}

بريد السماء الافتراضي.. حوار مع الشاعر اليمني عبدالله البردوني

أسعد الجبوري أسعد الجبوري 24 مارس 2020
حوارات بريد السماء الافتراضي.. حوار مع الشاعر اليمني عبدالله البردوني
عبدالله البردوني (1929 - 1999)

لم يكن مشغولاً بالحسان اللاتي يجلسن حولهُ مدخنات الأراكيل. ولا هو مهتمٌ بالتنظير عن الشعر والعروض وضوابط الفلسفة في مجرى العقل. بل كان الشاعرُ اليمني عبدالله البردوني يتحسسُ تحت جلدهِ حرائقَ من غير تلك النيران الجهنمية التي جاءت في الكتب والأساطير والملاحم.
رأيناهُ بشَعرٍهِ الفوضوي المنكوش، كما كان في سابق عهده يوم كان على الأرض من زمن ذلك العمر المتبصر البصير، على الرغم مما حدث لتلك العينين بفعل فيضان العتمة القاسية، تلك التي أفقدتهما لذّة التناظر والنظر في عموم مناظر الحياة.
غير أن العمى لم يقف عائقاً يحول دونه ودون الزمن. فما كان يميز البردوني قدرته العجيبة على الغناء البدوي الشجي، أو ما يمكن أن نطلق عليه بالحداء. كان الشاعرُ ينشدُ، وكان كورال الحسناوات يردّد خلفه المذهب، أو سينو كوبليه، تلك الأغاني المُلتهبة.
كل شيء كان يمضي بشكل خاطف. الريح والصوت والبرق والقوافل التي كانت تشق تلك الطقوس اليمنية المُوجعة التي صعدت معه إلى السموات.
لكن.. وما إن قضى البردوني وطراً من ذلك الغناء الحزين، حتى سارعَ بتجفيف منابع الدمع بمنديلهِ، لينظر نحونا محيّياً، من دون أن يتخلص وجهه من الاكفهرار الذي لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما أطلق ضحكةً وهو يلتقط كأساً من الكريستال المملوء بنوع من الشراب. بعدها عاجلناه بالسؤال عن المفصل الأول الذي أسسَ الشاعر البردوني عليه حياته. قلنا له:

 

 

(*) هل تعتبرُ الظلامَ مسقطُ رأسك؟
(مسترسلاً وهو يتصنعُ البرودَ)، بكلّ تأكيد. فالظلامُ مسقط رأس الشمس. وأنا أتشرفُ بأن أكون من ذلك النسل.

 

(*) أليستْ هذه إجابة تحملُ مكابرةً عظيمةً؟!
الظلامُ الذي كان عندي ساقاً هو مجرد لون، بينما عند الآخرين من المبصرين ليس إلا مَدفناً.

 

(*) كيف تدرّبت على إدخال النور إلى قصائدك، وبذلك الإشراق الحادّ؟
اللغةُ هي من تفعل ذلك. فعندما أستمعُ إلى أصوات الرعد، سرعان ما تبني اللغةُ مبنى ذلك الشيء في داخلي، فيكرّس المعنى بحدوده الصوتية واللونية.

 

(*) هل تعني بأن اللغة تقدمُ للبردوني تعويضاً ما عما خسرتهُ عيناهُ مثلاً؟
ليس تماماً، ولكنها تُسهل المأساة على الشاعر الذي في داخلي، فلا يمكن تعويض البصر بشيء، مهما عظمت أهميته.

 

(*) إذا كان الأعمى الذي في داخل عبدالله البردوني ليس هو بالشاعر.. فمن ذلك الشخص الآخر. الشخص الضرير؟
هو أجيرُ الشاعر الملعون بالضبط، الأجيرُ الذي عادةً ما أستخدمهُ للمهمات الشريرة.

 

(*) وهل يمارس عبدالله البردوني الشر ضدّ أحد؟
أجل. فالعمى الذي جلبَ لي كثيراً من العداوات شجع الخلايا الشريرة على النمو بجسدي بشكل وافٍ وشجاع. وكنت لا أهتم، أو غير مكترث للطعن، أو للموت.

 

(*) هل لأنكَ مررت بالموت، أو بالقهر، سابقاً؟ سَجِلُ تاريخك يشير إلى أنك كنت جائعاً..
نعم. وإذا كان ثمة كلمة أكثر حدّة من جائع، فيمكنك استخدامها. أنا أمضيت حياتي الأولى في

مسغبة لا متناهية.

 

(*) تعني أنك لم تمرّ يوماً بالطفولة كإحدى مراحل عمرك كإنسان؟
لا طفولة لأعمى. وأنا منذ أن فقدت البصر في الخامسة من عمري، تحوّلت حياتي إلى خزان لجمع المراثي على مختلف الصُعد. ولكن أمي كانت فاعلة في حياتي، عندما قدمت كل الدعم والإسناد لي بعد فقداني للعينين. كانت أماً جليلةً.

