}

هَلِ الثّورة الرّقمية تُشَكِّلُ خطرًا على الأدب؟

رشيد الخديري 8 سبتمبر 2024
هنا/الآن هَلِ الثّورة الرّقمية تُشَكِّلُ خطرًا على الأدب؟
(Getty)

يَتَطَوَّرُ الأدبُ بتطوُّرِ مختلفِ الوسائطِ، بها يَتَجَدَّدُ ويفتحُ منافذَ أخرى للتعبيرِ في أفقِ الوصولِ إلى ذائقةِ المتلقِّي/ القارئِ، ومعَ مطلعِ الألفيّةِ الثالثةِ تَجَدَّدَ النقاشُ حولَ علاقةِ هذهِ الوسائطِ معَ الأدبِ، لكنْ، هذهِ المرّةَ معَ الوسائطِ الرّقميّةِ التي تُعتبرُ أكثرَ فتكًا وأكثرَ كبحًا لسيرورةٍ، ومنْ ثمَّ، تناسلتْ أسئلةٌ عديدةٌ منْ قبيلِ: هلْ هذهِ الوسائطُ الرّقميّةُ تُشَكِّلُ خطرًا على الأدبِ، أمْ أنّها قدْ تُساهمُ في انتشارهِ؟ وكيفَ يُمكنُ لهذهِ الثورةِ الرٌّقميّةِ أنْ تُعَدَّ رافدًا مهمًّا منْ روافدِ الأدبِ؟ هذهِ الأسئلةُ وغيرُها، قمنا بإجراءِ استطلاعٍ في الموضوعِ منْ خلالِ طرحِها على أدباءَ وشعراءَ وتشكيليينَ منْ مختلفِ الأجيالِ والحساسيّاتِ، وكانتْ هذهِ هيَ إجاباتُهم.

جمهورُ الأدبِ ثابتٌ والوسائطُ تفرضُ ذاتَها


يُؤَكِّدُ الناقدُ والروائيُّ سعيدٌ أوعبو أنَّ "النّاظرَ إلى كينونةِ الأدبِ وسيرورتِهِ، سيتفطنُ إلى أنّهُ قطعَ مساراتٍ مختلفةً في أصنافِ التَّلقي، حيثُ ما فتئَ يَستَثمرُ أدواتٍ مختلفةً في العرضِ، ومنْ ثمَّ النّهلِ بقدرِ ما يلزمُ منَ التّقنياتِ التفاعليةِ المتاحةِ، سواءٌ في مغايرةِ البثِّ، أو في مسايرةِ ذائقةِ التلقي وفقَ حَدِّ المتطلّبِ، ولعلَّ العودةَ إلى الفتراتِ البدئيَّةِ تُظهِرُ وثاقتَها بالمشافهةِ، مرورًا بالتدوينِ، والمُعقَبِ بالطّباعةِ التي تنشطُ في الظرفيّةِ الراهنةِ، ختمًا بالرّقامةِ المشرعةِ بالتّحركِ وإنْ بشكلٍ خجولٍ، خصوصًا، في الكتابةِ الأدبيةِ، وبالتالي، فالحركيّةُ التي تبديها الوسائطُ تنطلقُ دائمًا بشكلٍ محتشمٍ، آخذةً مسارَها بتؤدةٍ، لتسُكَّ طريقَها بشكلٍ مضبوطٍ لاحقًا، سيما أنَّ الثورةَ الرقميةَ التي بدأتْ تتوقّدُ وتتضخّمُ، مُؤَكَّدٌ أنها ستنفجرُ بشكلٍ محتومٍ مستقبلًا، نظيرَ المستجداتِ البيئيةِ، والمتغيراتِ الطبيعيةِ، إلى جانبِ النّشاطِ التكنولوجيِّ".
ويُضيفُ سعيدٌ أوعبو قائلًا: "ولعلَّ الأدبَ في ظلِّ هذا السياقِ، يعتدُّ بما تفرضُهُ الوضعيةُ التفاعليةُ والتداوليّةُ، إنّهُ يتزأبقُ بالأحرى بحثًا عنْ فضاءاتٍ تجعلُهُ أقربَ للمتلقي، والأكيدُ أنَّ جمهورَ الأدبِ ثابتٌ، والوسائطُ تفرضُ ذاتَها، وما على القارئِ إلّا أنْ يطوّرَ نفسَهُ، ويجعلَها أكثرَ راهنيّةً قياسًا بالثورةِ الرقميةِ، ليكونَ قادرًا على مواكبةِ الوسيطِ، وتلقي الأدبِ بصيغٍ مختلفةٍ، لأنّنا إذا فشلنا في تجاوزِ المشافهةِ نحوَ التّدوينِ والطباعةِ في سياقِ الجهلِ بالحرفِ والقراءةِ والاكتفاءِ بالسمعِ مثلًا، فإنّنا حتمًا سنفشلُ في تجاوزِ الطّباعةِ نحوَ الرّقامةِ في إطارِ انتفاءِ الوعيِ بالوسيطِ، وغيابِ الكفاءةِ الرقميةِ في الاشتغالِ بالأدبِ وتلقيهِ معَ الأجيالِ القادمةِ تحديدًا، حتمًا ما يشكّلُ خطرًا على الأدبِ".

