}

شهداءُ الطّوفان من الشعراء والمُبدعين: داليةُ القمح وظلالُ اليقين

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 28 ديسمبر 2023
هنا/الآن شهداءُ الطّوفان من الشعراء والمُبدعين: داليةُ القمح وظلالُ اليقين
"شجاعية" للرسامة الراحلة ليلى الشوا

 

"إذا كان لا بد أن أموت

فلا بد أن تعيش أنت

لِتروي حكايتي

لِتبيع أشيائي

وتشتري قطعة قماش

وخيوطًا

فلتكن بيضاء بذيل طويل

كي يبصر طفل في مكان ما من غزّة

وهو يحدّق في السماء

منتظرًا أباه الذي رحل فجأة

دون أن يودع أحدًا

ولا حتى لحمَه

أو ذاتَه

يبصر الطائرة الورقية

طائرتي الورقية التي صنعتها أنت

تحلّق في الأعالي

ويظن للحظة أن هناك ملاكًا

يُعيد الحب

إذا كان لا بد أن أموت

فَليأتِ موتي بالأمل

فليصبح حكاية".

بهذه الكلمات مكتوبةً باللغة الإنكليزية، وثّق الشاعر والأكاديميّ الفلسطينيّ الشهيد رفعت العرعير (1979-2023) سرديّةَ وجوده بوصفهِ مبدعًا وأكاديميًّا وإنسانًا، أقام ذات معنى في مخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيين داخل قطاع غزّة:

If I must die

you must live

to tell my story

to sell my things

to buy a piece of cloth

and some strings

(make it white with a long tail)

so that a child, somewhere in Gaza

while looking heaven in the eye

awaiting his dad who left in a blaze

and bid no one farewell

not even to his flesh

not even to himself

sees the kite, my kite you made, flying up

above

and thinks for a moment an angel is there

bringing back love

If I must die

let it bring hope

.let it be a tale

الشهيد رفعت العرعير لم يكن أوّل شاعر فلسطينيٍّ يرتقي شهيدًا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، ولن يكون الأخير، فلو أردنا للحديث أن يقتصر على الشهداء الشعراء والأدباء والفنانين والصحافيين، فإن هؤلاء عددهم بالعشرات منذ بدء العدوان الصهيونيّ على القطاع بعد ثورة "طوفان الأقصى". أما إن أردنا أن يتوسّع الحديث فيشملَ شهداء النضالِ الفلسطينيّ منذ انطلاقه، فسوف نضيف لِقائمة غزّة منه، عشرات غيرهم، سبقوهم. وجميعُهم، السابقون واللاحقون، هم حبّات القمح التي ماتت كي تخضرّ ثانية.

الشاعر الرَّصِيفيّ الشهيد علي فودة (1946-1982) وقصيدة "لم أمت بعد"


الشِّعرُ والشّهادة

الشِّعر والشّهادة، وكما لو أنهما، في مسيرة النضال التحرّري الفلسطينيّ، توأمان، ترافقا وهما يقطعان دروب النضال والتحرّر على مدار تاريخنا الطويل المَمْهور بالدماء، المعْطوف على الفداء، المتلوّن بالأناشيد والمواويل ومسرّات الطريق نحو النصر والتحرير.

