّروا في الشيء ذاته، وأن يعبدوا سيّد المكان، وأن ينتسبوا إلى الحزب الأوحد، وأن يحتفلوا بالمعبودات الراهنة... طارت أشلاء هيروشيما، واكتشف العالم بهلع معسكرات أوشفيتز. نعم، لقد حلّ الجحيم على أرضنا، من دون أن يعي أحد ذلك تقريبًا، مع أن شهودًا أكدّوا لنا ذلك وتم إخراسهم. ما ينبغي علينا استذكاره هو اللامبالاة والحذَر وفقدان المشاعر والإذعان لقوى الشرّ" (ص74). ويستشهد بمأثرة شيغالوف في "شياطين" دوستويفسكي، قائلًا: "لقد ابتدع التجسس. وأصبح جميع أفراد المجتمع يراقبون بعضهم بعضًا، ويلتزمون بنقل كل ما يسمعونه... جميعهم عبيد ومتساوون في العبودية... وتمّ امتهان التعليم والعلوم والمواهب. الموهوبون يستولون دائمًا على الحكم ويصبحون طغاة". ويعدّد بعض الجرائم التي ارتكبت في التاريخ: "قًطِع لسان شيشرون وفقئت عينا كوبرنيك ورُجم شكسبير... يجب فرض المساواة على جميع العبيد. هذه هي الشيغالوفية" (ص76).




ويشير سولرز إلى كتاب "بشر في الأزمنة المظلمة" [تُرجم إلى الفرنسية بعنوان "حيوات سياسية" Vies politiques] لحنّه آرندت، وتتكلم فيه عن فالتر بنيامين، ويوحنا الثالث والعشرين، وبريخت، وهايدغر، الذين تمّ تتفيههم والتشنيع بهم. وتذكر أنها صُنّفت كبهلول يهوى التعذيب، وبأنها ميلوسوفيتش الأدب، وبعدد من اللطائف الأخرى. وعلى الرغم من أن القرن العشرين هو قرن الفظائع والأهوال، إلا أنه قرن بروست، وكافكا، وجويس، وسترافينسكي، وبيكاسو، وفولكنر، وهيمنغواي، وفرجينيا وولف، وسيلين، ونابوكوف، وبورغيس، وشابلن، وهيتشكوك، ولويس أرمسترونغ، وأرتو، وجينيه، وباتاي، وجياكوميتي، وماتيس، وكرايان، وميزوغوشي، وأيزنشتاين... الذي زجهم الطغاة في الجحيم. ويقول إن القرن العشرين هو الذي اكتشف موزارت، ونشر أعمال فيفالدي، وباخ، وهاندل، وهايدن، وهو الذي فتح أعيننا على الفن الباروكي الذي ازدراه القرن التاسع عشر. ويشيد سولرز بالثورة التي أشعلها بيكاسو، الذي دشّن القرن العشرين واختتمه، فيقول أبولينير عنه: "الثورة الكبرى في الفنون التي أحدثها هذا الرجل وحده تقريبًا هي أن العالم أصبح مشهديته الجديدة وشعلته المتلألئة" (ص80). ويستشهد أيضًا بعبارة باذخة لنيتشه تقول "بدون الموسيقى قد تصبح الحياة خطأ بخطأ... الأشياء العظيمة هي من صنع البشر الرهيفين، والنادرة من صنع البشر النادرين" (ص126). ويختم هذا الرأي بقول لفيكتور هوغو: "إننا نتوغّل في فهم روح الشعوب، وفي الحياة الداخلية للمجتمعات البشرية، عن طريق الحياة الأدبية، أكثر منها عن طريق الحياة السياسية" (ص134).
ويشيد سولرز بألكسندر دوما، الذي خاطب نابليون الثالث بعد أن نفاه هو وهوغو من فرنسا، قائلًا له عام 1864: "يا صاحب الجلالة، في عام 1830 كان على رأس القائمة بين كتّاب فرنسا كل من فيكتور هوغو، ولامارتين، وأنا، أي الفرسان الثلاثة" (ص165). فكم نكّلت السياسة بالكتّاب والمبدعين! ويعود سولرز إلى الرجيمي فولتير، الذي قال بانتقام عن أحدهم [وهو سياسي على الأرجح]: "عندما يُفسِد التعصب الدماغ، يصبح الداء غير قابل للشفاء ربما" (ص171). ويضيف: "بعامة، نرى المحتالين يقودون المتعصبين ويزوّدونهم بالخناجر"، كما كان "يفعل شيخ الجبل الذي كان يزيّن لانتحارييه مباهج الجنة وملذّاتها" (ص185). وينتقل فورًا إلى جان جاك روسو، الذي يصرّح في كتابه "أحلام يقظةٍ لمتجوّل منعزل": "انتهى ـ بالنسبة لي ـ كل شيء على هذه الأرض. لم يعد في إمكان أحد أن يفيدني، أو يُضرّني. لم يبق لي في هذا العالم شيء أتمناه، أو أخشاه، إني مرتاح وسط هذه الهاوية" (ص218). قيل عن هذا الرجل إنه مجنون: ولكنه يجتاز قرون الدهر. ويسخر سولرز من السياسيين، ويقترح على رئيس الوزراء رافاران أن تشكّل الوزارة الجديدة من الفنانين: جيرار ديبارديو كرئيس وزارة، وألان ديلون للداخلية، وكاترين دونوف للصحة، وجوني هوليداي للعدل... لإنقاذ فرنسا من براثن السفلة.
ويعيدنا سولرز إلى مأساة بولغاكوف مع ستالين، وخاصة بعد أن كتب كتابه الرائع "حياة السيد دو موليير" عام 1933، ولم يُنشر إلا عام 1962، بعد هبوط الطاغية إلى الجحيم. ويقول: توفي بولغاكوف في 10 مارس/ آذار 1940 عن عمر ناهز التاسعة والأربعين فقط، ولم تنشر أعماله الرائعة في روسيا إلا عام 1990، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
ويتوقف سولرز مرارًا عند الحقد الذي يكنّه السياسيون للأدباء. ويذكر تصريح أحد العقداء في الجيش الفرنسي عن فرانسوا مورياك قائلًا: "أول من أقتله بمسدّسي هو مورياك". ولكن الظروف خدمت مورياك، فعاش 85 سنة، وحصل على جائزة نوبل عام 1952. ويحتفي سولرز بصدور الأعمال الكاملة لأنطونان أرتو في سلسلة "كوارتو" عن دار غاليمار، معلّقًا: "العالم مجنون. فعمّق معلوماتك عن شخص قد اجتاز عتبة الجنون"، وأرتو هو القائل: "إن هذا العالم مبلّط بدخلاء لا يقدمون شيئًا، وجلّ ما يفعلونه هو اجترار للتفاهات حول كافة المواضيع" (ص321).




