}

جدوى الشعر في زمن الفجائع.. شهادات ورؤى (5/4)

أوس يعقوب 1 مارس 2020
هنا/الآن جدوى الشعر في زمن الفجائع.. شهادات ورؤى (5/4)
لوحة للتشكيلي البولندي جاسيك يريكا
في ظلِّ ما نعيشه اليوم من فجائع أصابت أوطاننا بعد أنْ واجه الطغاة شعوبهم المنتفضة بآلة القتل والترويع والبطش يوم غصت الشوارع الثائرة بالأحرار والحرائر في غير بلدٍ عربيّ، مطالبين حكامهم -الذين أسقطوا معادلة الشعب والحكم العادل- بالحرّيّة والكرامة والعدالة، يصبح السؤال ضرورياً وملحاً عن جدوى الشعر في راهننا العربيّ، وعن مكانة ودور الشاعر، الذي كان قديماً شرارة كل ثورة، خاصّة الآن ونحن نشهد مع الموجة الثانية من ثورات الربيع العربيّ، تحوّلات كبرى في مشهدنا العربيّ سياسيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً.

نفتح ملفاً خاصاً مع عدد من الشعراء والشاعرات من مشرق عالمنا العربيّ ومغربه، وممن اختاروا المنافي البعيدة أوطاناً مؤقتة لهم، سائلين إياهم: "ما جدوى الشعر في زمن الفجائع الذي نعيشه اليوم؟".
هنا الجزء الرابع:

  من اليمين : الشافعي وكاصد والوراري وعمر 


















عبد الكريم كاصد (العراق/لندن):
الفجائعُ عابرة والشعرُ أبقى
في زمن الفجائع كلُّ شيءٍ قابلٌ للسؤال عن جدواه: الشعر، الحب، الصداقة ونقائضها، وحتى الحياة ذاتها. وإذا ما توقّفنا عند الشعر واستدعينا تاريخه فسنجد ما يقرّبنا من الإجابة ربما، مهما ضاقت هذه الإجابة أو اتسعت: جنود أو شبيهون بالجنود، يكتبون الشعر، في الخنادق، من بينهم شعراء عظام: "أبولينير"، "رامبو"، "والت ويتمان"، "ييتس"، و"يلفريد أوين"، ولعلّ أشعارهم هي الشهادة الأعمق على مراحل امتلأت بالغثّ من كلام صحافةٍ وإعلامٍ وشعراء أنصاف، ومدّعي شعر، وهتّافين، وركام بلاغات لم يبق لها أثر.

الفجائعُ عابرة والشعرُ أبقى، فهل نقيسُ الفجائعَ بالشعر أو الشعرَ بالفجائع؟ لا أتحدّث عن تفضيل أو تقييم، بل عن حقيقة مرّة قد لا تستوقفنا. حتى الفجائع لها صورة واحدة؟ حين تصبح واقعاً ومسرحاً، أو تمتدُّ تاريخاً بغيضاً. دمٌ يسيل وعبوة قاتلة يتلقفها فتىً ثائرٌ وسط هتاف الآخرين، وسخريتهم، وضحكهم، ولا مبالاتهم، (هل أقول ومرحهم؟) ما حدود المأساة؟ وما حدود الشعر؟ الشعر النادر والشائع؟ ما الذي يعنينا منهما؟ قد يكون الشائع في زمن الفجائع هو الضرورة، وليس النادر الذي يتقدم ما بعد هذا الزمن.. الزمن الذي قد يستمر ليصبح تاريخاً طويلاً مملاً لا مهلة فيه ولا راحة، كما هو في الكثير من بلداننا التي تحكمها قوىً عاتيةٌ، محليةً أو خارجيةً، عندئذ ينتفي السؤال ليصبح الشعر والفجائع متلازمين، فلا مصادفة، ولا ضرورة، ولا أفضلية، بل حياة متواصلة بفجائعها وشعرها وهوامشها. أمس رأيت في نقلٍ حيّ فتياناً يتقدمون وسط أغانٍ صادحة في الساحات، وحين نقول: "أغانٍ" نعني الشعر أيضاً فما من أغانٍ بلا شعر أو ما نتوهمه شعراً.
وقد تتبدّى ضرورة الشعر في زمن الفجائع في هذه البديهية الساطعة التي يتقاسمها البشر ظالمين ومظلومين: هوساتهم، أناشيدهم، أشعارهم، وأغانيهم التي لا يمكن أنْ يكون لها مثل هذا الوقع من دون أشعارها.