وعلى وجه العموم، يحتشد تاريخ نضال الشعب الفلسطيني منذ زهاء قرن مضى، بعشرات من الشهداء الشعراء والمبدعين والفنانين والصحافيين. فكثير من الشعراء والأدباء والفنانين الفلسطينيين كانوا منذ انطلاقة مسيراتِهم، مشاريع شهادة؛ منذ الشاعر الشعبيّ الشهيد نوح إبراهيم (1913-1938) صاحب "دبّرها يا مستر دِل... يمكن على إيدك تنْحَل" التي كانت سببًا باستشهاده بعد ملاحقة حكومة الاحتلال البريطانية في فلسطين له، وقتله، وأمّا القصيدة المحكية الأشهر له فهي: "من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي" حيث ساهم تلحين فرقة "العاشقين" لها وتقديمها في حفلاتهم وتظاهراتِهم الوطنية بزيادةِ شهرة القصيدة التي يرثي فيها نوح شهداء "ثورة البراق" (1929) الثلاثة: محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير. مرورًا بالشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود (ولد عام 1913، استشهد في 13 تموز/ يوليو 1948)، صاحب قصيدة "الشهيد" الشهيرة التي قال فيها: "سأحمل روحي على راحتي... وألقي بها في مهاوي الردى؛ فإما حياةٌ تسر الصديق... وإما ممات يغيظ العدا؛ ونفس الشريف لها غايتان... ورود المنايا ونيلُ المُنى"، والذي شارك في ثورة 1936-1939 وفي حرب 1948، واستشهد بالقربِ من قرية الشجرة في شمال فلسطين. مرورًا بِالقائد الشاعر الشهيد كمال عدوان (1935-1973) القائل: "رأى الظّلمَ يُدمي رُباه... فثارَ إلى مبتغاه... وكانَ شهيدًا، وكلُّ شهيدٍ إله"، ورفيق استشْهادِه الإعلامي والشاعر الشهيد كمال بطرس ناصر (1929-1973)- (استشهد كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار عام 1973، بعملية اغتيال واحدة نفّذها الموساد الإسرائيلي قرب شاطئ بيروت)، صاحب قصيدة "من الأعماق" التي يقول فيها: وشِعْرُكِ وقعُ السَّنا في بلادي... يُهدهدُها بالمُنى والرِّغابْ؛ فتصحو على دمدماتِ الكفاحِ... وتخفقُ بين القَنا والحِرابْ"... إلى أن يقول: "إذا هَتفَ الشعبُ يومًا بروحي... أطلَّتْ له من حنايا التُرابْ"، ولا ننسى الشاعر توفيق زيّاد (1929-1994) صاحب "أناديكم... أشدّ على أياديكم... أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول: أفديكم"، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال عام 1977، والشاعر الرَّصِيفيّ الشهيد علي فودة (1946-1982)، صاحب قصيدة "الغضب، الفهد" من ديوانه "عواء الذئب"، التي يقول فيها: إني اخترتك يا وطني حُبًّا وطواعيّة... إني اخترتك يا وطني سِّرًّا وعلانيّة... إني اخترتك يا وطني... فليتنكّر لي زمني... ما دمتَ ستذكرني... يا وطني الرائع... يا وطني"، ولا ننسى بيتَه الباقي: "فلسطينيٌّ كحدِّ السيفِ كالمِنْجل". وفودة استشهد في مستهلّ اجتياح بيروت في عام 1982. ومرورًا بأدباء كُثْرٍ في المقدمة منهم الروائي الفلسطيني غسان كنفاني (1936-1972) وقائمة تطول، وصولًا إلى شهداء العدوان الصهيونيّ المتواصل على غزّة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. شعراء وأدباء وفنانون وأكاديميون وصحافيون، ارتقى كثير منهم مع عائلاتهم، وأحيانًا عائلاتهم بأكملها وفق نسق الإبادة الجماعية التي يعتمدها العدو الصهيونيّ جريمةً معلنةً غير آبهٍ بمساءلةٍ من أحد، وواثقٍ من عدم تقدّم أحد ليوقفه عند حدّه، ثمّ لِيجرّه، بعدها، إلى محاكم العدل الدوليّة، إن كانت ما تزال في أمكنتها، وتؤدّي ما هو مطلوب منها.



شهداء الطوفان

يصل عدد الشهيدات والشهداء من الشاعرات والشعراء والمبدعات والمبدعين، الذين ارتقوا في قطاع غزّة خلال 84 يومًا ماضية، إلى أكثر من 21، وهو الرقم الذي تسنّى للإعلام والجهات الرسمية وغير الرسمية توثيقه، من دون أن نغفل أن الأطفال واليافعات واليافعين ممن هم أقل من 18 عامًا يشكّلون أكثر من نصف شهداء الطوفان الذين تجاوز عددهم الـ 21 ألف شهيد من دون احتساب المفقودين تحت ركام البيوت والمباني، وأن من بينهم، حتمًا، من بدأت إرهاصات الإبداع في مختلف حقوله تواتيهِم، وتدقّ مجسّات حضورهم، وهؤلاء اغتيلوا في أبشع جريمة عرفتها البشرية على امتداد تاريخها، قبل أن تتبلوَر إبداعاتهم، وقبل أن تتحوّل أحلامهم إلى أثرٍ يمشي على الأرض.

