}

ردّ على مقالة صقر أبو فخر: أجوبة على تساؤلات

ضفة ثالثة ـ خاص 2 أكتوبر 2023
بيني وبين الباحث والصديق الأستاذ صقر أبو فخر أحاديث كثيرة ذات شجون. وقد عرفنا بعضنا بعضًا قبل لقائنا الأول، الذي تمّ في صيف العام 2018، في شارع الحمراء، في مقهى "تاء مربوطة". ومنذ ذلك الحين، جمعتنا لقاءات فكرية وشخصية. فطلبتُ من الأستاذ سركيس أبو زيد، صاحب دار أبعاد في بيروت، تقديم هدية له، هو كتاب قمتُ بتحقيقه على مدى ربع قرن من الزمن، ونُشِرَ في دار أبعاد، وهو بعنوان "المذكرات الحقيقية لـِ سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى: وثائق من أوراقه 1910 ـ 1989".

واليوم، أرسل لي مقالته المُعَنْوَنة بسؤال لافت (أين مذكرات سلطان باشا الأطرش؟)، والتي نشرت في منبر "ضفة ثالثة".
وأنا إذ أشكر له دأبه على إنجاز قراءة الأجزاء الخمسة لعملي هذا، سوف أجيبه على التساؤلات التي طرحها في مقالته.
لقد شرحتُ في المقدمة الطويلة التي تصدّرتْ الجزء الأول، معظم تساؤلات الأستاذ أبو فخر:
بالنسبة لعنوان الكتاب بأجزائه الخمسة، فقد شرحتُ سبب اختياري له مع وضع الرسائل المتعلّقة بالأمر برمّته، بخط جدي سلطان، بين الصفحات 33 و37 من المقدمة في الجزء الأول. وملخّص ذلك أن جدي سلطان لم يكن راضيًا عمّا تمّ نشره في مجلة "بيروت المساء"، فقام بسحبه، وطالب السيدين دبيسي ومزهر اللذين حرّرا النسخة الأصلية، باستردادها. فتمّ ردّها إلينا، وهي موجودة عندي في مكتبة والدي منصور الأطرش. ووعد السيدان دبيسي ومزهر بعدم نشرها. لكنهما لم يفيا بوعدهما، فنشراها تحت عنوان "مذكرات سلطان الأطرش" بعد رحيله مباشرة. رغم أننا نقول (وعد الحرّ دين عليه)!! وقبل رحيل والدي بسنة تقريبًا، ألححتُ عليه بتنقيح هذه "المذكرات" وإخراجها بالصيغة التي أرادها جدي سلطان، فهو كان الأقرب لجدي من بين أولاده. فنقّحها وغيّر العنوان. فتمّ نشرها برغبة من والدي في دار طلاس بعنوان "أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش". وفي مقدمة عملي ذي الأجزاء الخمسة، في الصفحة 34 من الجزء الأول، أوردتُ التمهيد الذي كتبه والدي لكتاب (أحداث الثورة...): "إن مذكرات سلطان الأطرش ما زالت مشروعًا يقوم على إعداده جماعة من الثُقاة من آل بيته وبالاشتراك مع بعضهم البعض". وكان يقصدني ويقصد نفسه بذلك القول، فقد عملتُ منذ العام 1997 على تحقيق أرشيف جدي سلطان بتكليف وإشراف منه.





إضافة إلى ذلك، فإني استعنتُ بتعريف كلمة مذكرات باللغة الفرنسية، والتي تعني "ما كتبه شخص ما بيده عن حوادث معيّنة ساهم فيها ولعب فيها دورًا هامًا وكان شاهدًا عليها، ومن ضمن هذا ترد الرسائل بخطه" (قاموس روبير، وقاموس لاروس)، ولذلك اخترتُ هذا العنوان.
بالنسبة للوثيقة رقم 6، فهي من دون تاريخ، وأنا قدّرتُ تاريخ جزئها الأول في سنة 1920، ووضعته بين معقوفين. أما الملاحظات، فهي واردة في المحاكم قبل ذلك التاريخ، فوضعت تاريخها 1916 بين معقوفين، حسب تقديري: شرحتُ ذلك في الصفحة 7، البند 5، من المقدمة في الجزء الأول.
أما في ما يخص عدم وجود بعض الوثائق في الكتاب، مثل (الوثيقتين 18 و81) كما كتب أ. أبو فخر، فقد شرحتُ السبب في الصفحة 11 من المقدمة، في البند 20: "ثمة وثائق أخرى ارتأيتُ تأجيل نشرها، وعددها 13 فقط... بعض هذه الوثائق يحتوي على أمور جدّ خطيرة تمسّ بعض العائلات في جبل العرب، وفي غيره من أنحاء سورية... لذلك ستكون بعض أرقام الوثائق غير متسلسلة نظرًا لتأجيل نشر بعضها إلى يوم لا بدّ أنه قادم!".
في ما يخصّ وصية سلطان الأطرش، فالكاملة هي التي وردت في الجزء الخامس من الكتاب. أما تلك التي وردت في المقدمة، فقد يكون السبب في النقص سهوًا مني في نقلها كتابةً بخط يدي من الأصلية. وهذا السهو لم يغيّر في مضمونها الأساسي ومعناها المقصود. وأنا أتحمّل مسؤوليته.
أما الخطأ في اسم السيد شومان، فقد ورد كذلك خلف الصورة عندي في أرشيف جدي سلطان... وأيضًا أتحمّل مسؤولية ذلك الخطأ.
في الختام، أشكر الأستاذ والصديق صقر أبو فخر على تكبّده عناء قراءة أكثر من ألفيْ صفحة، ضمن الأجزاء الخمسة لهذا العمل، وأشكر تشجيعه لي الذي ورد في مقالته.


د. ريم منصور سلطان الأطرش
دمشق، 29 أيلول/ سبتمبر 2023.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.