}

أُحجية التاريخ: الحضارة الإغريقية والاقتراض من السوريين والمصريين

صقر أبو فخر صقر أبو فخر 2 مارس 2024
اجتماع أُحجية التاريخ: الحضارة الإغريقية والاقتراض من السوريين والمصريين
البدايات التأسيسية للحضارة اليونانية ظهرت في جزيرة كريت (Getty)
شُغفتُ أيما شغف في أحد أشواط حياتي بالأساطير الإغريقية، وبالمسرح اليوناني، وتملكتْ خيالي حكاية أوديسيوس (أوليس) المسطورة في ملحمة الأوديسا لهوميروس، والتي وجدتُ فيها تكثيفًا لمأساة الوجود الانساني الفردي، ثم انصرفتُ إلى قراءة أشهر المسرحيات بمتعة فائقة. لكن قراءاتي تلك ظلت ناقصة، لأنها كانت مبتورة عن الإطار الحضاري والثقافي لليونان القديم، وعن سياقها التاريخي، ولذلك فهمتُ كثيرًا من جوانب الحضارة اليونانية (أو هكذا تراءى لي)، وعجزتُ، في الوقت نفسه، عن فهم كثير من الجوانب الأخرى. وكانت تراجيديات إسخيلوس، ويوريبيدس، وسوفوكليس، وأريستوفان، وسينيكا، تستولي على تفكيري يومًا بعد يوم، وتثير خيالاتي حتى بعد 2500 سنة على ظهورها في بلاد الاغريق. ومع أن الحياة المضطربة لم تسعفني كثيرًا في مشاهدة تلك التراجيديات حيّة على خشبة المسرح، غير القليل القليل منها، إلا أنني انغمرتُ في قراءتها بلذة فائقة مثل تراجيديات أوريست، وأوديب ملكًا، وإلكترا، وأوديب في كولون، والضارعات، وأنتيغونا، وأبناء هرقل وفيدرا والطرواديات، وبروميثيوس مقيدًا، وهيبوليتوس، وغيرها. لكن ابتداع الملاحم والأساطير لدى اليونان توقف منذ نحو 20 قرنًا، وحلتّ كتابة التاريخ في محلها. والتاريخ اليوناني حفظه الشعراء أمثال هوميروس في ملحمتيه الإلياذة والأوديسا، تمامًا مثلما حفظ فرجيل أخبار الرومان في الإنياذا. والملاحم التي حفظت التاريخ الأدبي والأسطوري والتراث الشعبي لليونان والرومان، لا تستطيع أن تزعم أنها حفظت التاريخ الحقيقي لهذين الشعبين القديمين، لأن الآثار وحدها هي التي تستطيع أن تروي التاريخ الحقيقي، أو شبه الحقيقي، خصوصًا بعد اكتشاف مدينة طروادة، وغيرها من المدن المدفونة، مثل موكيناي، وبومباي، وهيركولانيوم.
ما لم أتمكن من اكتشافه، ولم ينجدني أحد في حل لغزه، هو التالي: كيف انبثقت الحضارة اليونانية، في صورتها الأخيرة، قبل 800 سنة من ميلاد المسيح هكذا فجأة، من دون مقدمات، أو ممهدات، أو مؤثرات واضحة؟ وكيف سطع في سمائها فجأة أَعلام كبار، أمثال طاليس، وزينون الرواقي، في الفلسفة، وهوميروس في الشعر الملحمي، وسافو في شعر الذات، وهيرودوت في التاريخ، علاوة على فيثاغورس، وهيراقليطس، وديموقريطس، وكثيرين غيرهم؟ وقد حاول بعض دارسي تاريخ الحضارات تفسير ذلك اللغز بفكرة "الانبثاق الذاتي" للفلسفة اليونانية. لكن هذه الفكرة لم تصمد كثيرًا، بل جرى نقضها علميًا ومعرفيًا. ثم راحت الدراسات والبحوث العلمية المتينة، جنبًا إلى جنب مع علم الآثار، تكشف أن ثمة أثرًا واضحًا للمصريين والبابليين والسوريين في نشوء الحضارة اليونانية القديمة. ولما توغلتُ أكثر في قراءة تاريخ الإغريق اكتشفتُ أن طاليس الذي تؤرخ به بدايات الفلسفة فينيقي، وأن كاليماخو، ومنياندر، من اللاذقية، وإميليو من آفاميا، وفرفوريوس، وفيثاغورس، من صيدا، وزينون (مؤسس الرواقية) سوري من قبرص، ولوقيان من سميساط في شمالي سورية، وهيرودوت من كيليكيا السورية، وأدريانو من صور، وأنتيباتر من هيرابوليس (منبج اليوم)، وأوفيد سوري عاش في روما، وهؤلاء مجرد عيّنة قليلة. ولا شك في أن إعادة تكوين صورة تلك الحقبة تحتاج إلى مزيد من البحث والتقصي (راجع: صقر أبو فخر، اللغز الإغريقي، ضفة ثالثة، 18/5/2016).

