من لبنان: بانة بيضون ودارين حوماني، من اليونان: ماندو ماكا وسوتيريا كايتاتزي- شوليومي، من أوغندا: ستيلا نيانزي، من أميركا: باميلا أوشوك، من غينيا: ماكسيميللا موننزوا، من الهند: ساريتا جيناماني، من مالاوي: ويزي مسوكوا، من إيران فارانغيز غادري، من لاتفيا/ النمسا: إنغا غايل، من سلوفينيا: دراغيسا كارنا، من الأرجتنين: جويندولين دياز ريدجواي وكلوديا فيراداس وسيلفيا سنايدرمانيس، من تشيلي: كريستينا ورمول، وما ما تيري من ميانمار.

وقد استهلت الشاعرة الإنكليزية جوديت هيل الندوة بعرض لقضية الشاعرة والناشطة التركية بينار سيليك التي تواجه محاكمة من قبل السلطات التركية منذ أكثر من عشرين عامًا. وجاء حديث هيل من ضمن بيان أصدرته لجنة الكاتبات في نادي القلم الدولي، وتم نشره في يوم المرأة العالمي على صفحة نادي القلم الدولي (بقلم زوي رودريغيز، رئيسة اللجنة القلم الدولية للكاتبات نادي القلم الدولي) وقالت هيل: "بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة 2024، تعرض منظمة القلم الدولية قضية عالمة الاجتماع والكاتبة والناشطة النسوية وعضو نادي القلم التركي، بينار سيليك، التي واجهت محاكمة استمرت عقودًا، وهي الآن موضوع مذكرة الاعتقال الدولية. قصة بينار سيليك هي قصة تفانٍ لا يتزعزع في سبيل الحقيقة والعدالة. باعتبارها عالمة اجتماع وكاتبة وناشطة نسوية، دافعت بلا خوف عن حقوق الأقليات وسلطت الضوء على المجتمعات المهمشة، حيث غطّت على نطاق واسع القضايا المتعلقة بالمرأة، والمحرومين، وأطفال الشوارع، ومجتمع المثليين، والأكراد في تركيا. إن محنتها التي استمرت لعقود من الزمن، والتي اتسمت بمحاكمات متكررة واضطهاد ظالم، هي شهادة على التزامها الثابت بمبادئها. دعونا نقف متضامنين مع بينار سيليك، ونحث السلطات التركية على إسقاط جميع التهم الموجهة إليها ووضع حد لهذا الظلم الذي طال أمده مرة واحدة وإلى الأبد". ونادى البيان بـ"اتخذ إجراء اليوم من أجل بينار سينيك".

ملصق الندوة الشعرية لـ"نادي القلم الدولي"

وكانت بينار سيليك، موضوع معركة قانونية طويلة امتدت لعقود من الزمن، في أعقاب الانفجار المأساوي الذي وقع عام 1998 في سوق التوابل في إسطنبول، والذي أودى بحياة سبعة أشخاص وخلّف 127 جريحًا. وعلى الرغم من تبرئتها عددًا من المرات بناءً على شهادة خبراء تؤكد أن تسرب الغاز هو السبب، إلا أن المحاكم أمرت بإعادة المحاكمة بعد كل حكم بالبراءة. وحُكم عليها عام 2013 بالسجن مدى الحياة. وبعد أن أبطلت محكمة الاستئناف العليا في تركيا هذه الإدانة وبرّأتها إلا أن حكمًا آخر جرى بإبطال البراءة، ولا تزال سيليك تواجه هذه المحاكمات مرارًا، وتم تأجيل المحاكمة مؤخرًا حتى 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. ولا تزال سيليك خاضعة لمذكرة اعتقال دولية.

