}

بعد زيارة براغ، أسئلة تتقد في بالي

سوسن جميل حسن سوسن جميل حسن 26 أغسطس 2022
أمكنة بعد زيارة براغ، أسئلة تتقد في بالي
براغ

 

في طريقي برًّا إلى براغ، قادمة من برلين، في رحلة تُعتبر سياحية في الدرجة الأولى، في شهر أغسطس/ آب، شهر العطل والإجازات السنوية التي تشكّل حاجة ومطلبًا بالنسبة للفرد الأوروبي، الذي يعمل طيلة العام لساعات طويلة في اليوم، شغلني سؤال من بين أسئلة عديدة كانت في بالي، بالإضافة إلى بعض الأحلام والأمنيات: ما الذي أريد من هذه الزيارة التي لن تتجاوز الأيام الخمسة؟ كيف سنمضي وقتنا، أختي، رفيقتي في الرحلة، وأنا؟ وهل تكفي هذه المدة القصيرة للتعرف إلى مدينة لها تاريخها الحاضر في البال، ولها تجاربها التي يمكن اتخاذها عبرًا أو دروسًا من دروس التاريخ؟ وهل سألتقط ما يضيف إلى معرفتي وعلاقتي بأدبائها أو مبدعيها، وأشهرهم فرانس كافكا؟

كانت الأسئلة المصحوبة بحالة عاطفية مربكة تتراوح بين الشوق والفضول والغموض وغيرها، تجعلني أشرد لفترات قصيرة عن مراقبة الطبيعة من حولنا بينما تجتاز السيارة طرقًا إسفلتية مخططة ناعمة، تزدان باللوحات المرورية والشاخصات التي تسهّل على المسافر طريقه وتوجّهه وتقلّل من فرص الضياع والتوهان عنه، حيث كانت القرائن تحضر إلى بالي على طول الطريق، ما زاد في حالات شرودي، قرائن الطرقات في بلداننا، والطبيعة المنتهكة أيضًا، أنا القادمة من بلاد استباحتها الحروب، وأنهكها الاقتتال فأتى على كل أركانها، من مجتمع وأرض ودولة.

كلما اقتربنا من دريسدن، إحدى أهم المدن الألمانية، وعاصمة ولاية ساكسونيا، كانت الطبيعة تتغير وتختلف عن برلين، إذ بدأت الهضاب ترتفع أمام أنظارنا، ثم من بعيد راحت الجبال ذات الذرى المدببة تطلّ علينا ونحن نقترب من الأراضي التشيكية، حيث لم نشعر أننا اجتزنا حدودًا، فلم يكن هناك معابر أو مكاتب فيها موظفون يراقبون وثائق السفر ويفتشون حقائب المسافرين، أمّا الجغرافيا الطبيعية فلا تعترف بالحدود السياسية، فقط تغيّرت اللغة المكتوبة على اللوحات المرورية، وأسماء المناطق التي تنتمي إلى جمهورية التشيك. طريق المسافرين إلى براغ لا يدخل مدينة دريسدن، إلّا إذا أراد المسافر دخولها، بل يمر بمحاذاتها، وقد كنت زرت دريسدن قبل ذلك بأربع سنوات، فهمت خلال تلك الزيارات لماذا عُرفت باسم مدينة الفنون.

تقارب المسافة بين برلين وبراغ، المسافة بين اللاذقية ودمشق، وها أنا أستحضر القرائن بينما أكتب عن رحلتي، فبعدد الكيلومترات يفصلهما ثلاثمئة وخمسة وأربعون كيلومترًا، وبالمدة الزمنية استغرق منا الطريق أيضًا أربع ساعات مع وقفتين للتزود بالوقود وتناول فنجان من القهوة، هكذا هي الطريق بين اللاذقية ودمشق، مع فارق وحيد، يضمر خلفه عشرات الفروقات: لم تكن هناك حرب، لقد توقفت الحرب منذ العالمية الثانية، ما عدا ما حصل في ربيع براغ، الذي استدعى إلى خلدي ربيعنا العربي المحكوم بالنار والبارود واستدعاء الأجنبي بكل سلاحه وقواته، استدعاء يبدو إلى اليوم أنه لأجل الإقامة غير المحسوبة الأجل.

تمثال كافكا في براغ

الرحلة بين الأمس واليوم

الإدريسي، والمسعودي، وابن بطوطة، وابن فضلان، وابن جبير وغيرهم، من أشهر الرحالة العرب. يعتبر أدب الرحلة من أقدم الآداب لدى العرب، ولم يعد دراسة تاريخية وجغرافية ووصف لعادات الشعوب فقط، بل يمكن القول إنه تطور مع الزمن حتى صار مزيجًا من الخيال والواقع، كما سندباد الذي يُعد رمزًا للرحالة، وابن طفيل في حي بن يقظان، ورسالة الغفران لأبى العلاء المعري، على سبيل المثال لا الحصر.

