}

مثقفون جزائريون وعرب عن غزة التي تُحرق (2/2)

بوعلام رمضاني 29 أكتوبر 2023
هنا/الآن مثقفون جزائريون وعرب عن غزة التي تُحرق (2/2)
احتجاج أمام قنصلية إسرائيل في تورنتو/كندا(27/10/2023/الأناضول)

كما بات استمرار حرق غزة، وإبادة مدنييها الذين أصبحوا يدفنون تحت ركام بيوتهم باسم القضاء على حماس "الإرهابية"، حسب تعبير معظم المثقفين والإعلاميين الغربيين من دون تطبيقه على إسرائيل، بات إنهاء استطلاعنا أمرًا حارقًا لأعصاب ترفض الاستسلام تحت وطأة إيمان أصحابها بمسؤوليتهم التاريخية أكثر من أي وقت مضى. الاحترام الذي تحظى به "ضفة ثالثة" ترك بعض المثقفين الرافضين للاختفاء في جحور وكهوف الصمت، عن حق أو غير حق، لا يترددون في قبول التعبير عن مواقفهم في ظل تفاوتات نسبية، ومقاربات مباشرة وغير مباشرة مختلفة تلفت انتباه القراء بسهولة. نشكرهم جميعًا مجددًا، ومرض وتعب بعضهم، وانشغال بعضهم الآخر بأمور شخصية قاهرة، عوامل لم تحل دون ردهم كتابيًا أو شفهيًا على سؤالنا: ما تقديركم لموقف المثقفين بوجه عام والعرب والفرنسيين المنحدرين من أصول عربية والجزائريين بوجه خاص تجاه حرق غزة باسم محاربة إرهاب حماس؟ وهل ترون أن صمت عدد قليل من المثقفين العلمانيين، خلافًا لآخرين يشاطرونهم التوجه نفسه، دليل ضيق أفق حداثتهم التي ربطوا من خلالها بين الإسلاميين وحدهم وبين الإرهاب من دون ملل أخرى مارست عنفًا ثوريًا سابقًا وصف غربيًا بالإرهاب؟ وكيف يمكن القول أخيرًا إن الظلامية التي ألصقوها بالإسلاميين الرافضين لحرية الآخرين كما يقولون، قد أضحت في ظل سكوتهم ظلامية أيديولوجية غربية تمنع التعبير الحر عن آراء لا يفسر أصحابها الإرهاب كما يريد إعلاميون ومثقفون يتفردون وينفردون بتأويل فكري أحادي الجانب لصراع يعود تاريخه لعقود ظلم؟ إنه الظلم الذي أكده الأمين العام المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قبل أن يرفض حقيقته ممثل إسرائيل، تمامًا كما فعل الفيلسوف ألان فينكلكروت يوم الأربعاء الماضي قبالة صحافي تلفزيوني تركه يتحدث وكأنه يلقي محاضرة حول فنون الدعاية الأحادية الجانب بطبيعتها. واستكمالًا وتعزيزًا لمقاربتنا الصحافية، وخلافًا لما اعتقد بعضهم، ورغم عدم تجاوب بعض موقعيها مع دعوة الرد عن سؤالنا، ننشر نص البيان الذي أكد فيه عدد كبير من المثقفين والإعلاميين الجزائريين أن حماس منظمة مقاومة وغير إرهابية(1).