الثورةُ الرقميةُ غَدَتْ واقعًا قائمَ الذَاتِ


منْ جهتِهِ، يرى الشاعرُ والناقدُ صالحٌ لبريني أنَّ "الثورةَ الرقميةَ، التي عرفَها العالمُ في عصرِنا الحاليِّ، أثّرتْ على الحياةِ بتشعباتِها وامتداداتِها، حيثُ غدتْ واقعًا قائمَ الذاتِ، منَ الصعبِ التغاضي عنهُ، بلْ لا بدَّ منَ الانخراطِ في أتونِهِ وما يطرحُهُ منْ أسئلةٍ وإشكالاتٍ حولَ مصيرِ الإنسانِ وحولَ الرأسمالِ الرمزيِّ الذي يحفظُ الذاكرةَ الإنسانيةَ، ويشكّلُ موئلَ الذاتِ".
ويُضيفُ قائلًا: "إنَّ الطفرةَ التقنيةَ تحولتْ إلى مضمارٍ للبحثِ المعرفيِّ ووسيلةٍ منْ وسائلِ التواصلِ الإنسانيِّ. ومنْ بينِ المجالاتِ التي طاولَها هذا التحوّلُ التقنيُّ ميدانُ الأدبِ، فهوَ الآخرُ انخرطَ منتجوهُ في سيرورةِ الثورةِ الرقميةِ وصيرورتِها، التي تحملُ وجهينِ متناقضينِ، فالوجهُ الأولُ يكمنُ – حسبَ العديدِ منَ المبدعينَ والمفكرينَ – فيما يتيحُهُ عالمُ الرقمياتِ منْ إمكاناتٍ للاطلاعِ والبحثِ والانفتاحِ على الثقافاتِ الأخرى، ويعتقدُ هؤلاءِ أنَّ الأدبَ استفادَ منْ هذا الواقعِ الرقميِّ. والوجهُ الثاني يرى أنَّ الأدبَ مهدّدٌ في إبداعيتِهِ وهويتِهِ الجماليةِ والفنيةِ، ومنْ ثمَّ فهوَ يتعرّضُ لأبشعِ حربٍ خصوصًا في ظلِّ تشجيعِ الثقافةِ السطحيةِ والترويجِ للتفاهاتِ في هذا الحقلِ، والأكثرُ منْ هذا أتاحَ لمدّعي الثقافةِ والفكرِ/ الطفيلياتِ الثقافيةِ الانتعاشَ في هذهِ الفضاءاتِ المتاحةِ. جملةُ القولِ إنَّ الثورةَ الرقميةَ في علاقتِها بالأدبِ تحملُ إيجابياتٍ وسلبياتٍ بارتباطِها بالأدبِ".

الثورةُ الرّقميّةُ لا تُشَكِّلُ خطرًا على الأدبِ


وحولَ علاقةِ الثورةِ الرقميّةِ بالأدبِ، يُسَجِّلُ الروائيُّ فريدٌ الخمال أنَّ "الثّورةَ الرقميةَ تطرحُ العديدَ منَ التّحدياتِ لكنّها، في نظري، لا تشكّلُ خطرًا حتميًّا على الأدبِ. فمنْ جهةٍ، توفّرُ فرصًا كبيرةً للنشرِ والتفاعلِ معَ القراءِ، مما قدْ يعزِّزُ انتشارَ الأدبِ وتنوعَهُ. لكنّها في المقابلِ، قدْ تؤدي إلى انخفاضِ جودةِ بعضِ الأعمالِ نتيجةَ سهولةِ النشرِ الرقميِّ وتغيرِ عاداتِ القراءةِ نحوَ محتوىً أسرعَ وأبسطَ. والخطرُ الحقيقيُّ أو المتربصُ يكمنُ في احتمالِ فقدانِ القيمةِ الأدبيةِ جرّاءَ استسهالِ الكتابةِ ونشرِ أعمالٍ غيرِ جادةٍ، فيبقى الرهانُ على التشبثِ بالأدبِ الجادِّ والقيِّمِ منْ أجلِ الاستفادةِ منَ الثورةِ الرقميةِ دونَ المساسِ بقيمتِهِ أو جوهرِهِ".