لكننا اليوم في عصر الإنترنت والثورة الرقمية المتسارعة في تطورها واقتحامها المستقبل، وانفتاح العالم على بعضه البعض، صار بإمكان المسترخي في سريره متكاسلًا يرتشف قهوته الصباحية، أن يجوب بلدان في أنحاء المعمورة، ويطّلع على الشعوب وتاريخها وثقافاتها ومدنها وتجمعاتها وجغرافيتها وكل شيء، من دون أن يخطو خطوة واحدة، يمكنه أن يكون سائحًا من دون أن يغادر، كما يمكنه الحصول على كمّ كبير من المعلومات المتعلّقة بأي بقعة على هذا الكوكب، معلومات بلا حدود، فهل هذا يحلّ محلّ السفر والترحال؟

في الواقع عشت تجربة مماثلة عند وصولي إلى برلين للمرة الأولى منذ تسعة أعوام، كنتُ أعرف الكثير عنها، أو هكذا توهمت، لكن بعد إقامتي فيها بأسابيع قليلة راح ينمو في داخلي شعور ملتبس، لكنه كان أقرب ما يكون إلى الغيرة، فكتبت مقالتي حينها تحت عنوان "هل يحق للسوري أن يغار من المدن؟"، بلى، غرت من برلين يومها، بعد أن لمست بحواسي قبل إدراكي روح المدينة.

في مراحل باكرة من عمري لم أكن أعرف شيئًا عن براغ سوى أنها عاصمة بلاد، كنّا نتحدّى بعضنا، بل ونتحدّى الكبار في العمر، في لفظ اسمها ونضحك: تشيكوسلوفاكيا، وكان بعض الأهالي يتباهون بقدرة أطفالهم الصغار جدًّا على حفظ عواصم العالم، فيرددها الأطفال من دون معرفة ما معنى عاصمة سوى أنها مقرونة ببلد ما، ثم بعد سنوات أخرى صار اسم يتردّد أمامي كما لو أنه إحدى العجائب، إنه الكريستال البوهيمي، ورحت أردّده مع غيري ممن لا يعرفون عنه غير ثمنه الباهظ، وأنه يُعرض في فيترينات غرف الطعام وفي زوايا صالونات الأغنياء، إلى أن صار عندي بيتي الخاص، وصرت أبحث عنه وأقتنيه من دون أن أكون مضطرة إليه، وعند تسكّعي في شوارع براغ دخلت متاجر الكريستال البوهيمي، إنه فنّ يحق للتشيكيين أن يفخروا به.

ماكس برود صديق كافكا المقرّب وسكرتيرته إستر هوفي (Newyork Times 26/9/2010)



لكن الكتاب عرّفني إلى تشيكوسلوفاكيا، عندما بدأت أطالع، وكانت تلك المدينة التي ولد فيها كاتب الانمساخ هي براغ، براغ التي نهضت في بالي دفعة واحدة، ونهض معها كتاب الانمساخ وكافكا الذي بات اسمه عنوانًا لوحده، أو مصطلحًا يدلّ على أسلوب أدبي بعينه، أو على حالة نفسية محدّدة، أو على خليط من الاثنين: الكافكاوية، فلماذا هذه السوداوية والتشاؤم والشعور بالذنب وقبول العقاب ومحاولة تبريره؟ هل كان للمدينة التي ولد وعاش فيها دور في تكوّنه على هذه الشاكلة؟ لا بد من وجود علاقة ما بين المكان الذي نعيش فيه وبين تكويننا النفسي والشعوري والفكري والمزاجي والعاطفي، لا يدّ أن المدن المأزومة تنتج أفرادًا مأزومين، هي علاقة بالغة الدقة والحساسية والتعقيد والمواربة، بين المدينة وساكنها، فكيف أثرت براغ في نفس كافكا وهي على هذا الجمال الذي ما زال مستمرًّا إلى اليوم؟

لهذه المدينة ما تأسر القلوب به، وتخطف المشاعر، لها قدرة على الإبهار المستمر، كلما غصت في حاراتها وأزقتها، كلما دخلت ساحاتها وميادينها، الأبراج المرتفعة في سمائها، الأبنية القديمة التي ما زالت تحتفظ برونقها وحرارة التاريخ، طرقاتها المرصوفة بالحجارة، نهرها والجسور التي تعلوه، الجسر الذي بناه الإمبراطور تشارلز الرابع مسيّجًا بالتماثيل التي يحكي كل واحد منها قصة، الطراز الباروكي المهيمن على أبنيتها وقصورها وأبراجها.