 

(*) وهي من دفعت بك لأن تتعلم في مدارس كتاتيب مدينة (ذمار) النقد قبل الجدري وحروف اللغة؟
هي وخالي أولاً. بعدهما طاف الفيضان المضاد للأمية في داخلي، فبدأت في معالجة التيه النفسي، وأمراض العمى، والجدري، بكل ما في اللغة من قوة وأبعاد فنية تحقق الانتصار لي على خصومي من المبصرين. كنت الأعمى الذي يخوض حرباً حقيقية ضد الآخرين من أصحاب الأعين المُبصرة، وشاءت الأقدار أن أحقق منجزات، ربما عجز المبصرون عن تحقيقها في حياتهم.

 

(*) ثمة من يعتقد بأنك أتيت إلى الشعر اليمني من جذر شعري عامي كانت تحكيه الأم، وأن العائلة تركتك لتنتصر على أمراضك بالشعر والأدب؟!
قد يكون في هذا شيء من الصحة، ولكنه ليس دقيقاً. فأن تكون فاقداً للرؤية البصرية، فليس معنى ذلك أن تكون مخلوقاً وديعاً ومسالماً وبريئاً، من دون أن ترمي برأسك في أتون الفلسفات، فتسأل عن العدالة الإلهية التي جعلت منك فاقداً للبصر، فيما تركت أعين الآخرين مليئة بالصحة والنور، وهي تغرف جماليات الأرض بكل ما تملك من طاقات، بينما أرشيف عينيك معتم وأسود.

 

(*) هل هوّن أبو العلاء المعري عليكَ مصيبتك في العمى؟
كنت أزور المعري ويزورني في دار الكتب السماوية. كلانا لم ينشغل بالآخر، فهو شاعرٌ

انغلاقي، ويحب العزلة حتى في دار الآخرة. وأنا شاعر يحاول الفرار من ثيابه، وملاحقة الأحداث اليومية.
من الممكن القول إنني أحاول التعويض عن خسائري بالحركة، حتى لو قادتني إلى الهاوية.

 

(*) ربما لأن المعري قضى على ظلمة العينين برفع سقف الفلسفة في ذهنه.. فما الذي فعلته من أجل التعايش مع الظلام الداخلي على سبيل المثال؟
إذا كان تأليفُ الشعر يطردُ عتمةَ العقل، فما الحال بالنسبة لظلام الأعين؟

 

(*) كان الشاعر بشار بن برد يعشقُ بأذنهِ. هل حدث لك مثلما حدثَ له؟
أنا كنت لَمِاساً بعكس بشار بن برد السماعي. ولي يدان تنظران ما يمكن أن تتمتعَ به نفسي أوقات الحوادث الغرامية الجلل.

 

(*) يقال إن بشاراً ضُرب بالسياط حتى لفظ أنفاسه ميتاً، وكانت التهمة الزندقة! فهل سبق أن دنا منك موتٌ بسبب تهمة ما في اليمن؟
أنا عشت على صفيح ساخن كما يقال. فإذا كان المعري عاش سجين المحبسين، وهوميروس الإغريقي ألفّ الحرب الطروادية ذهنياً، وطه حسين فضح الشعر الجاهلي بقوة ذهنه، والسيد مكاوي جسر التلاقي ما بين العتمة والنور بالموسيقي، فيمكنك القول عني إنني جرثومة قاتلة في جسد كل من حاول حرق خريطة اليمن، واستخدام شعبها للأغراض القذرة.

 

(*) هل يمكن للشاعر عبدالله البردوني ترجمة عواطفه وأحاسيسه الكبرى مع النساء عبر طريقة (لويس برايل) مخترع كتابة المكفوفين؟
أن تقرأ نساءً، غير أن تترجمهنّ في رأيي. أنا فشلتُ بالأولى، ونجحتُ في الثانية.

 

(*) هل هذا اعترافٌ؟!
أنا لا أسميه اعترافاً، بقدر ما هو إفصاحٌ عن تجارب خضتها من أجل أن أحقق لنفسي ما كان يعتمل في داخلي من شهوات فسيولوجية. فالعمى يلغي الرغبة والترغيب عن المصاب بفقدان البصر، ويترك له أشغال البدن التي تقوم على تلبية الحاجات فقط.

الشاعر اليمني عبدالله البردوني (1929 -  1999)

(*) كيف يحبُّ الضريرُ في رأي الشاعر البردوني؟
الضريرُ الضريرُ الضريرُ، لا يحبُ إلا بطريقة (برايل).

