تقديم
تقف ألمانيا الرسمية اليوم بقوة خلف إسرائيل، سواء في حربها الشرسة ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين، أو في إبادتها الجماعية لسكان قطاع غزة، وفي الوقت ذاته تمنع وتقمع في مدن وجامعات ألمانية مختلفة أي نشاطات أو فعاليات مناصرة للحق الفلسطيني، ويرى المنتقدون لسياسات ألمانيا هذه أن الذنب الألماني في ارتكاب الهولوكوست ليس مبررًا على الإطلاق لدعم الإبادة الجماعية التي تجري اليوم في غزة، بل تكشف لنا الوقائع التاريخية - والمسكوت عنها - أن هناك ما هو أكثر من ذلك؛ فقد كانت الهولوكوست فرعًا من "إبادة جماعية" حدثت في أوائل القرن العشرين، وهي إبادة لا تزال ألمانيا ترفض الاعتراف بها، لكن المؤرّخ والمعلّق البلجيكي لودا فان أوست لم يترك الأمر يعبر أمامه من دون تمحص في بعض من هذا التاريخ المسكوت عنه. في قراءته التالية يركز فان أوست على ما ارتكبته ألمانيا في ناميبيا، وإبادتها لشعبي الهيريرو والناما خلال السنوات الأولى من القرن العشرين، ويخلص إلى أن: "سياسات الحكومة الألمانية الحالية لا تستند فقط على ’الشعور بالذنب’ تجاه ما ارتكب في حق اليهود، بل على ’إدانة’ ما حدث فقط، والذين يحدّدون هذه السياسات، مثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك([1])، لا يزالون يؤمنون بأهمية تصنيف الأجناس البشرية بحسب العرق واللون، حتى في عام 2024"!
هنا ترجمة كاملة للمقال:
في 26 مايو/ أيار 2024، أدلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك (حزب "تحالف 90/ الخضر")، بتصريح لوسائل الإعلام تقول فيه إنها صدمت بعد مشاهدة فيديو لامرأة إسرائيلية يُزعم أن مقاتلين من حماس اغتصبوها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقد اتضح لاحقًا - وفقًا للأمم المتحدة التي أجرت تحقيقًا شاملًا في هذه الادعاءات – أنه لا وجود لهذا الفيديو المزعوم! وهذا الادعاء الصريح لا يجعل من وزيرة الخارجية الألمانية السياسية الغربية الوحيدة التي ادّعت مشاهدة مقاطع فيديو مثل هذه تعود إلى هجوم السابع من أكتوبر، فقد ادّعى الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا أنه صُدم بعد مشاهدة صور لرضع قطّعت رؤوسهم!
تستطيع وزيرة الخارجية الألمانية مواصلة قول مثل هذه التصريحات بدون أي شعور بالذنب، فهي راضية لتبرير وسائل الإعلام الألمانية والغربية لمجريات الأحداث في فلسطين، وسائل الإعلام نفسها التي تتجاهل حقيقة عدم وجود مثل هذه الفيديوهات، ما يسمح لوزيرة الخارجية الألمانية، وغيرها، بتجاهل اللقطات الحقيقية للأطفال الممزقين في غزة، وعلاوة على ذلك، يمكنها أن تستمر في تجاهل حقيقة أن تقارير استقصائية عدة تؤكد، يومًا بعد آخر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعذّب الأسرى الفلسطينيين بشكل روتيني ممنهج، بما في ذلك الاغتصاب.
ترمز وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك إلى التفكير العنصري الألماني المتجدّد، والذي تمتد جذوره عميقًا في التاريخ الألماني، هذا التفكير الذي رحّب بالصهيونية بقوة، وقبل بها كـ"ضيف شرف" في مجموعة "التفكير الغربي العنصري الأبيض" المتفوق عن بقية العالم، وتكفي ملاحظة الطريقة التي يُسمح بها بالحديث علنًا - في الإعلام الألماني بشكل خاص - عن الروس والصينيين والآسيويين بشكل عام، ليس فقط عن قادتهم، بل عن الناس العاديين في تلك البلدان، بدون أن يُطرح عليهم تساؤل نقدي أو أخلاقي واحد، يقول كل شيء عما وصل إليه إعلامنا الغربي اليوم.