البدايات
البدايات التأسيسية للحضارة اليونانية لم تظهر في المناطق القاريّة، بل في أرخبيل إيجه، وبالتحديد في جزيرة كريت، لأن الحياة في اليونان القارية كانت أقرب إلى مرحلة الصيد مقارنة بالحياة الزراعية والتجارية في كريت (راجع: وِل ديورانت، قصة الحضارة، الأجزاء 5-8، بيروت: دار الفكر، 1988). وبين كريت وأرض اليونان كان ثمة 220 جزيرة متناثرة في بحر إيجه معظمها صخري وقاحل، وهي بقايا قمم الجبال التي غرقت جراء زلازل قديمة. إن هذا التناثر الجُزُري، والأرض الفقيرة زراعيًا، لا تسمح بقيام تجمع بشري متفاعل، أو بنشوء حضارة زراعية، لأن تلك البلاد تفتقر إلى المياه الموزعة باعتدال طوال فصلَي التهطال. والشرط الأساس لنشوء اجتماع بشري وحضارة هو الأرض والمياه والاستقرار السكاني وحرية التنقل. أما في اليونان فقد كان الانتقال من مكان إلى آخر عسيرًا جراء الجزر الصخرية المتناثرة في البحر. وحتى في المناطق الشمالية التي توجد فيها بعض السهول الضيّقة فإن الجبال تحيط بها وتعزلها عن البحار. وهنا مكمن اللغز الإغريقي، أي كيف يمكن تفسير ظهور تلك الحضارة العظيمة في بلاد من المحال أن تكون مكانًا لنشوء حضارة بشرية. ومع ذلك يمكن، بقليل من المجازفة، اعتبار الحضارة المسّينية (نسبة إلى مدينة مسّينا) هي السلف الأقدم للحضارة اليونانية المعروفة. وكانت الحضارة المسّينية قد بدأت بالظهور في القرن السابع عشر قبل الميلاد، لكنها اندثرت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد جراء الزلازل والبراكين. ومنذ ذلك الزمن دخلت الجزر اليونانية "عصور الظلام" التي امتدت ثلاثة قرون. وفي تلك الحقبة راح سكان الجزر اليونانية يهاجرون إلى سورية (بما في ذلك فينيقيا) وإلى الأناضول، ويؤسسون مستعمرات تجارية، ويتفاعلون مع سكان تلك البلاد. أما اليونانيون الذين ظلوا في الجزر فقد عاشوا كأقوام بدائية، فيما كان السوريون القدامى قد بلغوا شأوًا عاليًا من التقدم الحضاري، وكذلك مصر والعراق (راجع: صقر أبو فخر، اللغز الإغريقي، مصدر سبق ذكره).




الانقلاب التاريخي الذي حدث آنذاك هو خضوع الساحل السوري لحكم الأشوريين (القرن الثامن قبل الميلاد) ثم للغزوات الفارسية (القرن الخامس قبل الميلاد) والحثية. حينذاك هاجر كثير من الحرفيين والصُناع والتجار إلى الجزر اليونانية، ونقلوا معهم معارفهم. وفي الوقت نفسه عاد كثير من اليونانيين من مستعمراتهم في سورية والأناضول إلى اليونان. وهكذا شرعت المدن مثل أثينا (أتيكا) وطيبة وأرغوس وأسبارطة وكورنثيا تظهر بالتدريج. والراجح أن بداية ظهور الحضارة اليونانية توافقت مع مجيء الهكسوس السوريين (الملوك الرعاة) إلى اليونان بعد أن طردهم أحموس من مصر، وهؤلاء حملوا معهم التراث السوري والتراث المصري معًا فساهموا في ظهور الحضارة اليونانية، وأدخلوا السيف إلى كريت (xiphos تمامًا مثل العربية). ومسرحية الضارعات، أو المستجيرات، لإسخيلوس، تصف مجيء داناؤوس الهكسوسي إلى أرغوس الإغريقية مع بناته. وفي السياق نفسه، تروي أسطورة قدموس كيف غادر بلاده من ميناء جبيل إلى اليونان حاملًا معه أبجدية أوغاريت. وقدموس هو نفسه نكديموس ملك أوغاريت التي دمرها الحثيون وطردوه وعائلته وحاشيته من المدينة، وطردوا معه الجاليات الأيونية والكريتية والقبرصية وغيرها. وقد بنى قدموس، بحسب الأسطورة، مدينة طيبة، وجعلها عاصمة لإقليم بيوتيا، وهي المدينة ذات البوابات السبع. والبوابات السبع تحمل بعدًا سوريًا قديمًا هو العدد سبعة المقدس. وأوغاريت التي كانت مدارسها تُعلّم أربع لغات هي السومرية والأكادية والكنعانية واليونانية لم تكن مدينة تجارية فحسب، بل كانت مركزًا علميًا مزدهرًا يدعى غوبلو، أي الجبل. أما جبيل، مصغّر جبل، فكانت مجرد مرفأ صغير في النطاق الحضاري لأوغاريت.

