برحيل الكاتب الألباني إسماعيل كاداريه (1936 - 2024)، عن عمر ناهز 88 عامًا، صباح الأول من يوليو/ تموز الحالي في العاصمة الألبانية تيرانا، يفقد الأدب الألباني كاتبه الأهم، وتفقد منطقة البلقان أحد أكبر من أنجبتهم من أسماء في الأدب العالمي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، إن لم يكن أكثر كتّاب البلقان شهرة وتأثيرًا وإثارة للجدل في الوقت ذاته، فالكاتب الشهير اكتفى بتوجيه نقده للدولة الشمولية خلال فترة الديكتاتورية الشيوعية في بلاده عبر معالجات ومقاربات تاريخية، وفي الوقت ذاته، حافظ على علاقاته مع الديكتاتور الألباني أنور خوجة من دون أن يتعرض إلّا للنزر اليسير من عقوباته، ما وضع إسماعيل كاداريه وإبداعه الروائي في خانة "المهادن الصامت" أكثر من كونه "المناضل المشاغب".
وعلى الرغم من وجود اسم كاداريه على قوائم جائزة نوبل في الآداب لسنوات طويلة، إلّا أنها ضلّت الطريق إليه كما فعلت مع غيره، على العكس من الجوائز الأوروبية الأخرى، والتي كافأت مسيرة كاداريه الأدبية الطويلة، ومن بينها عضوية الأكاديمية الفرنسية عام 1996، ثم لاحقًا وسام جوقة الشرف الفرنسي، وفي عام 2005 أصبح كاداريه أول فائز بجائزة مان بوكر الدولية عن مجمل أعماله، وفي 2009 حصل على جائزة أمير أستورياس، ثم جائزة نيوستاد الدولية للأدب عام 2020، كما تُرجمت أعماله التي تخطّت 50 عملًا إلى ما يقرب من 45 لغة، من بينها العربية.
يُعرف إسماعيل كاداريه على نطاق واسع ومنذ عقود في اللغات الأوروبية، وعلى الرغم من بداياته الشعرية المبكّرة، إلّا إن انحيازه اللاحق للرواية جعل اسمه ينتشر على نطاق أكبر، خاصة بعد الاستقبال المتناقض الذي قوبلت به روايته الأولى "جنرال الجيش الميت" عام 1963، والتي تدور أحداثها حول جنرال إيطالي يبحث عن رفات قوّاته في ألبانيا بعد 20 عامًا من انتهاء الحرب العالمية الثانية، ففي حين قابل النظام والصحافة الحزبية الألبانية الرواية بالعداء والتحفّز أثناء فترة حكم الديكتاتور أنور خوجة (1908 - 1985)، والتي امتدت من 1944 وحتى وفاته في 1985، أدخل فيها بلاده في عزلة غير مسبوقة عن محيطها الأوروبي على مدى عقود، إلا أن رواية "جنرال الجيش الميت" كانت أيضًا سببًا في انتشار اسم كاداريه في أوروبا بعد ترجمتها إلى الفرنسية عام 1970، وفي العام التالي صدرت الترجمة الإنكليزية للرواية، لتكون بذلك: "أول رواية تترجم من الأدب الألباني كلّه إلى اللغة الإنكليزية"، بحسب المترجم العراقي محمد درويش في مقدمة ترجمته لرواية "الحصار" (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2010).
وحتى اليوم، لا تزال لرواية "جنرال الجيش الميّت" مكانة خاصة في قائمة أعمال إسماعيل كاداريه الأدبية، ففي نسيجها السردي تكمن خصائص أدب كاداريه التي تأكدت في أعماله اللاحقة، ومن أهمها محاربته للأنظمة الشمولية والديكتاتورية بالاعتماد على الأساطير والرموز التاريخية المستوحاة من نضال ألبانيا ضد الاحتلال التركي والدولة العثمانية، حيث برع كاداريه في اللعب على خيوط ومنحنيات التاريخ والتراث الشفاهي وتقاليد الثأر لدى العرق الألباني، ليمزجها بالأساطير اليونانية والحكايات الشعبية البلقانية، لتظهر أعماله الروائية متضمنة عناصر من الرومانسية والواقعية والسريالية، حتى شبّه البعض لغته الشعرية المتقشفة بلغة فرانتس كافكا، في حين وجد آخرون جذورًا لأعماله تصل إلى كتّاب آخرين مثل شكسبير وغوغول وماركيز وبلزاك، كما تم تشبيهه بالشاعر الروسي يفغيني يفتوشينكو، بسبب معارضتهما المبادئ التوجيهية التي فرضتها الدول الشمولية على الأدب.