فقدان المثقفين ذاكرة الولاء للتاريخ

عمر أزراج 





عمر أزراج، الشاعر والإعلامي والباحث المقيم في لندن، كان من المثقفين الأوائل المنسجمين مع اللحظة التاريخية الأولى من نوعها بكل المواصفات التي تفرضها مأساوية عربية جديدة مشرّعة على آفاق لا تترك الحجارة والجبال والصخور محايدة. حرق غزة باسم محاربة إرهاب أحادي الجانب، دفعه إلى القول في البداية متحّسرًا ومفجوعًا: "أعتقد أن صمت الكثير من المثقفين، أو التردد في التعبير المباشر عن مواقف واضحة حيال محرقة غزة، يعكس فقدانهم ذاكرة الولاء للتاريخ، ويجّسد تلاشي الوطنية في الضمائر نتيجة ولوج الرأسمالية المتوحشة والمستوردة من الغرب في نسيج مجتمعاتنا". كمثقف جزائري ملتزم خارج وطنه الذي غادره مجبرًا في السبعينيات، كما قال لنا في وقت سابق، راح أزراج يربط بين موقفه المبدئي من مثقفين عرب مستقيلين، أو صامتين، أو متحدثين بطريقة يرفضها جملة وتفصيلًا، وبين نظرائه في وطنه الجزائر، أو في أوطان أخرى، بحكم ماهية وجوده الفكري الإنساني. انطلاقًا من هذا المنظور "الجزائر أصبحت تفتقد أكثر فأكثر لمثقفين من طينة فرانز فانون الذي نذر نفسه للدفاع عن قضايا التحرر، تاركًا وراءه حياة بذخ عيش ضمن مخمليات الطبقة المثقفة الوسطى المرفهة". وأضاف: "إن الساكت على الدكتاتورية، أو الاستبداد، في عقر دار وطنه، لن يدافع عن الحريات والعدل في بلدان أخرى".
في الأخير، أتحف أزراج موقعنا بنهاية رد شخصي وفكري تنويري يصب في مجرى وجوهر موقفه بقوله: "قال لي الفيلسوف الفرنسي جان فرنسوا ليوتار قبل وفاته بشهور: "دفاعي عن حق الجزائر في الاستقلال، كان موقفًا أخلاقيًا بغض النظر عن عدم موافقته على البرنامج الأيديولوجي لحركة التحرر الوطني الجزائري". هذا الموقف الأخلاقي على الأقل لا نجد له أثرًا مقنعًا لدى معظم المثقفين، علمًا أن الخلاف مع برنامج هذا الفصيل، أو هذا التيار الفلسطيني، أو ذاك أمر وارد".

عبد السلام فيلالي 


الباحث والكاتب عبد السلام فيلالي ردّ على جزء من سؤالنا بروح تقنية، إن صح التعبير، مؤكدًا في الوقت نفسه موقفه الشخصي من دون مواربة، أو تردد، من محرقة غزة، ونضال الشعب الفلسطيني في وجه عام. من جهة أخرى، حاول تفّهم صمت بعض المثقفين المتمزقين، أوالموزعين بين موقفين ليس من السهل الجهر بأحدهما كما مرّ معنا في الحلقة الأولى تفاديًا لإدانة متسرعة، أو تحسبًا لعواقب وانتقام المكارثيين الجدد في فرنسا. ويعتقد الأستاذ فيلالي أن: "أخذ مثقفين عرب بعين الإعتبار محاذير تفرضها إقامتهم في بلدان غربية أضحت موالية للكيان الصهيوني سياسيًا وفكريًا واعلاميًا، أمر يمكن أن يفهم إنسانيًا ونفسيًا، حتى وإن كان لا يساير مسار القضية الفلسطينية كحتمية تؤكدها حركة التاريخ نحو التحرر المبدئي".
أضاف فيلالي: "أتفهم المثقفين الذين يلوذون بالصمت بغض النظر عن توجهاتهم، لكن تبني مواقف أعداء الفلسطينيين يعد أمرًا مرفوضًا مبدئيًا بكل المعايير. وخاصة حاليًا في ظل الكيل بمكيالين والدعم اللامشروط للمحتل الإسرائيلي. إن وقوع المثقفين بين مطرقة الخوف من اعتبارهم مؤيدين للإرهاب في حال رفضهم للإزدواجية السياسية الغربية، وسندان رفض آخرين لإرهاب جهة فلسطينية، يجعل بعضهم يعتبرهم في صف المحتل، وتكبر حساسيتها، ويزداد انعكاسها السلبي في ظل وضع سياسي متشابك ومعقد أيديولوجيا، لكنه الوضع الذي لا يفسر تردد هذا الطرف، أو ذاك، في التنديد بإنكار توجه رأي عام غربي عام عنصري لكفاح الشعب الفلسطيني الشرعي وفق القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة من أجل حل الدولتين. رغم ذلك، بقي الاحتلال يمارس عنصريته ببناء جداره العنصري، وبقي مستمرًا في الإستيطان وفي الحصار، وفي معاملة عرب فلسطين كمواطنين من الدرجة الثانية. الأمر في النهاية لا يخص أيديولوجية المثقف، وإنما موقفه تجاه قضية عادلة".