الثورةُ الرقميةُ هيَ نتاجُ السيرورةِ التي يشهدُها العالمُ


ويعتقدُ الشاعرُ والكاتبُ عبدُ الهادي روضي "أنَّ الثورةَ الرقميةَ هيَ نتاجُ السيرورةِ التي يشهدُها العالمُ، واجتهادٌ منَ الإنسانِ في رسمِ الحياةِ التي يريدُها، بلْ إنّها الصورةُ التي ابتغاها الإنسانُ بصيغٍ متعددةٍ ليكرّسَ انتماءَهُ للزمنِ الذي يحياهُ، فاتخذتِ الثورةُ الرقميةُ ذاتُها صيغًا وأشكالًا متعددةً متصلةً بمجالاتٍ مختلفةٍ. السؤالُ الذي يُطرحُ هلِ العالمُ العربيُّ منَ المحيطِ إلى الخليجِ، امتلكَ الوعيَ الكافيَ لولوجِ الثورةِ الرقميةِ نفسِها، بما ينعكسُ عليهِ إيجابًا، سيما في ظلِّ الانعكاساتِ السلبيةِ للثورةِ الرقميةِ؟".
ويضيفُ: "أعتقدُ أنَّ الجوابَ هوَ بالنفي، فإطلالةٌ واحدةٌ سريعةٌ على العالمِ الافتراضيِّ، تكشفُ بالملموسِ أنَّ الإنسانَ في عالمِنا العربيِّ لمْ يمتلكْ يومًا الوعيَ بالثورةِ الرقميةِ، وكيفيةِ الاستفادةِ منْ عوائدِها، والأمرُ مختلفٌ عندما نتحدثُ عنِ الأدبِ، بما أنّهُ دالٌّ على ممارسةٍ نوعيةٍ مرتبطةٍ بوعيٍ نخبويٍّ، لذلكَ مكّنتِ الثورةُ الرقميةُ كتّابًا ومبدعينَ كُثُرًا منْ بناءِ تواصلٍ افتراضيٍّ معَ قرّاءَ مفترضينَ في جغرافياتٍ وأمكنةٍ متعددةٍ، وساهمتْ في تراجعِ سلطةِ النشرِ التقليديةِ، بلْ أزالتْها منْ عروشِها الوهميةِ، فلمْ تعدْ للجريدةِ أو للمجلةِ الأدوارُ التي احتلّتْها على مدى عقودٍ، ومنحتْ للكتّابِ والمبدعينَ فرصًا لنشرِ إبداعاتِهمِ المختلفةِ إلكترونيًّا، مثلما صارتْ إمكانيةُ الاطلاعِ على أعمالٍ أدبيةٍ ظلّتْ أسيرةَ رفوفِ المكتباتِ العامةِ والخاصةِ، لذلكَ كلِّهِ، تعددتِ الوسائطُ الرقميةُ، وتراجعتْ سلطتُها الورقيةُ، لذلكَ كلِّهِ، استفادَ الأدبُ منْ إمكانيةِ الانتشارِ والتداولِ على نطاقٍ واسعٍ، مما يجعلُ إمكانيةَ وجودِهِ في خطرٍ غيرَ مطروحةٍ مطلقًا، لأنَّ الثورةَ الرقميةَ خدمتِ الأدبَ والأدباءَ، وقلّصتْ، مثلما قلتُ سلفًا، منْ سلطةِ الوسائطِ التقليديةِ، بلْ إنّها مكّنتِ الأدباءَ منَ التواصلِ معَ قرّاءَ افتراضيينَ متعددينَ، إلا أنَّ الانتشارَ السابقَ، يجبُ أنْ لا ينسيَنا عنْ جانبٍ سلبيٍّ يمكنُ أنْ يتصلَ بالثورةِ الرقميةِ في علاقتِها بالأدبِ، ويتمثلُ في ضعفِ العديدِ منَ الأعمالِ الأدبيةِ، التي استفادتْ منَ الانتشارِ والتداولِ بدونَ أنْ تتملكَ صفاتِ وأدواتِ العملِ الأدبيِّ الجيدِ، وهوَ أمرٌ مرتبطٌ بالوعيِ الأدبيِّ والخبراتِ لدى القراءِ الرقميينَ، بقيَ أنْ أشيرَ إلى أنَّ الأدبَ الرقميَّ لمْ ينضجْ بمفهومِهِ الأكاديميِّ، في ظلِّ افتقارِ الكثيرِ منَ الأعمالِ الأدبيةِ الرقميةِ منَ الخلفيةِ النظريةِ الرقميةِ، وعدمِ اكتمالِ مشروعِ الأدبِ الرقميِّ في عالمِنا العربيِّ، وخلاصةُ القولِ، لا يواجهُ الأدبُ أيَّ خطرٍ أمامَ انتشارِ مدِّ الرقميةِ، لأنّهُ يحتاجُها ليشيعَ ويتطورَ ويكبرَ".

