}

اليوم العالمي للمدن: من "أكتوبر الحضري" إلى "أكتوبر الغزي"

سوسن جميل حسن سوسن جميل حسن 30 أكتوبر 2023
هنا/الآن اليوم العالمي للمدن: من "أكتوبر الحضري" إلى "أكتوبر الغزي"
البلدة القديمة في غزّة في عام 1858 (Getty)
اليوم العالمي للمدن، الذي يُعقد سنويًا في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، يختتم شهرًا من الأنشطة الموجهة نحو التحضر المستدام، وهو ما يعرف بـ"أكتوبر الحضري". وفي الوقت ذاته، وفي الشهر عينه، هنالك "أكتوبر الغزّي"، الذي يتفجر قصفًا وتدميرًا وقتلًا جماعيًّا يمارس في حق ما يقارب المليونين ونصف المليون من الجماعة البشرية، التي لا تعدّها أنظمة القوة في العالم، كما تشير مواقفها الصلدة، تنتمي إلى هذا الجنس، وإلّا فكيف لنا أن نفسّر هذا التهافت لدعم الطغيان والوحشية في أعتى حالاتهما؟ فهل للعالم تقويم جامع شامل، ولغزّة تقويمها الذي يقول عنه المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إنه يبدأ في أكتوبر من العام 60 قبل الميلاد؟ يرجع مؤرخون سبب حصول تقويم غزّي إلى ارتباط تلك المدينة بتواريخ حروب عالمية، عليها ومنها، غيرت وجه التاريخ وأعادت كتابته من جديد. إنه أكتوبر، الذي يصادف في السابع منه أيضًا يوم التراث الفلسطيني، يا للمفارقة العجيبة، ليس أفضل الشهور بالنسبة إلى غزة اليوم، لكنه شهر سيغير مفاهيم وقيم العالم في الحرب الواقعة عليها، ليبقى لغزّة تقويمها المفتوح على احتمالات المستقبل.

مدينة عريقة ذات تاريخ
لغزّة تراث، وهي ضاربة في التاريخ، وفيها آثار تبرهن على هذا العمق. عاشت فيها الديانات، من الوثنية إلى الديانة اليهودية ثم المسيحية والإسلامية. كان العرب والمصريون من أقدم الوافدين إليها، وقد ورد اسمها في ألواح تل العمارنة الفرعوني: "هازاتي، أو عزاتي، أو غزاتو"، كما جاء في كتاب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف عن تاريخ غزة. دخلتها قديمًا جحافل جيوش أمم عديدة، وتقاتلت على أرضها وفي أرضها، وتنازع السطوة عليها ملوك حتى صارت تلقب لدى البعض بمدينة الملوك، ويقال إن خمسة عشر ملكًا فرعونيًا قد دخلوها، كذلك تناوب عليها ملوك الآشوريين والبابليين والفرس وملوك روما واليونان، فهي على الرغم من صغرها جغرافيًا إلا أنها كانت مدينة ذات أهمية على طول تاريخها استنادًا إلى موقعها الجغرافي قبل أي شيء. وتعدّ غزة أول مدينة فلسطينية دخلها الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري، وبعد السيطرة عليها من قبل صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين 1187م، غزاها الملك ريتشارد قلب الأسد 1191م، وبعد صراع عنيف بينه وبين صلاح الدين تم توقيع معاهدة في ما بينهما في العام 1193م، اتفق فيها الطرفان على تجريد غزة من حصونها.