مثقفون مع الظالم تاريخيًا

حياة قاصدي 


الكاتبة والشاعرة والناشرة حياة قاصدي، صاحبة دار "الأمير"، والمقيمة في مرسيليا، تجاوبت في لمح البصر مع دعوة "ضفة ثالثة"، شاكرة إياها على الدور الذي تقوم به دفاعًا عن نضال الشعب الفلسطيني. وقالت: "محرقة غزة أسقطت القناع عن علاقة معظم مواقف المثقفين الفرنسيين بذواتهم المركزية باعتبارها محصلة توجه فكري غارق في تفسير يعادي أصحاب قضية تحررية إنسانية عادلة لا تتحمل اللبس تحت أي غطاء أيديولوجي مهما كان لونه". وتابعت: "الكلام نفسه ينطبق على المثقفين العرب والفرنسيين المنحدرين من أصول عربية في المهجر الغربي بوجه عام وعليهم التعفف من وسخ الأيديولوجيا الأحادية التوجه في ظرف عربي وإنساني غير مسبوق بطابعه المأساوي".
الشاعرة والقاصة والكاتبة باللغتين العربية والفرنسية راضية تومي عزّزت ما راحت إليه قاصدي رفيقة دربها في الإبداع الأدبي بقولها: "أتساءل عن مواقف المثقفين العرب المقيمين في فرنسا، والموزعين بين الصمت وبين الإدانة لفعل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، متناسين، أو متجاهلين، دعوة الجنرال ديغول الشهيرة، وتجنيده قوات فرنسا الحرة ضد الغزو الألماني. إن ازدواجية المعايير التي تجعل الفرنسي مقاومًا في الحالة الفرنسية، وإرهابيًا في الحالتين الجزائرية والفلسطينية، هي نفسها التي تتجّسد في غزة اليوم، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع توجه المقاوم أيديولوجيًا. الازدواجية غير الأخلاقية جوهريًا هي التي تدفع مثقفي بلد الأنوار، وبعدد غير قليل من أتباعهم المنسلخين عن أصولهم، يتفهمون حق إسرائيل الكولونيالية في الدفاع عن نفسها، ولا يتفهمون حق الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة في ظل استيطان استعماري إرهابي. خلافًا لمثقفين وسياسيين يدافعون عن الفلسطينيين رغم قلتهم أمعنَ مثقفون من أصل عربي في تكريس سردية المحتل الصهيوني تشبثًا بمصالح وامتيازات نتجت عن اندماج أضحى مرادفًا لقناعات فكرية لا تخدم الشعب الفلسطيني".


من كمال داود وطاهر بن جلون إلى أمين معلوف
سلام الكواكبي 




الكاتب السوري سلام الكواكبي، الذي يدير فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس، يستحق إشادة خاصة في هذا الاستطلاع الذي أنهيناه بشق النفس. خلافًا لعدد كبير من المثقفين العرب المقيمين في باريس، أو في عواصم عربية وغربية أخرى (والذين وجهنا لهم دعوة المشاركة ملّحين مرات عدة، وموّظفين كل السبل الممكنة، بما فيها العلاقات المهنية والشخصية والودية التي ربطناها معهم منذ عقود)، لم يتردد في إنقاذ الموقف، أسوة بآخرين جزائريين في معظمهم. قال الكواكبي: تعليقات طاهر بن جلون، أو كمال داود، لم تفاجئني، بحكم انتمائهما إلى المثقفين، أو الكتبة، الذين يبحثون عن الاعتراف من الآخر، عبر لوم الذات بحق أو من دون وجه حق، تجسيدًا لظاهرة منتشرة في أوساط تحابي قيادات المجتمع الغربي حتى تحظى بما تظن أنه موقع القبول، وما تحسب أنه الاندماج. في المقابل، صدمني أمين معلوف، الروائي، وأمين عام الأكاديمية الفرنسية، الذي تعامل مع الحدث الفلسطيني اعتمادًا على إعلام التيار الليكودي الفرنسي من دون التحقق من مصداقيته. ويبدو أنه صار لزامًا، لكي يكون المثقف العربي، أو العالم ثالثي، مقبولًا من قبل الصناع والناشرين والإعلاميين، أن يلوم الضحية من دون التعرض للجلاّد، ولو بهمسة. هؤلاء يخفون موقفهم بالدعوة إلى السلام، وإلى خرافة قيام الدولتين التي يعرفون أنها وسيلة غريبة للهروب من المسؤولية التاريخية والأخلاقية، لاستحالة تحقيقها في ظل الاستيطان الكثيف، واقتطاع الأراضي، وتدمير الزرع والضرع، بما ينفي أية إمكانية لمثل هذا الحل.

حمري بحري 


وفي رد مقتضب ومكثّف، أكد الشاعر حمري بحري أن "الصمت مستحيل حيال حرق غزة، وإبادة مدنييها بدعوى ضرب حماس التي تعد حركة مقاومة وليست إرهابية، والمقاومة التي ستنتصر كما انتصرت كل المقاومات فكرة، والفكرة لا تموت، وعدم التنديد بجرائم إسرائيل الحربية في غزة في صفوف المثقفين وصمة عار تلاحقهم للأبد".