وتعتقد منظمة القلم الدولية أن محاكمة سيليك مرتبطة بشكل مباشر بدفاعها الدؤوب عن حقوق الأقليات والمجتمعات الكردية في التسعينيات، وأنها مستهدفة ظلمًا من خلال النظام القضائي كإجراء عقابي لأبحاثها وتعليقاتها المشروعة. وتتفاقم هذه المخاوف بسبب الادعاءات بأن سيليك تعرضت للتعذيب أثناء سجنها من عام 1998 إلى عام 2000، بهدف إجبارها على الاعتراف بالتهم الموجهة إليها. ومنذ عام 2012، تقيم سيليك في فرنسا وتحمل الجنسيتين الفرنسية والتركية. ودعت منظمة نادي القلم الدولية السلطات التركية بشكل عاجل إلى وضع حد لمضايقاتها المستمرة بحق سيليك وإسقاط جميع التهم الموجهة إليها على الفور.

كما أعادت جوديث هيل التذكير بالشاعرة الأوكرانية والمدافعة عن حقوق الإنسان فيكتوريا أميلينا والتي كانت عضوًا في نادي القلم الدولي في أوكرانيا، وقد أصيبت أميلينا في قصف صاروخي روسي على منطقة كراماتورسك في شرق أوكرانيا في 27 حزيران/ يونيو 2023 ثم توفيت بعد أيام في 1 تموز/ يوليو 2023 متأثرة بإصابتها البالغة. وذكر بيان النادي أن أميلينا "قامت بتوثيق جرائم الحرب الروسية مع مبادرة حقوق الإنسان Truth Hounds، وكشفت بشكل خاص عن المذكرات الحربية للكاتب الأوكراني فولوديمير فاكولينكو، الذي اختطفته القوات الروسية عام 2022. وبعد أن استعاد الجيش الأوكراني مدينة إيزيوم من القوات الروسية، أكد تحليل الحمض النووي أن الجثة التي عُثر عليها في القبر رقم 319 في غابة إيزيوم هي جثة الكاتب فاكولينكو. وكانت أميلينا قد شاركت قبيل رحيلها بأيام في العرض الأول لمذكراتها الحربية في مهرجان Book Arsenal الأدبي في كييف في 23 حزيران/ يونيو 2023".

وفيكتوريا أميلينا (1986-2023) كاتبة وشاعرة وحائزة على جوائز، ومؤسّسة مهرجان نيويورك الأدبي في منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا.

ملصق "اتخذ إجراء اليوم من أجل بينار سيليك" وملصق استذكار فيكتوريا أميلينا، في يوم المرأة العالمي

عقب كلمة جوديث هيل ألقت الشاعرات الـ17 قصائدهن المشحونة بكثير من الحزن ورفض الظلم والرغبة في السلام، وكانت غزة حاضرة في عدد من القصائد، ومن أبرزها قصائد الشاعرات: باميلا أوشوك من أميركا، بانة بيضون من لبنان، ودراغيسا كارنا من سلوفينيا.

من قصيدة الشاعرة الأميركية باميلا أوشوك:

غزال مع الذئاب، غزة والأعشاب العلاجية

ريح الصحراء تحلق، أوراق الدفلى، تخدش فناء الفجر

يهاجم الجرو الذئاب من خلال سياج متصل بالسلسلة إلى الشرق

صرخات في الراديو، الأطفال الذين يتم قصفهم كل يوم تحت أنقاض غزة

المطر المتعطش للحب يرفض تقبيل حرائق الغابات في الشرق

ماذا يعني دقيق القمح للأمهات المقتولات، الملفوفات بأغطية بيضاء؟

حذائي تشتعل فيه النيران... سأرسل أنهارًا من الحليب إلى الشرق

على عتبة بلادي، ينثني الريحان والأعشاب العلاجية من الشرق إلى الغرب

العصافير وحمائم الحداد يغنون الشمس نحو الشرق

أطفال الجيران يوجهون الكرة، يطلقون السلال على الإسفلت،

أحذية مربوطة بأقدام ضاحكة، اضغط على رسائل الحب إلى الشرق

الاغتصاب الانتقامي ليس حلًا لمشكلة البرقع الممزق

كادحة ملتزمة، صلّت جدتي المهاجرة إلى الشرق

لقد تم ذبح أسلافي على يد قوات الطاغية

أنا نفاثهم الذي يرسل قصائد الحب إلى الشرق

أين الله عندما يتم تفجير الأجساد إلى قصاصات من العظام؟

ما العشبة التي تشفي الأبناء والبنات المتفجرين في الشرق؟

قصيدة بانة بيضون:

غزة- يد تبحث عن صديقتها

من الشاشة تسقط يد، تسقط عين

يسقط قلب

هنالك عينٌ تبحث عن قرينتها

قبيل لحظة كانتا تنظران معًا إلى السماء لمّا هوت

ويدٌ حنت على أخرى

كانتا لصبيين يلعبان منذ قليل بخشونة

همّت الأم بنهرهما إلا أن السماء هوت مجددًا

ظلّت اليد ممسكة بصديقتها

يحاول الناجون أن يعيدوا تركيب الأجزاء

إلا أن بعضها يرفض أن يترك الآخر

في غزة تنام الأم وفي يدها قلب ابنها

ينام الأخ وفي قلبه رئة أخته

كل جزء يتّصل بالآخر، كل جزء يحنو على الآخر

لكل الحروب أضرار جانبيّة يقول المذيع بالإنجليزية معتدًا بنفسه

فيما طفل في غزة يلمّ أجزاء أخيه بعناية ويضعها في حقيبته المدرسية

سيخبر الطبيب عن ضحكة أخيه، عن ركلته القوية

عن صوته العالي، المزعج أحيانًا

لن ينسى أي تفصيل

كي يعيد الطبيب تشكيل أخيه تمامًا كما كان

لكل الحروب أضرار جانبية يردّد المذيع

فيما أب يسير بخطى روبوتية حاملًا طفليه في كيسي نايلون

وحجر عينيه يتساقط كلما اهتزت المدينة

يداهمه المذيع بالسؤال: هل تدين نفسك؟

لا يجيب

يتأكد المذيع من صحّة نظريته

يمسح بلسانه شفته المتشققة

ويبتلع ما تبقى من جلدٍ ودمٍ قديم

تهوي السماء مجددًا

يكنسها عامل النظافة في الاستوديو

تسقط أشلاءٌ من الشاشة

يتصل بعضها ببعض

تتراكم حتى تبني جسدًا واحدًا

يظلّ يمتد حتى يصل إلى الهوة المشتعلة في الأعلى

حيث كانت هنالك سماء

في غزة الحياة الآخرة تسبق الحياة الدنيا

في غزة ينتهي العالم كل يوم

تلملم بقاياه طفلة تحبو

ما العالم سوى أحجية عثرت عليها ما بين موت وآخر

في غزة حيث يعيش من ليسوا على خارطة هذا العالم

في غزة حيث يعيش من ليسوا على خارطة الأحياء أو الأموات

أولئك سيعيشون طويلًا بعد أن ينطفئ كل شيء

فهم ولدوا بعدما انتهى العالم...
 

من اليمين: بانة بيضون، دراغيسا كارنا، باميلا أوشوك

قصيدة دراغيسا كارنا:

قصيدة من أجل فلسطين

لكِ

فتاة من الجنوب

أنا أكتب هذه الأبيات

لكَ

ابن الشرق

أهدي هذه القصيدة

لكَ

طفل مقتول

بدون اسم

ملفوف في بطانية

على هذه الكرة الأرضية

على أرض محروقة

من آباء منفيين

لكم أيها القبائل

الذين أخذوا أراضيكم

لكم أيتها الأمم

من دُمرت بيوتكم

ودُنّست قبوركم

لكم أيها المشردون

الذين احترقت قوارب أملكم

مسجونون في خيام الموت

موضوعون على قوائم الانتظار

لاتفاقيات

لا وجود لها

على قوائم مجهزة للحذف..