لكن يبقى السؤال: هل تغيرت ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا؟
ألمانيا هي أرض الفلاسفة العظماء: ماركس وهيجل ونيتشه وأدورنو وكانط وفيتجنشتاين وشوبنهاور وآرنت وهابرماس وهايدغر وألكسندر فون همبولت، (يا إلهي، لقد نسيت دزينة كاملة)! ألمانيا هي أيضًا أرض الاحتجاجات اليومية لنشطاء السلام من أجل فلسطين وغزة، ومع ذلك، لا تشبه بايربوك ألمانيا هذه في شيء، لكنها حلقة أخرى في طابور طويل من المدافعين عن التفكير الغربي المتفوق، أولئك الذين لا يعترفون إلّا بالدوافع الطيبة والكريمة في أفعالهم، ولا يرون في كلّ شرّ إلّا يد الآخرين القذرة.
يعود هذا التفكير "الاستعلائي" إلى ما هو أعمق بكثير من رعب الهولوكوست، وأبعد بكثير من تلك الإبادة الجماعية "المنظّمة صناعيًا" لشعب بأكمله خلال الحرب العالمية الثانية، تعود جذوره في الحقيقة إلى القرن التاسع عشر، عندما كان الاستعمار والتفوق العنصري لا يزالان "قِيمًا" معلنة، وإلى ذلك الاستعمار تعود جذور النازية الحقيقية، فقد كانت النسخة الألمانية من ذلك "الخزي التاريخي" قد ظهرت لأول مرة بشكل بشع في البلد الأفريقي الذي كان يُطلق عليه سابقًا "جنوب غرب أفريقيا الألمانية"، والتي نعرفها اليوم باسم ناميبيا.
هناك المئات أو الآلاف من المقالات والدراسات التي استعرضت الإبادة الجماعية التي قامت بها ألمانيا ضد شعبي الهيريرو والناما في تلك المستعمرة الألمانية في أفريقيا، ومؤخرًا، وقبل رحيله في 4 شباط/ فبراير 2024، أدلى رئيس ناميبيا "الحاج غينغوب" بتصريح انتقد فيه ألمانيا بشدة بسبب دفاعها المستميت عن إسرائيل، وقد أشار في ذلك بشكل قاطع إلى تعاون الحكومة الألمانية النشط في الإبادة الجماعية في فلسطين، في حين لم تعترف "ألمانيا الرسمية" حتى الآن بأي لوم على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا في الفترة بين 1904 و1908.
"العلّة" الألمانية
وفقًا للمستشار الألماني أولاف شولتز، فإن دعم ألمانيا لإسرائيل هو مسألة "مصلحة وطنية" أو "أحد أسس الدولة الألمانية"، وفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن شولتز قائلًا: "في الوقت الحالي، ليس أمام ألمانيا سوى خيار واحد، نحن نقف خلف إسرائيل مباشرة، وهذا ما نعنيه عندما نقول إن أمن إسرائيل هو مسألة ’مصلحة وطنية’ بالنسبة لألمانيا".
اليوم، وبعد مرور عام كامل على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وأكثر من 50 ألف قتيل هناك، لم تتحرك الحكومة الألمانية قيد أنملة عن هذا الخط الداعم بشكل أعمى لإسرائيل، أما على الصعيد الألماني الداخلي، فيتم انتقاد النشاطات المؤيدة للفلسطينيين وقمعها بشدة، بل وإدانتها باعتبارها "معاداة للسامية"! من هذا مثلًا أن تمنع السلطات الألمانية مؤخرًا، وفي أحد المؤتمرات الداعمة للحق الفلسطيني في برلين، طبيبًا بريطانيًا - من أصل فلسطيني - من الإدلاء بشهادته حول تجربته في غزة، كما حُكم مؤخرًا على متظاهرة – من أصول عربية - بالسجن بسبب تلفظها بشعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر"[2] في هتافها! فهل هذا مجرد تعبير عن "الندم" الألماني على محرقة الحرب العالمية الثانية، أم "قناعة" ألمانية؟ أم موقف تشعر ألمانيا بأنها ملزمة به أخلاقيًا؟
لا يكفي أن نعتبر مسألة الشعور بالذنب عن الهولوكوست سببًا وحيدًا لهذا النهج السياسي الألماني، فهناك ما هو أكثر من ذلك بكثير، علينا أن ننظر إلى تطوّر مستمر منذ القرن التاسع عشر، وقبل ذلك في الواقع، نتحدث هنا عن رؤية مشتركة امتلكتها جميع القوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر، قوامها التفريق بين الأعراق البشرية بحسب اللون والعرق، وقد أوصلت ألمانيا تلك الرؤية إلى ذروتها الشنيعة مع أول إبادة جماعية تم تنفيذها صناعيًا على الإطلاق خلال الحرب العالمية الثانية. وتُعد وزيرة الخارجية الألمانية بايربوك نموذجًا لتلك الرؤية الفكرية الألمانية أكثر من مستشارها، ففي النهاية يمكن اعتبار أولاف شولتز (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) مجرد سياسي كلاسيكي، صحيح أنه يملك آراءه القوية والمقنعة، لكنه في النهاية يدور مع الريح، ولا يمكن قول الشيء نفسه عن بايربوك، فتلك تتحدث عن "قناعة عميقة".