ما من باعث على الكلام كالفجائع. في زمن الفجائع الجميع خطباء والجميع يمتلئون حكمة وجهالة في آنٍ واحد، فما أسهل أنْ تكون الحكمة في زمن الفجائع جهلاً! ولعلّ أشدهم حماساً هم الحمقى والمباعون، والمشترون، وأنصاف الشعراء، والمندسون الذين يشير إليهم ييتس في البيت الأخير من البيتين الآتيين:
"وأفضل الناس يفتقرون إلى الإيمان، وأسوأهم يفعمهم عنفٌ مشبوب". من هنا تأتي أهمية الخطاب الآخر: الشعر بقليله الأبقى، حتى وإنْ بدا كأنّه لا يشير إلى الواقع الذي أنْبتَهُ، فهو ليس شهادةً حسب، بل خطاب أيضاً يستشرف، ويلوّح، ويشكّ، ويجمّع. إنّه على النقيض مما يحيط به من مؤسسات أو أحزاب أو أنظمة مدخلٌ للجميع على اختلاف مشاربهم، لأنّه التجربة الجماليّة التي هي أوسع من الأفكار والمواقف العابرة، وإنْ تضمنتها قصيدة الشاعر. وقد يقف الشعر وحده عارياً وسط الضحايا الذين يبدأ بهم العدّ لغنائم آتيةٍ بين متصارعين سيختلطون فيما بعد، بوجوهٍ واحدةٍ ورؤوس شتى.
ما أكثر الأكاذيب التي تتقدم حقائق تسبقها الطبول!

 

شريف الشافعي (مصر): القصيدة فعلُ تحرر وثورة مكتملة
لقد بلغني أنّ كلّ الأزمنة رديئة، وأنّ جدوى القصيدة التي لا تعطب هي أنْ تبقى فقط قصيدة، غاية احتجاجية بحد ذاتها وليست دعوة إلى شيء. "أنْ أوقظ وردةً واحدةً/ خيرٌ من أنْ أنام في بستان"، أكتب بلا شروط أو إغواءات، لأنّ القصيدة ببساطة هروب من التعمد والذهنية والقصد ومنظومة القوانين، وكلّ ما هو جاهز رتيب، هروبٌ إلى تلقائية الحياة، إلى دفء البساطة، إلى بساطة الدفء، إلى الهواء الطلق، إلى الدروب المشمسة، إلى الابتسامة "الأورجانيك"، التي يواجه الشاعر بها فجائع الحيّز الأرضي، وأقنعة الوجوه، والضحكات المعلبة، والمشاعر سريعة التحضير: "عذراً قهوة الصّباح/ موعدي اليومَ مع رشفةٍ عميقةٍ/ من الصّباحِ نفسهِ".
هكذا، أكتب القصيدة، في المقام الأول، كي أجد شعراً أستمتع بقراءته. والقصيدة، هي تلك الوحيدة في هذا العالم التي لا تخون المواعيد أبداً، لأنّها المواعيد كلّها. زمن القصيدة ممتد على مدار اليوم كلّه، والعمر كلّه، وهو أشمل بكثير من زمن التدوين النهائي على الورق. إنّ الإمساك بالقلم، وخط حروف القصيدة، مرحلة متقدمة جدّاً من مراحل الإبداع المتتالية. والشعر ليس اهتماماً، بمعنى الاحتشاد والانشغال والقصديّة. الشعر عملية حيوية، عادية جدّاً، لكنها لازمة للوجود، شأن التنفس والهضم.
أنْ يكون الشاعر شاعراً معناه: أنْ ينبض، أنْ يحيا. ولماذا لا يحيا في ظلِّ التسليع والعولمة والهوس التقني والموجة الرقمية، وغيرها من الموجات؟! ولماذا لا تتفجر "الشعريّة" من الفأرة والكيبورد والتيار الكهربائي المتردد؟ ولماذا لا تحلق الروح في فضاء افتراضي، باحثةً عمّا تفتقده في هذا العالم؟ وماذا ستجني الروح من خسارةٍ لو كسبتْ اغتراباً إضافيّاً فوق اغترابها المزمن؟!
أنْ ينادي الشعر بالحرّيّة أو يهتف باسمها في الميادين شيءٌ، وأنْ يحقق الحرّيّة بيديه، في ميدانه هو، شيءٌ آخرُ. أنْ تصفق قصيدةٌ لثورة أو حتى تباركها قبل اندلاعها أمرٌ، وأنْ تكون القصيدة بذاتها "ثورةً مكتملةً"، أمرٌ آخر، وهذا الأهم والأدعى.