الأدبُ يستطيعُ أنْ يحميَ نفسَهُ ذاتيًّا


واعتبرَ الشاعرُ والروائيُّ مصطفى ملح "الكتابةَ تعبيرًا عنِ الجوهرِ وعنِ الهامشِ. ولأنّها كذلكَ فممارستُها ضروريةٌ وتفاديها غيرُ ممكنٍ. والكتابةُ نشاطٌ غيرُ منفصلٍ عنِ السياقِ التاريخيِّ والمجتمعيِّ الذي تشكّلتْ خلالَهُ، وبالتالي فإنَّ أمرَ تداولِها رهينٌ بالآلاتِ المتاحةِ في كلِّ عصرٍ"...
"نعيشُ اليومَ، يستطردُ مصطفى ملح، عصرَ الثورةِ الرقميةِ التي فتحتْ مغاليقَ كانتْ منْ قبل موصدةً، وأثّرتْ في حياةِ الناسِ وغيّرتْ أنساقَ تفكيرِهم. والكتابةُ على اعتبارِ أنّها نشاطٌ بشريٌّ لنْ تكونَ في معزلٍ عنِ التأثرِ والتفاعلِ معَ الثورةِ الرقميةِ... إنَّ الأدبَ العظيمَ ما يزالُ يعرفُ تداولًا في البيئاتِ التي سبقَ لها أنْ دشّنتْ علاقةً حقيقيةً معَ الأدبِ، إذْ اعتبرتْهُ لبنةً أساسيةً منْ لبناتِ التقدمِ والنموِّ والحداثةِ. وعلى النقيضِ منْ ذلكَ نجدُ تراجعًا للأدبِ، منْ حيثُ الإنتاجِ والتداولِ، في مجتمعاتٍ تعمُّ فيها الأميةُ والهشاشةُ وغيابُ النموِّ والحريةِ والخيالِ الثَّرِّ الخلّاقِ...
وبناءً على ما سبقَ، أرى أنَّ الأدبَ يستطيعُ أنْ يحميَ نفسَهُ ذاتيًّا منْ كلِّ ما يقفُ أمامَهُ منْ حواجزَ ومتاريسَ، ويستطيعُ أنْ يستمرَّ ما دامتِ البشريةُ موجودةً على الأرضِ".