هولوكست القيصر
خلال عملي البحثي، تعثّرت في كتاب نُشر عام 2011 - قبل وقت طويل من الإبادة الجماعية التي تدور اليوم على قدم وساق في غزة - بعنوان "هولوكوست القيصر: الإبادة الجماعية المنسية في ألمانيا"، للكاتبين والمؤرخين: البريطاني ديفيد أولوسوغا، والدنماركي كاسبر دبليو إريكسن، سيفهم أي شخص يقرأ هذا الكتاب من أين حصلت النازية على "بذور الخردل" لفكرة الإبادة الجماعية، الكتاب يسهل الوصول إليه ومكتوب بسلاسة، ومزود بـ 18 صفحة من الهوامش والإحالات التاريخية في خاتمته، دراسة مكتوبة بدقة عن فترة مخزية في التاريخ الاستعماري، والتي – بالمناسبة - ليست مخزية لألمانيا فقط!
هنا بعض الاقتباسات الضرورية من هذا الكتاب:
- "هذه هي أسطورة ما بعد الحرب الكبرى: الخيال المطمئن بأن النازيين كانوا نوعًا جديدًا من الوحوش البشرية، وأن جرائمهم لم تكن مسبوقة، لم يكونوا كذلك؛ فالكثير من الأيديولوجية النازية، والعديد من الجرائم التي ارتكبت باسمها، كانت جزءًا من اتجاه طويل في التاريخ الأوروبي".
- "لو كان القضاة في محاكمات نورنبيرغ قد بحثوا بشكل أعمق في ماضي هرمان غورينغ([3]) وأمّته، لاكتشفوا قصة مختلفة عن معسكرات الإبادة العرقية، وأدركوا أن أفكار العديد من الفلاسفة والعلماء والجنود، والتي كانت ملهمة لهتلر آنذاك، قد استندت إلى محرقة ألمانية سابقة مسكوت عنها عمدًا".
- "عندما كانت قوات "الشوتزتروب" الألمانية تقوم بإبادة شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا، كان هتلر يعيش في قارة أخرى، تلميذًا في الخامسة عشرة من عمره، مفتونًا بقصص البطولة الألمانية ضد البربرية الأفريقية في جنوب غرب أفريقيا الألمانية".
- "استشاط الضباط الألمان غضبًا حين نجح قادة شعبي الهيريرو والناما في قراءة الأوراق - المكتوبة بالألمانية - والتي قدّمت إليهم للتوقيع عليها طلبًا لاستسلامهم، كما اندهشوا أيضًا عندما وجدوا أن قادتهم كانوا يقرأون الصحف الألمانية التي تشرح خطط الاستعمار، وكان أول ما فعله الألمان هناك هو تجريد المقاتلين الأحرار الأسرى من ملابسهم الحديثة، لتصويرهم وهم يرتدون المآزر الأفريقية، وكأن اللسان الألماني يقول: "كيف يسمح هؤلاء الهيريرو والناما لأنفسهم بارتداء ما نرتديه نحن"! بل وفوق كل هذا، كانوا يخاطبون الألمان ندًا لند وعلى قدم المساواة، ما جعل أحد الجنرالات الألمان يعتبر أن مهمته الرئيسية هناك هي ’القضاء على هذه الوقاحة’"!