وأمّا الذين وُثِّقوا من الشهيدات الشاعرات والمبدعات والشهداء الشعراء والمبدعين، فهم:

1- الشهيد الفنان علي نسمان.

2- الشهيدة التشكيلية هبة زقّوط.

3- الشهيدة الشاعرة والروائية هبة أبو ندى.

4- الشهيدة المسرحية إيناس السّقّا.

5- الشهيدة التشكيلية حليمة الكحلوت.

6- الشهيد الشاعر عمر أبو شاويش.

7- الشهيد الفنان والمصمّم الفنان محمد سامي قريقع.

8- الشهيد الفنان الكاتب والعازف يوسف دواس.

9- الشهيدة التشكيلية نسمة أبو شعيرة.

10- الشهيدة الناشطة إيمان خالد أبو سعيد.

11+ 12- الشهيدتان الطفلتان شام أبو عبيد (8 سنوات)، وليلى عبد الفتاح الأطرش (8 سنوات)، من فرقة "تشامبيونز" للدبكة الفلسطينية.

13- الشهيد الفنان طارق أحمد ضبان.

14- الشهيد الفنان والخطّاط مهند أمين الآغا.

15- الشهيد الشاعر والباحث التربويّ شحده البهبهانيّ (73 عامًا).

16- الشهيد العالِم والأكاديميّ سفيان تايه.

18- الشهيد الشاعر والأكاديميّ رفعت العرعير.

19- الشهيد الشاعر والأديب سليم النفّار.

20- الشهيد الكاتب والمخرج رياض عبد الرحمن.

21- الشهيدة التشكيلية ضياء البطل، ابنة الكاتب الفلسطينيّ الراحل حسن البطل (1944-2021)، والنّحاتة الأردنية الراحلة منى السعودي (1945-2022).

من اليمين: سليم النفّار، رفعت العرعير، وعلي نسمان


علي نسمان

من أوائل المبدعين والفنانين الذي ارتقوا شهداء، الفنان والناشط الشهيد علي نسمان (1985-2023)، حيث ارتقى نسمان شهيدًا بعد قصف عشوائيٍّ على مدينة غزّة، بتاريخ 13 أكتوبر، أي بعد اندلاع الطوفان بأقلِّ من أسبوع. ونسمان فنان وناشط سياسيّ وكوميديّ ومدوّن فلسطيني، شارك في عدة مسلسلات فلسطينية منها: "الروح"، "بوابة السماء" و"الفدائي". نشط ضد الاحتلال الإسرائيلي واتفاقية أوسلو، وأظهر حماسًا مبتهجًا بعد عملية طوفان الأقصى، وقبل ساعات قليلة من استشهاده، كان آخر ما وقّعه على صفحته الفيسبوكيّة: "غزة تضرب عمق الكيان"، و"الله محيي رجالك يا جنين".

رفعت العرعير

الهاجس الذي ظلّ يشغل الشهيد رفعت العرعير حتى مرتقى الأنفاس مطالع هذا الشهر، هو إيصال رسالة أهل غزة الإنسانية والجمالية والحضارية إلى كل العالم من خلال لغة يفهمها العالم. ولهذا جاء من أواخر ما كتبه في شهر نوفمبر الماضي، أي قبيل استشهاده بحوالي شهر، نصّ باللغة الإنكليزية (النص الوارد في مستهل الموضوع). وكان أبلغ ما قاله في فيديو مسجّل له: "أنا أكاديمي، وإذا هاجم جنود الاحتلال بيتي، فإني سألقي عليهم القلم... ولو كان آخر شيء أفعله". صحيح أن العدو الغاشم لا يفهم لغة القلم هذه، بمختلف ما تحتويه من رومانسية أخلاقية عالية، إلا أنّ المجتهد الذي درس اللغة الإنكليزية وآدابها وصولًا إلى حصوله على درجة الدكتوراه فيها، وترجمته مئات القصص الطالعة من غزّة بأقلامِ مبدعين غزيّين، رفض أن يلقي السلاح الوحيد الذي يتقن الرماية عبره: القلم والإبداعِ الإنسانيّ الخلّاق.