أميلُ أكثرَ إلى كلِّ التعبيراتِ الإبداعيةِ


أمّا الشاعرُ والتشكيليُّ عزيزٌ أزغاي فقالَ: "أعتبرُ نفسي كائنًا تقليديًّا، أيْ أنّني ما زلتُ أميلُ أكثرَ إلى كلِّ التعبيراتِ الإبداعيةِ بصيغِها القديمةِ. وسواءٌ تعلّقَ الأمرُ بفنِّ التصويرِ الصباغيِّ أو بالكتابةِ الشعريةِ، ما زلتُ أحسُّ بجدوى وبراهنيةِ الممارساتِ التي ورثناها منْ أسلافِنا المبدعينَ، رسامينَ وشعراءَ، ممنْ فتحوا أمامَنا إمكاناتٍ كثيرةً في التعاملِ معَ الألوانِ والموادِّ والأسنادِ المختلفةِ، وأيضًا معَ خبايا اللغةِ بتعابيرِها وتراكيبِها الممكنةِ وغيرِ الممكنةِ. معنى ذلكَ أنَّ الإنسانَ ما زالَ لمْ يكتشفْ، بعدُ، المناطقَ الغميسةَ التي تتيحُها هذهِ الوسائطُ التعبيريةُ في أبعادِها التخييليةِ والجماليةِ والفنيةِ". ويضيفُ:" معنى ذلكَ، أيضًا، أنَّ أيَّ حديثٍ عنْ خطورةِ الثورةِ التكنولوجيةِ على الأدبِ يبقى مجردَ وهمٍ يسوقُهُ ضعافُ الثقافةِ والموهبةِ. صحيحٌ أنَّ وسائطَ التكنولوجيا الحديثةِ قدْ غزتْ مختلفَ مجالاتِنا الحيويةِ المعاصرةِ، إلا أنَّ ذلكَ لا يبررُ، مطلقًا، قدرتَها على تعويضِ ذكاءِ الإنسانِ وتحجيمِ طاقةِ روحِهِ التخييليةِ. وفي ظنّي إنَّ هذا الأمرَ لا يعدو أنْ يكونَ مجردَ موجةٍ طارئةٍ سرعانَ ما سينكسرُ طموحُها على صخرةِ الواقعِ، هذا الواقعِ، وضمنَهُ التكنولوجياتُ الحديثةُ، الذي يظلُّ الإنسانُ هوَ صانعَ مآلاتِهِ ومجددَ طموحاتِهِ وإبدالاتِهِ".

تسخيرُ العالمِ الرقميِّ ضرورةٌ ملحّةٌ


منْ زاويةٍ أخرى، اعتبرَ الشاعرُ والكاتبُ خالدٌ برادة "أنَّ الأدبَ يتأثرُ بأحوالِ العصرِ وملابساتِهِ، وقدْ فرضتِ الثورةُ الرقميةُ نفسَها على العالمِ، وليسَ الأديبُ بمعزلٍ عنْ ناموسِ التأثرِ والتأثيرِ، وقدْ رأينا أنَّ الأدبَ الرقميَّ فرضَ نفسَهُ على الكُتّابِ والقرّاءِ، منْ هنا وجبَ على الأديبِ الإلمامُ بهذا التيّارِ الجديدِ، الذي هوَ امتدادٌ للأدبِ الحديثِ، ولا يضيرُ الأدبَ والأدباءَ أنْ يمزجوا الفنَّ الأدبيَّ بصورِ العالمِ الرقميِّ، ويستعينوا بهِ ليصلَ فنُّهم بأيسرِ طريقٍ إلى عددٍ غيرِ قليلٍ منَ المتابعينَ، سواءٌ منَ القرّاءِ أو السامعينَ أو المشاهدينَ، وأخالُ الأديبَ إذا أحسنَ توظيفَ العالمِ الرقميِّ سيكونُ مساهمًا في إحداثِ نهضةٍ أدبيةٍ تعودُ بالنفعِ العميمِ في ظلِّ تيّارِ العولمةِ الكاسحِ، وصارَ تسخيرُ العالمِ الرقميِّ ضرورةً ملحّةً - لبثِّ روحٍ جديدةٍ في الأدبِ- في عالمٍ متغيّرٍ يموجُ بالأحداثِ والتطوراتِ".

لا غنى عنِ الكتابِ في حياتِنا


أمّا القاصُّ والروائيُّ محمودٌ الرحبي، فقدْ أكّدَ على لسانِ تودوروف منْ خلالِ كتابِهِ "الأدبُ في خطرٍ" القول: "مهما أوغلتُ في الصعودِ بذكرياتي، أراني تحيطُ بي الكتبُ"... وانطلاقًا منْ ذاكرةِ كلِّ قارئٍ سيجدُ أنّهُ محاطٌ بالكتبِ منذُ أيامِ المدرسةِ وهوَ يحملُها على ظهرِهِ أسفارًا. ويضيفُ محمودٌ الرحبي قائلًا: "حاليًّا بسببِ الثورةِ الرقميةِ تماهتِ الكتبُ معَ أدواتٍ رقميةٍ عدةٍ، إلى درجةِ أنَّ الكتابَ صارَ موزعًا في فضاءاتٍ شتّى، لا غنى عنِ الكتابِ في حياتِنا، وفي مقدمةِ هذهِ الكتبِ الكتابُ الأدبيُّ لأنّهُ ما يعطي للحياةِ طراوةً ومعنى. فالروايةُ ظلّتْ وما تزالُ رفيقةَ السفرِ".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.