 

(*) هل يمكن اعتبار حصولك على جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية كان بغرض الاقتراب من عالم النساء، وبخاصة المُطَلقات منهنّ؟
أجل. فلمْ أجد في غير تلك المهمة ما يمكنني من الاحتكاك بالنساء الضعيفات المغلوب على أمرهنّ.

 

(*) وهل سمحت لك قوانين الشريعة بشم عطور الإناث، كأن تقوم باستغلال حاجة النساء إلى منقذ من تماسيح القبائل تلك؟
أنا لم أخلق لهنّ المشاكل من أجل استغلالهنّ بالضبط، بل الربّ وأقدارهنّ من فعل بهنّ ذلك على وجه الدقة، لأتمكنّ منهنّ مساعداً ومدافعاً عن حقوقهن في أشدّ المجتمعات القبيلة وحشية

وتخلفاً وقتلاً للرغبات والحقوق.

 

(*) أين الشاعر عبدالبردوني من القات، ونشوة ذاك النبات المقدس والشهير في اليمن؟ هل بسببه سُميتْ بلادكَ باليمن السعيد؟
أنا أعتبرُ نبات القات بمثابة شجرة لإنتاج الجعة. ومن حق اليمنيين التمتع بشيء ما، فالشجرة التي اجتمع اليمنيون على وصفها بالأم الحنون، والرمز الأسرع والأسهل إحساساً بالتخلص من الكوارث، لابد أن تكون مصدراً من مصادر القوة على مواجهة الآلام العظمى، بعد أن عجزت أقوى البلدوزرات عن اقتلاعها من تربة اليمن، أو قبرها بعيداً عنه بين طبقات الصحارى.

 

(*) هل ينتشي قلبك بالطرب؟ وهل ثمة ما يجمعك بالمطرب سيد مكاوي؟
عندما أستمع للمغني الملحن سيد مكاوي، أشعر وكأنني أستعر ناراً بفرح غامر. فطالما أخرجنا سيد مكاوي بأغانيه وألحانه من معتقلاتنا السوداء، لنبلغ النشوة بشكل الحياة الأخرى التي تنبعث من الغناء. فالأصوات المُعطرة بالغرام، تكسرُ شجنَ الجسد السجين، لتطلقهُ في مدار آخر، بعيداً عن عنق الزجاجة التي نعيش بداخلها.

 

(*) قال عنك د. إبراهيم أبو طالب: من يريد أن يعرف اليمن، ومن هو اليمني في مسيرة قرن من الزمان إلا قليلاً، فليقرأ شعر البردوني. ومن أراد أن يرصد تاريخ المكان بأفكاره ومنعرجاته وتفاصيله ورؤاه وانكساراته وآماله، فعليه أيضاً بشعر البردوني، لأنه أدقُّ مَرْصداً، وأكثرُ حساسيةً، وتوضيحاً، ووضوحاً.
أشكره على ما قاله عني. ولا أشكر اليمن التي لم تقطع رؤوس ثعابين القبائل، ممن جعلوا رحمها أرضاً للبركة المؤجلة، وحقلاً للقمة المسّمومة التي تساوت فيها أفواه أبنائها مع أفواه المقابر، عبر كل هذي القرون الفائتة من المجاعات والحروب والسعادة الغائبة.
لقد جسدت الحزن اليمني، والجوع اليمني، والغناء اليمني الأسود منه، أو الأحمر. وكتبت في اليمن أساطيري الخاصة بمائه وترابه ودم شعبه. ولكن ذلك لم يكن مديحاً، بقدر ما تمكن من شعري الرثاء لأهجو رموز ظلامه وأبطال حروبه وحيتان فساده.

 

(*) ماذا ترى في اليمن، وأنت في السموات الآن يا بردوني؟
أنا الآن في مختبر الفحص الطبي لأعين العميان في هذه المقاطعة المطلةِ على بحر الجماجم والرماد، ولكنني لا أرى في اليمن إلا جهنم وبئس المصير. لقد تضابعت على لحم شعبي سيوفُ من انْخَنثَوا من الرجال، وهم في بطون أمهاتهم.

 

(*) هل كان خروجك من مقبرة (خزيمة) في صنعاء إلى هنا آمناً؟
بالضبط. لم أجد صعوبة تعرقل رحلتي إلى السموات. وغداً، لن يجد اليمنيون أثراً لجثمان في قبري. فقد سحبتُ جثتي يوم انتقلت إلى هنا، وما زلتُ أعيدُ ترتيب أوراقي الثبوتية عند مكتب

شؤون اليمن في هذا المكان.

 

(*) ولم تُبقِ لليمنيين منكَ شيئاً؟!!
أبقيتُ لهم نسخةً من عمودي الفقري فقط، فقد تنفعهم يوماً، بسحق رأس الثعبان الكبير للربع الخالي، فنعود القهقرى من السموات إلى اليمن للاحتفال بالعيد السعيد، تتقدمُنا سيدةُ العصر القديم بلقيس.