متاحف غزة
تضم غزة 12 متحفًا تشتمل على 12 ألف قطعة أثرية، كلها شيدت بجهود ذاتية، فغزّة بين معركة وأخرى، وبين اجتياح واجتياح، مدينة محاصرة، لكن أهل غزة أمينون على تراثهم، والحفاظ عليه جزء من معركتهم الوجودية.
منها متحف خان يونس، الذي ينقسم إلى قسمين، قسم للآثار يضم قطعًا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، أبرزها مجموعة من القطع التي تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية، ومجموعات النقود الأثرية التي ترجع إلى العصور البيزنطية والأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية. ويضم مجموعة من الحلي، وأخرى من الأسلحة التي تعد نادرة من مخلفات الحربين العالميتين الأولى والثانية، أمّا قسم التراث فيحتوي آلات خشبية كانت شائعة في العزف للأفراح، وبعض الآلات الأخرى كاليرغول والشبابة والربابة، وبعض الأدوات الزراعية يعود بعضها إلى 200 عام، كالمنجل والقدوم. كذلك يضم بعض الأدوات المنزلية، كالرحى، والكانون، والأواني الفخارية، تعود إلى 100 عام، بعضها تعرض لأضرار شديدة، ولا يمكن تحديد حجم الأضرار التي لحقت بمقتنيات المتحف إلى الآن.
وهنالك متحف العقاد الذي تأسس منذ 44 عامًا، ويضم 2800 قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الحديثة. وكذلك قصر الباشا الذي شيد في العصر المملوكي، وحُول إلى متحف في عام 2010.
يمكن الاستفاضة أكثر بالنسبة للآثار في غزة، لكن من الجدير الإشارة إلى أنه منذ حصار غزة في عام 2007 توقفت التنقيبات الأثرية العلمية المنظمة، لوقف النهب العشوائي للتلال الأثرية، وهذا ما أضاع على الباحثين كثيرًا من المعلومات في تتبُّع هذا التراث وتسجيله، ولولا جهود الأفراد لما تبقى شيء من هذا التراث في غزة بجوانبه المادية والثقافية.


التراث الثقافي والغنائي وعادات الأفراح والأعراس
تصنف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" المأكولات الشعبية ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي، وهي الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، وترى فيها الجماعات والأفراد جزءًا من تراثهم الثقافي، تبدعه تلك الجماعات بصورة تتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها.




للغزيين، مثل بقية الشعب الفلسطيني، تاريخهم الخاص وثقافتهم وعاداتهم المتراكمة عبر الزمن، وهم، شأنهم شأن باقي شعوب الأرض، لديهم ما يمكنهم من أن يكونوا مواكبين للحضارة الإنسانية، فهذا النشاط البشري ليس وقفًا على عرق بعينه، أو دين ما، أو أي مجموعة بشرية، لكنها واقعة تحت الحصار بعد انسحاب إسرائيل من القطاع في العام 2007، وإذا كانت الأسوار في المدن القديمة تُقام من قبل ساكنيها وحكامها، فإنها كانت تقام للحماية من الغزو الخارجي، ولديها بواباتها التي تفتح وتغلق بإرادة أصحاب المكان، لكن غزّة اليوم محاطة بسور فصل عنصري، مدجّج بكل وسائل المراقبة الحديثة والسيطرة الأمنية من الخارج، من قبل إسرائيل، التي هي الوحيدة التي تقرر ما هو مسموح وما هو غير مسموح مما يدخل إلى غزة، أو يخرج منها، فتحرم أهل غزة عيش حياة طبيعية، فلا يمكنهم الخروج منها حتى إلى الضفة الغربية، أو قراهم وبلداتهم الأصلية، وتمنع عنهم قائمة طويلة من السلع التي لا تني تتزايد وتتبدل، بما في ذلك كرة القدم، وفساتين الأعراس، وأنواع من الأحذية والملابس، وحتى أنواع من البهارات والخل واللحوم والبسكويت، أو أي شيء يمكن استخدامه في الصناعة، أو ترميم ممتلكاتهم، كالقوارب والسيارات، وتمنع الآخرين من محاولة الوصول إليهم من الخارج، ودائمًا حجتها هي أن حماس تتحمل المسؤولية عن هذا الحصار الجائر.
ومع هذا، فإن الشعب الفلسطيني في غزة، وفي عموم الأراضي الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية التي يعاني سكانها العرب من الحصار والمراقبة الأمنية الشديدة، ما زالوا متمسكين بتراثهم وثقافتهم وعاداتهم وملامح هويتهم المتشكلة عبر التاريخ، فهم ليسوا طارئين على المكان، هم خلاصة تاريخ من التمازج والتلاقح الثقافي منذ آلاف السنين، ومن ضمن أنشطتهم في هذا المجال الحفاظ على مخطوطاتهم وتراثهم الغنائي وأزيائهم التقليدية وطعامهم الذي تحاول إسرائيل أيضًا نسبه إليها في المأكولات التي صارت معروفة عالميًا.