الحرّيّة التي تطمح القصيدة الآنية إلى إنجازها، هي ببساطة حرية الوجود والتحقق والتفاعل والاكتفاء الذاتي، أي أنْ تكون القصيدة هي "فعل التحرر" على كافة المستويات، و"الثورة المكتملة بذاتها"، لا أنْ تكون بيان الدعوة إلى التحرر والثورية، وأنْ يحدث هذا التحرر وتلك الثورية في سياق طبيعي حيويّ عفويّ، والأهم أنْ تستقل القصيدة تماماً بشعريّتها، وتمشي على الأرض وتحلق في الفضاء بطاقة أدواتها وجماليّاتها الفنية فقط، بدون أنْ تنفصل بالطبع عن معطيات واقعها، ومستجدات عصرها.
وإنّ الشاعر الطامح إلى التفرد يراهن دائماً على أدواته هو، احتراماً منه لاستقلالية الشعر، وغناه، واستغنائه، وقدرته على أنْ يفعل، لا أنْ يكون صدى صوتيّاً لأفعال. أما الازدواجية بعينها، بل الفكاهة المؤلمة، فهي أنْ تمجِّدَ قصيدةٌ قيمةَ الحرّيّة، وتغذِّي وقودَ الثورة، في حين تجدها الذائقةُ الفنيّةُ نصّاً مقيَّداً بتبعيّته لغيره، وآلياته المكرورة.

 

حنين عمر (الجزائر): الشعر يتّخذ من الألم أيقونة..
لا أعتقد شخصياً أنّ زمناً من أزمنة الإنسانية لم يكن زمن الفجائع، فنحن نجد في كلّ العصور وقائع ترتبط بهذه الفجيعة ونصوصاً شعرية ترتبط بها أيضاً، وهذا جزء من جدوى الشعر ومن ماهيته الإبداعيّة، بل إنّ الشعر تحديداً يتّخذ من الألم أيقونة في أغلب الأعمال الأدبيّة الخالدة، كما يتّخذ من الفجيعة موضوعاً محفزاً لتفريغ مكنونات الروح البشريّة واختلاجاتها تحت تأثير الحزن والاكتئاب والعذاب النفسي الذي صنع نصوصاً عظيمة في تاريخ الشعر العالمي بمختلف لغاته وحضاراته وعصوره، وأتذكر هنا مقولة الشاعر الفرنسي الكبير "ألفريد دي موسيه": "لا شيء يجعلنا عظماء إلّا الألم العظيم".
أما على الصعيد العربيّ، فيمكن القول: إنّ الألم النفسي جراء الفجائع المتواترة على تاريخ المنطقة، كان -ولا يزال- منبعاً هاماً من منابع التميّز الشعري، فقد اتّخذ الشاعر العربيّ منذ القدم من فجيعته عنواناً لإبداعه، فنجده مثلاً في العصور الجاهلية قد جعل من النصّ الشعريّ إطاراً لهذا الغرض أكثر من غيره وكرره في قصائده وربطه بها، فكانت المقدمة الطللية الإلزامية -على سبيل المثال- جزءاً من هذا الطقس الفجائعي، وكانت نصوص الرثاء والفراق وتخليد الحروب والموت والأحزان حاضرة وبقوَّةٍ في المدونة الشعريّة العربيّة، وبقيت هذه النزعات موجودة مع تقدم الزمن وظهور أجيال جديدة كتبت جلها فيها، وبقي شعر الفجيعة والآلام والعذابات متوفراً بنسب أكثر من أيّ نوع آخر من الأنواع عند العرب أكثر من سواهم.
من هنا يمكن القول:

إنّ النصّ الشعريّ العربيّ هو نصٌّ فجائعيٌ بامتياز، يزدهر تحت وطأة الألم وتتفتح فيه القصائد الحزينة تفتح الأزهار في الربيع، وهذا دليل كاف لنتأكد من جدوى الشعر ومن أهميته في هذا الزمن بالذات، ليس بوصفه فقط تأريخاً لما يمر به الشاعر ولكنه تأريخ أيضاً لما يمر به الكون من تحوَّلات، والتوقف عن ممارسة هذا التأريخ الروحي سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من سيطرة الألم والتقليل من فرص نجاة البشريّة من براثن المادية والخراب، ذلك أنّ الشعر ليس مجرد نصٍّ مكتوبٍ ويُقرأ للمتعة بقدر ما هو نصٌّ ذو سيميائيّة لغويّة عاليّة جداً، تحتشد فيه الإشارات والدلالات التي يمكنها أنْ تقود الإنسان في طريق داخلي نحو ذاته، إضافة إلى دوره الفعال في رفع الذائقة الجماليّة البشريّة وبالتالي جعل الفرد أكثر رقة وإنسانية وصفاء مما يمكن أنْ يكونه أولئك الذين لا علاقة لهم بالإبداع والجمال، وهذه الرقة والعواطف التي – لها بالتأكيد تفسيرات علميّة نفسيّة – هي ما يمكنها أنْ تحوَّل مسار الحضارات، وهي ما يحافظ على سلامة هذا الكوكب إلى حدٍّ ما من كثير من الشرور والجنون والعنف المحتقن في أطرافه، وأخصُّ هنا النصّ الشعريّ الجميل والحقيقي بهذه المسؤولية دون سواه من النصوص التي أصبحت تحسب جزافاً على الشعر وتحط من قيمته وتقلل من تلقي الجمهور وتفاعله معه، لأنّ الشعر -الحقيقي- في النهاية أشبه بمصباح مضيء في عتمة فجائع العالم، وكلّما أصبح العالم أكثر عتمة، أصبح للمصباح ضرورةً أكثر لا يمكن تجاهلها أو إلغاؤها أو الاستغناء عنها.

عبد اللطيف الوراري (المغرب): الربيع العربيّ أحيا من جديد الصراع بين السياسيّ والثقافيّ في الشعر..
أعتقد أنّ هذا أحد الأسئلة الجوهرية التي تهمُّ وضع الشعر والجدوى منه، وعلى نقّاد الشعر ودارسيه أنْ يضعوها في صلب انشغالاتهم النظرية والمعرفية. بالنسبة إليّ، أرى أنّ الشعر كان دائماً مصدر ثراء للغة، وكان علماء النحو واللغة والتفسير يرجعون إليه لتأكيد البعد التعليميّ والجماليّ في الشعر، كما كان الشاعر مسؤولاً على حماية العمق في اللغة. غير أنّ العلاقة اليوم تبلبلت بين الشعر واللغة، فلم يعد مصدراً لإثراء اللغة وابتكار صيغها، بسبب تراجع دوره في المدرسة والمجتمع من جهة، وطغيان التكنولوجيا وطابعها التسطيحي والآني من جهة أخرى، بل إنّ قطاعاً غير قليل من الشعراء أنفسهم يشعر بأنّ اللغة التي يكتبون بها متشابهة تشابه الرمل، وبعضهم يرتكب الأخطاء في اللغة والنحو.