بدمهِ وإبداعهِ وجهودهِ التي جابت آفاق الأممية، أكّد العرعير أن الفلسطينيين ليسوا مجرّد أرقام، وهو صاحب مشروع "نحن لسنا أرقامًا" الذي أطلقه بعد عدوان عام 2014.

سليم النفّار

عبر مسيرة ممتدة من الإبداع والسفر كما هي حال معظم الفلسطينيين، وصولًا إلى الاستقرار، أخيرًا، في غزّة حيث مرتقى الأنفاس، ظلّ سليم النفّار (1963-2023)، الشهيد ابن الشهيد، يحمل وهجَه في قلبه، وحين يهيج، ثم يهيج، يطلقه على شكل شعر ونثر.

النفّار كان يدرك أنه ليس وحده في هذه الولادة المؤلمة من الخاصرة التي تسبق الانبعاث الكبير، ولهذا كتب ذات شعرٍ يقول:

"لا، ليس وحدكَ،

مَنْ يُفكِّرُ في طريقٍ للخلاص 

لا، ليس وحدكّ،

مَنْ رأى:

ليلَ المدينةِ صارخًا

في كلِّ  فاصلةٍ،

فواصلُها:

تنوحُ تحتَ أشتاتِ الرصاصْ".

إيناس السقا، هبة أبو ندى، وسفيان تايه


سفيان تايه

من أزقّة مخيم جباليا المتورّمة بالغضبِ وَالآمال، انبثقَ العالِم والأكاديميّ الفلسطينيّ الشهيد سفيان تايه (1971-2023)، لِيصير اسمُ رئيس جامعة العلوم الإسلاميّة في غزّة حتى مُرتقى الأنْفاس، ماركةً مسجّلةً في العالَم أجمع، حول المنهجية العلمية الرصينة، والحيويّة الإنسانيّة المُشعّة من الفيزياء والرّياضيات، وحول عبقريّة التّواضع المحصّن بالوعيِ وَالمعرفة. وبالتالي ليس مصادفة، أن تايه يُعَدُ من نخبةِ علماء العالَم في الفيزياء النظرية والفلكية، وأنه كان يأمل أن يضع فلسطين على قائمة الدول التي تُعنى بالفضاء وأسرارِه وجنّاته البعيدة حيث يصعد الشهداء.

إيناس السّقّا

تُعدّ الفنانة الفلسطينية الشهيدة إيناس السّقّا (1970-2023) من أولى العاملات في المسرح الغزّي. أجرت الكثير من وُرَش الدراما والمسرح مع الأطفال، وشاركت في العديد من الأنشطة التفاعلية المجتمعية.

ومن بين المسرحيات التي قدّمتها: "الدب"، "في شي عم بصير" و"نساء غزّة وصبر أيوب". كما شاركت، تمثيلًا، في الفيلم الفلسطيني "سارة" للمخرج الفلسطينيّ خليل المِزْيِن، وفي أفلام غيرَه، منها: "ميلاد" و"عصفور الوطن" وغيرهما.

استشهدت إيناس مع ابنتيها لين وسارة وابنها إبراهيم بعد قصفٍ صهيونيٍّ للمنزل الذي نزحت إليه؛ فقد نزحت السّقّا مع والدتها إلى "المركز الثقافي الأورثوذكسي"، وبعد تهديده انتقلوا إلى منزل الوحيدي الذي تمّ قصفه، حيث يبدو أن الشهادةَ هي النجاةُ الواضحةُ الصادحةُ في زمن غزّة المنظور نحو زمن غزّة المُنتظَر.