ينتمي هذا الكتاب إلى رف كتب النضال من أجل إنهاء الاستعمار، جنبًا إلى جنب مع ذلك العمل القياسي الآخر "الهولوكوست الأميركي: غزو العالم الجديد"([4]) لديفيد ستانارد (1993)، و"الهولوكوست الفيكتوري المتأخر"([5]) لمايك ديفيس (2002)، هنا نقرأ أن العنصرية "العلمية" كانت عنصرية واضحة لدى جميع النخب الأوروبية، وليس فقط النخبة الألمانية، وهي بالمناسبة نخبة فكرت بطرق مماثلة عن العمال الذين استغلوهم في بلدانهم الأصلية، ثم ألقوا باللوم عليهم، لأن فقرهم وبؤسهم هو خطيئتهم وحدهم.
كما أن هذا الكتاب ليس تاريخًا قديمًا على الإطلاق، ففي ناميبيا، وبعد مرور 34 عامًا على الاستقلال (آخر مستعمرة أفريقية نالت استقلالها، بعد عقود من استعمار نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا)، لا يزال يعيش فيها أكثر من 30 ألف مستوطن ألماني، يملكون ما يقرب من 70 بالمئة من إجمالي الأراضي الزراعية في كامل ناميبيا، رغم أن نسبتهم لا تتعدّى 2 بالمئة فقط من السكان! وحتى تسعينيات القرن الماضي، كان هؤلاء الألمان، المستوطنون في ناميبيا، يحتفلون بذكرى ميلاد هتلر في حانة Biergarten المحلية، ويرفعون أعلام الصليب المعقوف فوق مزارعهم، صحيح أن أبناءهم لم يعودوا يفعلون ذلك اليوم، ليس عن اقتناع بالطبع، ولكن لإدراكهم أن "العالم الخارجي" لم يعد يعتبر ذلك "مناسبًا"!
في عام 2009، نشرت صحيفة Allgemeine Zeitung الناميبية والناطقة بالألمانية مقال رأي لمستوطن ألماني، يستهجن فيه قيام شعب الهيريرو في ذلك العام بإقامة نصب تذكاري في موقع معسكر الإبادة في "سواكوبموند"، ووضعوا عليه كلمة Konzentrationslager (معسكر اعتقال)! وحتى عام 2024، لا تزال ألمانيا ترفض إعادة آلاف الجماجم التي جمعتها أثناء الإبادة الجماعية لشعبي الهيريرو والناما، بحجة دراستها "علميًا"، وهي الدراسات التي انتهت إلى إثبات التفوق العرقي وفقًا لشكل وتكوين الجماجم. وقد تم بعد ذلك نزع عظام تلك الجماجم وتنظيفها من قبل نساء الهيريرو الأسيرات، اللاتي أجبرن على ذلك، وللغرابة؛ يتشابه وصف الكتاب للمجازر الدامية التي ارتكبها الجنود الألمان في مدن وقرى وبلدات جنوب غرب أفريقيا، وذبحهم النساء والأطفال والرجال بلا رحمة، بشكل مخيف مع ما يحدث اليوم في غزة.
ألا يمكن لألمانيا أن تتصرف بشكل مختلف؟
بالتأكيد يمكن لألمانيا أن تفعل ذلك، يمكن لألمانيا مثلًا أن تكتفي ببيان تقول فيه إنها تعترف بـ: "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأن: "على إسرائيل احترام معاهدات الحرب في ممارسة هذا الحق". وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة الألمانية أن تتماشى مع المواقف التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، وأن تكون سلبية فيما عدا ذلك، وهذا لن يكون موقفًا شجاعًا على الإطلاق، ولكنه مفهوم إلى حد ما في سياق "الدَّيْن التاريخي" الهائل لألمانيا تجاه الشعب اليهودي.
ومع ذلك، فإن احترام معاناة اليهود، لا تبرّر اليوم قيام قسم منهم بارتكاب إبادة جماعية أخرى، وضد شعب لا يتحمل أي مسؤولية تاريخية عن تلك المحرقة التي تعرض لها اليهود. يمكن القول إن ألمانيا بسياساتها الحالية، والمؤيدة بشكل أعمى للصهيونية، تقف موقفًا جبانًا، متجاهلة أن جزءًا كبيرًا من يهود الشتات (خاصة في الولايات المتحدة) يدينون أيضًا الإبادة الجماعية في غزة، ورغم كل هذا، فهناك المزيد: الحكومة الألمانية لا تتخذ هذا النهج لمجرد الإعلان عن "الإحراج التاريخي" تجاه اليهود، بل عن "قناعة" بأنها يجب أن تكون مع إسرائيل. إن الموقف الحالي للحكومة الألمانية هو استمرار لأيديولوجية شريرة لا يزال يحملها جزء كبير من النخبة السياسية الألمانية: فكرة أن بعض الأعراق البشرية أدنى من غيرها.
