}

أدباء عرب: هكذا مرّرنا عام 2020.. (1-2)

ضفة ثالثة ـ خاص 14 ديسمبر 2020
هنا/الآن أدباء عرب: هكذا مرّرنا عام 2020.. (1-2)
كان لانتشار فيروس كورونا أثر سلبي على قطاع الثقافة

كان لانتشار فيروس كورونا- كوفيد 19- الأثر السلبي على كافة قطاعات الحياة، وفي مقدمتها قطاع الثقافة، حيثُ تعطّلتْ المطابع، وتوقفتْ معارض الكتب والفن التشكيلي، بالإضافة إلى توقف المهرجانات والفعاليّات الأدبيّة والفنيّة كافّة.
ولعلّ التواصل عن بعد- عبر الإنترنت- كان البديل والمتنفّس الوحيد لإقامة بعض الفعاليّات، وإنْ كانتْ قليلة إلى حدّ ما.
لذلك توجهنا إلى عدد من الأدباء والمثقفين العرب، بالتزامن مع قرب الدخول إلى العام الجديد، بأسئلة حول كيف مرّ هذا العام عليهم؟ وما هي أبرز أحداث العام الثقافية من وجهة نظرهم؟ وما هو أهم كتاب قرأوه؟ ولماذا؟
هنا الجزء الأول من شهاداتهم.

(عماد الدين موسى)

د. بسّام البزّاز (كاتب ومترجم عراقي): مسيرتنا في الترجمة والقراءة متعثرة
شئتُ أن أمضي ما يفيض من وقتي على مدى أشهر الاعتكاف لا في الجديد بل في القديم القديم. أنفقتُ وقتي في تقليب العديد من الكتب التي طالما رأيتُ فيها مشاريع جديرة بالترجمة، فأضرب بذلك أكثر من عصفورين بحجر. وهكذا فقد طالعتُ قديما، وربّما قديمًا جدًا جدًا، لأنّي أؤمن أنّ للتاريخ وللقديم علينا حقا كما للحاضر وللجديد. تشغلني مسألة أنّنا نعنى بآخر الإصدارات، ولا نلتفت إلى العشرات من الروائع التي مضت عليها سنين طويلة وأحيانا قرون. منذ وقت وأنا أراجع روايات إسبانيّة عظيمة لها في تاريخ الأدب الإسباني والعالمي ما لرواية (آنا كارنينا) أو (مدام بوفاري) من شهرة وأهميّة. قلّبتُ أعمال كبار أدباء إسبانيا، وهم في الوقت نفسه روائيون وشعراء وكتّاب مقالة وفلاسفة. (أثورين) و(أونامونو) و(باليرا) و(باروخا) و(غالدوس) و(بلاسكو إيبانيث)، وسواهم الكثير، وكاتبات وصلن إلى نوبل أو إلى المجامع اللغوية في بلادهن: (ميسترال) و(غايته) و(كونده) و(ماتوته) و(باثان)، وسواهنّ الكثير الكثير. أمّا في ميادين الشعر والنثر الذي يشبه الشعر أو يتفوّق عليه فقد راجعتُ (روبين داريّو) و(خوان رامون خيمينيث) و(أنطونيو ماتشادو) و(يوحنا الصليب) و(سانتا تريسا دي خيسوس) وهم من هم في تاريخ الشعر وسجلّه.
أكرر القول بأنّ مسيرتنا في الترجمة والقراءة مسيرة متعثرة متناثرة لأننا خلّفنا ونخلّف وراءنا أسماء كبيرة شهيرة، منها ما حاز أرفع الجوائز وأسمى النياشين.
هذه دعوة للعودة إلى الأصول المنسيّة وإلى الجذور التي قفزنا من فوقها بحثا عن "الجديد الجديد" وانسياقا وراء مقولة "الجمهور عاوز كده". فقد ننتقل هكذا بقرائنا وثقافتنا من حال إلى حال.  