بالنسبة لحنة أرندت، تقول إن إضفاء صفة "الكابوسية" على عوالم كافكا ليس أمرًا صائبًا، ذلك أن الرعب الذي تنهض عليه عوالمه هذه، ليس إلا تعبيرًا عن طبيعة "البيروقراطية"



وقفت أمام تمثال كافكا الذي أنشئ في عام 2003 أمام المعبد اليهودي في الحي اليهودي، حيث يعتلي كتفي رجل ضخم مجوف، بلا رأس، وراحت الأسئلة تتوالد في بالي، أولها عن أبطال كافكا أو شخصياته، أحاول عصر ذاكرتي لأفهم هل كان واحد منها يهوديًّا؟ لم أستطع التأكد من ذاكرتي، لم يظهر لي سوى ذلك التفكير المبني على تأثر بالرواية الدينية عن العقاب الذي هو حتمي للإنسان باعتبار الخطيئة قدره، أو الذنب، وهذا كان جليًّا في المحاكمة وفي الانمساخ الذي يظهر غريغور سامسا فجأة يستيقظ وقد تحوّل إلى حشرة كبيرة من دون أن نعرف السبب، ويستمر السرد عن معاناته وهو على هذه الحالة من التحوّل، كما لو أنه يقبل مصيره بتبرير سلوك أسرته وتفهم موقفها منه، مع الإشارة، وهو المتحوّل بهذه الطريقة الحقيرة، إلى دوره المهم في حياة تلك الأسرة التي لولاه لما كانت قد استمرت في الحياة، ربما هي انتهاك السلطة لفردية الفرد واستغلاله، ثم اختفاؤه ببالغ اللامبالاة، بعد معاناته من ضربة أبيه إياه بتفاحة، وانتهائه إلى الرمي في الخارج من قبل الخادمة، وتقبل الأسرة هذا المصير، مثلما لو أن لا مكان له بينهم بوضعه الجديد المختلف حدّ الاشمئزاز، وربما لا خلاص في هذه الحياة التي تدفع إلى تحوّل الإنسان عن آدميته، أو الانمساخ، سوى في الموت. أو وربما عليّ قراءته من جديد؟
ثاني الأسئلة كانت عن سوداويته وتشاؤمه، هناك قراءات عديدة مختلفة، منها ما اتخذ محدّدات مغايرة بنى عليها دراسته، فبالنسبة لحنة أرندت تقول إن إضفاء صفة "الكابوسية" على عوالم كافكا ليس أمرًا صائبًا، ذلك أن الرعب الذي تنهض عليه عوالمه هذه، ليس إلا تعبيرًا عن طبيعة "البيروقراطية" وآليات عملها. كما أنها تستبعد، بعكس كونديرا، أن تكون قصصه نبوءات للعالم المقبل الذي ترى أن انحداره نحو الهاوية عملية متوقعة ومستمرة، وذلك في كتابها "إضاءات لفهم الواقع" الذي هو مجموعة من المقالات الأدبية، صدر عن دار الساقي 2021، وترجمه إبراهيم العريس. أما مواطن كافكا، ميلان كونديرا، فيقول أيضًا رأيًا مهمًّا في أدب كافكا، انطلاقًا من الفهم الذي تقدمه اللغة التي يُقدّم بواسطتها الكتاب، فهو يرى أن هناك مسافة كبيرة بين فهم مؤلفات كافكا في باريس، وبينها في براغ، علمًا بأن كافكا كتب بالألمانية وليس بالتشيكية، أمّا ما أراد كونديرا تسليط الضوء عليه، فهو تلقف البراغيّين أو التشيكيين لكتابات كافكا وهم تحت سلطة النظام الشيوعي وسطوة الاتحاد السوفييتي، ربّما كان في كتاباته ما تستشعره الروح قبل إدراكه العقلي، بما تخفي من ملامح الحياة التي يعاني منها التشيكيّون.

مما لا شك فيه أن هناك تحولات كبرى كانت تطال الحياة والمجتمعات الأوروبية في الفترة التي ولد وعاش فيها كافكا، ويمكن لأي مطّلع على التاريخ الحديث فهم هذا، ويمكن أكثر للأجيال اللاحقة أن تعرف عن تاريخ التشيك، أو تشيكوسلوفاكيا، أو بوهيميا، أو غيرها من التسميات التي تتالت عليها منذ تأسيسها في القرن الثامن، من متاحفها، خاصة متحف الشيوعية، الواقع قريبًا من ساحة فاتسلاف.