إنّ الشعر فنٌّ لغويٌّ إذا لم يحافظ على جوهريّته، فلا أعتقد أنّ حاجتنا إلى الشعر ضروريّة إلى هذا الحدّ. ومن جهة أخرى وفي علاقة بالمنعطفات التاريخية، رأينا كيف أنّ ما سُمّي بـ(الربيع العربيّ) أحيا من جديد ذلك الصراع بين السياسيّ والثقافيّ في الشعر العربيّ، ووجدنا في نصوص الشعراء بعثاً للموضوعات القومية والاجتماعية حتى أدمنت الذّائقة على التعامل معهم بوصفهم الصوت الثقافيّ-السياسيّ لساحات التغيير في كلّ تجلّياتها المختلفة من أجل النهوض والتقدم والرفاه الاجتماعي. وهكذا، قرأنا خلال هذه الأشهر الأولى التي أعقبت الاحتجاجات شعراً ثوريّاً على علّاته، وساخناً كأنّه خرج للتوّ من أتون التاريخ والأسطورة ومن مراجل الغضب. وشاهدنا كيف عادت الذاكرة الشعريّة تجد لها صدىً في الوجدان الجماعي، من خلال إقبال الناس على قراءة شعر الشابي ونزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل وأحمد فؤاد نجم، وتكريمهم رمزيّاً في المنتديات الافتراضية والمهرجانات الشعريّة، كما لو أنّ الوعي عاد ثانيةً بأنّ الشعر هو، بالفعل، المعبِّر الحقيقي عن الوجدان الجماعي العربيّ. لكن سرعان ما خفت ذلك الصوت، وشهد الشعر تراجعاً وغدت الشقّة تتوسّع بين الشعراء والجمهور الّذي أحسّ بأنّهم كانوا يبيعونه الزيف والكذب، وأنّ ما وعدوا به لم يجلب إلّا المأساة، كما أحسّ الشعراء أنفسهم بالخيبة واللاجدوى والشعور بالفاجعة من فشل المشروع الثوري والنهضوي، وتشرذم الكيانات السياسيّة الوطنيّة، وخراب العمران والحواضر الكبرى، وانطفاء روح العقل والنّقد لصالح صعود الأصوليات من كلّ نوع، وشيوع نزعات الشك والخيبة والإحباط بين أوساط الشباب. وفي نظري الشخصي الذي ليس بالضرورة تعويضاً عن يوتوبيا ما، فإنّه من عديم الجدوى اليوم أنْ نبحث للشّعر عن دَوْرٍ جماهيريٍّ، أو بالأحرى يُبْحث له عن مثل هذا الدور، ولا وهم التّمثيل والمحاكاة، ولا عن خطاباتٍ تُعزّز الإجماع الكاذب. إنّ الذين يربطون الشعر بحالة الطمأنينة، وببلوغ الخلاص إنّما يتحاملون على الشعر، ويُكرّسون فهم العامّة له كشيء نفعي، ساذج وعديم الجدوى.
قُوَّة الشِّعر في هشاشته تشع من بين الشُّقوق وتدبُّ في تصدُّعات الرّوح. إنّه لا أقلّ من هذا السفر اللامرئي الذي يعبر أشياءنا المتناثرة حولنا ويبثُّ فيها المعاني الوجودية الأساسية، من غير أنْ ننتبه عادةً إلى ذلك. هو ذا مستقبل الشّعر في حالة اشتغالٍ وانْدفاعٍ وتيقُّظ، يهجع في لا وعي الزمان حيث يمشي الشعراء وظلالهم المرتجفة تسبقهم إليه.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.