كتبتْ إيناس ذات صفحة فيسبوكيّة: "تجري الرياح كما تجري سفينتُنا... نحن الرياح... ونحن البحرُ والسُّفنُ".

هبة أبو ندى

كانت قد بدأت الأديبة والشاعرة الفلسطينية الشهيدة هبة أبو ندى (1991-2023)، لتوّها، تصنع لها في سماء الإبداع النثريّ والشعريّ اسمًا، قبل أن تغتالها الطائرات الصهيونية الجبانة العمياء.

أبدعت أبو ندى في كتابة القصة والشعر، وحصلت على المركز الثاني في فئة الرواية في الدورة العشرين لِمسابقة الشارقة للإبداع العربي، التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة سنويًّا عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى" التي عبَّرت فيها عن صورة الإنسان العربي في زمن الثورات العربية، وتحرَّرت فيها من المكان لتكون كلُّ الثورات العربية بجَمرةِ ثورةٍ واحدة، وكلُّ الهتافات بهتافٍ واحد: "الشعب يريد"، وكلُّ الشعوب في إرادتها شعبٌ بقلبٍ واحد.

إلى ذلك، تطوَّعت هبة عام 2021، في الموسوعة الحرَّة (ويكيبيديا) ضمن برنامج التعليم الذي عُقد مِن بُعد، وحمل اسم (ويكي رايتس)، وكانت أبو ندى مدققةً لُغويةً لِلمقالات قبل نشرها من المتدرِّبين، وهو ما يكشف جهدَها ومثابرَتها إذا علمنا أن درجاتها العلمية الأكاديمية ليست في تخصص اللغة العربية وآدابها، بل في تخصص الكيمياء الحيوية (البكالوريوس)، والماجستير في تخصص التغذية العلاجية.

الصحافيون الشهداء منذ بدء العدوان الصهيونيّ على قطاع غزة حتى 13/12/2023 (Getty)


قائمة الصحافيين الشهداء

حتى كتابة هذه السطور، وصل عدد الشهداء الصحافيين منذ بدء العدوان الصهيونيّ على قطاع غزة المحاصر في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 103 شهداء، وتاليًا أسماؤهم، بحسب ما نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، وحسب التسلسل الزمنيّ، على الأرجح، لاستشهادهم:

1. الشهيد الصحافي محمد الصالحي.

2. الشهيد الصحافي إبراهيم لافي.

3. الشهيد الصحافي محمد جرغون.

4. الشهيد الصحافي أسعد شملخ.

5. الشهيد الصحافي سعيد الطويل.

6. الشهيد الصحافي هشام النواجحة.

7. الشهيد الصحافي محمد أبو رزق.

8. الشهيد الصحافي عائد النجار.

9. الشهيد الصحافي محمد أبو مطر.

10. الشهيد الصحافي رجب النقيب.

11. الشهيد الصحافي أحمد شهاب.

12. الشهيد الصحافي عبد الرحمن شهاب.

13. الشهيد الصحافي حسام مبارك.

14. الشهيد الصحافي هاني المدهون.

15. الشهيد الصحافي عصام بهار.

16. الشهيد الصحافي محمد بعلوشة.

17. الشهيد الصحافي عبد الهادي حبيب.

18. الشهيد الصحافي علي نسمان.

19. الشهيد الصحافي أنس أبو شمّالة.

20. الشهيد الصحافي سميح النادي.

21. الشهيد الصحافي خليل أبو عاذرة.

22. الشهيد الصحافي محمود أبو ظريفة.

23. الشهيد الصحافي محمد علي.

24. الشهيدة الصحافية إيمان العقيلي.

25. الشهيد الصحافي محمد لبد.

26. الشهيد الصحافي محمد الشوربجي.

27. الشهيد الصحافي والمخرج السينمائي رشدي السرّاج.

28. الشهيد الصحافي محمد الحسني.