سورية أم مصرية؟
في اليونان مدينة طيبة (ثيبة)، وفي مصر مدينة مشهورة تدعى طيبة أيضًا، وهي مدينة الأُقصر اليوم، حيث يقع معبد الكرنك العظيم. طيبة اليونانية هي مدينة أوديب، وعند تخومها كان أبو الهول (سفينيكس) يقطع طريق المارّة. ما الذي جاء بأبي الهول إلى اليونان، ومعه اسم طيبة المصري؟ في مسرحية "أوديب" لسوفوكليس تتضرع أنتيغوني، ابنة أوديب، قائلة: "وأنتِ يا أرض طيبة المقدسة الزاخرة بعرباتك الحربية، أنتَ أخيرًا ستشهدين على حالي".

فكرة "الانبثاق الذاتي" للفلسفة اليونانية لم  تصمد... وكذلك شعر الملاحم عند هوميروس (Getty)

والمعروف أن العربات الحربية عُرفت في مصر لا في بلاد اليونان. والهكسوس هم الذين أدخلوا العربات ذات العجلتين، أو العجلات الأربع، التي تجرها الجياد إلى مصر. وترتبط طيبة اليونانية بأسطورة أوديب مثلما ترتبط طيبة المصرية بحكاية أخناتون الذي نقل عاصمته من طيبة إلى أخيتاتون. فقد حل الطاعون بمدينة طيبة اليونانية، لأن أوديب بعدما قتل والده لايوس من دون أن يعرف أنه والده، تزوج أمه جوكاستا من دون أن يعلم أنها أمه. وحل البلاء ببلاد مصر في زمن أخناتون، لأنه أزال اسم والده من النقوش، وهو ما يعادل قتل الأب، وتزوج أمه تاي. وأسطورة أوديب التي كان لها أثر هائل في الثقافة الأوروبية، مسرحًا وشعرًا وبحوثًا، ولا سيما لدى سيغموند فرويد، إنما هي نفسها حكاية أخناتون المصري. وقد هاجرت الأسطورة من طيبة المصرية إلى طيبة اليونانية برفقة الهكسوس، أو في الحقبة التي هاجر فيها قدموس الأوغاريتي (نكديموس) إلى سهل بيوتيا وبنى فيه مدينة طيبة. وما يعزز هذه النتيجة هو أنه لم يُعثر في بلاد اليونان على أي أثر يدل على تاريخية الملك أوديب، أو على وجود بيت والده لايوس، أو أمه جوكاستا، بينما تبرهن الآثار المصرية علميًا حكاية الملك أخناتون وانقلابه على عبادة أمون في طيبة، ونقل عبادة المعبود الجديد أتون إلى أخيتاتون (تل العمارنة)، الأمر الذي أدى إلى اتهامه بالقتل والزنى مثل أوديب تمامًا (أنظر: إيمانويل فلايكوفسكي، أوديب وأخناتون، ترجمة: فاروق فريد، القاهرة: دار الكاتب العربي، د. ت.).
أما أبو الهول (سفينيكس)، حامي طيبة اليونانية، فهو أسد له رأس إنسان، وهو يشبه إلى حدّ بعيد الثور المجنّح، وهو نقش آشوري كان الهكسوس يستخدمونه في مبانيهم. وحين انتقلوا من مصر إلى اليونان نقلوا معهم نقوشهم، وهذا أمر بدهي وطبيعي. ولدى اليونان الحصان المجنّح (بيغاسوس) المطابق إلى حد بعيد للثور المجنح الذي يشبه البراق كثيرًا. ومن عجائب التوافقات والمطابقات أن مدينة يثرب كانت تسمى طيبة، أو ثيبة. وفي صحيح البخاري حديث يقول: "لقد بلغنا مشارف طيبة، ولن يدخلها الطاعون أبدًا". هل هي المصادفة التي جعلت الطاعون وطيبة يجتمعان في المكان الذي يُدعى يثرب وصار يُدعى المدينة لاحقًا، وفي بلاد الحجاز البعيدة جدًا عن اليونان؟ هذ المصادفة تحتاج حقًا إلى التأمل العلمي العميق، ولا سيما حين نقرأ اسم الإلهة هيرا، ومعبد الإلهة هيرا، في جزيرة ساموس (الهيرايون) ومدينة هيرا (هيرابوليس التي هي اليوم مدينة منبج في شمال سورية)، ونتساءل: هل ثمة صلة بين غار حِراء واسم الإلهة هيرا، حتى لو كانت تلك الصلة صوتية فحسب؟

الاقتراض الحضاري
الحضارة اليونانية، في صورها الأولى، حضارة شرقية أكثر من كونها حضارة غربية أوروبية. ويبدو ذلك واضحًا في مئات العقائد والأفكار والأساطير التي اقترضها اليونان من البلاد الممتدة بين الساحل السوري وجنوب العراق، أي من السومريين والبابليين والأشوريين.