 

(*) كنت في حياة مليئة بالاضطراب - صعوداً وهبوطاً -، فعلى منْ كنت تراهن ليعيدك إلى الثبات، أو الاستقرار؟
الاستقرارُ في الشعر تراجع نحو الحضن الأول للموهبة، وأنا لم أفعل لأكون مستقراً لا في الشعر ولا في الحياة العامة.

 

(*) ولكن في الجانب الأدبي، لم تتفرد بقتل الأمية في أكثر المناطق كثافة بالجاهليات المتعددة؟
أنا لم أضع في شعري يوماً استراتيجية بذلك الخصوص، ففي الوقت الذي كنا نعلّق فيه مصباحاً هنا، وشمعةً هناك، في شوارع اليمن، كان الآخرون يزرعون الظلام في لحوم الشعب اليمني زراعة، مثلما يدفعون بملايين الدولارات الآن، لتأسيس مراكز خاصة واسعة الانتشار للتجهيل الفكري، إلى حدود محو العقل، واستبداله بقطعة إسفنج مليئة بالنفط الأسود.

 

(*) ثمة من يرى أن البردوني ليس سوى إذاعة شعرية يتحكم بصوتها شيوخ القبائل. ما ردّك؟
سامحهم الله. ثم ما العيب في الإذاعة، وفي شيوخ القبائل، إذا كانوا من تربة البلد؟

(*) هل حزنت لكونك مت جائعاً ومتألماً، دون أن تتحقق في زمنك، لا العدالة، ولا الحريات، ولا اشتراكية السوق والسلام الاجتماعي؟
وربما أكثر من ذلك بكثير. أنا فقدتُ بصري بسبب إحساسي المبكر بما يحدث الآن، لأنني لم احتمل رؤية البلد على مشرحة المسلخ.

 

(*) تعال نتذكر ما كتبهُ عنك أحدُ النقاد، د.عبدالحميد الحسامي، قال: إن فرادة البردوني تأتتْ من عبقريته الشعرية المتوهجة، التي تعززها رؤية واسعة، فضلاً عن تقنيات بنائية ظل يعززها ويجدد فيها عبر مسيرته الإبداعية. ما رأيك؟
هو يُدرّسني أكاديمياً، وأنا غير ذلك.

 

(*) ولكنه يذكرُ عنكَ عدداً من السمات الأسلوبية التي ميزتك عن غيرك، كاللغة الشعرية التي تمكّنت من انتزاعها من البيئة المحلية اليمنية، وإدراجها في سياق النص الشعري الفصيح، وتخصيب نصك بالرموز الإنسانية التي تمنح النص ثراء دلالياً، وتوسع أفقه الثقافي، واشتغال نصك الشعري على أسلوب المفارقة، الأمر الذي منحه طاقة جديدة، وفتح أمام المتلقي مفاجآت من شأنها أن تكسر أفق التلقي، واستلهام المعطيات السردية في النص، والشغف بالتجريب، الذي لا ينبتُّ عن الأفق الرؤيوي للشاعر.
أنا شاعر يكتب بنظام تفاعلي ليس مع اللغة وحدها، بل بمشاركة الأصوات الخارجية التي

تصنع رموزها في ذهني. صحيحٌ الشِعرُ فورّة لا متناهية من العواطف المقولّبة بالأعمدة والأوزان، ولكنني سرعان ما وسعتُ من المساحة التي أمشي عليها في أثناء الكتابة، محاولاً استبدال حركة القدم بحركة الصوت المختمر في مياه الذهن.

 

(*) ما المسافة التي تفصلُ ما بين الحداثة والبردوني؟
عندما قرأتُ التراث الشعري للعرب، وجدتُ فيه كثيراً من ينابيع الحداثة، وبنسب متفاوتة. ولكن ذلك لم يمنعني من القفز إلى السفينة، والإبحار نحو التأليف الحديث الآتي من العقل المنتصر للأشكال الأدبية والبنى الجديدة. حرصت على احترام الأب الشعري، دون تقديسه، واستغرقت عمراً في الفلسفة، وآداب الغرب، وكتابات مؤلفيه البارزين.

 

(*) ثمة من اعتبر أن قصيدتك المسماة "أربعينية الشتاء" كانت عبارة عن شفرة معقدّة تشبه إلى حدّ كبير شفرة دافنشي! هل كانت تلك القصيدة صرخة مضادّة للحرب التي تنبأتَ أنتَ بقيامها ضد اليمن؟
أجل. وربما هي القصيدة التي أعادت لي العينين من شدّة ما جرى بهما من سيول وحمم شبيهة بتلك التي تقذفها البراكين التي طالما رأيتها وأنا في النوم.

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.