لكم

الذين فقدتم كل شيء

أما أولئك الذين لا يشفقون

العظماء

المهمون

الأثرياء

من يقررون لكم

باسم المصالح

عاصمة الأنانية

أولئك يسيئون للإنسانية

يغسلون أيديهم منكم

مثل بيلاطس

مع المسيح

لكم جميعًا

أهدي هذه القصيدة

لكم جميعًا

أنتم الموضوعون

على قائمة انتظار الموت...

الرصاص لا يعيد الأوطان

البنادق لا تحمل السلام

الدبابات لا تطلق الزهور

في هذا الوقت

من الرعب

في هذا الوقت

من الحرب

أفتح قلبي

ليدخل السلام

أفتح قلبي

لكي أشعر بالإنسانية

أفتح قلبي

ليدخل الحب

الرصاص لا يعيد الأوطان

البنادق لا تحمل السلام

الدبابات لا تطلق الزهور...

 *****

وكان نادي القلم الدولي أصدر بيانًا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر دان فيه بشدة الانتهاكات المتزايدة لحرية التعبير، بما في ذلك قتل وترهيب الصحافيين والإسكات المنهجي للأصوات الناقدة لإسرائيل، وأكّدت منظمة القلم الدولية على ضرورة تمكين الصحافيين من تغطية الحروب والصراعات بحرية وأمان، وأن تكون الأصوات الناقدة حرة في المعارضة والتعبير عن نفسها دون خوف أو تخويف. واعتبر نادي القلم أن "الانتقام غير المتناسب من قبل إسرائيل له تأثير مدمر على السكان المدنيين في غزة والبنية التحتية، وهو ما يرقى إلى مستوى الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي".

وذكر نادي القلم الدولي في بيانه أعداد الصحافيين من قناة الجزيرة ووكالتي فرانس برس ورويترز وصحافيين آخرين الذين قتلوا خلال الحرب، كما تطرق في البيان إلى ظهور أفراد من الشرطة الإسرائيلية المسلحة على شاشة التلفزيون العربي والذين قاموا (كما جاء في البيان) بترهيب وتهديد مراسل قناة التلفزة أحمد دراوشة خلال تغطيته المباشرة من أشدود وذلك يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

واعتبر نادي القلم أن "قمع التغطية الصحافية للقصف الإسرائيلي المكثف على غزة، بما في ذلك تشويه تقاريرها، تثير القلق بشكل خاص". كما أعرب نادي القلم عن أسفه لقيام صحيفة الغارديان بطرد رسام الكاريكاتير ستيف بيل، الذي خدم لفترة طويلة في الصحيفة، بسبب رسمه الكاريكاتوري الذي يصور بنيامين نتنياهو يجري عملية جراحية لنفسه مع عنوان توضيحي يقول "يا سكان غزة، اخرجوا الآن". وكذلك دان النادي إيقاف عدد من مراسلي شبكة بي بي سي بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي زُعم أنها مؤيدة للفلسطينيين.

وأعرب البيان عن أسفه لما يواجهه الفلسطينيون وأولئك الذين يعربون عن تضامنهم مع غزة وانتقادهم للأعمال الانتقامية التي تقوم بها إسرائيل بحسب البيان، مع إشارة إلى المطربة دلال أبو آمنة والكاتبة عدنية شلبي وآخرين.  

ومن ناحية أخرى، دان نادي القلم الدولي في بيانه إلقاء القبض على مئات الناشطين اليهود أثناء اعتصامهم أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن، حيث تظاهروا ضد القمع الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين، وشجب البيان أيضًا اعتقال عدد كبير من منظمي المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأعلن النادي في بيانه: "إننا ننضم إلى الدعوة إلى رفع القيود المفروضة على الحق المشروع في الاحتجاج السلمي".