لذلك، عُدت الرمزية والغموض أساسين جوهريين في كتابة إسماعيل كاداريه الروائية بشكل عام، فالمبالغة كانت أداته الأسلوبية الرئيسية، وقد أبدع معظم أعماله وأفضلها في ظل ديكتاتورية خوجة الفجّة والتي أخرست الجميع، فقد كانت الكتابة في ألبانيا في عهد خوجة - كما هي تحت سلطة أية ديكتاتورية: "لعبة محفوفة بالمخاطر، تشبه السير على حبل مشدود بين نقطتين غير مرئيّتين"، بحسب وصف كاداريه نفسه.
في دراسته عن المنازلات التي استمرت لسنوات بين إسماعيل كاداريه وبين الديكتاتور الألباني أنور خوجة، يؤكد الناقد الفرنسي فريديريك كاسوتي على خصوصية ألبانيا في التاريخ الأوروبي المعاصر، فهي من ناحية: "بلد غير عادي، ضاعفت عزلته الطويلة عن بقية العالم منذ سقوط الشيوعية من غرابته، وهو بلد حديث إلا أن شعبه أقدم، وصحيح أن المنطقة استقلت عن الدولة العثمانية عام 1913، إلا أنها كانت مستعمرة إيطالية لفترة قصيرة، كما أن ألبانيا دولة بلقانية وليست لاتينية، وهي علمانية، وإن كان أغلب سكانها من المسلمين، وهي شرقية رغم أن سكانها ينحدرون من أصول أوروبية، ويزعم كثير منهم أنهم ينحدرون من العرق الأتروسكي"!
وُلد إسماعيل كاداريه عام 1936، ابنًا لكاتب محكمة في جيروكاستير جنوب شرقي ألبانيا، والتي ينحدر منها أنور خوجة أيضًا، وكانت عائلة كاداريه على صلة بعائلة خوجة الذي كان يكبره بـ 18 عامًا، حيث سكنا متجاورين في "حارة المجانين"، وربما أنقذت هذه الرابطة الخفية مع الديكتاتور الألباني حياة كاداريه، والذي شهدت ولادته ظروفًا سياسية صعبة عصفت بألبانيا وما يحيط بها من بلدان قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية بسنوات قليلة، وشكلت هذه الأحداث التاريخية جزءًا مهمًّا في بناء طفولة كاداريه وتكوين شخصيته منذ اللحظة الأولى، فقد كان في الثالثة من عمره حين غزا موسوليني ألبانيا، وكان في السادسة حين احتلّت القوات النازية بلاده، وحين كانت الحرب العالمية الثانية تكنس ساحاتها من دماء الملايين، كان كاداريه يتم عامه التاسع، ليكبر في مشهد سياسي واجتماعي تشتعل فيه صراعات سياسية وحروب أهلية صامتة في الخلفية، وفي السابعة عشرة من عمره ينشر كاداريه أول ديوان شعر له عام 1953، وفي العام نفسه يبدأ دراسة اللغات والأدب في جامعة تيرانا، والتي أنهاها عام 1958.
في البداية، علق كاداريه آمالًا كبيرة على الشيوعية، حيث تمنّى أن يكون النظام الجديد سببًا في التحديث الجذري الذي طالما انتظره في بلاده، وتخيّل أنه سيؤدي إلى مجتمع تتحرّر فيه المرأة وتُحارب فيه الأمية، لكن هذا لم يحدث، فقد غادر كاداريه عام 1958، وكان في الـ 22 من عمره، للدراسة في معهد مكسيم غوركي في موسكو، وهي مدرسة النخبة في الأدب الواقعي الاشتراكي، وفي العام نفسه، أعلن عن حصول بوريس باسترناك - أحد الكتّاب الروس المفضلين لدى كاداريه - على جائزة نوبل في الآداب عن روايته "دكتور جيفاغو"، والتي كانت محظورة في الاتحاد السوفياتي آنذاك بسبب هجومها الشديد على النظام الشيوعي، وكان المثقفون الروس غاضبين وخرجوا في مظاهرات كبيرة في جميع أنحاء البلاد في إدانات علنية منظمة ضد الرواية وكاتبها، كما شارك طلاب معهد غوركي الذي يدرس فيه كاداريه في المظاهرات بحماس أيضًا، ما أدى إلى أن يرفض باسترناك الجائزة بعد أيام من المظاهرات، وبوقوع الانفصال الروسي الألباني بحلول 1960، يعود كاداريه أدراجه من موسكو إلى تيرانا، ليبدأ عمله كصحافي، وهي الفترة التي تناولها كاداريه لاحقًا في كتابه "شفق الآلهة المتدرج" والصادر عام 1978.