 

نسرين بلّوط (شاعرة وروائية لبنانية): التواصل بين الأجيال الثقافيّة
الكتاب لا عمر له ولا زمان ولا مكان يحصره ويحدّ من انتشاره أو سموّ أفكاره، فنجد كتبًا قد مرّ عليها زمنٌ طويل وما زالت تلتمسُ طريقها في ذهن المتلقّي لأنّها سبقت عصرها، ولم تفتها عطفةٌ حاسمة في طريق الإنسانيّة.
ورغم كثرة الإنتاجات والإصدارات الجديدة، نجدُ تقصيرًا في الإبداع، وكأنّه ينكفئ على وجهه أو لا يبزغ في أٌقلامٍ كثيرة، ولكن هناك بالطبع نوعيّة من الكتب فرضت وجودها وهويّتها الإبداعيّة رغم الحصار الكميّ في كثرة الإنتاج وليس في نوعيته، وبالرغم من مرور بعض الزمن عليها. فقد يغتبط القارئ بجماليّة الفنّ مثلًا في رواية "قواعد العشق الأربعون" لأليف شافاك لما تتضمّن من باطنيّةٍ صوفيّة وفلسفيّة واحتوائيّة لعلاقة الحب المدفون بين العابد والمعبود من خلال قواعد شمس التبريزي الأربعين. كذلك رواية "النحّال" للكاتب الفرنسي ماكسنس فرمين التي تقاربت في حبكتها مع رواية "الخيميائي" للروائي البرازيلي باولو كويلو، فالرموز الإيحائيّة للترحال والتنقيب والتقطيب والترتيب تتقاطع في مفاصل مهمّة بين القصّتين.

كذلك هناك رواية "المطر الأصفر" للكاتب الإسباني خوليو ياماثاريس والتي تعكس بظلالها السيكولوجيّة علاقة الكائن البشري بالمكان الذي ينتمي إليه والحنين الموجع الذي ينصهر فيه رغم التمرّد فتكلّم عن قرية أينيلي التي يهجرها الجميع ويبقى بطل الرواية يسكنها وحيدًا مع ضبابٍ يغشى الروح ويطوّق الحزن المعزول.
هناك كتاب "تريبة الرواقي" لفرناندو بيسوا، ترجمه الكاتب إسكندر حبش، وهو كتابٌ فلسفي يتطرّق للفلسفة الرواقيّة وقد مرّ بيسوا بظروفٍ صعبة على المستوى الشخصي والإنساني، فوجد في الرواقية مبادئ الصبر والتجلّد، فهي مَذهَبٌ فَلسَفيٌّ وضع أصوله الفيلسوفُ اليونانيُ زينون السيشومي في أثينا. ناهيك عن الكثير من الكتب الخالدة لنجيب محفوظ وطه حسين وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وغيرهم تتصدّر المكتبة الأدبيّة في تاريخ الثقافة العربيّة.
المشاركات والفعاليّات الثقافيّة كانت محدودة نوعًا ما بسبب جائحة الكورونا ولكن معارض الكتب العربية التي تحدّت العلّة وفتحت أبواب الفكر والنور عزّزت مبدأ التواصل بين الأجيال الثقافيّة وبين الكتّاب وقرّائهم.

 