عنصر العياشي 


المحلل الاجتماعي عنصر العياشي الذي نختم به استطلاعنا طلب منا نقل التعليق الذي كتبه على رسالة الاعتذار التي وجهها كمال داود إلى إسرائيلي مجهول. فتحت عنوان "رسالة اعتذار للصهيونية" كتب العياشي: "عبّر داود في رسالته عن تضامنه المطلق مع حق الصهاينة في الحياة، وفي فلسطين بالذات، متجاهلًا أن هؤلاء صهاينة محتلون ومغتصبون. رسالته مليئة بأنصاف الحقائق، وتلوي عنق الوقائع، وتزوّر التاريخ. رسالة تعبر عن شعور بالذنب تجاه المعاناة التاريخية المزعومة لليهود، وصولًا إلى جلد الذات، وتخلط عمدًا أو جهلًا (لا أعتقد جهلًا) بين اليهود واليهودية كدين، وبين الصهاينة والصهيونية كأيديولوجيا لحركة استيطانية وعنصرية يرفضها يهود قبل غيرهم. رسالة تعبر عن تيه بعض المثقفين بسبب عمى الأيديولوجيا عامة، وفي هذه الحالة معاداة داود للإسلاموية، أعمت بصيرته عن رؤية حقيقة الاحتلال الصهيوني الغربي لأرض فلسطينية، وتشريد شعب بأكمله منذ ما يقارب قرنا من الزمن".

                            بيان المثقفين والإعلاميين الجزائريين حول أحداث غزة(1)

                                                       لماذا ندعم حماس؟

إن تأكيد الولايات المتحدة وأوروبا الغربية على أن حماس "حركة إرهابية" ليس كذبا فحسب، بل إنه غير منصف، ويتناقض مع مبدأ الحياة والعدالة. وإزاء هذا التأكيد الذي يحوّل الضحية إلى جلاّد، والجلاّد إلى مواطن بريء، نعلن أن حماس هي حركة مقاومة وطنية هدفها الأساسي تحرير فلسطين من النير الاستعماري المستمر منذ 75 عامًا. نؤكد أن التحيز المتكرر باستمرار من جانب الولايات المتحدة وأوروبا لصالح إسرائيل لا يخدم القانون الدولي، ولا يخدم السلام. إن دعمنا للمقاومة الفلسطينية متمثلة في حماس، إلى جانب كل الفصائل الفلسطينية، ضد الاحتلال، والمجازر التي ترتكبها إسرائيل يوميًا ضد شعب أعزل، يمليه علينا سبب واحد، وهو احترام حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

الموقعون:
احميدة عياشي (إعلامي)، أحمد رواجعية (مؤرخ)، حمراوي حبيب شوقي (إعلامي ووزير سابق)، حناشي هابت (إعلامي ومدير قناة "الحياة")، سفيان جيلالي (كاتب وناشط سياسي)، بوغنجور فوزية (باحثة)، بوداود عمير (كاتب)، مصطفى ماضي (جامعي وباحث في علم الإجتماع)، هاجر سبات (مخرجة سينمائية)، حمدادوش ناصر (برلماني سابق وكاتب)، عبد الحميد شكيل (كاتب وشاعر)، مينة مراح (باحثة وأستاذة جامعية)، لحسن بوربيع (صحافي)، محمد شريف بوسعدية (باحث حر)، مصطفى آيت موهوب (صحافي)، رشيد بلمؤمن (شاعر زجال)، سعيد بوطاجين (جامعي وكاتب ومترجم)، حدة حزام (إعلامية ومديرة يومية الفجر)، مراد بوكرزازة (كاتب)، ناصري عمار (صحافي)، فرحات زايت (إعلامي)، جيدل بن الدين (أديب وقصاص وحقوقي)، نور الدين بلهواري (صحافي سابق)، رزين محمد أمين (كاتب وأكاديمي)، خليفة عبد السلام (كاتب وإعلامي)، سليم عبادو (طبيب وروائي)، جمال بكري (شاعر شعبي)، صابر بدري، حفيظة عياشي (صحافية)، ضياء الدين سعداوي (إعلامي)، خدوسي رابح (كاتب وباحث)، مليكة سعدون (أستاذة جامعية)، جميلة عطيف (صحافية)، سناء فنيس (إعلامية)، حسين أيوب (إعلامي)، زبير عروس (عالم اجتماع)، كمال فيلالي (مؤرخ)، كمال خلق (صحافي)، رياض هويلي (صحافي وناشر ونقابي)، عمار بورويس (صحافي وكاتب)، بوبكر زمال (شاعر وناشر).

(نقل البيان المنشور بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول من صفحة الكاتب احميدة عياشي بعد موافقته كتابيًا).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.