بعد غزو حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، حوّل أنور خوجة ألبانيا إلى قلعة محصّنة بمئات الآلاف من المخابئ، (يمكن رؤية الحال نفسها في رواية "الحصار" لكاداريه)، وبدأ يشن حملة على المثقفين المعارضين له في الداخل والخارج، وينتقم منهم واحدًا بعد الآخر، وقد كان أنور خوجة ديكتاتورًا من نوع خاص، فقد كان مهتمًا بالفنون وخاصة الأدب، شأنه شأن ستالين، حيث درس الديكتاتور الألباني في جامعة مونبلييه وتمتّع بحياة بوهيمية في فرنسا وبلجيكا في الفترة بين 1930 و1936، وكان يفتخر بذوقه الأدبي الرفيع، ويردد عن نفسه قائلًا إنه كاتب بلا نصوص، من هنا نشأت علاقة غريبة وغير معهودة بين الكاتب والديكتاتور، فكل منهما كان رمزًا لألبانيا في الغرب، وظلّا يلعبان لعبة القط والفأر على مدى سنوات طويلة، ففي حين جبن كاداريه عن التصريح بأي انتقاد علني لسياسات خوجة، إلا أنه ظل ينتقد الدولة الشمولية والنظم الديكتاتورية في الكثير من أعماله اللاحقة، ومن جانبه، ظل الديكتاتور يتهيب مكانة كاداريه الدولية، ويتأرجح بين الحدة والفتور تجاه أعماله الأدبية، ومنذ ذلك الحين، كان النظام هو الذي يضطهد كاداريه أكثر من خوجة نفسه.
في عام 1965، وفور نشرها مسلسلة في إحدى المجلات الأدبية الألبانية، تعرضت الرواية الثانية لإسماعيل كاداريه "الوحش" - والتي تدور حول حصار الإغريق لطروادة، وينتقم فيها الكاتب من المحاصرين بعدم السماح للحصان بدخول المدينة - لانتقادات شديدة ومنعت من النشر، ولم تظهر مكتملة في كتاب حتى نهاية عام 1990، وخلال تلك الفترة، لم يُسمح للكاتب نفسه بالحديث عن الرواية أو نشر أية أجزاء منها. الأمر ذاته تكرر لاحقًا، حين تمت مصادرة رواية كاداريه "قصر الأحلام" عام 1982، وتعتبر هذه الرواية ركيزة مهمة في مشوار كاداريه الإبداعي، وتدور حول مؤسسة مكرسة للتلاعب بالأحلام داخل مجتمع استبدادي غامض، وقد نشر فصلين منفصلين منها ضمن مجموعة من القصص القصيرة عام 1977، وبعد نحو خمس سنوات قام كاداريه بنشرها كاملة عام 1982، وسرعان ما تعرّضت الرواية لانتقادات لاذعة من قبل اتحاد الكتاب بسبب تلميحات كثيرة عن النظام، ما أدى إلى منعها بعد ذلك، ولكن بعد سقوط الشيوعية في ألبانيا أعاد كاداريه كتابة أجزاء كاملة من الرواية ونشرها من جديد.
قبل ذلك بخمسة أعوام، كانت البلقان قد انفصلت عن الكتلة السوفياتية، وقطعت العلاقات بين البلدين في شتاء 1961/1960 خلال مؤتمر الأحزاب الشيوعية في موسكو، فقد شعر القادة السوفيات أن ألبانيا لم تكن تتبع الخط الرسمي للشيوعية، واعتبروا عقيدة أنور خوجة انحرافًا عن الماركسية اللينينية الأرثوذكسية، ومن جانبه انتقد خوجة السوفيات علنًا، متهمًا إياهم بخيانة المبادئ الثورية والمساس بالأيديولوجية الشيوعية، وعارضت ألبانيا بشكل خاص التغيرات السياسية الخارجية والداخلية التي أدخلها خروتشوف، واتخذ خوجة من رفض الاتحاد السوفياتي تسليم ألبانيا شحنات قمح ذريعة لاتهام السوفيات بخيانة الشعب الألباني، وقام بسحب سفرائه من دول حلف وارسو والتنديد بمعاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1967، أطلقت ألبانيا ثورتها الثقافية على غرار النموذج الماوي، وأجبر النظام المثقفين على العيش في الريف، وحينها وضع نظام أنور خوجة نفسه تحت حماية الصين حتى عام 1978، وما أعقب ذلك كان ديكتاتورية استبدادية مصابة بجنون العظمة، وفي 1967، تم اختيار الإلحاد بوصفه "الدين" القومي للبلاد.