فاتسلاف هافل 



عندما ختمت زيارة هذا المتحف، الذي يعرض من بين معروضاته، فيلمًا عن ربيع براغ، وسحق الانتفاضة من قبل النظام السوفييتي، وغزو شوارع براغ بالدبابات الروسية، كانت الحجرة الأخيرة مخصصة لفاتسلاف هافل، المسرحي التشيكي الذي يُعتبر "مهندس" إسقاط الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا، خلال ثورة 1989، والذي تولى رئاسة جمهورية تشيكوسلوفاكيا من 1989 حتى 1992، ثم رئاسة جمهورية التشيك من 1993، حتى 2003، ومعروف عنه مناصرته لربيع براغ، ومناهضته الغزو السوفييتي، ومحاصرته وحظر كتبه، ثم سجنه عدة مرات، كان أطولها بين 1979 و1983.

في الواقع، لم أزر متحف كافكا، بالرغم من أن زيارته تعتبر مطلبًا لغالبية الوافدين المهتمين بالثقافة والإبداع، فكّرت في نفسي ما الذي يجعلني أزور المعرض؟ أليس اقتفاء أثر هذا المبدع الذي رحل باكرًا، في مدينته، في الشوارع التي قطعها آلاف المرات، في المقهى الذي اعتاد على الجلوس فيه، وما زال قائمًا إلى اليوم، في الساحة القديمة، قريبًا من مبنى البلدية، حيث منزل طفولته الأولى ومدرسته، في أماكن كثيرة، أجمل وأجدى من زيارة متحف ستحاصرني فيه طريقة العرض، وطريقة تقديم كافكا وعالمه الخاص والحميمي، بالإضافة إلى ما يتعلق بإبداعه، وأصبح أسيرة هذه القراءة الشاملة له، من وجهة نظر غيري؟ بل إن الكثير من إرثه الإبداعي صار في إسرائيل، إذ كشفت المكتبة الوطنية الإسرائيلية عن الوثائق أو الأوراق الخاصة به، بعد سنوات من البحث الدولي والنزاعات القانونية، وكانت هذه المجموعة الأخيرة من الأوراق من بين ما جمعه صديقه المقرب ماكس برود، الذي توفي في عام 1968، تاركًا الأوراق في عهدة سكرتيرته إستر هوفي، طالبًا منها التأكد من وصولها إلى المكتبة الوطنية في إسرائيل، لكنها احتفظت بها حتى وفاتها في عام 2007، وكانت قد باعت مخطوط رواية بمبلغ مليوني دولار في عام 1988، وكان برود بعد نحو 15 عامًا من رحيل كافكا، قد أُجبر، وهو اليهودي التشيكي، على الفرار من تشيكوسلوفاكيا، التي احتلها النازيون حينذاك، إلى تل أبيب في إسرائيل، وهو الصديق الذي كان كافكا يثق فيه، وكلفه بحرق كتاباته بعد وفاته في عشرينيات القرن الماضي. لكن برود رفض تنفيذ تلك الوصية، وبدلًا من حرقها، قام بنشر هذه الكتابات لاحقًا. لقد أردت لخيالي أن يرسم حياة لكافكا بريشتي أنا، وليس بريشة غيري، وكانت براغ بما تخفي في هوائها وفضائها حاضرة أمامي، أشمّ ازمنتها القديمة والحديثة والراهنة، براغ التي تمتدّ على وجهها ملامح الرأسمالية، من المخازن والمطاعم والفنادق والوكالات والماركات العالمية، الأوروبية والأميركية، وتبدو بصمات العولمة واضحة على وجهها العريق، ومع هذا لم يفقد عراقته ولا رونقه، حتى إن الماشي في شوارعها يمكنه أن يسمع كل لهجات ولغات العالم، ولقد سمعتُ اللهجات العربية المتنوعة، بل سوف يرى الحشود تنتظر أمام الساعة الفلكية كي يصوروا تماثيل الرهبان التي تمر أمام النوافذ التي تفتح في تمام الساعة، وسوف تراها على الجسر المزدان بالتماثيل، وأمام القلعة وأمام القصور والكنائس وفي الساحات والمقاهي.. إنها مدينة احتفالية بكل معنى الكلمة، مع أن تاريخها لم يكن رحيمًا، وربيعها منذ أربعة وخمسين عامًا لم يمر بلا عنف وسحق لأصوات التمرد وطلب الحرية، ربما هناك ما يشبهنا اليوم، نحن شعوب ما يُسمى بالربيع العربي.

رجعت من براغ وما زلت مسكونة بسؤال سوداوية كافكا، وسؤال علاقة المدينة بسكانها ومبدعيها، وسؤال الرحلة وما سأكتب عنها لاحقًا، هل يمكن اعتباره من أدب الرحلات، وقد كنت مسبقًا أخزّن في ذاكرتي الكثير من المعارف عن تلك البلاد؟


الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.