حسين حبش (شاعر كُردي مقيم في ألمانيا): فرصة للتأمل والتفكير وإعادة النظر

عام 2020 كان استثنائيًا بسبب جائحة كورونا التي عطلت كل مناحي الحياة وشلت الحركة في كل جهات الأرض، مما اضطر البشر إلى التباعد والانعزال والتوجس والخوف من هذا الزائر الغريب الذي يفتك بالحناجر والرئات ويتلفها دون استئذان، كما اضطروا إلى تكميم أفواههم بأنفسهم دون حاجة لمن يتكفل لهم بذلك! هذا الوضع الاستثنائي انسحب على كل أوجه ومناحي الحياة بما في ذلك النشاطات والفعاليات الثقافية عبر العالم، فتوقفت معارض الكتب وأسدلت الستائر عن المسارح إلى إشعار آخر وأعتمت دور السينما والأوبرا، وكذلك تعطلت المهرجانات والملتقيات الأدبية التي كانت بمثابة فرصة يلتقي فيها المبدعون، يتبادلون من خلالها الآراء والأفكار والكتب والإصدارات ويتحدثون عن أحلامهم وهواجسهم ومشاريعهم المستقبلية.. توقف السفر، توقفت أجنحة الطائرات عن الرفرفة وعجلات السيارات ومختلف وسائط النقل الأخرى عن السير إلا لأسباب ضرورية. فتحولت كل النشاطات الثقافية إلى الشاشة الصغيرة، يطل من خلالها المبدعون على بعضهم البعض، يقرأون نتاجاتهم ويتحاورون وينصتون لأرواح بعضهم البعض من بعيد! أنا أيضًا شاركت في بعضها قراءة ومحاورة. لكن هذا الوضع الطارئ الذي قلب حياتنا رأسًا على عقب، كان بمثابة فرصة للتأمل والتفكير وإعادة النظر في الكثير من المسلمات في الحياة والوجود ومصير البشر، وفي طرائق الكتابة أيضًا. والجدير بالذكر هو أن هناك كتبا ونصوصا وتأملات وقصائد كثيرة كتبت عن الجائحة مباشرة من الإغلاق والحجر الصحي في محاولة لفهمها واستيعابها ومعالجتها بالكلمات والخيال، وبغض النظر عن مستوى هذه الكتابات فإنها برأيي كانت ضرورية. بالنسبة لي، كتبت بعض القصائد والنصوص، نشرت أغلبها في أنطولوجيات شعرية عالمية تم إعدادها ونشرها في الولايات المتحدة، كينيا، الهندوراس والمملكة المتحدة، أنطولوجيات خاصة بالجائحة. كما كانت فرصة للعودة إلى القراءة الكثيفة والمتأنية لأعمال كل من دوستويفسكي وتولستوي وشولوخوف وليرمنتوف وباسترناك وبوشكين ويسينين وأخماتوفا وتسفيتايفا... طبعًا بعض أعمال هؤلاء كنت قد قرأتها سابقًا وبعضها الآخر لم أكن قد قرأتها. كما قرأت أعمالًا شعرية كثيرة بالكردية صادرة عن دار سارسرا في برلين. قرأت أيضًا الأعمال الشعرية الكاملة لليوبولد سيدار سنغور، أحد مؤسسي تيار الزنوجة الكبار في الأدب الأفريقي، بترجمة رائعة من الشاعر والمترجم التونسي جمال الجلاصي. قرأت أيضًا الكثير من الأدب الألماني وأدب الأميركتين اللاتينية والشمالية، وكذلك مختارات ضخمة من الشعر الصيني. وكي لا أنسى قرأت مقالات وبحوثا واستنتاجات وتحليلات كثيرة كتبت عن الكورونا في محاولة لفهمها وتجنب ضررها وشرها. كما أصدرت ديوانًا بالكردية وديوانًا آخر بالعربية ما زال في عهدة الناشر، وكذلك ستصدر لي في بداية العام المقبل مختارات شعرية بالإنكليزية في أميركا.
أما بخصوص حركة النشر وأهم الإصدارات التي طبعتها المطابع، في الحقيقة لم أتابعها كثيرًا باستثناء دار خطوط وظلال الأردنية التي استوقفتني منشوراتها ولفتت انتباهي رغم أنها حديثة الولادة. كما أن هناك حدثا مهما هذا العام هنا في ألمانيا، ألا وهو الاحتفاء بالذكرى المئوية الأولى لولادة الشاعر الكبير المجدد باول تسيلان والذي تصادف ذكرى ميلاده في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام. وكذلك من الأحداث المهمة هذا العام حصول لويز غليك على جائزة نوبل للأدب وتكريم الشعر من خلالها. ومن الأحداث المؤلمة بالنسبة لي هذا العام رحيل الشاعر النيكاراغوي الكبير إرنستو كاردينال الذي التقيت به قبل عشر سنوات في مهرجان غرانادا في نيكاراغوا. ولا بد لي أن أذكر في هذا المقام أنني لاحظت حينها أن هناك احتفاء بالغًا به في كل مكان يحل به، فسألت أحدهم ما السر من وراء هذا الاحتفاء؟ فأجابني بما معناه، في أميركا اللاتينية هناك ثلاثة أسماء تبدأ بإرنستو، إرنستو تشي غيفارا الثائر وإرنستو ساباتو الناثر وإرنستو كاردينال الشاعر، وثلاثتهم فخر أميركا اللاتينية والعالم، أليس كذلك؟ فأومأت برأسي موافقًا. 