لنلاحظ، على سبيل المثال، أن "ألواح القدر" التي تتحكم الآلهة الإغريقية بواسطتها بمصائر البشر هي نفسها "ألواح المصير" التي يحتفظ بها الإله مردوخ، والتي كتب عليها كل ما هو كائن وما سيكون (قارن مع "اللوح المحفوظ" في العقيدة الاسلامية). وألواح المصير تلك موجودة في ملحمة "إينوما إيليش" (بينما في الأعالي). وأنزل زيوس العذاب على بروميثيوس لأنه تحدى الآلهة ليجلب إلى البشر سرّ النار، على غرار ما فعله جلجامش الذي تحدى الآلهة ليجلب لنا سر الحياة وسر الخلود ويفك لغز الموت. وطرد الله آدم وحواء من الجنّة لأنهما سرقا سر المعرفة (سرقت الحية من جلجامش نبتة الخلود، وأخرجت الحية آدم وحواء من الجنة بعدما أكل آدم ثمرة من شجرة التفاح). أما مجمع الآلهة اليونانية، بحسب هوميروس، فيكاد يطابق مجمع الآلهة السومرية. وفي الحالين، يتكون هذا المجمع من أب إلهي تلتف حوله أسرة وزوجات وأبناء وموظفون وخدم وعشيقات. وجميع الآلهة في هذا المجمع مثل البشر يأكلون ويشربون ويغضبون ويحاربون ولهم غرائزهم وعواطفهم، إلا أنهم، خلافًا للبشر، خالدون. والجحيم في ملحمة الإلياذة لهوميروس يطابق الرؤية السومرية ـ البابلية للعالم السفلي (هاديس). والطوفان اليوناني الذي أرسله زيوس كبير الآلهة على البشر بعدما أخبر دوكاليون وزوجته به، وطلب منه صُنع سفينة رست على جبل البارناسوس، هو نفسه الطوفان السومري كما هو مسطور في لوح نيبور. ويخبرنا ذلك اللوح أن الإله إنليل أرسل الطوفان، واستثنى من الموت زيوسودرا وزوجته، بعدما طلب منه أن يصنع سفينة لتنقذه. وفي اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش يقول الإله إنكي لأوتنابيشتم (نوح السومري): "إبنِ لك فُلكًا واحمل فيه بذرة كل ذي حياة". 

أبو الهول (سفينيكس)، حامي طيبة اليونانية، أسد له رأس إنسان (Getty)

أحجية التاريخ
هل يمكن أن تعيننا هذه الشواهد وغيرها على الاستنتاج أن الحضارة اليونانية القديمة هي حضارة مستعارة، وليست حضارة منبثقة من بيئتها الخاصة الجُزُرية البركانية؟ وهل إن تلك الحضارة ربما احتوت من العقائد والأفكار والأساطير ما كان قد نقله التجار بالدرجة الأولى، فنقلوا عن السوريين الكتابة وصناعة النسيج والصباغ والزجاج والخزف والحرف والفنون، ونقوا عن المصريين العمارة، وصنع التماثيل، وبعض الأساطير، مثل أسطورة أوديب التي هي نفسها قصة أخناتون بعدما هاجرت كمنوذج أسطوري إلى اليونان؟ أعتقد أن الحضارة اليونانية، أو الاغريقية، أو الهلينية، ليست هي الحضارة التي نشأت في إقليم اليونان، أو في أتيكا (العتيقة)، بل هي مجموع الآداب والفنون والأفكار والعلوم والفلسفات والعقائد التي كُتبت باليونانية، وتفاعلت وتمازجت وتطورت في تلك البلاد، مع أن كُتّابها كانوا من منابت شتى، خصوصًا من سورية ومصر والعراق. وكان أهم ما قدمه اليونانيون القدامى مفهوم العقل Logos، ثم مفهوم البرهان. أما نحن ورثة السومريين والبابليين والآشوريين فلبثنا عند حدود النقل لا العقل، وعند القياس لا البرهان. والمفاجئ أن الحضارة اليونانية لم تقترض منّا قصة "الخطيئة الأصلية" اليهودية، بل إن المسيحية هي التي أدخلتها لاحقًا إلى الثقافة الغربية، وكان لها الأثر السلبي الكبير في حياة البشر وعقائدهم الدينية وتكويناتهم النفسية والطقوسية. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.