29. الشهيد الصحافي سائد حلبي.

30. الشهيد الصحافي جمال الفقعاوي.

31. الشهيد الصحافي أحمد أبو مهادي.

32. الشهيد الصحافي ياسر أبو ناموس.

33. الشهيدة الصحافية سلمى مخيمر.

34. الشهيدة الصحافية دعاء شرف.

35. الشهيدة الصحافية سلام ميمة.

36. الشهيد الصحافي ماجد كشكو.

37. الشهيد الصحافي عماد الوحيدي.

38. الشهيد الصحافي حذيفة النجار.

39. الشهيد الصحافي نظمي النديم.

40. الشهيد الصحافي مجد عرندس.

41. الشهيد الصحافي إياد مطر.

42. الشهيد الصحافي محمد البياري.

43. الشهيد الصحافي محمد أبو حطب.

44. الشهيد الصحافي زاهر الأفغاني.

45. الشهيد الصحافي مصطفى النقيب.

46. الشهيد الصحافي هيثم حرارة.

47. الشهيد الصحافي محمد الجاجة.

48. الشهيد الصحافي يحيى أبو منيع.

49. الشهيد الصحافي محمد أبو حصيرة.

50. الشهيد الصحافي محمود مطر.

51. الشهيد الصحافي أحمد القرّا.

52. الشهيد الصحافي موسى البرش.

53. الشهيد الصحافي أحمد فطيمة.

54. الشهيد الصحافي يعقوب البرش.

55. الشهيد الصحافي عمرو أبو حية.

56. الشهيد الصحافي مصطفى الصواف.

57. الشهيد الصحافي عبد الحليم عوض.

58. الشهيد الصحافي ساري منصور.

59. الشهيد الصحافي حسونة إسليم.

60. الشهيد الصحافي بلال جاد الله.

61. الشهيد الصحافي علاء النمر.

62. الشهيدة الصحافية آيات خضورة.

63. الشهيد الصحافي محمد الزق.

64. الشهيد الصحافي عاصم البرش.

65. الشهيد الصحافي محمد عياش.

66. الشهيد الصحافي مصطفى بكير.

67. الشهيدة الصحافية أمل زهد.

68. الشهيد الصحافي مصعب عاشور.

69. الشهيد الصحافي نادر النزلي.

70. الشهيد الصحافي جمال هنية.

71. الشهيد الصحافي عبد الله درويش.

72. الشهيد الصحافي منتصر الصواف.

73. الشهيد الصحافي مروان الصواف.

74. الشهيد الصحافي أدهم حسونة.

75. الشهيد الصحافي محمد فرج الله.

76. الشهيد الصحافي حذيفة لولو.

77. الشهيد الصحافي حسان فرج الله.

78. الشهيدة الصحافية شيماء الجزار.

79. الشهيد الصحافي محمود سالم.

80. الشهيد الصحافي عبد الحميد القريناوي.

81. الشهيد الصحافي حمادة اليازجي.

82. الشهيد الصحافي حسام عمار.

83. الشهيدة الصحافية عُلا عطا الله.

84. الشهيدة الصحافية دعاء الجبور.

85. الشهيدة الصحافية نرمين قواس.

86. الشهيد الصحافي محمد أبو سمرة.

87. الشهيد الصحافي عبد الكريم عودة.

88. الشهيد الصحافي أحمد أبو عبسة.

89. الشهيدة الصحافية حنان عيّاد.

90. الشهيد المصوّر الصحافي سامر أبو دقة.

91. الشهيد الصحافي رامي بدير.

92. الشهيد الصحافي عاصم كمال موسى.

93. الشهيد الصحافي علي عاشور.

94. الشهيد الصحافي مشعل شهوان.

95. الشهيدة الصحافية حنين القطشان.

96. الشهيد الصحافي عبد الله علوان.

97. الشهيد الصحافي عادل زعرب.

98. الشهيد الصحافي علاء أبو معمّر.

99. الشهيد الصحافي محمد خليفة.

100. الشهيد الصحافي محمد أبو هويدي.