من اليمين (أعلى): حمودة، العطار، البزاز (أسفل):  بلوط، حبش، سفر 

















عبد الفتاح بن حمّودة (شاعر تونسي): عام سيء على مستوى الكتابة والنشر
إنّ حظي سيّء جدا هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19 فقد كان فيروسا ملكيّا بتيجان من الدّم خطف منّا أعزاء كثيرين بشكل فاجع. كان عاما سيئا على مستوى الكتابة والنشر والتظاهرات التي تمّ إلغاؤها مثل معرض الكتاب. ورغم أنني كتبت نصوصا قليلة، فالسّعادات المتبقّية من هذا العام الحزين هي قراءة كتب أتيحت لي في إطار مراجعات لبعض دور النّشر التونسية والعربية. وهذا ما ظلّ عالقا في ذاكرتي: "ماركو فالدو"، قصص مترجمة للكاتب الإيطالي إيتالو كالفينو. وكتاب في العلاج بالمعنى للدكتور فرانكل وكتاب في تشريح الأعصاب لطبيبين أميركيين أحدهما من أصل هنديّ ورواية لكاتبة أميركية من أصل فلسطينيّ.
ومجموعات شعريّة لها مذاق خاصّ: "نشيد سيد السبت" وكتاب شذرات "نباح أسود" للشاعر والمترجم أشرف القرقني، و"أصابع النحات" لميلاد فايزة، و"الغابة ليست ملكا لأحد" لرضا العبيدي، و"القبطان البري" لعبد الرحيم الخصار، و"بأقلّ اكتراث ممكن" لسعيد الباز، و"القسوة تبدأ بسقوط تفاحة" لحسن بولهويشات، وسيرة شعرية للنّاقد والشاعر عبد اللطيف الوراري، و"مياه أيادينا" لفاطمة كرومة، و"أسماء خفيفة" لرضا أحمد.
وقرأت كتابًا في النقد المسرحيّ بعنوان: "الانقلاب الفرجويّ" (وهو كتاب منشقّ ومتمرّد في النقد المسرحيّ) للباحث التّونسي حاتم التليلي محمودي.
أمّا في الرواية فقد قرأت أعمالا جميلة منها: "فلامنجو" لمحمد فطومي، و"للاّ السيدة" لطارق الشيباني. وفي القصة القصيرة قرأت "صلصال أميركي" لناجي الخشناوي، و"شبابيك زيانة" لبشاير حبراس.
ورغم الشّقاء وآلام الكوفيد وتراجع صحّتي فقد استطعت قراءة مئات المقالات والبحوث والدّراسات والحوارات والنصوص.

 

علي سفر (ناقد وصحافي سوري مقيم في فرنسا): صعود رأسمالية الكوارث
كان من الممكن لعام 2020 الطريف بشكله الذي يحتوي رقما متكررًا أن يمر، كما مرت في التاريخ سنوات عديدة وربما عقود كثيرة، دون أن يرشح أي شيء عما حدث فيها، بل كان يكتفى بالحديث أن وباءً فتاكًا كالطاعون أو السل أو الكوليرا أو الإنفلونزا الإسبانية، قد ضرب الناس فمات منهم خلق كثير!
الأوبئة قامت بدور كبير في تجهيل أحداث بعض السنين، وربما طمستها باللون الأسود فبدت مثل حفر في التاريخ!
هنا لم يستطع كوفيد 19 أن يفعل مثلما فعل أشباهه، لا بل إنه فاقم لدينا كبشر حاسة الشك، فجعلنا نعود لاستكشاف أفعال الطغم الحاكمة بشعوبها، والتنقيب عن سبب بقائها رغم سلاسل الجرائم التي ارتكبتها. ورغم أن الوباء وأسباب ظهوره المبهمة قد أطلق مارد نظرية المؤامرة من قمقمه، إلا أنه من الثابت أن التمحيص في السياسات التي تم اتباعها تجاه وباء كورونا قد قادنا إلى إعادة السيرة الذاتية لرأسمالية الكوارث، وهي وجه قبيح من وجوه الليبرالية الجديدة المتوحشة التي تحكم عالما منذ زمن طويل فتتحكم بالسياسات المحلية العامة لكل البلدان التي تخضع لها، وكجزء من فعل القراءة المدققة بمثل هذه التفاصيل قمت بقراءة كتاب (عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث) للباحثة الكندية نعومي كلاين، كما أنني عدت لكتاب (رأسمالية الكوارث، كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية)  للباحث أنتوني لوينشتاين، فوجدت أن قصة الوباء قد تكون مدخلًا مفيدًا بحسب نعومي كلاين لدراسة آليات تحكم حفنة من الباحثين الاقتصاديين من مدرسة شيكاغو وعلى رأسهم ميلتون فريدمان في دفع العسكر حول العالم إلى الانقضاض على الديموقراطيات في بلدانهم، ما دمر سيرورة التنمية، وخلق قوى وحشية ساهمت في افقار الفقراء وابتلاع محدثي النعمة من المستفيدين من هؤلاء لمجمل اقتصاديات هذه البلدان!
المسألة ليست أننا نمضي في قراءة بعض الكتب وبما يفسر لنا بعجالة ما يجري! بل إننا لم نستكن للسياق الذي تفرضه علينا الميديا حول العالم، فقررنا أن نكتشف ما جرى ويجري، ولهذا غرقتُ في مؤلف عقيدة الصدمة ولم أفلته إلا وقد رأيت أن الاقتصاد هو أولًا وهو أخيرًا!
كما أن حالة الحصار التي فرضتها قرارات الحجر الصحي لم تستطع أن تخنقنا كما كان متوقعًا، فوجد المثقفون السوريون وكذلك العرب أنفسهم قد ولجوا بوابة تقنية للاجتماع فيما بينهم، توفر عليهم الأعباء المادية، وتجنبهم مخاطر الاختلاط الفيزيائي الذي قد يؤدي إلى انتشار العدوى، وكذلك توفر عليهم سيطرة الرقباء، وهذه البوابة هي اللقاءات المسموعة والمرئية التي تمت وما زالت تتم عبر برامج مؤتمرات الفيديو ويب مثل الزوم وسكايب وغيرهما! وتبعًا لهذا أوقن أن شيئًا سيتغير في آليات العمل الثقافي العرب بعد أن أثبت العاملون في هذا الفضاء قدرتهم على خلق آليات تواصل جديدة، مثل هذه المؤتمرات، وأيضًا المعارض الإلكترونية الافتراضية التي تعرض الأعمال الفنية كما تعرض في الغاليريات، إضافة إلى قيام مؤسسات نشر ومراكز أبحاث بعرض منتجاتها الثقافية والعلمية والأدبية والفنية على شبكة الإنترنت مجانًا في استجابة منها لتلبية متطلبات الصمود في وجه الكارثة!.