وبعبارة أخرى، فإن سياسات الحكومة الألمانية الحالية ليست مجرد نتيجة للشعور بالذنب تجاه المحرقة، فأولئك الذين يحددون هذه السياسات ويروجون لها، مثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك - والتي صارت ترمز اليوم إلى السقوط الأخلاقي للأحزاب الخضراء في جميع أنحاء أوروبا - لا يزالون يؤمنون بترتيب الأعراق البشرية في عام 2024، ولسوف يدين التاريخ ألمانيا مرة أخرى، وثالثة، بسبب موقفها المتواطئ والمثير للاشمئزاز تجاه ما يحدث اليوم في قطاع غزة من إبادة جماعية.
- لودا فان أوست (مواليد 1953): مؤرخ وكاتب وسياسي فلمنكي وعضو سابق في البرلمان البلجيكي، بدأ حياته المهنية كعامل عام 1975، ثم درس العلوم السياسية في الجامعة البيروفية في فيلادلفيا، وفي عام 1982 دخل عالم السياسة التي تركها في 2012، ليبدأ في نشر تحليلاته السياسية في عدد من أبرز المنابر الصحافية الهولندية والبلجيكية. يهتم فان أوست في كتاباته وترجماته عن الإنكليزية بتأريخ وكتابات آخرين من أهمهم نوعم تشومسكي وجون بيلغر وإيلان بابيه وجوناثان كوك، مع تركيزه الخاص على الصحافة البديلة في أميركا الشمالية والاستعمار الأوروبي لأفريقيا، في عام 2019 نشر فان أوست كتابه "في خدمتك:، الخطايا السبع المنقوصة للموظف المدني"، وهو روبرتاج استقصائي عن هموم وأحلام موظفي الدولة البلجيكية، وصعود التيارات النيوليبرالية.
([1]) أنالينا بايربوك Annalena Baerbock (مواليد 1980): سياسية ألمانية من حزب التحالف "90/ الخضر"، وتشغل منصب وزيرة الخارجية الألمانية منذ عام 2021، كما شغلت منصب الرئيس المشارك لحزب "تحالف 90/ الخضر" إلى جانب روبرت هابيك في الفترة من 2018 إلى كانون الثاني/ يناير 2022، وكانت مرشحة الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، والتي حصل فيها أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي على منصب المستشارية.
([2]) https://www.i24news.tv/en/news/international/europe/1699528989-berlin-criminalizes-slogan-from-the-river-to-the-sea-palestine-will-be-free
([3]) كان هرمان غورينغ (1893 - 1946) القائد العام للقوات الجوية الألمانية، وأحد أقوى الشخصيات في الحزب النازي الذي حكم ألمانيا من 1933 إلى 1945. وقد حصل على وسام الاستحقاق، كما شغل منصب آخر قائد لجناح (JG I)، وهو الجناح المقاتل الذي كان يقوده مانفريد فون ريشتهوفن، كذلك كان غورينغ عضوًا مبكرًا في الحزب النازي، وكان من بين المصابين في انقلاب قاعة البيرة الفاشل الذي قام به أدولف هتلر عام 1923. بعد أن أصبح هتلر مستشارًا لألمانيا في عام 1933، عُيّن غورينغ وزيرًا بدون حقيبة في الحكومة الجديدة. وكان أحد أول أعماله كوزير الإشراف على إنشاء الجستابو، الذي تنازل عنه عام 1934 إلى هاينريش هيملر، وكان والده هاينريش غورينغ Heinrich Göring أول حاكم للمستعمرة الألمانية في جنوب غرب أفريقيا (ناميبيا حاليًا).
([4]) David E Stannard: ‘American Holocaust: Columbus and the Conquest of the New World’, 416 p. Oxford University Press, USA; Revised ed. editie 1993.
([5]) Mike Davis: ‘Late Victorian Holocausts: El Niño Famines and the Making of the Third World’, 2002.