ورشة الحفاظ على المخطوطات وترميمها
تنفذ المشروع مؤسسة "عيون على التراث" في غزة، وهو يشمل الكتب والمخطوطات والجرائد والمجلات والوثائق القديمة التي يعود بعضها إلى قرون مضت، ويشار إلى أن أول رواية فلسطينية، وهي بعنوان "الوارث" للكاتب خليل بيدس، التي كتبت في عام 1920، أي قبل أكثر من 100 عام، قد تمزقت أجزاء من أوراقها، ويعمل فريق الورشة على حفظها في بيئة مناسبة، لحمايتها من التلف والضياع، كما تصرح حنين العمصي، المديرة التنفيذية لمؤسسة "عيون على التراث"، وتشير إلى واقع الحصار بقولها: "كما هو معروف غزة مدينة محاصرة، ولذلك لا تتوفر المواد المتخصصة لترميم المخطوطات، ونضطر إلى الانتظار لأشهر طويلة لتوفير المعدات اللازمة لترميم وأرشفة المخطوطات".

التراث الغنائي والأزياء الشعبية والمأكولات
عبلة أبو عيسى سيدة من غزة، في الخمسينيات من عمرها، تعبر عن سعادتها الغامرة لمشاركتها في ألبوم تراثي لتوثيق ما حفظته من والدتها من أغانٍ تراثية، يعود بعضها إلى عشرات السنين.



ويتضمن الألبوم الذي تم إطلاقه حديثًا 8 أغنيات تراثية، تحاكي قصصًا مستوحاة من الحياة الفلسطينية منذ مطلع القرن الماضي، في مسعى يستهدف حفظ التراث الشعبي الفلسطيني القديم.
وإذا كانت الأعراس تشكل آخر معاقل الأغنية الشعبية التي تغنيها النسوة الفلسطينيات، فالمناسبات الأخرى التي ولدت لها ومعها تلك الأغنيات تلاشت جُلها، وأبرزها استسقاء المطر والحصاد والمواليد الجدد، وهذا بسبب تقلص مساحات الفرح حدّ انعدامها تقريبًا في قطاع غزة المحاصر، والحروب التي تشنها إسرائيل كل حين، وصراعها المدمر مع حركة حماس منذ أن سيطرت الحركة على القطاع.