من اليمين (أعلى) نن، آثورين، غليك(أسفل) تسيلان، شافاك، ياماثاريس
















مريم العطار (كاتبة ومترجمة عراقية): ارتفاع مستوى القراءة
الأزمة العالمية الصحيّة التي ما زلنا نعاني منها والبقاء في البيت وتطبيق الالتزام بالتباعد الاجتماعي رفع مستوى القراءة لدي أكثر من الأعوام السابقة، قراءتي كانت مكثفة والكتاب الذي بالمرتبة الأولى لفت انتباهي هو (أنا عبوة ديناميت – سو بريدو) من ترجمة أحمد عزيز وسارة أزهر الذي تناول حياة فريدريك نيتشه الفيلسوف الذي همَّ بصناعة الإنسان، وأيضا أحببت كثيرًا ترجمات الشاعر محمد مظلوم الشعرية منها (مختارات من أعمال يانيس ريتسوس والشاعر الأميركي بوب كوفمان) وأيضا تعمدت اقتناء كتب تخص أدب الرسائل وتدوين يوميات الكتاب وأحببت منها (سيلفيا بلاث – اليوميات) ترجمة عباس المفرجي ورسائلها بترجمة رائعة من فاطمة النعيمي، رسائل اليخاندرا بيثارنيك إلى طبيبها النفسي ليون اوستروف ترجمة رجاء الطالبي ورسائل البرتو مورافيا إلى اليسا مورانته- مراسلات جورج لوكاتش، كذلك رسائل أنانييس نن وهنري ميللر وشغفهما بالأدب، بالإضافة لكتاب للروائي حسن مطلك (لروحه الرحمة) عنوانه "كتاب الحب.. ظلالهن على الأرض" كان مليئا بشذرات رومانسية من الحب العذري في الزمن الجميل، وأحببت من الروايات "مذكرات دي" لأحمد السعداوي و"العلموي" لمرتضى كزار، أما في مجال القصص القصيرة فقد لفت انتباهي كتاب "الشبح الذي جاء يعتذر" بترجمة دقيقة وغنية لهشام فهمي.
هذه العناوين مختصرة والقائمة تطول. لكن وبصراحة لست من متابعي الفعاليات الأدبية وما لفت انتباهي هو إصرار القراء على مواصلة القراءة ومواكبة الفعاليات الأدبية لدى الكتاب وحضرت أمسيات أونلاين لشعراء عراقيين وعرب. أن تشارك بضغطة زر أمسية شعرية أو ندوة ثقافية أمر ممتع ومهم كما جائزة نوبل للآداب التي حصدتها الشاعرة الأميركية لويز غليك أسعدتني لأنني من محبي الشعر واستمراريته.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.