101. الشهيد الصحافي أحمد جمال المدهون.

102. الشهيد الصحافي محمد يونس الزيتونية.

103. الشهيد الصحافي محمد عبد الخالق العف.

وبإمكاننا، منطقيًّا، إضافة أسماء الشهداء الصحافيين اللبنانيين، الذين استشهدوا في سياق تداعيات "طوفان الأقصى" على جبهة شمال فلسطين جنوب لبنان، وهم:

104. الشهيد الصحافي عصام عبد الله.

105. الشهيدة الصحافية فرح عمر.

106. الشهيد المصوّر ربيع معماري.

المدرّعة والقصيدة

أمام فداحة الجريمة الصهيونية في غزّة وكلِّ فلسطين، تجد القصيدةُ نفسَها محاصرةً باثني عشر ألف طفلٍ شهيد.

ليست القصيدة وحدها القابعةُ داخل موجبات الحيرة، مغلِقةً على نفسِها أبوابَ العجز؛ بل إن الإبداعَ الإنسانيَّ جميعَه من قصةٍ قصيرةٍ وروايةٍ ولوحةٍ تشكيليةٍ ومنْحوتة، أو عَمَلٍ إنشائيّ، ومسرحيةٍ وأغنيةٍ وشريطٍ سينمائيّ، يحتاج، عادة، إلى وقت، ولكن الوقت (اللعين) يتحوّل إلى ترفٍ حين في المقْتلة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يدور عدّاد الموت من دون توقّف، ويُحسَبُ بالدقائق، لا بالساعات، أو الأيام.

يسأل الشاعر نفسَه: هل يفرّ من ساح الوغى وبقايا الجثث المتروكة المحروقة في الطريق العام، ويلوذ بغصن زيتون؟

هل يتغنّى بحبّة برتقالٍ حزينةٍ، كانت، ذات مجد، تضحك في بيّارات يافا، ويافا نفسها لم تعد هنا، وكثيرٌ من أهلها لجأوا إلى مخيمات النّكبة في مختلف أنحاء غزّة؟

في كلِّ مرّة تتفجّر فيها مواجهة كبرى بين العدوّ الذي يحتل أرضنا وأُفْقنا، وبين المقاومين الذين يحاولون جَعْلَ احتلالَه ذا كُلفة، ينبثق من بين غصون الأيامِ سؤالٌ عن دَوْرِ المثقّف في هذه المواجهة، وفي عمومِ الفعل المقاوم على الأرض. وهو، والحقُّ يُقال، سؤالٌ وجوديٌّ جوهريُّ الدّلالةِ محوريّ المَعاني متعدّد المسْتويات.

قد يبحث المثقف (العضويُّ) في تفاصيل الحرب على غزّة عن المُشتركِ الإنسانيّ بينَه وبين شاعرٍ فرنسيٍّ على سبيل المثال، ليكتشفَ بأسىً أنَّ العالمَ حقلٌ مُعْتِمٌ جاف. سيحزن قلبُه، وتنهارُ حماستُه القديمةُ للأثَرِ والإرْثِ الغربيّ، ثم يُخَرْبِشُ في آخر الليل، فوق ورقهِ الذي كان ذات حُلْمٍ أبيض: "لم ينجُ أحد، ليس فقط البشر والحجر ومختلف أرْكان البُنيان وموجباتِ الحضارة، ولكن أيضًا: القيم والأعراف والقوانين وعموم المُشترك الإنسانيّ حول الطفولة والمحبّة والتّنمية والسّلام"، ثمّ، وبشجاعةٍ قدريّة لا بدّ منها، يمضى نحو السماء شهيدًا حاله مثل حال آلاف سبقوه، ومثلهم سوف يلحقوه، حتى تحرير الأرض والإنسان.

على الطريق إلى الغايةِ المُرتجاةِ، ينبتُ الشهداءُ من الشعراءِ والمبدعين، كما لوْ أنّهم داليةُ قمحٍ طالعةٌ من سهول فلسطين.. كما لوْ أنّهم ظِلالُ اليقين.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.