كل سكان غزة في ظل هذا الواقع الممتد لا يشعرون بالطمأنينة، ولا يركنون لحياة يعمها السلام، فتقاليد الأعراس تراجعت أيضًا، عدا تكاليف ومراسم الزفاف، التي تختلف باختلاف البلدان والحالة الاقتصادية السائدة، وعادةً ما يتم التحضير بشكل مسبق للزواج كي تسير الأمور بشكل جيد، ويحاول الشعب الفلسطيني التمسك بعاداته وتقاليده والحفاظ عليها، لأنها روح وذاكرة هذه الشعب، لكن كل التحضيرات والمراسم بعد "الجاهة"، صارت مكلفة ومهددة، والجاهة تكون بذهاب عدد من كبار العائلة وأصحاب الكلمة فيها (وربما جاء اسمها من الوجاهة) إلى بيت العروس، ويطلبونها بشكل رسمي، ويبدأ الحديث عن المهر والمؤخر وأثاث البيت، وغير ذلك من الأمور، ثم يأتي بعدها يوم "التقبيضة"، وفيه يدفع المهر المعجل للعروس، حيث تقام مأدبة احتفالية في بيت العروس تقدم فيها الحلوى والقهوة والمشروبات الغازية، أو العصائر، ثم "الصمدة"، وهو حفل خطوبة يدعى فيه أقرباء العروسين، ويتم فيه إعلان الخطوبة، وتقديم الشبكة، وتوزع فيه الحلويات.
ومن عادات الزواج أن شراء كسوة العروس يقوم به العريس وأهله، وتشمل الثياب وأدوات الزينة والحلي وأغطية الرأس والاحزمة والملابس الداخلية. كما يشتري العريس "هدم"، أي ثوبًا لكل من أخواته وخالاته وعماته. وتحمل الكسوة إلى بيت العروس في موكب تزغرد فيه النساء ويهزجن. وتحمل الكسوة عادة على رؤوس النساء فوق أطباق من القش، وقد جللت بالزهور وأغصان الأشجار الخضراء. ثم تدخل النساء بيت العروس، وهناك ينثرن الثياب والهدايا. وتبدأ جولة من الأغاني والرقص الاحتفالي حول الكسوة. ويعد هذا الاحتفال بداية احتفالات الزواج. هذا عدا نشاطات ليلة الحناء واحتفال ليلة الزفاف.
فكيف للغزيين أن يعيشوا تفاصيل الفرح هذه أمام آلة الموت والحصار؟