ويكرّس سولرز صفحات عديدة من كتابه للكتّاب الإشكاليين، ومنهم المركيز دو ساد، وشارل بودلير، ولويس فرناند سيلين، وجان جينيه، ويذكر في سيرة حياته أنه نصح الناشر غاليمار بنشر أعمال بعضهم في سلسلة لابلياد المرموقة، وأنه استجاب. يذكر، على سبيل المثال، أن ساد أمضى 28 عامًا في السجن بسبب "الفضائح" الجنسية التي ارتكبها في حياته. ويقول عنه إنه "أحد الكتّاب الكبار الذين وجدوا في عالمنا، وإنه يمثّل مجد فرنسا" (ص247)، على الرغم من أن حماته (أم زوجته) طاردته وزجّت به في السجن لأنه عشق أخت زوجته الشرعية [الراهبة]. ويورد سولرز نص العشيقة التي كتبته بمداد دمها، وتتعهد فيه بأن تبقى مخلصة له (آن بروسبير دو لوناي، 15 ديسمبر/ كانون الأول 1769). ويستشهد سولرز بأبيات مقبوسة من "أزهار الشر" لبودلير يقول فيها:
"على أريكة الشر يدغدغ الشيطان الثلاثي القدرة
روحَنا المسحورة، لأمد طويل
يمسك الشيطان بالخيوط التي تحرّكنا
فنشتهّى الأمور المقززة
وكل يوم تهبط خطانا نحو الجحيم
ونحو ظلمات منتنة نستلذّها".
وبعد وفاة بودلير، صدر له كتاب هام عنوانه "قلبي دون مواربة" (1887) يقول فيه: "في كل سيرة، ومن السطر الأول حتى السطر الأخير، لا نجد إلا نسيجًا من الفظائع والحروب والجرائم والسرقات والصفاقات والتنكيلات، ومن جرائم الأمراء والدول والأفراد، ولا نجد إلّا طفحًا من الشناعة الكونية. وبعد هذه المقبّلات المقززة يتناول الإنسان المتحضّر وجبته كل يوم. كل شيء في هذا العالم ينضح بالجريمة" (ص624).
ويستشهد بعبارة مرعبة لفرديناند سيلين [ديتوش] تقول: "ثمة إنسانيتان. إنسانية عرفت السجن، وإنسانية أخرى. ولكنهما لا تتكلمان اللغة نفسها" (ص277). والمعروف أن سيلين حُكم بالإعدام، ولكنّه فرّ إلى الدانمارك التي حمته. ويشيد سولرز برسائل سيلين الدانماركية قائلًا: "إن الدولة الإسكندنافية الصغيرة قد لقنت فرنسا درسًا في القانون، لقنّت بلاد ديكارت ومونتسكيو وفولتير، بلاد الأنوار وحقوق الإنسان" (ص556).
ويتوقف سولرز عند كتاب "رسائل إلى فرانز الصغير: 1943 ـ 1944" لجان جينيه، الكاتب السارق الذي نعته سارتر بـ"القديس جينيه"، والذي كان في سجنه يتضور جوعًا ويحتاج إلى ورق للكتابة. كان يريد أن يكتب بنهم، وأن يستمر في سرقاته الصغيرة، ذلك عن ولع وشغف. كان يرى في السرقة مهنة كسائر المهن الحرّة، قال: "إنني أزعج جميع من يظنون أنهم سيقتلونني، أكانوا شرطة أو أسلاكًا شائكة" (ص68).

***

في المفارقة بين الأدب والسياسة، يرى سولرز أن الأدب أبقى، وأن السياسيين ـ وإن حظوا ذات يوم بشيء من النجاح والشهرة ـ يندثرون ويتساقطون مع الزمن كأوراق الشجر. قد يتركون أثرًا عطرًا (الإمبراطور جوزيف الثاني، أنجيلا ميركل، نيلسون مانديلا...)، أو رديئًا (هيليوغابال، ستالين، هتلر، موسوليني، بول بوت)، ولكنهم يبقون دون الكتّاب العظام (هوميروس، فيرجيل، أوفيد، دانتي، موليير، شكسبير، راسين، هوغو، رامبو، أراغون، دوستويفسكي...). بين هارون الرشيد وأبي نواس، أفضّل أبا نواس؛ بين سيف الدولة والمتنبي، أعطي السبق للمتنبي طبعًا. وهذا يذكّر بعبارة بهيّة لفكتور هوغو: "نتوغل في فهم روح الشعوب، وفي التاريخ الداخلي للمجتمعات البشرية عن طريق الحياة الأدبية، أكثر منها عن طريق الحياة السياسية" (ص134).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.