في تلك الأيام، بدأ كاداريه يتعرّض للمضايقات الأمنية من قبل النظام، ولأن انتقام خوجة طاول العديد من الكتاب والمثقفين الألبان الذين كانوا على علاقة قديمة مع الديكتاتور، أو يعرفون أي شيء عن حياته أيام شبابه الأول، فقد بدأ كاداريه يتحسّس رأسه، لأنّه كان يعرف الكثير عن مغامرات الديكتاتور النسائية في مسقط رأسيهما جيروكاستر، والتي كان يجب أن تظل مخفية إلى الأبد، لذلك لم يفوّت إسماعيل كاداريه الفرصة، وبدأ في رصد هذا التحول التاريخي الذي يعصف ببلاده، ووضعه تحت عدسته الروائية الاستثنائية، وفي عام 1973، ينشر كاداريه روايته "شتاء العزلة"، وفيها يصوّر الديكتاتور باعتباره الأب الروحي للوطن، والقائد الذي يضع مصلحة بلاده نصب عينيه، ولا يتورع عن الدخول في مشاحنات علنية مع الزعيم السوفياتي خروتشوف. ستُنشر الرواية بالفعل، وعلى الرغم من استحسان الديكتاتور لصورته المرسومة فيها، إلا أن زوجة الديكتاتور الستالينية هي من غضبت، وقادت حملة تشويه عنيفة ضد الرواية وكاتبها، لأن كاداريه سمح لشخصية الديكتاتور في الرواية بانتقاد جهاز الشرطة السرية، التي كانت زوجة خوجة تقودها في ألبانيا بنفسها، لكن الدكتاتور كان راضيًا عن صورته التي رسمها كاداريه في الرواية، فأوقف حملة التشهير ضده. غير أنه قرر أن يعاقب الكاتب بقرصة أذن بسيطة، فأجبره الدكتاتور على الإقرار بالذنب في عام 1975، وعاقبه بالانتقال إلى الريف للتعلم من الفلاحين، وهي عقوبة خفيفة مقارنةً بالأعمال الانتقامية التي تعرض لها العديد من المثقفين الآخرين، وحينها خرج أنور خوجة عن صمته وقال: "لقد تجاوز الكاتب الحدود وتم تحذيره"، وفقًا لكاتب سيرة إسماعيل كاداريه الأسترالي بيتر مورغان في كتابه "الكاتب والديكتاتورية" (2010).
اعتبر كثيرون أن صورة الديكتاتور كما رسمها كاداريه في "شتاء العزلة" كانت تخاذلًا مفضوحًا من الكاتب أمام أنور خوجة، وبدأت الكتابات الصحافية تشير - تلميحًا مرة وتصريحًا مرات - إلى استمرار لعبة القط والفأر بين الكاتب والديكتاتور، إلا أن رحيل أنور خوجة عام 1985 كشف أن اللعبة لم تتوقف، بل استمرت لتصبح بين الكاتب ونظام بلاده كله، حتى بعد أن قرر كاداريه اللجوء إلى فرنسا عام 1990، خوفًا على حياته بعد انقلاب الديكتاتور الألباني الجديد رامز عليا على المكاسب الديمقراطية للبلاد إثر موت خوجة عام 1985. وفي عام 1991، ينشر كاداريه كتابه المهم "الربيع الألباني، وداعًا للدكتاتورية" بالفرنسية، والذي يعتبره النقاد آخر أعماله المهمة.
ومن بين روايات كاداريه الأخرى التي تتناول التاريخ الألباني رواية "القلعة" أو "الحصار" والصادرة عام 1970، وتسرد المقاومة المسلحة للشعب الألباني ضد الأتراك العثمانيين في القرن الخامس عشر، وفي عام 1971، نشر كاداريه سيرته الذاتية المبكرة تحت عنوان "قصة مدينة الحجر" (نشرت بترجمة عربية لعفيف دمشقية عن دار الآداب عام 1989)، وتدور حول طفولته في بلدة جيروكاستر، مسقط رأسه في زمن الحرب، ويكتبها كاداريه من خلال عين الراوي الفتى إيزر وهو يتجول في شوارع مدينته المحتلة، حتى يقرر الالتحاق بالمقاومة الشعبية ضد المحتل.
لم يكن البقاء على قيد الحياة بالنسبة لإسماعيل كاداريه ممكنًا داخل ديكتاتورية أنور خوجة إلا بالتحايل الماكر الذي مارسه الكاتب لسنوات بينه وبين النظام الحاكم، ولم يكن انتقاد الدكتاتورية - التي كانت تشم رائحة السخط المتصاعد حتى في أحلام رعاياها - ممكنًا إلا عن طريق المواربة والالتفاف الرمزي، وبالقدر الذي كان فيه كاداريه بارعًا في استخدام ثغرات التاريخ ومنحنياته الحادة لإيقاف قراءه على تناقضات الدول الشمولية ومساوئها التي لا تعد، كان أيضًا أبعد ما يكون عن فكرة النضال السياسي، ففضّل أن يكتب ما يريد في سلام، متخليًا عن أن يكون بطلًا أمام شعبه، كما فعل فاتسلاف هافل في التشيك أو ألكسندر سولجينتسين في روسيا.