الإصرار على حفظ التراث
هذه السمة تميز الفلسطينيين الذين يعاندون ويقاومون كل محاولات محو الهوية، وبجهود فردية على الأغلب، فقد أمضت سيدة من سكان رفح جنوبي القطاع أكثر من ثلاثين عامًا في جمع مقتنيات لها علاقة بالتراث الفلسطيني، وبتراث مدينة رفح خاصة، وهي سهيلا شاهين، التي أنشأت متحف التراث الفلسطيني، وقد أوجزت أهداف عملها هذا بقولها: «فلسطين تحتاج منا الكثير؛ لذلك حاولت من خلال المتحف الربط بين الماضي الجميل والحاضر بتأملاته والمستقبل بتطلعاته؛ وأريد للمكان أن يكون حلقة وصل بين الماضي والحاضر، لأن هذا الجيل أمانة في أعناقنا نحن ككبار؛ بالتالي لا نريد لهذه الأجيال أن تنسى الماضي كما أراد الاحتلال».
من ضمن ما يضم المتحف، ملابس تراثية نسوية، فمن المعروف أن الزي الفلسطيني التراثي يشكل ملمحًا خاصًا من الهوية الفلسطينية تسعى الفلسطينيات إلى الحفاظ عليه حتى خارج فلسطين، وهنالك محترفات خاصة بنساء المخيمات في لبنان، ينتجن فيها الأزياء التراثية والخزف الفلسطيني، ويلقين دعمًا من بعض اللبنانيين الداعمين للقضية الفلسطينية، من مثقفين وأدباء وفنانين وغيرهم، ومنهم الصحافية اللبنانية منى سكرية التي تدعم وتواكب وتسعى إلى دعم هذه النشاطات ماديًا، بحسب إمكانياتها الذاتية، فلقد أقامت في السنوات الماضية معرضين فنيين للوحاتها رصدت ريعهما لدعم هذا النشاط.
لا يني الشعب الفلسطيني المهدد بوجوده وأرضه وهويته عن إنتاج رموزه الجامعة المنبثقة من رحم تراثه، فالكوفية الفلسطينية وحدها صارت رمزًا وهوية وعنوانًا لمسيرة نضالية ووتدًا ضاربًا في عمق الأرض والتاريخ، يرسخ قضية الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه، وتعد مقالة كتبها الكاتب السوري منذر بدر حلوم في جريدة "السفير" اللبنانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، إشارة بالغة الدلالة على تشكيل الرمز في الوعي الفلسطيني، حول الكوفية الفلسطينية التي أطلق عليها الروس، منذ أيام الاتحاد السوفياتي "عرفاتكا"، إذ اشتق الروس اسمها من اسم ياسر عرفات، وربما اللاحقة "كا" تقابل ياء النسبة في لغتنا، يقول في مقالته: "بعد ذلك رحت أرى عرفاتكا هنا وهناك على رؤوس الشباب والصبايا الروس، وعلى أكتافهم وأكتافهن" ويتابع: "فعرفاتكا هي الدولة الفلسطينية التي يحدها من جميع الجهات عرفات، عرفات الذي قد يعجب البعض وقد لا يعجبهم، يحبونه أو لا يحبونه، يوافقونه أو يختلفون معه، ومع ذلك فهو عرفات الذي منه عرفاتكا، النسيج الفلسطيني الذي تحول من وطن على الأرض إلى وطن ـ حلم يلف به الشباب أعناقهم".
وكعادة الصهاينة في سرقة التراث ونسبه إليهم، يقول حلوم: "لم يعجب الصهاينة أن تلقى الكوفية الفلسطينية هذا الانتشار، أن تصبح خريطة لفلسطين المذبوحة على كل جدار. صنعوا كوفية وطبعوا عليها علم إسرائيل، وأغرقوا بها الأسواق... لكنها لم تكن عرفاتكا، كانت صورة إسرائيلية للمسيح الدجّال، كانت أنتي عرفاتكا، وبقيت بتضادّها تذكّر بعرفات وبفلسطين المغتصبة، فخسر القناع الإسرائيلي أمام عرفاتكا الخارطة والوجه والتاريخ".
هذا الشعب الذي يقتل جماعة وأفرادًا اليوم، بأقسى وأشرس ما تكون عليه الوحشية، أمام العالم مجتمعًا، والضمير العالمي للدول العظمى التي تدعي تبني القيم الإنسانية وتدافع عن حقوق الإنسان، ينهار أخلاقيًا بمعاييره المزدوجة، لديه مدينة عريقة اسمها التاريخي "غزة"، واليوم، بالنسبة إلى تقويم منظمة الأمم المتحدة التي تخصص أيامًا دولية للاحتفال هو يوم المدن. قال سيدهارث تشاترجي، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الصين: "إن الأولوية بالنسبة لأي حكومة مسؤولة هي ضمان جودة الحياة لمواطنيها، وجعل المدن أكثر ملاءمة للأطفال، وأكثر يسرًا لوصول كبار السن إليها، وأكثر اخضرارًا وودية". ماذا عن أطفال غزة ونسائها وشيوخها الذين يموتون بالآلاف، يا سعادة المنسق؟
وسوف تنظم منظمة الصحة العالمية فعاليات مختلفة لإطلاق إرشاداتها وأدواتها التقنية الجديدة، وكذلك زيادة الوعي بقضايا الصحة الحضرية جنبًا إلى جنب مع خبراء الصحة والممارسين في المناطق الحضرية. بينما لم يبقَ في غزّة مرفق، أو بنية تحتية، لم تقصف، غزّة التي دمرت حرب إسرائيل الأخيرة أكثر من نصف أبنيتها، لم تسلم مشافيها ومراكزها الصحية من القصف وحرمانها من أسباب الاستمرار في تأدية واجبها الإنساني في هذه المحنة الرهيبة.
العالم يجنح نحو إقامة المدن الذكية وتعزيزها، بينما "غزّة" المدينة، و"قطاع غزّة" بمدنه وقراه ومخيماته، تحرثها الصواريخ الذكية، وتحصد أرواح أطفالها ونسائها وشيوخها كل أدوات القتل الذكية التي أبدعت أنظمة الشر في ابتكارها واستخدامها ضد الإنسانية.
لكن للأمانة، لا بد من احترام "قلق" الأمين العام الأمم المتحدة، فلقد عانى منه حتى صار مزمنًا لا سبيل إلى مداواته!

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.